طرق لها تاريخ
أردوغان يعلن عن مؤامرة جديدة تتزامن مع مئوية سايكس بيكو ويؤكد أن إسرائيل لن تحقق أهدافها أفادت وكالة مهر الإيرانية بأن العالم النووي الإيراني طبطبائي قامشه وزوجته استُشهدا جراء هجوم إسرائيلي استهدفهما جيش الاحتلال الإسرائيلي يرصد إطلاق موجة صواريخ جديدة من إيران تجاه الأراضي المحتلة دونالد ترامب يهاجم مديرة الاستخبارات الوطنية بسبب تقييماتها بشأن النووي الإيراني مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي تعلن إرتفاع حصيلة الضربة الإيرانية على حيفا إلى 33 مصاباً غارة جوية استهدفت منطقة محيط ميناء الناقورة في جنوب لبنان في تصعيد جديد ضمن التوتر المتصاعد بين إسرائيل ولبنان الدفاعات الجوية الإيرانية تسقط طائرات مسيّرة إسرائيلية فوق مدينة مشهد شمال شرقي البلاد فيسبوك يطلق دعم مفاتيح المرور لمكافحة هجمات التصيد الاحتيالى عودة تدريجية لخدمات الاتصالات الثابتة والإنترنت جنوب قطاع غزة صعوبات فى الوصول إلى خدمات الإنترنت بإيران لدرء الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية
أخر الأخبار

طرق لها تاريخ

المغرب اليوم -

طرق لها تاريخ

زاهي حواس
بقلم : زاهي حواس

قبل أن يصنع الإنسان السفن ويركب البحار ويكتشف ما وراءها كانت الأرض هي مسرح نشاطه الوحيد؛ سكن السهول والجبال والصحراء، وتكيَّف مع مختلف البيئات الجافة والمطيرة؛ الحارة والباردة بل المتجمدة كذلك. وفي كل مكان على سطح الأرض عاش فيه الإنسان كان الانتقال من مكان إلى مكان ومن موطن إلى آخر يستلزم الكثير من الإعداد والإمكانات التي تختلف حسب الهدف من هذا الانتقال وصبغته (هجرة، تجارة، سياحة دينية أو ثقافية... إلخ).

لقد تميزت الجزيرة العربية بأن موقعها في قلب العالم القديم وحضاراته مما جعلها ومنذ فجر التاريخ معبراً ومحطة تلاقٍ مهمة بين تلك الحضارات وثقافاتها. وفي العصور القديمة وقبل ظهور الإسلام كانت القوافل التجارية تنقل منتجات الهند وبلاد فارس من الشرق إلى الغرب عبر الطرق البحرية ثم طريق القوافل الشمالي الذي يعبر من شرق إلى غرب شبه الجزيرة العربية وصولاً إلى بلاد الشام ومنها إلى الجنوب حيث مصر وكذلك كانت تجارة أفريقيا تدخل إلى الجزيرة العربية من الجنوب وتصل شمالاً إلى سوريا وبلاد النهرين. هذا التفاعل الحضاري والنشاط التجاري بين حضارات العالم القديم كان من الأسباب القوية التي تسببت في نهضة ورقيّ حضارات الجزيرة العربية القديمة. وكما كانت سبب تقدمها وثرائها كانت بالمثل من أسباب انهيارها وضعفها وقيام ممالك وحضارات متعاقبة، وذلك عندما كان الوهن يضرب، لسبب أو لآخر، النشاط التجاري عبر الجزيرة العربية وتتوقف أو تضعف أعداد القوافل وحركة التجارة.
وبعد ظهور الإسلام أصبحت كل من مكة والمدينة المنورة مركزاً لوصول ليس فقط قوافل التجارة من الشمال والجنوب والشرق والغرب بل قوافل الحج من كل مكان في العالم، وبالتالي ظهر نوع جديد من طرق القوافل يسمى «طرق الحج والتجارة»، ومن الأقاليم التي تنطلق منها صوب مكة والمدينة المنورة تسمى أيضاً «طريق الحجاز».
هذه الطرق كانت إلى وقت قريب تمثل شرايين حيوية لربط البلدان المجاورة والبعيدة بكلٍّ من مكة والمدينة وعلى امتدادها كانت تقوم مدن وقرى تمثل محطات لتقديم كل الخدمات اللوجيستية سواء لقوافل الحج أو التجارة. وعبر التاريخ كان الخلفاء والملوك والأمراء بل الأعيان كذلك يقومون على تمهيد وتعبيد وتجهيز تلك الطرق وإنفاق ما يلزم عليها لكي تظل جاذبة للقوافل وآمنة للناس وأموالهم. ويعد الطريق المعروف بـ«درب زبيدة» من الأمثلة الجيدة على تلك الطرق، حيث كان هو طريق الحج والقوافل الذي يربط بين الكوفة في العراق ومكة المكرمة ماراً بالكثير من المدن المهمة في الأراضي السعودية والعراق. يصل طول هذا الطريق إلى نحو 1400 كم، وبذلك فهو واحد من أطول طرق الحج التي كان لها تأثير ثقافي وتجاري وروحي مميز، وهذا هو ما شجع هيئة التراث بالمملكة العربية السعودية بتوجيه من سمو وزير الثقافة على تبني مبادرة لتأهيل الدرب والاهتمام به وترميمه والمحافظة عليه، وتسجيله في قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونيسكو كملف مشترك مع جمهورية العراق.

شهد «درب زبيدة» الكثير من المراحل التاريخية المختلفة لكنه وصل إلى أوج أهميته خلال العصر العباسي. ولعل من المهم أن نعرف أن زبيدة هي زبيدة بنت جعفر زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد، والتي أوقفت على هذا الطريق الكثير من الأوقاف الخيرية لخدمة الحجيج وكذلك كل المسافرين على هذا الطريق ودوابهم أيضاً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طرق لها تاريخ طرق لها تاريخ



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:27 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

إنتر يعلن تعاقده مع المدرب الروماني كريستيان كيفو

GMT 10:39 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

برشلونة يقترب من غارسيا ويطالب شتيغن بالرحيل

GMT 22:55 2025 الجمعة ,21 آذار/ مارس

"ميتا" تعلن عن ميزات جديدة بمنصة "ثريدز"

GMT 21:12 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نصائح الخبراء للعناية بالبشرة في المنزل

GMT 09:43 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

جزيرة "ايريوموت" متنزه طبيعي ساحر في اليابان

GMT 08:50 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

لفات طرح تناسب العباءات من وحي مدوّنات الموضة

GMT 17:30 2016 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلاث نقابات تعليمية في وجدة تطالب بتكريس الشفافية والحكامة

GMT 10:18 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

مانشستر سيتي يتعاقد مع الدولي الجزائري آيت نوري

GMT 14:15 2023 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

يونس السكوري يدعم مراجعة مدونة الشغل المغربية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib