خطر انقطاع النسل
*عاجل | سي إن إن عن مصدر مطلع: نتنياهو سيعقد اجتماعا بشأن غزة مع كبار المسؤولين في وقت لاحق اليوم* الرئيس الأميركي دونالد ترامب يطالب بإلغاء محاكمة بنيامين نتنياهو في تل أبيب على الفور أو منحه عفوا. في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الدفاعات الجوية الايرانية تسقط المسيرة الثالثة عند الحدود الغربية مع العراق خلال ساعه واحدة *القناة 13 الإسرائيلية: مشاورات متوقعة غدا لنتنياهو بشأن غزة وكيفية المضي في عملية إطلاق سراح الأسرى* كندا تطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة والتوصل لحل مستدام صحيفة إسرائيل اليوم تنقل عن مصادر في حماس لا نستبعد التوصل لاتفاق جزئي بالأيام القادمة حزب الله اللبناني يعلق علي وقف إطلاق النار بين إيران ودولة الاحتلال وزارة الخارجية الإيرانية تعترف بتضرر منشآتها النووية بشدّة جراء الغارات الأميركية حركة حماس تكشف سبب فشل التوصل لإنهاء الحرب في غزة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تعلن موعد وملعب نهائي كأس العرش بين نهضة بركان وأولمبيك آسفي
أخر الأخبار

خطر انقطاع النسل

المغرب اليوم -

خطر انقطاع النسل

سوسن الأبطح
بقلم:سوسن الأبطح
 

الشامتون بانخفاض عدد سكان الصين كثر، وهم في الغالب، أسوأ حالاً، وأصعب مآلاً. أوروبا تناقش بفرح فضائل أن ينقص عدد الصينيين 850 ألف شخص في سنة واحدة، للمرة الأولى منذ ستة عقود. وأميركا تعدّ وتحلل مزايا الظاهرة، وانعكاساتها السلبية على عدوها الأول، ومنافسها الأشرس، على قيادة العالم واقتصاده. لكن دراسة حديثة تظهر أن أوروبا بشكل عام، وضمنها بريطانيا، انخفض الإنجاب فيها العام الماضي بما نسبته 14 في المائة. وهي في الأصل قارة تشيخ ولا تتجدد.
لم تعد المرأة الصينية تنجب أكثر من 1.15 طفل. أي أن الموتى لا يعوضون، بل تتقلص الكتلة السكانية. لكن النسبة تكاد تكون مشابهة في اليابان التي تعاني من نقص في الشباب ووفرة في عدد العجائز. وثمة ما هو مشابه كذلك في كوريا الجنوبية. بعض المهللين لتناقص عدد الصينيين، يريدون إلقاء اللوم على سياسة الطفل الواحد، والقول إنه بلد فاشل، يعتمد قرارات قمعية، تنتهي بتصدع وانهيار.
والصين بدأ عدد سكانها يراوح مكانه منذ تسعينات القرن الماضي، والتدهور الديمغرافي كان متوقعاً لكن بعد خمس عشرة سنة على الأقل.
الوباء وموت آلاف البشر بسبب استشراء المرض لم يكونا من ضمن المتوقع في الصين ولا أميركا.
أوروبا كلها، تعيش المأزق نفسه، مع فارق جوهري هو أنها مستعدة لاستيراد البشر وتجنيسهم. فقد تمكنت ألمانيا بعد قبولها مليون لاجئ خلال فترة قياسية، من رفع مستوى الإنجاب بشكل غير مسبوق، ومع ذلك لم يصل بعد إلى 2 في المائة المأمولة لكل امرأة، للحفاظ على عدد السكان. وكانت ألمانيا قبل سنوات قليلة، في وضع مشابه للصين اليوم، بحيث لا تكفي الولادات لتعوض الوفيات.
لكن التجنيس وقبول طلبات اللجوء، ولو بشكل مدروس كما اتبعته أوروبا، منذ القرن الماضي، خوفاً من شيخوخة، فعجز، فإفلاس، سياسة عواقبها ليست بالسهلة أيضاً. فنمو اليمين المتطرف الكاره لهذا التنوع الهجين ورفض الآخر أشبه ببدء تمزق النسيج الاجتماعي، وصعود نحو خلافات أهلية تحتاج إلى حنكة وحكمة لترويضها. أما وأن الوضع شائك هكذا فليست الحروب والأزمات الاقتصادية، وانخفاض مستوى المعيشة، وتقهقر الخدمات الصحية، هي المناخات المناسبة لتذليل هذا النوع من العقبات.
قبل يومين تصدّر الصفحة الأولى لصحيفة «اللوموند» الفرنسية الرصينة، عنوان مزلزل: «أوروبا: شح كبير في الأدوية». نحن لسنا في زمن الوباء وإغلاق المطارات ووقف الملاحة. ومع ذلك كتبت الصحيفة عن فقدان الكثير من الأنواع من بينها منتجات الباراسيتامول. نحو 3 آلاف صنف بات يصعب تأمينها للمرضى بشكل سلس، بسبب الحرب، وبعد مصادر الإنتاج وضعف سلاسل التوريد، وكل المعوقات التي نسمعها باستمرار.
وبحسب الدراسات، فإن الوباء والحجر وما تبعهما من كوارث اقتصادية وحربية، أدت فعلاً إلى كآبة عالمية، ورؤية سوداوية للعالم، مع ضعف قياسي في مستوى الإنجاب ليس في بلدان أوروبية فقط، بل في بلد مثل الهند تعد الكثافة السكانية فيه كارثة محققة، لكن الارتفاع لم يعد على الوتيرة السابقة. ولبنان الذي يعاني مشكلاته الخاصة، ويحتمل ما يصيب العالم، أصبح أقل خصوبة من بعض الدول الأوروبية، والأقل إنجاباً على الإطلاق بين كل الدول العربية، إذ انخفضت نسبة الولادات إلى 1.2 لكل امرأة. وإذا ما أضيف إلى صعوبة العثور على حليب الأطفال ومن ثم إلحاق الأطفال بالمدارس، وهجرة الشباب الكثيفة، مع ضعف العناية الصحية، تدرك أن لبنان يتحول تدريجياً، لولا وجود اللاجئين السوريين الذين احتفظوا بنسب ولادات مرتفعة، إلى مأوى حقيقي للمسنين الذين لا يجدون من يعنى بهم.
سكان الأرض ازداد عددهم بشكل هائل في السنوات السابقة، حتى لتشعر بأن الأرض تغصّ بسكانها، وتعجز عن إطعامهم ومدّهم بالأوكسجين الكافي. لكن الوتيرة الإنجابية لن تحتفظ بخطها التصاعدي، إذا ما استمر الأرق البشري على ما هو عليه. ثمة تقاعس عالمي عن الزواج، وهناك تأخر وفي أحيان صدود كبير عن الإنجاب.
هذا لا يعني أننا سنندثر كجنس. ثمة شعوب تأخذ على عاتقها تجديد الكوكب، لكنها غير تلك التي أفنت جهود أبنائها في العمل والكد، وألهتهم عن أدوارهم الطبيعية، ببناء الاقتصادات، ووترت أعصابهم بسؤال التفوق، وأدخلت نفسها بقوة في سباقات الرخاء الليبرالي المكلف.
الديموغرافيا ستكون عنصراً حاسماً في تغيير شكل العالم في المستقبل القريب. الصين قد تتغلب على مشكلتها بتشجيع أكبر للإنجاب وقد لا تستطيع. لكن المشكلة تتجاوزها، لتعم أوروبا وتزحف إلى أميركا وكندا وأستراليا. هل الجنس الأبيض مهدد؟ والأصفر أيضاً؟ ولأي لون وجنس ستكون الغلبة؟ وكيف؟ ثمة بعض الإجابات تطل برأسها من ألمانيا وفرنسا، لكن الأجوبة النهائية قد تحتاج إلى عقد أو أقل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطر انقطاع النسل خطر انقطاع النسل



GMT 13:57 2024 الإثنين ,05 آب / أغسطس

محاصر بين جدران اليأس !

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 آذار/ مارس

«مسار إجبارى».. داش وعصام قادمان!!

GMT 10:52 2024 الخميس ,21 آذار/ مارس

الفوازير و«أستيكة» التوك توك

GMT 10:49 2024 الخميس ,21 آذار/ مارس

الأخلاقى والفنى أمامنا

GMT 10:47 2024 الخميس ,21 آذار/ مارس

ذكرى عودة طابا!

GMT 12:03 2025 الأربعاء ,25 حزيران / يونيو

أفكار مختلفة لارتداء اللون الوردي في الصيف
المغرب اليوم - أفكار مختلفة لارتداء اللون الوردي في الصيف

GMT 16:24 2025 الأحد ,15 حزيران / يونيو

تشيلسي يستهدف تحقيق كأس العالم للأندية

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib