بريطانيا المكتئبة
دونالد ترامب يحضر مباراة دوري كرة القدم الأميركية في سابقة تاريخية للرئاسة استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية
أخر الأخبار

بريطانيا المكتئبة!

المغرب اليوم -

بريطانيا المكتئبة

عثمان ميرغني
بقلم :عثمان ميرغني

جو ماطر وراعد استقبل السيدة ليز تراس في يوم تعيينها رئيسة لوزراء بريطانيا أول من أمس، لكن سماء البلد الملبدة بالغيوم والأزمات تنذر بأن العواصف القادمة ستكون أعنف، وأن فترتها في الحكم ستكون مضطربة.
تراس لا تحظى بتأييد نسبة مقدرة من نواب حزبها في البرلمان مثلما تكشف خلال المعركة لخلافة رئيس الوزراء المغادر بوريس جونسون، والأسوأ من ذلك أنها لا تحظى بثقة شعبها. فوفقاً لاستطلاع صادر أخيراً عن مؤسسة «يو غوف» للأبحاث فإن 14 في المائة فقط من البريطانيين يتوقعون أن يكون أداؤها أفضل من جونسون، بينما الغالبية يشكّون في قدرتها على حل الأزمة الاقتصادية التي ستكون قاصمة الظهر للحكومة الجديدة إن فشلت فيها، أو ستكون الرافعة التي ستضمن لتراس، إذا نجحت في عبور العاصفة، تأمين مركزها في قيادة الحزب ودحر المتربصين بها وهم كثر.
ليز تراس البالغة من العمر 47 عاماً، أصبحت ثالث امرأة تتقلد منصب رئاسة الوزراء بعد مارغريت ثاتشر وتيريزا ماي، لكن هذا لن يعطيها أي ميزة أو يسجل لها أي سابقة. ربما كانت السابقة الوحيدة التي سجلتها في حكومتها الجديدة أنها وضعت أهم ثلاثة مناصب وزارية في أيدي وجوه من الأقليات العرقية، فوزارة الخارجية ذهبت إلى جيمس كليفرلي وهو بريطاني أمه من سيراليون، ووزارة الخزانة كانت من نصيب كواسي كوارتينغ وهو بريطاني من أبوين مهاجرين من غانا، في حين عينت سويلا برافرمان وهي من أصول هندية وزيرة للداخلية.
كل هذا قد لا يكون مهماً بالنسبة للبريطانيين الذين ينصب اهتمامهم على كيفية مواجهة أخطر أزمة اقتصادية ومعيشية يعرفونها منذ سبعينات القرن الماضي. ارتفاع كبير في نسبة التضخم الذي تجاوز 10 في المائة مع توقعات بأن يصل إلى 20 في المائة مع بداية العام المقبل، وركود يلوح في الأفق، وإضرابات عمالية مرشحة للتصاعد، ما يعني توقف الخدمات لفترات في قطاعات حيوية ويعيد إلى الأذهان فترة «شتاء السخط» في نهاية سبعينات القرن الماضي عندما شلت الإضرابات البلاد بسبب أزمة اقتصادية طاحنة، وتوقف العمل في معظم القطاعات الحيوية وغطت أكوام النفايات الشوارع.
الأخطر من بين الأزمات الراهنة التي تواجه تراس هو الارتفاع الكبير في فواتير الطاقة المنزلية التي زادت بنسبة 54 في المائة في أبريل (نيسان) الماضي، وأُعلن أنها سوف ترتفع مرة أخرى بنسبة 80 في المائة الشهر المقبل، مع توقع ارتفاع آخر في يناير (كانون الثاني) المقبل. لهذا السبب فإن الحكومة الجديدة وضعت هذا الملف في مقدمة برنامج عملها، لأنه سيحدد مصيرها بالتأكيد. ومن المتوقع أن تعلن تراس اليوم خطتها لمواجهة هذه الأزمة التي تتضمن، حسب التسريبات، تجميد متوسط فواتير الطاقة السنوية لكل أسرة عند نحو 2500 جنيه إسترليني، وهو دعم سيكلف الحكومة أزيد من 100 مليار جنيه إسترليني. لكن هذا لن يعني بداية شهر عسل للحكومة مع المواطنين، إذ يدور جدل واسع حول كيفية توفير هذا المبلغ.
رئيسة الوزراء التي «استعارت» الفكرة أصلاً من برنامج حزب العمال المعارض، رفضت الاقتراحات الداعية إلى تمويلها بفرض ضريبة طارئة ومؤقتة على أرباح شركات الطاقة التي استفادت من أزمة ارتفاع الأسعار عالمياً وراكمت أرباحاً يتوقع أن تصل إلى نحو 170 مليار جنيه في غضون سنتين. بدلاً من هذه الضريبة تريد تراس تمويل دعم فواتير الطاقة للمواطنين عن طريق الاقتراض، وهو ما يعني زيادة ديون الدولة ووضع العبء على الأجيال المقبلة.
هذا يعكس شيئاً من تفكير رئيسة الوزراء الجديدة التي وضعت برنامجاً يقوم على التخفيضات الضريبية التي تفيد في الغالب الأثرياء والشركات الكبيرة، أكثر مما تفيد المواطن العادي الذي سيصل إليه الفتات، ويواجه غول التضخم والغلاء. كذلك يشمل البرنامج تشجيع الاستثمار بتقديم المحفزات للشركات، وفي الوقت ذاته تقييد الأجور، الأمر الذي يرى كثيرون أنه سيدخلها في مواجهات مع النقابات مع احتمال تصعيد الاضطرابات العمالية، من دون أن يكسبها بالضرورة شعبية وسط الناس.
عدد مقدر من الاقتصاديين والمحللين الذين أدلوا بدلوهم خلال الأيام الماضية قالوا إن مقترحاتها لن تفعل الكثير لحل مشكلات بريطانيا، بل قد تؤدي إلى تفاقمها.
فيما يتعلق بمكافحة الهجرة، وهي موضوع أساسي في أجندة حزب المحافظين، تتبنى رئيسة الوزراء الجديدة موقفاً متشدداً، وتعهدت بزيادة القوات التي تراقب الحدود بنسبة 20 في المائة، وضمان تنفيذ خطة الحكومة لترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا.
تراس تواجه تحدياً آخر يتمثل في ترميم حزب المحافظين الذي عانى من الانقسامات، وهزته فضائح حكومة جونسون التي جعلت نسبة متزايدة من البريطانيين يعلنون فقدانهم الثقة بالسياسيين. الغريب أنها في خطابها الأول لم تتطرق إلى مسألة إعادة توحيد الحزب ورص صفوفه، بل فعلت العكس تماماً عندما عمدت في تشكيل حكومتها الجديدة إلى إقالة كل مناصري منافسها في معركة زعامة الحزب ريشي سوناك من مناصبهم الوزارية، وحشدت الوزارة بأنصارها.
المفارقة أن رئيسة الوزراء الجديدة استهلت خطابها بالإشادة بسلفها وأدائه وإرثه، قبل أن تنتقل مباشرة للحديث عن جبل المشكلات التي سوف ترثها. ربما كان هدفها تحييده، لأنها تدرك أنه قد يكون أكبر خطر عليها مستقبلاً، إذ لم يخفِ رغبته في العودة إلى منصبه في عدة مناسبات آخرها في خطابه الوداعي قبل الاستقالة رسمياً، أول من أمس.
على الصعيد الخارجي، فإن سياسات تراس المتوقعة ستزيد من مشكلات بريطانيا. فهي مثل سلفها مقتنعة تماماً بدعم تام لأوكرانيا ما يعني المزيد من التوتر مع روسيا، وفي الوقت ذاته ستفتح جبهة حرب باردة مع بكين بعد تصنيفها الصين «تهديداً دولياً». أدهى من ذلك أنها قد تشعل حرباً تجارية مع الاتحاد الأوروبي وتوتر العلاقات مع إدارة جو بايدن، إذا أصرت على التراجع عن اتفاق بشأن بروتوكول آيرلندا الشمالية.
أجواء بريطانيا توحي بكآبة شديدة هذه الفترة لخّصها عنوان مقال في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أمس، يقول «مرحباً بكم في بريطانيا. كل شيء فظيع». والتحدي أمام تراس ما إذا كانت قادرة على تغيير المزاج العام وانتشال البلد من الأزمات التي تواجهه وحالة الكآبة التي يعيشها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بريطانيا المكتئبة بريطانيا المكتئبة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib