كيف يكون الحل سودانياً
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

كيف يكون الحل سودانياً؟

المغرب اليوم -

كيف يكون الحل سودانياً

عثمان ميرغني
بقلم - عثمان ميرغني

بالتزامن مع، أو حتى قبيل، كلام المبعوث الأميركي الخاص توم بيريلو عن إمكانية التحرك لإرسال قوات دولية وأفريقية، إلى السودان، بدا ملحوظاً تزايد الدعوات لتدخل دولي «عسكري» تحت غطاء أو مظلة أو ذريعة - سمها كما شئت - حماية المدنيين.

بغض النظر عن الدوافع، فإن الدعوات لأي تدخل عسكري خارجي، تبقى محفوفة بالمخاطر وستدفع بالسودان نحو تعقيدات وأفق غير معروف العواقب. تجارب وتداعيات التدخلات العسكرية الدولية الماثلة أمام الأعين، لم تحقق النجاح المأمول، بل خلفت أوضاعاً كارثية أكثر تعقيداً أحياناً.

لوقت طويل لم يبد العالم اهتماماً جدياً يتناسب مع حجم الكارثة، ولم يقم بجهود حقيقية لردع الأطراف التي تؤجج الحرب بإمدادات السلاح والمرتزقة عبر دول الجوار. وقد كتبت الكثير من المقالات، وصدرت العديد من التصريحات الناقدة للتجاهل الدولي لا سيما موقف إدارة بايدن الذي انتقده مشرعون أميركيون في مناسبات عدة.

فعلى الرغم من أن الإدارة الأميركية شاركت في رعاية منبر جدة وعينت تحت ضغط الكونغرس المبعوث الخاص بيريلو، فإنها لم تجعل الحرب السودانية في قائمة اهتماماتها. فآخر بيان للرئيس بايدن بشأن الحرب كان قبل نحو سنة، ما جعل الكثير من الأطراف تخلص إلى أن البيت الأبيض غير مهتم بالحرب السودانية مع تركيزه على حربي أوكرانيا وغزة. من هذا المنطلق فإن واشنطن عندما تتحدث عن قوات دولية للسودان فهي تعني بالأساس قوات أفريقية.

الحقيقة أنه لأسباب كثيرة واتهامات بالتواطؤ في دعم «قوات الدعم السريع» وتسهيل مرور السلاح، فإن معظم دول الجوار الأفريقي لا تصلح وسيطاً أو حتى شريكاً في أي وساطة، ناهيك عن التدخل تحت مظلة قوات دولية/أفريقية يروج لها. دولتان فقط في تقديري تجدان القبول من مختلف الأطراف لاستضافة أي مفاوضات سودانية - سودانية لإنهاء الحرب واستعادة المسار الانتقالي هما السعودية، التي تستضيف أصلاً منبر جدة، ومصر التي عقدت فيها جولات عدة من اجتماعات ومؤتمرات القوى المدنية السودانية، وتبنت مبادرة عقد قمة دول الجوار في الأشهر الأولى للحرب.

مؤتمر القوى السياسية المدنية السودانية الذي دعت له مصر قد يكون، لو عقد وتهيأت له الظروف والأسباب لإنجاحه، فرصة ومدخلاً للعودة إلى منبر جدة بصورة أكثر وضوحاً تساعد في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب والعودة إلى مسار انتقالي جديد متوافق عليه مسبقاً بما يضمن نجاحه هذه المرة بعيداً عن المشاحنات والصراعات التي قادت البلاد إلى هذا الوضع المأساوي. لكن هناك عقبات بالتأكيد وتدخلات قد تعرقل التئام مؤتمر القاهرة، والذي يبدو واضحاً الآن أنه لن ينعقد نهاية هذا الشهر مثلما كان مقرراً له.

اللافت هو دخول دول أفريقية على الخط وضغطها بالتناغم مع تلميح بيريلو إلى تحركات لإعداد الأرضية لإرسال قوات دولية وأفريقية، «لفرض» السلام إذا لم تُستأنف المفاوضات لوقف القتال. في هذا المجال يمكن الإشارة إلى اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي الذي عقد برئاسة الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني قبل أسبوع وقرر البدء في تحرك لدعوة رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو إلى اجتماع تحت رعاية الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) «دون تأخير»، على حد ما جاء في بيان الاجتماع. والملاحظ هنا أن هذه الدعوة تخطت منبر جدة ودوره باعتباره المظلة التي انعقدت تحتها جولات المفاوضات السابقة بين الجيش و«الدعم السريع»، والتي عليها توافق من الأطراف خلافاً للدور الأفريقي.

كثيرون يرون أن المدخل لإنهاء الحرب هو المفاوضات بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، وهو ما لم يحقق النجاح حتى اللحظة. في تقديري أن المدخل الصحيح لإنهاء الحرب هو في مفاوضات شاملة وتوافق بين القوى السياسية والمدنية أولاً ينزع فتيل قضايا جوهرية مغذية لهذه الحرب، ويعد الأرضية لمرحلة ما بعدها. فالحرب وإن كانت اندلعت بين حملة السلاح، إلا أن في جذور مسبباتها صراعات القوى السياسية التي لم تُفشل الفترة الانتقالية فحسب، بل هيأت الظروف لاندلاع الحرب، وتسهم بشكل أو بآخر في إطالة أمدها.

من دون هذا التوافق سنبقى ندور في حلقة مفرغة وسيطول أمد الحرب بسبب عوامل خارجية وداخلية كثيرة، وحتى لو انتهت فإن عوامل عدم الاستقرار ستبقى. أما إذا تنازلت الأطراف عن المواقف العدمية والإقصائية، أكاد أجزم بأن الظروف تكون أصبحت مهيأة لوقف الحرب ومعالجة القضايا الشائكة المغيبة حالياً تحت شعارات فضفاضة مثل «لا للحرب»، وهذا موضوع يحتاج عودة في مقال لاحق.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف يكون الحل سودانياً كيف يكون الحل سودانياً



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 20:01 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
المغرب اليوم - الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib