المشرق السيادة والرهانات على الدولة الوطنية
التقييم الاستخباراتي الأولي يشير إلى أن الضربات على إيران لم تدمّر المواقع النووية وزير الصحة الإيراني يعلن ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 606 قتلى معظمهم من المدنيين منذ بدء الهجمات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدعو العالم للعودة إلى الدبلوماسية واعتماد لغة الحوار بدل الحلول العسكرية لمنع الانزلاق نحو الفوضى الرئيس الإيراني يُعلن انتهاء الحرب بعد اثني عشر يوما ويؤكد أن العدو الصهيوني تلقى ضربات موجعة وسط تعتيم إعلامي على خسائره الرئاسة الفلسطينية تُطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة بالتزامن مع هدنة إيران وإسرائيل ترامب يطلب من نتانياهو الإنسحاب من قطاع غزة وجنوب لبنان ترامب يبدي عدم رضاه على إسرائيل ويقول لن تهاجم إيران مرة أخرى رئيس الوزراء القطري ينجح في الحصزل على مواقفة إيران على وقف الحرب مع إسرائيل الدفاعات الجوية الإيرانية تسقطت طائرة إسرائيلية مسيّرة من طراز "هيرمز" أثناء تحليقها في أجواء العاصمة طهران مسؤول عسكري أميركي لـ"الجزيرة": لا نستبعد هجمات إيرانية إضافية على قواعدنا؛ لأننا هاجمنا 3 من منشآتهم ولم يهاجموا سوى قاعدة واحدة لنا حتى الآن
أخر الأخبار

المشرق... السيادة والرهانات على الدولة الوطنية

المغرب اليوم -

المشرق السيادة والرهانات على الدولة الوطنية

سام منسى
بقلم - سام منسى

يبدو لبنان، كما جواره المشرقي، واقعاً في قلب تحولات تطبعها ضغوط متزايدة عنوانها «اليوم التالي» لانحسار محور الممانعة وتفكك وحدة الساحات. وهي وحدة كانت تُقدَّم سابقاً كإطار استراتيجي عابر للحدود، لكنها باتت اليوم عبئاً على السيادات الوطنية بعدما تأكَّلت قدرتها على التماسك في وجه الاستحقاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وتراجعت فعاليتها في سياق الصراعات المستجدة في الإقليم.

وفي هذا الإطار، يصبح من الصعب فهم المسار المتعثر لاستعادة الدولة اللبنانية سيادتها وشرعيتها الدستورية ما لم نضعه ضمن معادلة دقيقة: الدولة لا يمكن أن تكون شريكاً في السلاح أو العنف، بل هي صاحبة الحق الحصري في استخدام القوة المشروعة لحماية المواطنين وحفظ النظام العام، كما نصّت عليه الدساتير والمواثيق الدولية.

ما أعقب هجمات «طوفان الأقصى»، فتح نافذةً نادرة وربما تاريخية، للتفكير بجدّية في إنهاء حالة الازدواجية بين الدولة والحركات ما دون الدولة، وهي ازدواجية تحوّلت مع الوقت إلى تعطيل الدولة وتفتيت مؤسساتها، خصوصاً عندما تكون هذه الحركات مذهبية.

ورغم ما يُقال عن بداية تعافي لبنان، ما زال هذا المسار هشاً وتعتريه عقبات حقيقية، يتجلى أبرزها في استمرار «حزب الله» في فرض تفسيره الخاص للقرار الأممي 1701؛ ما يُفرغه من مضمونه السيادي؛ إذ يُحدّد مجال تطبيقه جغرافياً بجنوب الليطاني، في حين يواصل الحزب الإمساك بقراره العسكري بمعزل عن الدولة. صحيح أنه سلّم جزءاً من مراكزه وعتاده في الجنوب، لكن التسليم الجزئي لا يرقى إلى مستوى إعادة الاعتبار لسيادة الدولة، ولا يقنع الأطراف الدولية المفترض أن تساهم في الإعمار، وفي طليعتها صندوق النقد والدول الراعية لنهضة لبنان.

سلاح «حزب الله» يبقى أصعب عقدة على الرغم من شبه إجماع سياسي رسمي وحزبي وشعبي على ضرورة تسليمه وانخراط الحزب في الحياة السياسية. وتبرز هنا إشكالية أدق وأشمل من السلاح، هي المقاومة المسلحة شكلاً ومضموناً وموقف الدولة الرسمي منها. من دون موقف رسمي من نهاية دور لبنان في المقاومة المسلحة من حدوده، والالتزام الكامل بالاتفاقات الموقعة وتطويرها إلى هدنة دائمة على غرار هدنة 1949. بانتظار ما ستؤول إليه التطورات العربية، يبقى لبنان معلقاً في الهواء ينتقل من منطقة رمادية إلى أخرى، ويتلطى خلف صياغات جلها حمّال أوجه.

وعليه، تكمن المهمة الأساسية للعهد الجديد في إعادة الاعتبار لـ«اتفاق الطائف»، لا بوصفه وثيقة دستورية فحسب، بل كعقد وطني يحفظ التوازنات، ويمنع الانزلاق إلى صراعات الصلاحيات وتجاوز المؤسسات. وهذا يقتضي تفاهماً حقيقياً بين رئاسة الجمهورية والحكومة والبرلمان، لتكريس ثقافة الشراكة داخل الدولة، وقطع الطريق على أوهام استعادة ما قبل «الطائف»، أو اجترار أخطاء العهود السابقة.

أما على الساحة السورية، فلابدَّ من بناء خطاب وطني جامع. كما أن العدالة الانتقالية، بوصفها مدخلاً رئيساً لتضميد جراح الحرب وإعادة بناء الثقة، لم تبدأ بعد. إن الرعاية القائمة اليوم قد تفتح أمام النظام نافذة جديدة، لكنها تظل مشروطة بقدرته على إظهار تحول حقيقي في بنيته ورؤيته؛ ذلك أن الشرعية العربية التي يُفترض أن يحصل عليها لا تُمنح مجاناً، بل يجب أن تُبنى من جهة على أساس قطيعة واضحة مع مشاريع مستوردة، والحصانة من عودة المشاريع الساعية إلى تجديد نفوذها الإقليمي. ومن الجهة الأخرى، التحوّل إلى قيادة وطنية جامعة تحتضن التنوع السوري.

وفي الأردن، كُشفت خطط تم إحباطها في اللحظات الأخيرة كانت تستهدف المساس باستقرار الدولة تحت ذريعة دعم فصائل المقاومة في غزة، وفتح جبهة في الضفة الغربية. محاولات، وإن أُفشلت، فهي تُظهر حجم المخاطر التي قد تنجم عن التوظيف الدائم لفلسطين كأداة لاختراق الأمن الإقليمي والوطني، وتقديم ذرائع مجانية لإسرائيل لتبرير ممارساتها الوحشية.

في المحصلة، يواجه المشرق استحقاقاً مفصلياً: إما الخروج من زمن المحاور المتأكِّلة والدخول في زمن السيادة الوطنية والمؤسسات، وإما الاستمرار بالدوران في فلك أزمات تستنزف الأوطان، وتُغذي خطاباً راديكالياً فقد مبررات البقاء. الضغط الإقليمي والدولي الحالي قد يفتح نافذة لتحجيم دور الميليشيات، لكنه غير كافٍ وحده. الأمر يتطلب مشروعاً وطنياً يضع السيادة أولاً. والتاريخ علمنا أن الميليشيات لا تتخلى عن سلاحها إلا إذا تحققت معادلة قاهرة: ضعف داخلي، وضغط خارجي، وبديل وطني قوي؛ لأن الخطر الحقيقي لا يكمن في وجود الميليشيات فقط، بل في ضعف البيئة السياسية والديمقراطية الذي يسمح بتحول أي تيار إلى قوة مهيمنة أو متطرفة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المشرق السيادة والرهانات على الدولة الوطنية المشرق السيادة والرهانات على الدولة الوطنية



GMT 01:28 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

كلمات «جعلوكة»

GMT 01:27 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

إغلاق هرمز أخطرُ على العراق والصّين

GMT 01:26 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

أمن الخليج خط أحمر

GMT 01:25 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

التدخل الأميركي: نظام أمني جديد أم مزيد من الفوضى؟

GMT 01:23 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

المواجهة... أسئلة تبحث عن إجابات!

GMT 00:58 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

العروبة الجديدة مجددًا!

GMT 00:57 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

البابا يلتقي آل باتشينو!!

GMT 00:56 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

إغماءات الثانوية العامة

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:51 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

منظمة التعاون الإسلامي تشيد بالملك
المغرب اليوم - منظمة التعاون الإسلامي تشيد بالملك

GMT 17:08 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

لقاح جديد للرضع يحمي من الفيروس المخلوي التنفسي
المغرب اليوم - لقاح جديد للرضع يحمي من الفيروس المخلوي التنفسي

GMT 20:21 2015 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

لاعبة جمباز ماليزية تحصد لبلادها 6 ميداليات ذهبية

GMT 02:42 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف عن موافقتها دخول بناتها الفن

GMT 04:21 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان طارق لطفي يكشف عن سر أدائه للبطولات المطلقة

GMT 21:25 2015 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

منال موسى بإطلالة ساحرة في مهرجان دبي السينمائي

GMT 13:21 2023 الثلاثاء ,01 آب / أغسطس

طريقة عمل الستيك

GMT 08:25 2021 الخميس ,02 كانون الأول / ديسمبر

المنتخب المغربي يفوز على فلسطين برباعية في كأس العرب

GMT 19:52 2020 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

بيل غيتس يُحذّر من وباء آخر قادم في المستقبل

GMT 00:25 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"تسلا" تُسجّل أرقامًا قياسية في مبيعات السيارات الكهربائية

GMT 12:01 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

عناصر جريئة في "ديكورات" الغرف

GMT 18:32 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib