الوجه القبيح لحرب السودان
وزير الخارجية المصري تم الاتفاق على أن يدير قطاع غزة فريق مكون من 15 شخصية فلسطينية من التكنوقراط، بإشراف السلطة الفلسطينية، وذلك لفترة مؤقتة مدتها 6 أشهر. شركة الخطوط الملكية المغربية تطلق خدمة ويفي مجانية على متن طائرات "دريم لاينر" الجزائر ترفض بشكل قاطع إجراء صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية مادونا تدعو بابا الفاتيكان لزيارة غزة وتحذر من فوات الأوان مباراة الدرع تكشف معاناة محمد صلاح قبل انطلاق الموسم رابطة العالم الإسلامي ترحب بموقف أستراليا الداعم للاعتراف بدولة فلسطين وسائل إعلام لبنانية مناصرون لحزب الله ينظمون مسيرة بالدراجات النارية في الضاحية الجنوبية لبيروت احتجاجًا على قرارات الحكومة بشأن حصر السلاح بيدها ترامب يعلن نشر الحرس الوطني ووضع شرطة واشنطن تحت إدارة اتحادية للتصدي للجريمة الاتحاد الأوروبي يعلن إعداد حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا ويتمسك بوقف إطلاق نار كامل قبل أي تنازلات طائرة حربية إسرائيلية تخترق أجواء العاصمة دمشق وتحلق فوق ريفها
أخر الأخبار

الوجه القبيح لحرب السودان

المغرب اليوم -

الوجه القبيح لحرب السودان

عثمان ميرغني
بقلم - عثمان ميرغني

على مر التاريخ، كانت الحروب دائماً أرضاً خصبة للفظائع والأعمال الوحشية والقسوة التي تنتهك قوانين الحرب والخلق الإنساني السوي، وهي ممارسات لا يمكن تبريرها بأي شكل، بل تتوجب إدانتها والمحاسبة عليها.

السودانيون الذين عانوا في الحرب الراهنة صنوفاً من الجرائم والانتهاكات التي نُسب أكثرها إلى «قوات الدعم السريع»، صدموا عندما نُشر قبل أيام مقطع فيديو لمسلحين نسبوا أنفسهم إلى الجيش وهم يعرضون بفرح رأسين مقطوعين لشخصين قالوا إنهما ينتميان لـ«الدعم السريع». وقوبل هذا الفعل الشائن بإدانة واسعة مستحقة، ودعوات للمحاسبة.

الجيش سارع إلى إصدار بيان واصفاً محتوى الفيديو بالصادم ومعلناً أنه سيجري تحقيقاً في الأمر وسيحاسب المتورطين إذا أثبتت نتائج التحقيق أنهم يتبعون لقواته. وأكد تقيد القوات المسلحة التام «بقوانين وأعراف الحرب وقواعد السلوك أثناء العمليات الحربية».

من جانبها وصفت «قوات الدعم السريع» العمل بأنه «سلوك إجرامي متطرف» متهمة من وصفتهم بـ«ميليشيا البرهان وكتائب النظام البائد». ومضت إلى القول إن الجريمة «حدثت على أساس عرقي وجهوي»، وهي لغة التأجيج التي استخدمتها جهات أخرى أيضاً سعت لتوظيف الجريمة نحو أبعاد عرقية وقبلية لا يحتاجها البلد في هذه الظروف العصيبة، ولا في أي وقت.

حجم التضارب في الروايات والتفسيرات بشأن مقطع الفيديو يجعل من الضروري إجراء تحقيق جدي وعاجل، ويتطلب من الجميع انتظار النتائج وعدم استغلال هذه الجريمة للتأجيج غير محسوب العواقب.

من أمثلة هذا التضارب ما قيل في البداية عن أن الجريمة ضحيتها شابان، وهو ما ورد في بيان الجيش، لكن «الدعم السريع» في بيانه تحدث عن ثلاثة أشخاص. وعلى الرغم من أن الأشخاص الذين ظهروا في الفيديو المتداول ونسبوا أنفسهم إلى الجيش، تحدثوا على أساس أن الرأسين المبتورين لعنصرين من «الدعم السريع»، فإن جهات أخرى من بينها «الدعم السريع» ذاته نفوا ذلك وقالوا إن القتيلين مواطنان بريئان كانا في طريق العودة إلى مناطقهما عبر مدينة الأبيض حيث اعتقلا وفقاً «لقانون الوجوه الغريبة» بمعنى أنهما غريبان، في حين أن البعض يفسر ذلك على أنه يعني استهداف من يشتبه في أنهم من حواضن اجتماعية في إقليم دارفور تساند «الدعم السريع».

آخرون ألقوا ظلالاً من الشك على الكلام المتداول بشأن هوية القتيلين وقالوا إنهما من قرية في جنوب منطقة الجزيرة وسط السودان، وإنهما كانا عائدين من النيجر ومعهما بعض الذهب عندما استوقفهما مسلحون قالوا إنهم من «الدعم السريع» ونهبوا ما كان بحوزتهما قبل قتلهما والتمثيل بجثتيهما.

وعلى الرغم من أن هوية القتيلين ومنفذي الجريمة تبقى مجهولة، على الأقل بشكل رسمي حتى اللحظة، فإننا رأينا من يشطح في الكلام والتأويل فينسب الضحيتين إلى مكون قبلي معين من دون علمه حتى باسميهما، بينما ذهب آخرون إلى القول إن مرتكبي الجريمة من الكيزان و«كتائب الظل» التابعة لهم من دون أن يوضحوا كيف توصلوا إلى تحديد انتمائهم الحزبي.

الواضح أن الموضوع بات يستخدم في إطار تصفيات الحسابات بين الخصوم في ساحة مشدودة باستقطابات زادت حدتها مع اندلاع الحرب التي قسّمت السودانيين بشكل غير مسبوق، وفرقتهم بين مؤيد للجيش باعتباره المؤسسة الوطنية والمهنية التي لا بد من الالتفاف حولها في هذه الظروف، والمعادين له الذين يدمغونه بـ«جيش الكيزان والفلول». وفي ظل هذه الاستقطابات لا يفوت معارضو الجيش فرصة لانتقاده والتقليل من شأن أي انتصارات يحققها.

الخطورة أن الذين سارعوا لتوظيف الفيديو لبث تأويلات من دون توثق أو تبصر، ولم يروا فيه إلا وسيلة وفرصة لتصعيد هجومهم على الجيش، لم يدروا، أو أن بعضهم ربما كان يدري، أنهم يساهمون في التأجيج وصب المزيد من الزيت على نار الحرب. فها هي بعض المجموعات تستخدم المقطع لا للتأجيج ضد الجيش فحسب، بل ضد أهل الشمال بدوافع عنصرية وقبلية ويستدعون زمرة خارجية من مجموعات قبلية من خارج السودان «للانتقام».

من مصلحة الجيش إجراء تحقيق جاد في الجريمة وإعلان النتائج في أسرع وقت، ومحاسبة منفذيها إن كانوا من منسوبيه. فالحرب ستنتهي وستبقى آثارها التي ستحتاج إلى معالجات لفترة طويلة، ومن المهم للجيش أن يثبت حرصه على قوانينه ولوائحه، وتمسكه بالتقاليد الراسخة والقيم السودانية الأصيلة. وهو كمؤسسة سيحتاج إلى ممارسة أقصى درجات الانضباط في فترة الحرب وما بعدها، لأنه سيحتاج إلى هذا الانضباط في فترة إعادة التأهيل وإدماج قوات الحركات المسلحة، أو أي مجموعات أخرى غير نظامية قاتلت إلى جانبه في هذه الظروف.

التحقيق إذا برأ ساحة الجيش ومنسوبيه فهو سيصب في صالحه للرد على الحملة الممنهجة ضده، وحتى إذا ثبت تورط أفراد منه في هذا العمل الشائن فإن إعلان نتيجة التحقيق سيؤكد مصداقيته وجديته في التصدي لأي تفلتات. هناك جيوش كثيرة واجهت تفلتات من بعض جنودها إبان فترات الحروب بما في ذلك الجيش الأميركي، وأحداث سجن أبو غريب أحد النماذج، وكذلك الجيش البريطاني وما واجه بعض جنوده من اتهامات بارتكاب تجاوزات في مدينة البصرة. وهناك أمثلة أخرى أكثر من أن تحصى في مقال، لكن ما كان يفرق بينها هو مدى جدية الحكومات والجيوش في التصدي لها، بالتحقيقات الجدية، والمحاسبة لمن يثبت تورطهم.

هناك أيضاً فرق بين التفلتات الفردية والسلوكيات الممنهجة، وهو ما يميز بين الجيوش النظامية المنضبطة التي تعمل وفقاً للوائح وقوانين، والميليشيات والحركات المسلحة التي تقاتل بلا عقيدة وبلا مبدأ أو ضوابط. وفي حالة الجيوش النظامية فإنه على الرغم من أن الغالبية العظمى من الجنود يكونون ملتزمين بضوابط الحرب، فإن التصرفات المنفلتة للبعض قد تشوه سمعة الجيش بأكمله. من هنا يتوجب الحرص على المساءلة والمحاسبة، وهو المطلوب من الجيش السوداني.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوجه القبيح لحرب السودان الوجه القبيح لحرب السودان



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أزياء كارمن سليمان أناقة معاصرة بنكهة شبابية وجرأة في اختيار الأزياء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:32 2025 الثلاثاء ,12 آب / أغسطس

اشتباكات بين الجيش وقسد شرق حلب محاولة تسلل
المغرب اليوم - اشتباكات بين الجيش وقسد شرق حلب محاولة تسلل

GMT 18:05 2025 الثلاثاء ,01 تموز / يوليو

ليونيل ميسى يدرس الرحيل عن إنتر ميامي

GMT 14:47 2021 الجمعة ,30 تموز / يوليو

موديلات فساتين منفوشة للمحجبات

GMT 18:46 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تكون مشرقاً وتساعد الحظوظ لطرح الأفكار

GMT 22:45 2020 الجمعة ,14 شباط / فبراير

كتاب جديد يكشف موضع إعجاب غريبا لدى ترامب

GMT 20:56 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مطالب بعودة أحكام الإعدام في المغرب بعد مقتل السائحتين

GMT 17:01 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية تضرب الحسيمة ليلا بقوة 3,2 درجة

GMT 04:37 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملابس زهريّة أنيقة ومميزة تضامنًا مع مرضى سرطان الثدي

GMT 01:55 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الجعايدي الحارس الأشهر للملك محمد السادس يعود إلى الواجهة

GMT 11:59 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

يوسف النصيري يقترب من رايو فاليكانو

GMT 19:08 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

"CineView" يناقش أسباب غياب الفيلم المصري عن مهرجان القاهرة

GMT 12:42 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سفارة المغرب في مصر توضح موقفها بشأن ملفات التأشيرة

GMT 11:55 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حكايات من المخيم مخيم عقبة جبر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib