أميركا الخائفة
رئيس الأركان الإسرائيلي يتعهد بمحاسبة المستوطنين المعتدين في الضفة الأمير فيصل بن فرحان يصل كندا للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع لبحث القضايا الدولية محكمة الغابون تحكم بالسجن 20 عاما غيابيا على زوجة وابن الرئيس السابق علي بونغو بتهم الفساد مصرع 42 مهاجراً بينهم 29 سودانياً في غرق قارب قبالة سواحل ليبيا كوريا الجنوبية تصدر حكمًا عاجلًا ببراءة أوه يونج سو بطل Squid Game من تهمة التحرش الجنسي وإلغاء أي محاولات استئناف أو اعتراض على الحكم الإعصار فونج وونج يجبر تايوان على إجلاء أكثر من 3 آلاف شخص ويتسبب بمقتل 18 في الفلبين وتدمير آلاف المنازل زلزال بقوة 5,1 ريختر يضرب منطقة شمال شرق مدينة توال بجزيرة بابوا إندونيسيا على عمق 10 كلم قائد قسد يصف انضمام سوريا للتحالف ضد داعش بخطوة لمحاربته نهائيا حركة الطائرات في مطارات الامارات تصل الى مستويات قياسية خلال يناير الى مايو كوشنر يؤكد لا إعمار لغرب غزة قبل نزع سلاح حماس
أخر الأخبار

أميركا الخائفة

المغرب اليوم -

أميركا الخائفة

سوسن الأبطح
بقلم : سوسن الأبطح

أكثر من سبب وجيه يجعل سلطات الولايات المتحدة في عداء عميق مع تطبيق «تيك توك». فهو أول تطبيق غير أميركي يكتسح، وتزاحم شعبيته تطبيقاتها التي فتنت الألباب، حتى في عقر دارها. في عام واحد بعد انطلاقته سنة 2017 أصبح التطبيق الصيني، هو الأكثر تنزيلاً من المتاجر الإلكترونية، في العديد من دول العالم. وتمكن في سنواته الخمس الأولى من ضمّ ضعفي عدد المستخدمين الذين احتاجت إلى جذبهم منصات مثل «فيسبوك» و«إنستغرام» وحتى «يوتيوب» أكثر من ثماني سنوات. وأصبح «تيك توك» إدماناً للشباب الصغار، في سن الحلم، بينما تحولت «فيسبوك» إلى منصة تشيخ وهي تضم الأكبر سناً، والأقل حيوية.

تبيح أميركا لنفسها ما تحرّمه على غيرها. فهي تتذرع بأن البيانات التي تجمعها شركة «بيت دانس» المشغلة لـ«تيك توك»، تذهب إلى السلطات الصينية، وهذا ليس بمستغرب، رغم تأكيدات الشركة المشغلة عكس ذلك. وتنسى السلطات الأميركية أنها تستبيح بيانات شركاتها التكنولوجية منذ تأسيسها، إما بالتواطؤ والتنسيق، وإما بقرصنة المعلومات دون التنسيق معها. وهو ما أكدته الشركات نفسها حين طالبت مجتمعة الكونغرس باحترام حرية التعبير والكفّ عن انتهاك حرمة بياناتها، باستخدام برنامج مثل «ماسكيولار» وغيره، يمتص المعلومات عن الشبكات بمنتهى السهولة. والاعتراض على قرصنة البيانات، ليس حرصاً أو كرم أخلاق من «فيسبوك» و«تويتر» و«لينكد إن» وغيرها، فهي تعاونت ولا تزال مع وكالة الأمن القومي الأميركية، بحسب فرانك سكافيدي، المخبر الذي عمل في «إف بي آي» لأكثر من عقدين، وإنما بدأت تفرمل تجاوزاتها، لخشيتها الفضائح، وفقدان ثقة المستخدمين، بعد أن تم تشديد الرقابة عليها في أوروبا ودول في أميركا الجنوبية، وفاحت روائح القرصنة والانتهاكات.
تشدد أميركا على موضوع خوفها من استغلال بيانات مواطنيها، ومخاطر التجسس عليهم ولا تبوح بمخاوفها الكبرى من التأثير الممكن للتطبيق الصيني على آراء مواطنيها وتوجهاتهم، خصوصاً صغار السن. بين خطورة الحظر الكامل الذي يخشى أن يلهب غضب ملايين المستخدمين الشباب للتطبيق ويؤلبهم ضد المشرعين ويؤثر على التصويت لهم في الانتخابات وترك الأمور على غاربها، ثمة حيرة كبيرة وإرباك، ومحاولة نشر أخبار صحافية دائمة حول مساوئ التعامل مع «تيك توك»، وشيطنة الحكومة الصينية والنظام هناك، وأنه يتجسس على تحركات الشخصيات، هذا عدا تخزين بيانات المستخدمين واستغلالها ضدهم من قبل جهة غير ديمقراطية.
التطبيقات الاجتماعية لها سطوة وسلطة، وهي حيث تنتشر تنقل قيم مَن يديرون التطبيق وأفكارهم. هذا ما تفعله يومياً أميركا، وهي تحذف من التعليقات والصور ما لا تراه مناسباً، وهكذا سيفعل الآخرون. فهي التي تحدد من هو الإرهابي، وما هي العبارات الخطيرة، أو الخادشة للحياء، وما هي العبارات التي تبقيها على التطبيقات. رغم أن «تيك توك» مضامينه غير سياسية في الغالب فإن أميركا تعتبر أنه قد يكون منصة لنشر مبادئ لا تتناسب والقيم الغربية وأخلاقياتها.
كانت الصين قبل سنوات قليلة هي التي تحجب «فيسبوك» و«غوغل» وتعتبرهما تهديداً لها ولمواطنيها في عقر دارها، صارت أميركا هي التي تريد أن تمنع منصة «تيك توك» وأخواتها، إذ إنها ليست وحيدة ولا يتيمة ولن تكون الأخيرة صينياً.
المعركة مستمرة، لكن من الصعب تصور أي انتصار حاسم على «تيك توك»، في المدى المنظور أو فرملة جدّية لدوره الحالي. فقد عنونت إحدى المقالات الفرنسية «هل يمكن لأي فنان أن ينجح دون تيك توك؟» والإجابة في النهاية لصالح التطبيق الذي ما أن يحب مستخدموه مقطعاً موسيقياً أو أغنية ويجعلوها تصاحب فيديوهاتهم، حتى تحلّق عالياً على مختلف المنصات الموسيقية مثل «سبوتيفاي» أو «أبل». موسيقى مجهولة، أغنية لشاب مبتدئ، أغنية قديمة غير شهيرة، لا يهم. «تيك توك» قادر على رفع شأن فنان والحط من قدر كاتب، وله سلطة لا تردّ، وهذه السطوة هي التي يُعمل لها حساب.
ففي الفترة الأخيرة أدركت دور النشر والمكتبات ومعها المؤلفون، أهمية أن يروج لمنتج على «تيك توك»، وما يمكن أن يفعله من تحولات ويجلب من شعبية بسرعة هائلة.
وربما أن الفرق الأساسي بين «فيسبوك» و«إنستغرام» وتطبيق مثل «تيك توك»، أن الأولين يضعان المشاهير في المقدمة ويبنيان عليهم، كما يوليان أهمية لعدد المتابعين الذين يصعدان بأحدهم أو ينزلان به إلى الدرك الأسفل، بينما جماهير مستخدمي «تيك توك»، هم الذين يصنعون نجومهم من كتّاب ومطربين وهم الذين يقررون ما هو الكتاب الأهم والأغنية الأجدر بالتداول، وما هو المنتج الذي يجب أن يختفي لأنه لم ينل رضاهم. أقرب مثل على ذلك أغنية الفنان «ليل ناس إكس»، صاحب أغنية «طريق البلدة القديمة»، التي اشتهرت ووصلت إلى المركز البلاتيني 15 مرة على حسب قوائم جمعية صناعة التسجيلات في أميركا. والمغني مجرد شاب صغير غير معروف، اشترى اللحن الإيقاعي بمبلغ زهيد، وسجل الأغنية بمعونة «ساوند كلاود» على الإنترنت، في لحظة ضجر كبير، وحققت نجاحاً مجنوناً.
مع «تيك توك» لا أحد يعرف لماذا صعد نجم «ليل ناس» ولماذا أخرجت أغنية قديمة لماسكد وولف ونفض عنها الغبار فجأة.
هو منطق الخوارزميات والأمزجة حين يلتقيان... وما هي إلا البداية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا الخائفة أميركا الخائفة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 01:36 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة
المغرب اليوم - تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة

GMT 02:56 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع
المغرب اليوم - دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع

GMT 02:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع
المغرب اليوم - الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع

GMT 02:03 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منى أحمد تكشف أن لكل برج ما يناسبه من الأحجار الكريمة

GMT 14:24 2016 الإثنين ,06 حزيران / يونيو

"السياسة العقارية في المغرب " ندوة وطنية في طنجة

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 05:10 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هيئة السوق المالية السعودية تقر لائحة الاندماج المحدثة

GMT 07:31 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

طرح علاج جديد للوقاية من سرطان الثدي للنساء فوق الـ50 عامًا

GMT 23:39 2012 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر: تزويد المدارس بالإنترنت فائق السرعة العام المقبل

GMT 08:26 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا قدمتم لتصبحوا صحفيين وناشطين؟

GMT 00:26 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة المنشط الإذاعي نور الدين كرم إثر أزمة قلبية

GMT 02:33 2014 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

"رينود" يتسبب في تشنج الأوعية الدموية لأصابع اليدين

GMT 00:25 2017 الأربعاء ,07 حزيران / يونيو

مي عمر تؤكّد أهمية تجربة عملها مع عادل إمام

GMT 09:51 2016 السبت ,10 كانون الأول / ديسمبر

بشرى شاكر تشارك في مشروع طاقي في ابن جرير
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib