الصين والغرب الخروج من القوقعة
*عاجل | سي إن إن عن مصدر مطلع: نتنياهو سيعقد اجتماعا بشأن غزة مع كبار المسؤولين في وقت لاحق اليوم* الرئيس الأميركي دونالد ترامب يطالب بإلغاء محاكمة بنيامين نتنياهو في تل أبيب على الفور أو منحه عفوا. في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الدفاعات الجوية الايرانية تسقط المسيرة الثالثة عند الحدود الغربية مع العراق خلال ساعه واحدة *القناة 13 الإسرائيلية: مشاورات متوقعة غدا لنتنياهو بشأن غزة وكيفية المضي في عملية إطلاق سراح الأسرى* كندا تطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة والتوصل لحل مستدام صحيفة إسرائيل اليوم تنقل عن مصادر في حماس لا نستبعد التوصل لاتفاق جزئي بالأيام القادمة حزب الله اللبناني يعلق علي وقف إطلاق النار بين إيران ودولة الاحتلال وزارة الخارجية الإيرانية تعترف بتضرر منشآتها النووية بشدّة جراء الغارات الأميركية حركة حماس تكشف سبب فشل التوصل لإنهاء الحرب في غزة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تعلن موعد وملعب نهائي كأس العرش بين نهضة بركان وأولمبيك آسفي
أخر الأخبار

الصين والغرب... الخروج من القوقعة

المغرب اليوم -

الصين والغرب الخروج من القوقعة

سوسن الأبطح
بقلم : سوسن الأبطح

بعد أن أصبحت الصين المصنع الكوني للأجهزة الإلكترونية، تستعد لتكون المصدّر رقم 2 للسيارات بعد اليابان، متقدمة بذلك على الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وألمانيا. لكن الأمر لن يتوقف هنا، جهود الصينيين مستمرة لتجاوز اليابان بسرعة، بحيث سيبلغ عدد السيارات التي تشحنها الصين إلى خارج حدودها عام 2030 حوالي 8 ملايين سيارة. فخلال السنوات الثلاث الأخيرة العجاف، تضاعف عدد السيارات المصدّرة من الصين 3 مرات، ما يعني أنها تحقق أهدافاً عجيبة.
التطور الرقمي السريع، وانعكاساته المذهلة على الصناعات، في الأرض كما في الفضاء بدأ يعطي نتائج خارقة تقلب المعادلات، خاصة أن الصين عالمياً تسجل ما يقارب نصف براءات الاختراع، في مجال تكنولوجيا الاتصال والجيل الخامس.
والمطلع على المجلات العلمية لا يمكنه نكران الاكتساح الصيني العلمي، وكثافة الأبحاث المنشورة ونوعيتها المتميزة.
أميركا متفوقة من حيث عتادها وآلياتها العسكرية، لكن تعداد الجيش الصيني يصل إلى 1.6 مليون جندي، وهو ليس بقليل.
أميركا تدفع بلاء الصين من جهة فتجدها تطل عليها من الجهة الثانية. فعندما منعتها من الانضمام إلى محطة الفضاء الدولية، وجدت الصين وقد صارت لها محطتها الخاصة، لتتحول إلى القوة الفضائية الثالثة بعد أميركا وروسيا من خلال ما أسمته «القصر السماوي». والاسم بحد ذاته له دلالاته البليغة.
الكلام على الأخطبوط الصيني وتمدده يتزايد. والصين بحجمها الجغرافي وديموغرافيتها، وخططها المستقبلية المتشعبة، تجعل من «نظرية التهديد الصيني» التي يروج لها الغرب ما يبررها.
ومؤخراً، ازدادت المخاوف حين أعلنت الصين عن رفع ميزانيتها الدفاعية بنسبة 7.2 في المائة، وهي الأعلى منذ 2019. هذا يعني أن الصين ستخصص 225 مليار دولار لنفقات الدفاع، أي ثاني أعلى ميزانية، بعد الولايات المتحدة التي تزيد عنها بحوالي 3 أضعاف.
لكن الصين تنكر أنها تخوض سباق تسلح، وتقول إن هذا ليس من مصلحتها، وأبحاثها العسكرية كما عملها التسلحي، للدفاع عن النفس وتعزيز الأمن القومي.
وسمة التنكر بلبوس البساطة له فوائده للصين التي تحرص على وصف نفسها بالدولة النامية، متذرعة بالفجوة التي لا تزال تفصل بين بعض المناطق الريفية والحضرية، مقارنة بدول متقدمة في أوروبا وأميركا. وهو ما يغيظ الغرب، ويعدونه تحايلاً، وتمسكناً في غير مكانه.
والخلاف حول قدرة الصين على تولي قيادة العالم مكان الولايات المتحدة الأميركية، يقسم الآراء بين متحمس للانتقام من القوة النزقة الكبرى، وفريق آخر يرى أن المشروع الصيني يعاني من تصدعات ذاتية لن تسمح له بالاختراق، منها شيخوخة المجتمع، ونظام الحزب الواحد، وكذلك غياب النموذج الساحر، على غرار «الحلم الأميركي» الذي جعل الولايات المتحدة تنتصر بصورتها، قبل أن تسيطر بآلتها العسكرية وقوة الدولار والدبلوماسية.
الرغبة في تسلم زمام القيادة تنكره الصين، معتبرة أنها تؤمن بتعدد الأقطاب، وتسعى إلى التخفيف من مخاطر سطوة القطب الواحد.
وتبذل الصين جهداً جباراً عبر آلتها الإعلامية التي تتوسع باطراد، لتشرح أنها نموذج أكثر إنسانية وعدالة وقدرة على تحقيق السعادة للبشرية من الولايات المتحدة الأميركية.
«مبادرة الحزام والطريق» التي أطلقها تشي جينبينغ عام 2013 تهدف إلى بناء سوق كبيرة موحدة يجمعها التبادل التجاري والثقافي والثقة، وهدفها تعزيز الازدهار العالمي. فهي تضرب عصفورين بحجر واحد، تدفع إلى بناء بنية تحتية داعمة للاقتصاد العالمي تمتد لتشمل دولاً في آسيا والمحيط الهادئ وأفريقيا ووسط وشرق أوروبا باستثمارات تصل إلى مئات مليارات الدولارات، لكنها في الوقت نفسه تؤمن لبضائعها سكك عبور لتملأ الدنيا بأبخس الأثمان. علماً بأن البنية التحتية تتكفل بها كل دولة على أراضيها الوطنية، وقد تعان من قبل بنوك متخصصة. لكن هذا يرتب ديوناً باتت تنوء بثقلها دول غير قادرة على السداد.
ثقافياً تخطط الصين أيضاً لأن تصبح إضافة إلى التجارة مركزاً للفن التشكيلي المعاصر.
فقد تحولت خلال سنوات قلائل، من بلد بلا متاحف إلى مركز للرسم والنحت والتشكيل، حيث إن الثقافة هي أحد العناصر التي يعول عليها الصينيون، لجعل صورتهم أجمل.
لهذا في يوم الكتاب العالمي، العام الماضي، اقترح الرئيس الصيني من خلال إعلان ترويجي، 10 كتب بـ10 لغات على سكان العالم، ينصح بقراءتها، ولكل منها ميزته، من بينها «الشيخ والبحر» و«ألف ليلة وليلة»، وهناك الألماني والفرنسي. فالصين منفتحة على الثقافات والرئيس الصيني يقرأ الأدب العالمي ويعرفه، وينصحنا ببعض المؤلفات التي انتقيت بعناية، ولها عند شعوبها مكانتها العليا.
ويتم العمل على تسهيل تعليم اللغة الصينية التي يقال إنها من بين أصعب لغات العالم لأنها ليست قائمة على الأبجدية، وإنما آخر لغة متبقية تعتمد على التصوير. وهو ما انطلقت منه الحملات لتشجع على ولوج سحر هذا الإرث الفريد.
ليس في الدنيا ملائكة وشياطين، لكنك تقرأ الإعلام الغربي، الذي يتحدث عن الوحش الصيني الهاجم بجواسيسه واختراعاته وتكنولوجيا الاحتيال، والخطط التجارية التي تهدف إلى إفقار العالم والإطباق عليه، يخيل إليك أن كل تمدد صيني إضافي هو اقتراب من الكارثة. وتقرأ كيف تقدم الصين نفسها باللين واللطف والمحبة، فتستعجل سطوتها الحريرية، وبلوغها أهدافها لتحلّ المحبة التي تدّعيها، على البشرية.
يلفت الفيلسوف الفرنسي فرنسوا جوليان، المتخصص في الصين، إلى تعقيدات كبيرة في العلاقة بين الصين والغرب، ما لم يخرج هذا الأخير من قوقعته التاريخية.
مرجعية أوروبا كانت دائماً الحضارة اليونانية، بكل موروثها ومحمولها. ثم إن الحضارة الغربية دينياً تدور حول محور واحد هو الله.
عنصران لا يتقاسمهما الغرب مطلقاً مع الحضارة الصينية التي لها قيمها، ورؤيتها للعالم. التفاهم بين الجهتين يحتاج إلى التجرد، والتفكير من خارج الموروث. وتلك مهمة صعبة، تنجح أو قد تدفع بالبشرية إلى بذل دماء كثيرة، نحن في غنى عنها.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصين والغرب الخروج من القوقعة الصين والغرب الخروج من القوقعة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 12:03 2025 الأربعاء ,25 حزيران / يونيو

أفكار مختلفة لارتداء اللون الوردي في الصيف
المغرب اليوم - أفكار مختلفة لارتداء اللون الوردي في الصيف

GMT 06:52 2017 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

أسعار العملات العربية والأجنبية بالدينار الجزائري الأربعاء

GMT 03:32 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

افتتاح مهرجان الفجيرة للفنون وسط حضور كثيف

GMT 13:06 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

إطلالات أيقونية لملكة الأناقة رانيا العبد الله

GMT 11:17 2024 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

أفكار لتنسيق إطلالات رومانسية لموعد عيد الحب

GMT 22:35 2023 السبت ,09 أيلول / سبتمبر

محمد صلاح يتضامن مع ضحايا زلزال المغرب

GMT 23:58 2021 الخميس ,25 آذار/ مارس

زكريا لبيض يؤكد إصرار كبير أنه لن يستسلم

GMT 07:49 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

ستيفين تشانج رئيس نادي انتر ميلان يكشف سر نجاحهم

GMT 09:30 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة المغربية إلهام واعزيز تتحدث عن اختفاء والدتها
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib