لعنة مقاصير توت عنخ آمون
تطورات الحالة الصحية للفنانة أنغام بعد استمرار إقامتها في المستشفى بألمانيا خلال الفترة الماضية الكوليرا تجتاح جميع ولايات السودان وتسجيل أكثر من 96 ألف إصابة وسط أسوأ أزمة إنسانية تشهدها البلاد ارتفاع وفيات المجاعة في غزة إلى 193 بينهم 96 طفلا وسط تحذيرات منظمات دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية غانا تعلن مقتل وزيري الدفاع والبيئة في تحطم مروحية ومكتب الرئاسة يؤكد سقوط ضحايا من الطاقم والركاب المغربي رضا سليم يعود للجيش الملكي على سبيل الإعارة قادماً من الأهلي المصري على سبيل الإعارة ستارمر يندد بمعاناة غزة ويهدد باعتراف بدولة فلسطينية وسط إستمرار الدعم الاستخباراتي لإسرائيل كتائب القسام تعلن تفجير جرافة عسكرية للاحتلال شرقي غزة إصابة عدد من الأشخاص في قصف إسرائيلي استهدف جنوب لبنان عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين تتوعد بالعصيان المدني احتجاجا على خطة إحتلال غزة فرنسا تعلق إعفاء حاملي جوازات السفر الرسمية والدبلوماسية الجزائرية من التأشيرة
أخر الأخبار

لعنة مقاصير توت عنخ آمون!

المغرب اليوم -

لعنة مقاصير توت عنخ آمون

زاهي حواس
بقلم - زاهي حواس

نجح المستكشف الإنجليزى هيوارد كارتر فى الكشف عن كنوز مقبرة الملك توت عنخ آمون فى ٤ نوفمبر ١٩٢٢؛ هذا الاكتشاف الذى يعد الأعظم فى تاريخ الاكتشافات الأثرية فى مختلف العصور وليس فقط فى القرن العشرين. وعلى عكس ما يمكن تصوره أن الشهرة والنجاح قد ملأت حياة كارتر بالسعادة، فلم تكن حياة كارتر أبداً بالسهلة المريحة بعد الكشف بل كانت مليئة بالمشاكل والصعاب سواء مع الحكومة المصرية التى كانت تحاول حماية كنوز توت عنخ أمون من أن تنهب وتستقر فى المتحف البريطانى.

وكذلك المشاكل التى كانت شخصية كارتر الصعبة والمعقدة سبباً فيها ومنها علاقته مع المقربين منه أو الذين عملوا معه، وسنضرب لذلك مثلاً باثنين من أشهر علماء المصريات على الإطلاق وهما السير آلان جاردنر والذى يعد إلى يومنا هذا أشهر علماء اللغة المصرية القديمة والذى انضم إلى فريق هيوارد كارتر للعمل تحت إمرته فقط رغبة منه فى ترجمة أى من النصوص المكتوبة داخل المقبرة كمتطوع، وذلك على الرغم من أن مكانة السير آلان جاردنر وخبرته الطويلة فى المجال وكذلك مؤلفاته العلمية تفوق كثيراً مكانة كارتر وإسهاماته فى علم المصريات ولكن الكشف عن مقبرة ملكسة سليمة هو ما جعل اسم كارتر يحلق فى السماء ويجعله اسما يتمنى الجميع العمل معه فى هذا الكشف لمجرد أن يذكر اسمه فى النشر العلمى للكشف.

أما العالم الثانى فهو جيمس هنرى برستد والذى كان بالفعل أقل تحمساً للعمل مع كارتر لأنه لم يكن يحب شخصيته على المستوى الشخصى ويرى أن كارتر نصف متعلم وغير مثقف وهذه بالفعل حقيقة تعرضنا لها فى مقالات سابقة، المهم أن هنرى برستد كان كذلك من علماء المصريات المشهورين وله العديد من المؤلفات. أما عن سبب ضمهما إلى فريق العلماء الذين سيعملون فى نشر المكتشفات من مقبرة توت عنخ آمون فهو أن كارتر اعتقد أن مقبرة توت عنخ آمون سوف تحتوى بلا شك على أعداد كبيرة من البرديات المكتوبة بالإضافة إلى النصوص الموجودة على اللقايا الأثرية بالمقبرة.

أما المفاجأة فكانت عدم وجود أى برديات بالمقبرة ولا حتى قصاصات صغيرة! لقد وصف كارتر هذا بكل ألم فى عبارة بليغة قائلاً: «لقد اكتشفت ما دفن مع توت عنخ آمون لكن فهم توت عنخ آمون استعصى علىّ!» لقد كان كارتر فى الحقيقة يمنى نفسه بالعثور على كتب من البردى المكتوب والتى تحكى عن حياة الملك توت عنخ آمون، بمعنى آخر، كان كارتر يأمل فى العثور على دفتر يوميات الملك فيعرف منه من هو توت عنخ آمون!.

نعود إلى قصة لعنة مقاصير توت عنخ آمون التى كانت تغطى تابوت الملك وتحفظة بداخلها وهى مقاصير ثلاث متداخلة أكبرها حجماً المقصورة الخارجية الكبيرة والتى كانت تسد حجرة الدفن ولا تترك مساحة تذكر بين جدرانها الخشبية المذهبة وبين جدران حجرة الدفن. وتغطى النصوص الهيروغليفية البديعة جدرانها. وما حدث مع هذه المقاصير شىء عجيب فقبل الكشف عنها وإخراجها من المقبرة وإعادة بنائها فى المتحف المصرى بالتحرير كان هيواد كارتر قد تخلص من كل من آلان جاردنر وهنرى برستد! ولم يعد هناك فى فريقه أى من علماء اللغة ليحل شفرة الكتابات الموجودة على المقاصير؟

أما عن السبب الذى جعل هنرى برستد يترك العمل مع كارتر فكان أن طلب برستد من كارتر الإذن بالسماح له بنشر بعض صور المصور هارى برتون فى كتاب يستعد برستد لنشره؟ وكان برتون يعمل مع كارتر ويقوم بتصوير القطع الأثرية المستخرجة من المقبرة. والغريب أن كارتر رفض السماح لبرستد باستخدام الصور مجاناً وأجبره على دفع قيمتها! ولذلك انسحب برستد غاضباً من تصرف كارتر معه.

أما انسحاب جاردنر فكان هو الأغرب على الإطلاق، فالسير آلان جاردنر كان معروفاً بأنه من أغنى علماء المصريات على الإطلاق وكان ينحدر من أسرة أرستقراطية غنية وكان جاردنر يقوم بمساعدة عدد من أصدقائه علماء المصريات الفقراء مثل ياروسلاف تشيرنى. المهم أن كارتر كان يحاول دائماً التودد إلى جاردنر حتى إنه قام بمنحه ذات مرة هدية عبارة عن تميمة فرعونية دون أن يخبره عنها أى شىء وعندما قام جاردنر بعرضها على أحد الأصدقاء فوجئ به يؤكد له أن التميمة من مقبرة توت عنخ آمون!

هنا إنزعج جاردنر للغاية وقام بإرسال رسالة عنيفة إلى كارتر يتساءل فيها كيف يسمح كارتر لنفسه بإهدائه تميمة مسروقة من المقبرة؟ وعلى أثر هذا الحادث انسحب جاردنر من العمل مع كارتر ولم يعد هناك من يقوم بترجمة نصوص المقاصير التى نقلت إلى المتحف المصرى، وأصبح الزائرون من كل أنحاء العالم يقومون بزيارتها فى المتحف والمشى حولها وهم غير مدركين لمعنى الكتابات المدونة عليها حتى استطاع أخيراً عالم اللغة الروسى الأصل ألكسندر بيانكوف من ترجمة نصوص المقاصير الذهبية ويكشف لنا عن أسرارها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لعنة مقاصير توت عنخ آمون لعنة مقاصير توت عنخ آمون



GMT 20:43 2025 الأربعاء ,06 آب / أغسطس

سكوت الصَّوت الأحب

GMT 20:41 2025 الأربعاء ,06 آب / أغسطس

تعديل لن “يشيل الزير من البير”

GMT 20:38 2025 الأربعاء ,06 آب / أغسطس

أوباما وترمب... «جيب الدفاتر»!

GMT 20:37 2025 الأربعاء ,06 آب / أغسطس

إسرائيل المنتصرة/المهزومة

GMT 20:35 2025 الأربعاء ,06 آب / أغسطس

إسرائيل... تفاوض جاد أو عزلة دولية

GMT 20:34 2025 الأربعاء ,06 آب / أغسطس

كذبٌ يطيل أمد الحرب

GMT 20:32 2025 الأربعاء ,06 آب / أغسطس

واحد شاي مغربي

إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:45 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

آية الشامي اللاعبة الأفضل في البطولة العربية الطائرة

GMT 03:13 2023 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

عقبات تواجه تنفيذّ خطة الكهرباء في لبنان

GMT 23:03 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

أطباء مغاربة يرفضون منح "شهادة العذرية" للمقبلات على الزواج

GMT 01:11 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

لبلبة تُوضِّح أنّ عام 2019 بداية جميلة لعام مليء بالحُب

GMT 17:12 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

سلطنة عمان تفتح أبوابها للمواطنين المغاربة دون تأشيرة

GMT 08:18 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة مؤلف كتب "حصن المسلم" عن عمر يناهز 67 عامًا

GMT 05:08 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

عصبة الهواة توقف البطولة الوطنية للقسمين الأول والثاني

GMT 23:45 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

عرض فيلم "عقدة الخواجة" لحسن الرداد الشهر المقبل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib