سراب الوقت والتوأم اللبناني ــ الغزي
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

سراب الوقت والتوأم اللبناني ــ الغزي

المغرب اليوم -

سراب الوقت والتوأم اللبناني ــ الغزي

سام منسى
بقلم : سام منسى

أعلن خليل الحية، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، الأسبوع الماضي، رفض تسليم السلاح قبل قيام الدولة الفلسطينية، بعد أن كانت الحركة تربط هذا القرار بإجماع الفصائل. وعادت «حماس» لتنفرد بالمشهد الميداني عبر انتشار مسلحيها في مناطق متفرقة من القطاع، ما دفع رئيس الحكومة الفلسطينية، محمد مصطفى، إلى مطالبتها بموقف واضح من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لا سيّما في مسألة السلاح. ويتكرر المشهد في بيروت، مع إصرار «حزب الله» على عدم تسليم سلاحه قبل انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها وإطلاق الأسرى.

في المقلب الإسرائيلي، يتجنب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الإفصاح عن حقيقة موقفه من المرحلة الثانية من خطة ترمب، ويتمسك برفضه حتى مبدأ الشروع في مسار نحو دولة فلسطينية.

هذا التصلب أدى إلى تعثر تفاهمات وقف النار في غزة وعودة إسرائيل إلى القصف، رغم الضغوط الأميركية والمصرية وغيرها. وفي الموازاة، يتعثر أيضاً اتفاق وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل و«حزب الله»، مع استمرار إسرائيل بالقصف والاغتيالات وتواتر الأنباء عن إعادة الحزب بناء قوته. وهكذا، ينعكس المشهد الغزي على لبنان الذي يعيش حالة «غزة سياسية» تمسك فيها قوة مسلحة بالقرار السيادي وتشل مؤسسات الدولة.

النموذجان اللبناني والغزي يجسدان ظاهرة «الدولة داخل الدولة»، حيث حركات المقاومة، كـ«حزب الله» و«حماس»، المفترض أنها مشاريع تحرر باتت سلطات موازية تستمد شرعيتها من المظلومية والاحتلال، لكنها تسعى للبقاء أكثر من التحرير. تحولت شرعية المقاومة إلى آيديولوجيا سلطة تستعمل لتبرير السيطرة الداخلية وقمع التعددية واستمرار السلاح خارج الدولة، في لبنان امتداداً لذاكرة الحرب الأهلية ومخاوف الشيعة من التهميش، وفي غزة خوفاً من الانهيار السياسي تحت الاحتلال، ضمن هندسة إقليمية تكرس حالة حرب باردة دائمة.

إيران توظف «حماس» و«حزب الله» كأداتي نفوذ وردع وورقة ضغط في مفاوضاتها مع الغرب، فيما يستفيد اليمين الإسرائيلي من وجودهما ويتغذى على استمرار الخطر لتبرير عسكرة الدولة والمجتمع وسياسة الاستيطان. منذ وصول نتنياهو إلى السلطة عام 1996، دأب على إضعاف السلطة الفلسطينية والإبقاء على «حماس» في غزة لتبرير قوله إن إسرائيل لا تملك شريكاً للسلام. وها هو يعيد السيناريو ذاته اليوم، مفضلاً احتواء أخطار «حماس» و«حزب الله» بعد إنهاكهما ومنعهما من تهديد إسرائيل، من دون القضاء عليهما نهائياً ليبقي النزاع مشتعلاً على نار خفيفة ريثما تتوافر ظروف تسمح له بمتابعة سياساته التوسعية والإقصائية.

تحولت معادلة المقاومة والاحتلال إلى دائرة مغلقة من العنف غير المتكافئ، تغذيها مصالح متناقضة ظاهرياً، متكاملة عملياً. إيران وأدواتها كما إسرائيل، يتواطأون ضمناً على إبقاء الصراع في إطار قابل للإدارة، قائم على «رهان الوقت» لا على الحسم. فـ«حماس» و«حزب الله» والراعي الإيراني، اعتادوا الرهان عليه، وسبق أن استفادوا من تحولات إقليمية مكنتهم من التملص من التزاماتهم والحفاظ على واقع المراوحة الذي يعيشون عليه.

كل ذلك يشكل تحديات بنيوية أمام نجاح خطة ترمب التي تتجاوز وقف النار في غزة لتشمل تسوية إقليمية أوسع، ويبدو أن الإطار الذي أعلن في شرم الشيخ ما زال نظرياً. فالمرحلة الأولى من الخطة، المتعثرة أصلاً، أسهل من الثانية التي تحتاج إلى خطوات عملانية، من إنشاء قوة حفظ سلام عربية - دولية تشرف على نزع سلاح «حماس» وضمان الأمن في غزة، مروراً بصندوق لإعمار القطاع وتشكيل حكومة تكنوقراط تدير المرحلة الانتقالية. وتحتاج كذلك إلى خطوات سياسية، هي الأصعب، أشار إليها ترمب في خطابه أمام الكنيست بعد مديح نتنياهو، داعياً إلى قيام ائتلافٍ حكومي إسرائيلي قادر على التعاون مع سلطة فلسطينية بعد إصلاحها لإدارة غزة والضفة الغربية مع انتهاء حكم «حماس».

إن التحول في سياسة ترمب، من خطاب التهديد والنفي إلى الاعتراف بأن «الفلسطينيين باقون، وعلينا أن نجد طريقة للعيش معهم»، يُعد مؤشراً لاقتناع واشنطن بأن الاستقرار لا يمكن أن يقوم على الغلبة العسكرية بل على تسويات سياسية جديدة تُخرج إيران ووكلاءها من معادلة الردع غير المتوازن، وتدفع إسرائيل إلى السلام. ومع ذلك، فإن تنفيذ هذا التحوّل يواجه تحديات ميدانية في غياب جهة فلسطينية موحدة تمتلك شرعية سياسية وقدرة تنفيذية، وفي ظل حكومة إسرائيلية متشددة ترفض أي تنازل، وبينهما، الدول القريبة من «حماس» المترددة في ممارسة الضغط الفعلي، خشية الظهور كأنها تنزع سلاح المقاومة وتمنح إسرائيل تفوقاً كاملاً.

لن يستتب السلام في المنطقة مع أمثال حكومة نتنياهو وحكم الصهيونية الدينية في إسرائيل وقوى مثل «حماس» و«حزب الله» في فلسطين ولبنان. إلى جانب التحول الإيجابي في سياسة ترمب إزاء النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، لن تكسر المعادلة بين نتنياهو و«حماس» و«حزب الله» إلا بإرادة عربية وإقليمية ودولية متقاطعة تنتزع ملف السلاح والميليشيات من مساومات الخارج وتلزم الأطراف بمسار تسوية حقيقية، وإلا فستبقى المنطقة تدور في حلقة النار ذاتها، بين حرب مؤجلة وسلام صعب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سراب الوقت والتوأم اللبناني ــ الغزي سراب الوقت والتوأم اللبناني ــ الغزي



GMT 23:14 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة فاشلة؟

GMT 23:11 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحزاب ليست دكاكينَ ولا شللية

GMT 23:09 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

«أبو لولو»... والمناجم

GMT 23:07 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ونصيحة الوزير العُماني

GMT 23:00 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا يكره السلفيون الفراعنة؟!

GMT 22:56 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الحرية تُطل من «ست الدنيا»!

GMT 22:54 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

من القصر إلى الشارع!

GMT 22:52 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

على باب المتحف

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib