الرائد والعقيد في الزمن الفريد
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

الرائد والعقيد في الزمن الفريد

المغرب اليوم -

الرائد والعقيد في الزمن الفريد

عبد الرحمن شلقم
بقلم - عبد الرحمن شلقم

جاءت ثورة الفاتح من سبتمبر (أيلول) الليبية، في زمن له خصوصيته الفريدة ليبياً وعربياً ودولياً. كانت ليبيا في مفترق طرق بكل المقاييس.
بدأت الثروة النفطية ترفع أعمدتها فوق الأرض وتدخل إلى بيوت الناس، في حين بدأت الفوارق بين الجيلين السياسيين الأول والثاني تتحرك، والملك إدريس السنوسي أدرك ذلك، ولكن بحكم السن، لم يتمكن من اتخاذ القرارات الحاسمة لمواجهة الحقائق التي يراها تتحرك أمامه. أراد تغيير النظام الملكي إلى نظام جمهوري، لكن رفاقه من الحرس السياسي، عارضوا ذلك بشدة.
عربياً كان زخم المد القومي العربي فاعلاً رغم الهزيمة العسكرية العربية الصاعقة في حرب يونيو (حزيران) 1967 أمام إسرائيل. بدأت مصر في حرب الاستنزاف. تغير الخطاب السياسي العربي وتوارت التعبيرات الساخنة وفي مقدمتها «الثورية والرجعية»، وفرض الواقع الجديد تقارباً هادئاً بين الدول العربية. على المستوى العالمي، كانت الحرب الباردة بين الشرق والغرب على أشدها وتشكل وضعاً عالمياً فرض نفسه.
قامت ثورة الفاتح في ليبيا بقيادة ضباط شباب من ذوي الرتب الصغيرة، وأعلنوا منذ اليوم الأول هويتهم القومية العربية المؤيدة لفكر وسياسة الرئيس جمال عبد الناصر. الضباط الوحدويون الأحرار هم من نفّذوا ذلك التغيير في ليبيا، وعلى رأسهم أعضاء مجلس قيادة الثورة الـ12، يترأسهم العقيد معمر القذافي. ظهر إلى جانبه مبكراً الضابط الرائد عبد السلام جلود، وأدرك الجميع أنه الثاني في الترتيب القيادي بعد العقيد معمر القذافي.
في مذكراته التي صدرت مؤخراً واختار لها عنوان «الملحمة»، عرض الرائد عبد السلام جلود محطات من تاريخ علاقاته مع الطالب ثم الضابط، وبعد ذلك القائد العقيد معمر القذافي. بعد اللقاء الأول بينهما في المعتقل بمركز البوليس بمدينة سبها، كان اللقاء الثاني بـ«غابة حجارة» قرب القسم الداخلي بمدينة سبها.
قال عبد السلام جلود في الصفحة 28 من ملحمته: «جاء القذافي حاملاً معه صرة فيها القليل من الخبز والجبن وبضع تفاحات، وكان معه مذياع صغير. ثم بدأ حديثه معي قائلاً: يا عبد السلام، المظاهرات والاعتصامات عمل سلبي، ولا بد من الانتقال إلى العمل الإيجابي المنظم...»، ويستمر عبد السلام، قائلاً في مذكراته: «أعطاني معمر مجموعة من الكتب منها: مؤلفات ساطع الحصري، وكتاب يا ولدي هذا عمك جمال»، تأليف أنور السادات.
لماذا قرر معمر اللقاء المباشر الثنائي مع جلود؟ في أي مشروع سياسي أو أدبي أو فني أو غيره، يعرض المبادر أو المبدع، بذرة أفكاره على شخص يرى فيه قدرات أو إمكانات ذاتية معينة، وفي حالة العمل السياسي السري في دولة تجرم العمل الحزبي العلني والسري، يكون هناك شرط أساسي حاسم وهو الثقة المطلقة بالطرف الثاني، من دون شك فقد توجه الطالب معمر القذافي إلى الطالب عبد السلام جلود عندما وجد فيه ما كان يبحث عنه. كان معه في المدرسة عدد من الطلبة الذين تجاوبوا مع أفكاره، لكنه مع ذلك لم يجد فيهم المواصفات الشخصية التي رسمها لمشروعه. كان لقاؤهما في «غابة حجارة»، الحجرة الأولى في تأسيس العلاقة السياسية والشخصية بينهما، وتواصل البناء عليها عبر مسيرة متواصلة استمرت لعقود من الزمن في العمل السري، وبعد ذلك على قمة السلطة في ليبيا.
بعد طرده من فزان، انتقل معمر القذافي إلى مدينة مصراتة، حيث واصل دراسته في المرحلة الثانوية، وحمل معه مشروعه الفكري والثوري والتنظيمي، وباشر في توسيع خلايا تنظيمه السري بين طلبة المنطقة من طلاب مصراتة والخمس وغيرهما من زملائه الطلبة، وذهب جلود إلى طرابلس حيث واصل دراسته الثانوية.
في الصفحة 34 من ملحمته قال عبد السلام جلود: «كنا قد أسسنا في عام 1959 تنظيم حركة الوحدويين الأحرار. وفي عام 1960، اختار التنظيم لجنة مركزية برئاسة معمر القذافي وعضوية كل من عبد السلام جلود، ومحمد الزوي وسالم الطاهر الحضيري وإمحمد الحضيري ومحمد خليل وسالم والي وعمر المحيشي وإبراهيم أبجاد والهادي فضل. في عام 1963 اقترح الأخ معمر أن يتوجه أعضاء الحركة إلى الكلية العسكرية، متخلياً عن أساس الحركة وهو التوجه إلى الجامعات والمعاهد العليا لتفجير ثورة شعبية تطيح بالنظام الملكي العميل». في هذا الاقتباس من المذكرات، نقف عند حقائق لها دلالات كبيرة ومهمة. أولها، أن معمر القذافي هو قائد التنظيم منذ بداية مأسسته. وثانيها، أن اللجنة المركزية ضمت ثلاثة عناصر من خارج ولاية فزان، وهم عمر المحيشي ومحمد خليل من مصراتة، وسالم والي من الخمس. وثالثها... لأول مرة يفاتح معمر القذافي زملاءه بضرورة التوجه إلى الكلية العسكرية، وهنا تتبدى القدرة القيادية لمعمر القذافي. فهو لم يفاتح زملاءه منذ البداية بمشروعه العسكري خوفاً من ترددهم أو اختلافهم حول ذلك، ولكنه طرح هذا المشروع بعد مأسسة الحركة، وفي النهاية قبل أغلبهم بما اقترحه، بمن فيهم عبد السلام جلود وعمر المحيشي اللذان قال جلود إنهما صوّتا ضد مقترح معمر، لكنهما التحقا بالكلية العسكرية، بل أصدرت اللجنة المركزية قرارات أهمها: 1ـ يجب على كل أعضاء الحركة الانتساب إلى الكلية العسكرية 2 ـ على أعضاء الحركة الذين يتم قبولهم في الكلية العسكرية، أن يعملوا من أجل ضم أكبر عدد ممكن من الطلبة.
هكذا أدخل معمر القذافي الجميع في الحلقة الثانية من مشروعه الذي يتبع خطوات معلمه جمال عبد الناصر، الذي أخذ منه اسم الحركة، وكذلك الباب الذي يلجه نحو السلطة وهو العمل العسكري.
طيلة وجوده في مدرسة مصراتة الثانوية، لم يتوقف الطالب معمر القذافي عن الاتصال الدائم بجميع زملائه في الحركة محافظاً على حيويتها ويدفعهم إلى الحلقة الثانية في سلسلة مشروعه، وهي الالتحاق بالكلية العسكرية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرائد والعقيد في الزمن الفريد الرائد والعقيد في الزمن الفريد



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 20:01 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
المغرب اليوم - الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib