العودة إلى «المريول»
في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الدفاعات الجوية الايرانية تسقط المسيرة الثالثة عند الحدود الغربية مع العراق خلال ساعه واحدة *القناة 13 الإسرائيلية: مشاورات متوقعة غدا لنتنياهو بشأن غزة وكيفية المضي في عملية إطلاق سراح الأسرى* كندا تطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة والتوصل لحل مستدام صحيفة إسرائيل اليوم تنقل عن مصادر في حماس لا نستبعد التوصل لاتفاق جزئي بالأيام القادمة حزب الله اللبناني يعلق علي وقف إطلاق النار بين إيران ودولة الاحتلال وزارة الخارجية الإيرانية تعترف بتضرر منشآتها النووية بشدّة جراء الغارات الأميركية حركة حماس تكشف سبب فشل التوصل لإنهاء الحرب في غزة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تعلن موعد وملعب نهائي كأس العرش بين نهضة بركان وأولمبيك آسفي جماهير بورتو تُهاجم بعثة الفريق فور وصولها إلى البرتغال بعد الخروج من دور مجموعات كأس العالم للأندية كيليان مبابي يفقد وزناً كبيراً بعد تعرضه لالتهاب حاد في المعدة والأمعاء
أخر الأخبار

العودة إلى «المريول»

المغرب اليوم -

العودة إلى «المريول»

سوسن الأبطح
بقلم : سوسن الأبطح

أدخل وزير التربية الفرنسية غابريل أتال بلاده في جدل سوريالي. النقاش بات يطال طول الفساتين، وموديلات الأكمام، ودرزات الأردية، وحتى الألوان، ومدى ضيق العباءة أو اتساعها، لنعرف ماذا نسميها، وهل نمنعها في المدارس أو نبقيها؟ وكأنما لا هموم تربوية أو مشكلات في المناهج، وصعوبات تعليمية تستحق تركيزاً عميقاً. التقهقر الموجع في المستوى التعليمي مرض عضال، وليس داء فرنسياً فقط.    

لكن الوزير قرر أن يبدأ السنة الدراسية بموضوع يثير من الغبار، أكثر مما يحصد من ثمر، ويبقي الجميع في الهامش، مهما بذلت من جهود، وحسنت النيات. وإذ رأى أن التطبيق أصعب مما كان يتصور، فقد وجد أن الحل في اعتماد الزي الموحد. وتلك فكرة صائبة تريح الجميع من خلافات لا تنتهي حول ماهية الرموز الدينية التي تمنعها المدارس الفرنسية.

وإذا تمكنت «العباءة»، من إعادة الزي المدرسي الموحد إلى المدرسة الفرنسية، تكون قد فعلت ما لم يستطعه وزراء تربية، ونواب، وقادة أحزاب، على مدى سنين خلت.

مقاومة «المريول» المدرسي، تاريخياً، في فرنسا عارمة، ومحاولات جعله جزءاً من حياة التلامذة، اصطدمت دائماً، بالدفاع عن فكرة حرية الاختيار، وتطور الشخصية والتعبير عن الذات، والخوف من أن تكبح صرامته روح المبادرة، وتقصّ أجنحة الأطفال. من بين أبرز المطالبين بالزي الواحد، نواب في اليمين واليمين المتطرف، وحين قدموا اقتراحهم العام الماضي بدوا كأنهم يسيرون في حقل ألغام. ويفضّل في فرنسا، إذا كنت من أنصار هذه الفكرة، أن تتحدث عن «زي مشترك»، لا «زي موحد»، تخفيفاً للوطأة، حتى لو كنت تقصد الشيء نفسه، فذلك أدعى للاستماع إليك، قبل أن تواجه سريعاً، بالرفض والصدود.

عرفت فرنسا الزي الموحد أيام نابليون، كان أقرب إلى البزة العسكرية، وتم الاستغناء عنه كلياً بعد ثورة مايو (أيار) 68 الشهيرة التي ثار خلالها الطلاب على النظم التعليمية الصارمة، والخضوع لسلطات عليا، وطالبوا بإلغاء التسلسل الهرمي الاستبدادي. من يومها والتلامذة يعبرون عما في نفوسهم بما يريدون ارتداءه كباراً وصغاراً في المدرسة الرسمية.

نزعة المسؤولين عادت تكراراً من حينها نحو المريول، خاصة، من أجل الحد من ثقل التفاوت الطبقي الذي تبرزه الملابس، بعد الموجة الاستهلاكية التي تجتاح العالم. الجديد، أن فرنسا، على الأرجح ستخضع أخيراً لفكرة الزي الموحد من باب فض النقاش حول العباءة والدلالات الدينية الأخرى التي يمكن أن تعكسها الملابس، ولن تقف عند الفترة التجريبية التي دعا إليها وزير التربية الوطنية غابريل أتال.

فلائحة الممنوعات بدأت تطول، وكل بند حول الرموز الدينية التي منعت في المدارس منذ عام 2004 يفتح أبواب الجدل، والتوظيف السياسي، الذي ينتهي، بمزيد من الانقسام المجتمعي.

العباءة مختلفة عن البرقع الذي حظرت فرنسا ارتداءه في الأماكن العامة عام 2010 وحتى عن الحجاب أو القبعة اليهودية. العباءة قد ترتدى للستر والحشمة، وقد تستخدم لأنها زي تقليدي في غالبية الدول العربية، وتحولت في السنوات الأخيرة إلى موضة عالمية تسابقت على التفنن في تصميمها أرقى دور مثل «دولتشي أند غابانا» أو «لانفان» في فرنسا نفسها. فكيف يمكن أن نوصّف أنجلينا جولي حين ارتدتها، أو كيم كاردشيان وهي تتباهى بها؟

بعض المدرسات الفرنسيات يعددن العباءة رمزاً دينياً حين تقترن بالحشمة، ولكن ماذا عن الرداء الطويل، ومتى يكون دينياً، وفي أي لحظة يتحول إلى جزء من الموضة؟

دخلت فرنسا في نقاش صعب، وانقسمت الآراء، ولم يعد من مخرج سوى الزي الموحد الذي يجعل التلامذة متشابهين، لا يفرق بين أحد منهم، كما فعلت منذ البدء إنجلترا ملكة «اليونيفورم» المدرسي، وطالما سخر الفرنسيون من مظهر طلابها المحافظ.

في إيطاليا، يدخل رجال الدين المسيحيون إلى المدارس، ويباركون التلامذة في عيد الفصح، وفي ألمانيا سمح لمعلمات بأن يمارسن مهنتهن مرتديات الحجاب، وفي الدنمارك التعاليم المسيحية جزء من المنهاج، وفي بريطانيا يعنيهم مراقبة المسلمين أمنياً خوفاً من الإرهاب، ولا يعبأون بما يلبسون ويأكلون.

تربك العلمانية المتشددة فرنسا، في زمن مدّ المشاعر الدينية وفورانها. وتخضع البلاد لموجات الفعل ورد الفعل، ولا يتوانى وزير التربية عن التذكير بالأعمال الإرهابية التي طالت المدارس، فيما لا يجد المسلمون عدالة في قرار منع فتياتهم، من لبس ما يشأْنَ لتأويلات للأزياء غير موفقة، ويلجأون للطعن في شرعية القرار الذي يطال العباءة.

حقاً أخذت العباءة بعداً لم يكن يتصوره أحد، فيما هي في شوارع المغرب أو الجزائر، مجرد لباس توارثته البنات عن الجدات. وقد تجد سيدة بالقفطان تغطي رأسها، لكنها ترفع رداءها وتكشف بعفوية لتحرر مشيتها. وسيدات القرى اللبنانيات قد يضعن غطاء على الرأس، لا يغطي شيئا من الشعر. ثمة أردية لها صلة بالثقافة والتقاليد، وأخرى استجدت مع المدّ الديني، ومن الصعب على مديري المدارس الفرنسيين، أن يقفوا كل يوم على باب مؤسساتهم، يدققون في الأثواب وألوانها ويحللون مراميها، ويقيسون طولها، وعرضها.

في اليوم الدراسي الأول، أعادت المدارس 67 طالبة رفضن خلع عباءاتهن، من أصل 298 خالفن التعليمات. ورجعت الطالبات مع رسالة وجهت إلى الأهل تقول: «العلمانية ليست قيداً، إنها حرية».

وهي للأسف، لم تعد كذلك في الحالة الفرنسية. تبكي أم تضحك، حين تقرأ تعريفاً فرنسياً للعباءة: «هي رداء فضفاض كامل الطول ترتديه النساء المسلمات بوصفها مظهرا من مظاهر الاحتشام». لكن المجلس الفرنسي للشعائر الإسلامية يجيب بأن «العباءة لا يمكن عدّها ملابس دينية بل ملابس تقليدية». يرد غيوم أودينيت، مدير الشؤون القانونية بوزارة التعليم: «الموضوع ليس إذا كان الإسلام يأمر بارتداء هذا الثوب أم لا، إنما أن تعرف على الفور أن الشخص الذي يرتديها ينتمي إلى الدين الإسلامي». بالنتيجة أكثر من طالبة، منعن من دخول مدرستهن، لأنهن يرتدين «الكيمونو» فوق ملابسهن المعتادة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العودة إلى «المريول» العودة إلى «المريول»



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 12:03 2025 الأربعاء ,25 حزيران / يونيو

أفكار مختلفة لارتداء اللون الوردي في الصيف
المغرب اليوم - أفكار مختلفة لارتداء اللون الوردي في الصيف

GMT 06:52 2017 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

أسعار العملات العربية والأجنبية بالدينار الجزائري الأربعاء

GMT 03:32 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

افتتاح مهرجان الفجيرة للفنون وسط حضور كثيف

GMT 13:06 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

إطلالات أيقونية لملكة الأناقة رانيا العبد الله

GMT 11:17 2024 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

أفكار لتنسيق إطلالات رومانسية لموعد عيد الحب

GMT 22:35 2023 السبت ,09 أيلول / سبتمبر

محمد صلاح يتضامن مع ضحايا زلزال المغرب

GMT 23:58 2021 الخميس ,25 آذار/ مارس

زكريا لبيض يؤكد إصرار كبير أنه لن يستسلم

GMT 07:49 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

ستيفين تشانج رئيس نادي انتر ميلان يكشف سر نجاحهم

GMT 09:30 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة المغربية إلهام واعزيز تتحدث عن اختفاء والدتها
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib