فضح داعش والدواعش

فضح داعش والدواعش

المغرب اليوم -

فضح داعش والدواعش

خالد منتصر
بقلم :خالد منتصر

فضحت الدراما هذا العام الفكر الداعشى بامتياز، وضربته فى مقتل، المهم أن الفضح كان درامياً وبسلاح الفن، تناول فنى محكم، غير زاعق، أمسك بتلابيب القضية، ووصل إلى النواة والجوهر دون ضجيج، الميزة فى دراما هذا العام التى تناولت داعش والداعشية، أنها لم تقدم الدواعش كشخصيات كارتونية خيالية فى ساحات قتال فقط، ولكنها قدمتهم داخل عائلاتهم ومع زوجاتهم وأبنائهم، وفى علاقات وتعاملات إنسانية، وأيضاً لم تقدمهم بصورة أهل الكهف ولكنها قدمتهم كمستخدمين لأحدث التقنيات، كمحترفى إنترنت وتصوير وإخراج أفلام على أعلى مستوى، لم يُقدَّموا كبلهاء وإنما قدمتهم نماذج على أعلى مستوى من الذكاء والخبث؛ هذا خلق المصداقية، وأيضاً خلق التفاعل والالتفاف حول تلك الأعمال، وباتت أعمال تلك العصابة الإجرامية تثير القرف والاشمئزاز، يلمس منها المشاهد مستقبله لو حكم هؤلاء البرابرة وطنه، ماذا سيفعلون به؟ وكيف سيتحول وطنه إلى خرابة وأطلال؟ شاهدنا عملية جلد النساء فى مسلسل «بطلوع الروح» والذى أدته الفنانة الكبيرة إلهام شاهين بروعة واقتدار، شاهدنا كمّ المهانة والانسحاق والذل الذى تعانيه المرأة فى ظل حكم هؤلاء السيكوباتيين، شاهدنا فى «العائدون» قتل الابن لأبيه وحرق المعارض وكمّ السمسرة والتضحية بالعملاء والتعطش للمال الذى يحكم الدواعش، شاهدنا فى «الاختيار» كيف يريدون تدمير مصر وحرقها لتأسيس دولة الخلافة على الأطلال وتلال الجماجم!

الأهم والأخطر من عرض الفكر الداعشى وتعريته وفضحه، كان فضح الداعشيين الذين يعيشون بيننا ويقاسموننا الطعام والشراب، جيران مسكن أو زملاء عمل أو أصدقاء عالم افتراضى، تجدهم غاضبين يكتبون بهستيريا وحماقة ولغة شتائم وسباب ضد هذا التناول الدرامى للدواعش، كان النصيب الأكبر من هذا الهجوم للفنانة إلهام شاهين. والمدهش أنه كان قبل المسلسل وقبل أن يشاهدوا لقطة منه! بدلاً من انتقاد ارتداء داعش لشارات تحمل لفظ الجلالة، يذبحون ويفجرون ويسحلون ويحرقون بها، ويبررون جرائمهم من خلالها وتحت ظلها، يهاجمون الفنانة التى جسدت إحدى شخصياتهم وارتدت نفس الشعار لكى تطابق الواقع! هم يريدون تزييف الواقع ويصيبهم الجنون عندما يشاهدونه على الشاشة، مَن المخطئ والمجرم؟ هل هى إلهام أم داعش؟؟! ياللعجب، بدلاً من أن تخجلوا من داعش وتصرفاتها فى الواقع، تتحولون إلى دواعش خلف الشاشات، نكتشف كل يوم أن هناك دواعش بيننا، لحاهم تنمو إلى الداخل، يرتدون أحدث البراندات وما زالوا يحنّون إلى زمن السبى والغزو! يستخدمون الكمبيوتر بينما يكفّرون البشر ويدافعون عن العلاج ببول الناقة! يضعون العطر ويشتاقون إلى الدم، المشاهد أدرك أن ما تفعله داعش على الشاشة يمثل واحداً على ألف مما يحدث على أرض الخلافة المزعومة من اغتصاب وهمجية وعدوانية، كائنات زومبى تتنفس، جثث تتحرك بريموت من زمن ما قبل اختراع النار! الفن هو سلاح كاشف للحقيقة فاضح للزيف والمزيفين وتجار الدين وسماسرة الكتب الصفراء من كارهى الحياة ومدّعى الفضيلة وحراس التخلف وسدنة الجهل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فضح داعش والدواعش فضح داعش والدواعش



GMT 22:00 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 13:57 2024 الإثنين ,05 آب / أغسطس

محاصر بين جدران اليأس !

GMT 08:24 2022 الخميس ,05 أيار / مايو

الفنان (السعودي الهندي العالمي)

GMT 08:17 2022 الخميس ,05 أيار / مايو

آثار على طريق الحج المصري

GMT 08:05 2022 الخميس ,05 أيار / مايو

جونسون و«طوق النجاة» الأوكراني!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 18:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
المغرب اليوم - خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي

GMT 20:20 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

4 أصوات تشير إلى أعطال في محركات السيارات

GMT 06:27 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

دراسة تؤكّد تأثير حجم المخ على التحكّم في النفس

GMT 21:07 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

"سباق الدراجات" يدعم ترشح المغرب للمونديال

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة

GMT 05:32 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

محمود عباس فى البيت الأبيض.. من دون فلسطين!

GMT 06:27 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

باكستان تُبعد صاحبة صورة ناشيونال جيوغرافيك الشهيرة

GMT 04:19 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الساحرة لعام 2017

GMT 07:02 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

فيلم الرعب الأميركي "Happy Death Day" الأول على شباك التذاكر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib