الشرق الأوسط بين إرث بايدن وتأثير الترمبية
التقييم الاستخباراتي الأولي يشير إلى أن الضربات على إيران لم تدمّر المواقع النووية وزير الصحة الإيراني يعلن ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 606 قتلى معظمهم من المدنيين منذ بدء الهجمات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدعو العالم للعودة إلى الدبلوماسية واعتماد لغة الحوار بدل الحلول العسكرية لمنع الانزلاق نحو الفوضى الرئيس الإيراني يُعلن انتهاء الحرب بعد اثني عشر يوما ويؤكد أن العدو الصهيوني تلقى ضربات موجعة وسط تعتيم إعلامي على خسائره الرئاسة الفلسطينية تُطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة بالتزامن مع هدنة إيران وإسرائيل ترامب يطلب من نتانياهو الإنسحاب من قطاع غزة وجنوب لبنان ترامب يبدي عدم رضاه على إسرائيل ويقول لن تهاجم إيران مرة أخرى رئيس الوزراء القطري ينجح في الحصزل على مواقفة إيران على وقف الحرب مع إسرائيل الدفاعات الجوية الإيرانية تسقطت طائرة إسرائيلية مسيّرة من طراز "هيرمز" أثناء تحليقها في أجواء العاصمة طهران مسؤول عسكري أميركي لـ"الجزيرة": لا نستبعد هجمات إيرانية إضافية على قواعدنا؛ لأننا هاجمنا 3 من منشآتهم ولم يهاجموا سوى قاعدة واحدة لنا حتى الآن
أخر الأخبار

الشرق الأوسط بين إرث بايدن وتأثير الترمبية

المغرب اليوم -

الشرق الأوسط بين إرث بايدن وتأثير الترمبية

سام منسى
بقلم - سام منسى

اليوم تنتقل السلطة في الولايات المتحدة الأميركية من الديمقراطيين إلى إدارة الرئيس دونالد ترمب الجمهورية المتشددة بعنوان عريض هو التأثير الترمبي على الأحداث والنزاعات في العالم، القديمة منها والمستجدة. من أوكرانيا إلى العلاقات مع الصين وروسيا إلى الشرق الأوسط بنزاعاته المتعددة الأوجه يتصدرها الملف النووي الإيراني ودور إيران في المنطقة، والأوضاع في سوريا وغزة ولبنان والسودان واليمن وليبيا.

الشرق الأوسط ليس بأهمية العلاقة الأميركية بالصين وروسيا، إنما برودة دور الصين في النزاعات التي تعصف به، وخفوت الدور الروسي فيه إثر الزلازل السياسية التي شهدها، خصوصاً سقوط نظام الأسد في سوريا، أديا إلى تعزيز النفوذ الأميركي في المنطقة، ما يعاكس رغبة ترمب المزمنة بالانكفاء عنها. بين حملة ترمب الانتخابية وتسلمه السلطة اليوم، تبدل المشهد في الشرق الأوسط رأساً على عقب: حرب غزة شارفت على نهايتها، وخطة «اليوم التالي» جاهزة وستكون شبيهة بالإطار الذي وضعه الرئيس جو بايدن، أي انسحاب إسرائيل بالكامل من غزة، ومنع «حماس» من العودة إليها مع خطة لحكم غزة وإعادة بنائها. لبنان أيضاً انتقل من حال إلى حال مغايرة تماماً بعد تهاوي قدرات «حزب الله» العسكرية إثر حربه مع إسرائيل، وتحرر الحياة السياسية من قبضته، لينبلج مناخ سياسي سيادي لم تشهده البلاد منذ أكثر من خمسة عقود. وجاء سقوط الأسد في سوريا استكمالاً لما حصل في غزة وبيروت. الحصيلة كانت خروج إيران من المنطقة، وانكفاء دور روسيا فيها إلى حد كبير.

كيف سيواجه ترمب هذه الأوضاع المستجدة؟ وكيف سيستكمل أو يستثمر هذه النجاحات الأميركية التي تحققت؟ علماً بأنه يصر على تقديم نفسه بوصفه صانعاً للسلام. صعوبة توقع تصرفات شخصية مثل ترمب، تجعل من العسير استشراف كيف سيقود سياسته الخارجية، ويبقى التحدي في قدرته على النجاح في تثبيت النتائج التي رست عليها متغيرات المشرق وتسوية الصراعات المتبقية. الخشية من أن يدفعه غياب خطة محددة للعلاقات مع المنطقة، نحو صياغة سياسة قائمة على إبرام الصفقات والتفاهم مع من يقدم له امتيازات أكثر.

بالنسبة للشأن الإيراني، من المرجح أن تكون التوترات بين إيران والولايات المتحدة من التحديات الكبرى التي ستواجهها إدارة ترمب في مجال السياسة الخارجية. لا شك في أن إدارة بايدن خففت عن الإدارة الجديدة كثيراً في هذا الملف مع قصقصة أجنحة أكبر وكلاء إيران في الشرق الأوسط من ميليشيات خارجة عن الدولة إلى الأنظمة السياسية الحليفة لها. ثمة إشارات متضاربة من ترمب ومن مستشاريه حول التعاطي مع إيران تدور حول مقاربات ثلاث: هناك أجواء تفيد بأن ترمب يرغب في تجديد حملة «الضغط الأقصى» ضد إيران، ووقف حزم التحفيز التي كانت تسير فيها إدارة بايدن، وهناك إشارات تفيد بأن الأكثرية المتشددة في إدارته تسعى إلى تغيير النظام الإيراني، وإن استدعى ذلك توجيه ضربة عسكرية لإيران، وتوجد إشارات إلى أن ترمب يأخذ في الاعتبار احتمالات التوصل إلى اتفاق «صارم» مع طهران حول برنامجها النووي. مهما كانت المقاربة المستقبلية، فمن المرجح أن يفتتح ترمب ولايته بتصعيد كبير تجاه طهران والتعامل الحاسم معها.

بالنسبة للشرق الأوسط، فهو بين إرث بايدن وتأثير الترمبية أمام فرصة لا تعوض. حصيلة سياسة بايدن الشرق أوسطية يمكن إيجازها بالقضاء على أكبر تنظيمين من خارج الدولة في غزة ولبنان، ورفع الغطاء عن نظام الأسد في سوريا، ما جعل إيران وحليفها الروسي يخرجان من المشرق، وينتقلان من الهجوم إلى الدفاع ومن خارج الإقليم. وأرست الولايات المتحدة خلال الحرب في غزة ضوابط للعبث والشراسة والجشع الإسرائيلي، وتمكنت من التوصل إلى اتفاق، وأكدت بوضوح من دون أي التباس أكثر من مرة أهمية الدولة الفلسطينية لسلام دائم في المنطقة ولعلاقات استراتيجية مع دول الخليج العربي لا سيما السعودية. يبقى أن تكمل الإدارة الجديدة التعاون مع الأوروبيين لمنع أنشطة الحوثيين التخريبية في اليمن، واحتضان التغيير في سوريا، وحماية العراق من مزيد من التغول الإيراني.

يُتوقع من ترمب الراغب في إنهاء الحروب البدء من حيث انتهى بايدن بالاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير بوصفه مدخلاً رئيساً لاستقرار الإقليم وأمنه. وكما تمكّن تأثير الترمبية من إجبار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وقف الحرب في غزة، يؤمل أن ينسحب ذلك على سياسات اليمين الإسرائيلي تجاه الضفة الغربية والاستيطان وحلّ الدولتين. هذا المدخل الضروري هو الطريق ليستكمل ما بدأه في الولاية الأولى من اتفاقيات إبراهيمية وتوسيعها وتمكينها، واستعادة أميركا لدورها في المنطقة بوصفها شريكاً سياسياً واقتصادياً وأمنياً موثوقاً. النجاح الأميركي في تحجيم الميليشيات والتطرف العنيف لن يكتمل من دون احتواء التشدد اليميني الإسرائيلي.

يأمل الشرق الأوسط خلال السنوات الأربع المقبلة في نظرة سياسة أميركية بأهداف واضحة تتضمن دعم الحلفاء والتصدي للخصوم، وتثبيت دور أميركي قيادي عادل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشرق الأوسط بين إرث بايدن وتأثير الترمبية الشرق الأوسط بين إرث بايدن وتأثير الترمبية



GMT 01:28 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

كلمات «جعلوكة»

GMT 01:27 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

إغلاق هرمز أخطرُ على العراق والصّين

GMT 01:26 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

أمن الخليج خط أحمر

GMT 01:25 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

التدخل الأميركي: نظام أمني جديد أم مزيد من الفوضى؟

GMT 01:23 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

المواجهة... أسئلة تبحث عن إجابات!

GMT 00:58 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

العروبة الجديدة مجددًا!

GMT 00:57 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

البابا يلتقي آل باتشينو!!

GMT 00:56 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

إغماءات الثانوية العامة

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:51 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

منظمة التعاون الإسلامي تشيد بالملك
المغرب اليوم - منظمة التعاون الإسلامي تشيد بالملك

GMT 17:08 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

لقاح جديد للرضع يحمي من الفيروس المخلوي التنفسي
المغرب اليوم - لقاح جديد للرضع يحمي من الفيروس المخلوي التنفسي

GMT 20:21 2015 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

لاعبة جمباز ماليزية تحصد لبلادها 6 ميداليات ذهبية

GMT 02:42 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف عن موافقتها دخول بناتها الفن

GMT 04:21 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان طارق لطفي يكشف عن سر أدائه للبطولات المطلقة

GMT 21:25 2015 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

منال موسى بإطلالة ساحرة في مهرجان دبي السينمائي

GMT 13:21 2023 الثلاثاء ,01 آب / أغسطس

طريقة عمل الستيك

GMT 08:25 2021 الخميس ,02 كانون الأول / ديسمبر

المنتخب المغربي يفوز على فلسطين برباعية في كأس العرب

GMT 19:52 2020 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

بيل غيتس يُحذّر من وباء آخر قادم في المستقبل

GMT 00:25 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"تسلا" تُسجّل أرقامًا قياسية في مبيعات السيارات الكهربائية

GMT 12:01 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

عناصر جريئة في "ديكورات" الغرف

GMT 18:32 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib