تحدي الروبوتات القاتلة
دونالد ترامب يحضر مباراة دوري كرة القدم الأميركية في سابقة تاريخية للرئاسة استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية
أخر الأخبار

تحدي الروبوتات القاتلة

المغرب اليوم -

تحدي الروبوتات القاتلة

عثمان ميرغني
عثمان ميرغني

يصعب حصر عدد وأسماء أفلام الخيال العلمي التي أنتجتها هوليوود وتناولت فيها حروب المستقبل ودور الروبوتات وتقنيات الذكاء الاصطناعي فيها. الحقيقة أن هذه الأفلام لم تعد كلها محض خيال علمي بعد أن طورت جيوش عدد من الدول تقنيات تضاهي وأحياناً تبز ما جادت به قريحة الكتّاب والمنتجين. لكن بعض هذه التقنيات بدأ يبعث على القلق ويثير قضايا أخلاقية وقانونية، وحفز بعض الدول والمنظمات للدعوة إلى تنظيم استخدام أو حظر أسلحة معينة تستخدم الذكاء الاصطناعي وسيكون لها تأثيرها في مستقبل الحروب.

وفي إطار مناقشة هذه التطورات التأم في مقر الأمم المتحدة بجنيف أول من أمس اجتماع يستمر عشرة أيام لمواصلة مباحثات توقفت العام الماضي بسبب جائحة الكورونا، تركز تحديداً على ما يسمى الأسلحة الفتاكة المستقلة، أو «الروبوتات القاتلة». ويفترض أن يمهد هذا الاجتماع الأرضية لمعاهدة دولية تصدر في وقت لاحق هذا العام أو بعده لضبط استخدام هذه الأسلحة إن لم يكن تحريمها.

ما هي هذه الأسلحة؟
«أنظمة الأسلحة المستقلة بشكل كامل»، أو «الأسلحة الفتاكة ذاتية التشغيل» والمعروفة أيضا باسم الروبوتات القاتلة، هي أسلحة مزودة بتقنيات عالية وكاميرات تمكنها من الاستكشاف وتحديد أهداف العدو ومهاجمتها، وتقوم بكل ذلك بشكل مستقل ومن دون سيطرة بشرية، بل بناء على العمليات الحسابية التي تنفذ بالذكاء الاصطناعي. وهذه الروبوتات القاتلة موجودة بالفعل لدى عدد من الجيوش، بل واستخدمت في المعارك. وباستثناء الصواريخ والقنابل الذكية، فإن هذه التقنيات مستخدمة اليوم بشكل متزايد في الطائرات بلا طيار (الدرون) المزودة بالسلاح وقدرات العمل بشكل مستقل والموجودة في حوزة عدد من الجيوش تعمل على تطويرها وزيادة قدراتها مثل جيوش أميركا والصين وروسيا وبريطانيا وإسرائيل وتركيا وكوريا الجنوبية على سبيل المثال لا الحصر. وهناك تقارير تشير إلى أن تركيا استخدمت طائرات الدرون المسلحة المستقلة ضد قوات خليفة حفتر في ليبيا، كما أنها دعمت أذربيجان بهذه الطائرات مما ساعدها في هزيمة قوات أرمينيا واستعادة السيطرة على أراض في إقليم ناغورنو كاراباخ.

إسرائيل وكوريا الجنوبية من بين الدول التي أدخلت تقنيات التعرف على الوجوه في بعض أسلحتها، وربما استخدمت في بعض الأسلحة التي استهدف بها الجيش الإسرائيلي عناصر قيادية في «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في غزة.

هناك قرابة 100 دولة وعدد من منظمات المجتمع المدني عبرت عن قلقها مراراً منذ عام 2013 بشأن الروبوتات القاتلة، ودعا عدد مقدر منها إلى معاهدة دولية تضمن الاحتفاظ بالسيطرة البشرية على استخدام القوة، وحظر الأسلحة الفتاكة المستقلة أو ذاتية التشغيل. لكن هذه الدعوات تواجه بمعارضة دول مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين وإسرائيل التي توجه قدرات كبيرة في استخدام الذكاء الاصطناعي في التسلح وتطوير أنظمة لأسلحتها الجوية والبرية والبحرية قادرة على العمل بشكل مستقل ومن دون تدخل بشري أو بتحكم بشري ضئيل جداً.
إن مجرد فكرة تسليح الروبوتات وإطلاقها لتقتل بشكل مستقل أو بقدر قليل جداً من التحكم، ربما تبدو مرعبة في نظر أكثرية الناس، لكنها على الرغم من ذلك تثير خيال وإعجاب بعض المخترعين، وتغري بعض المخططين العسكريين. والواضح أن بعض أكبر الجيوش في العالم تكثف جهودها لتطوير مثل هذه الأسلحة، مبررة ذلك بمنطق الردع الذي كان وراء تطوير وحيازة الأسلحة النووية. فهذه الدول وغيرها ترى أنه مع التطور التكنولوجي الهائل وبدء بعض الدول في استخدام الهجمات الإلكترونية وتقنيات الذكاء الاصطناعي، فإنه لا بد لها من تطوير أسلحة ردع بما فيها الروبوتات المقاتلة.

هناك عامل آخر قد يدخل في اعتبارات المخططين العسكريين، وهو أن هذه الأسلحة تقلل التكلفة البشرية وسط الجنود، لأنك ترسل روبوتاً في شكل طائرة أو جندي أو حشرة لمهاجمة العدو، وبالتالي توفر جنودك. كما أن إرسال روبوت إلى المعارك قد يسهل للمشرعين تفادي الأسئلة الأخلاقية والحسابات التي ترافق إرسال جنودك إلى حروب قد لا يعودون منها، ما يعرض السياسيين إلى المساءلة أمام المشرعين والإعلام وأسر العسكريين.
هذا المنطق فيه أكثر من مشكلة. فاستخدام مثل هذه الأسلحة سيؤدي تدريجياً إلى انتشارها ما يعني في النهاية إلغاء منطق الردع، بل إنه سيزيد المخاطر إذا وقعت هذه الأسلحة في أيدي تنظيمات إجرامية وإرهابية. الأمر الآخر أن استخدام الدول لمثل هذه الأسلحة لا يلغي الوازع الأخلاقي، لأن الضحايا في النهاية هم بشر، وفي أغلب الأحوال يتضرر المدنيون أيضاً. فالروبوت لن يكون قادراً على اتخاذ قرار بناء على «الرد المتكافئ»، ولن يكون قادراً على التمييز إذا كان العدو يتخفى بين المدنيين. أضف إلى ذلك أن الوازع الأخلاقي وقلق متخذي القرار من وقوع خسائر كبيرة بين جنودهم، هو أقوى عامل في التأني في اتخاذ قرار الحرب، فإذا أبعدت ضغط الخسائر والمساءلة، فإنك قد تسهل قرارات شن الحرب على السياسيين الذين يتخذونها أحياناً لحسابات الربح السياسي.

بالطبع هناك من يدافع عن مثل هذه الأسلحة الروبوتية على أساس أنها يمكن أن تستخدم في حراسة الأجواء لمنع وقوع هجمات، أو في عمليات تحرير الرهائن، أو لملاحقة الإرهابيين وتصفيتهم. ويذهب البعض أبعد من ذلك ليجادل بأن الروبوتات لا تخضع مثل الإنسان للحسابات الخاطئة أو تأثير نوبات الغضب لأن كل قراراتها يقوم بها الذكاء الاصطناعي بعمليات لا تخضع للعواطف التي تؤثر على قرارات البشر. لكن هؤلاء ينسون أن العواطف من مزايا البشر، وإذا كان بعضها سلبياً، فإنها في الغالب تكون إيجابية وتعطي الإنسان القدرة لاتخاذ «قرارات إنسانية». فحتى في الحروب يمكن للقائد أو الجندي أن يعدل قراراً في اللحظة الأخيرة لاعتبارات إنسانية، في حين أن الروبوت لا يتأنى أو يعدل عن هجوم لمثل هذه الاعتبارات. ولعل الأخطاء التي وقعت في هجمات بطائرات الدرون حتى الموجهة من قبل البشر، تشير إلى خطورة ترك قرارات الحياة والموت لروبوتات قاتلة معرضة أيضاً لأخطاء تقنية تجعلها تفلت عن السيطرة.

الدول الكبرى التي تتسابق في مجال الأسلحة الذكية مثل أميركا والصين وروسيا ترى أن حظر الأسلحة التي تعمل بشكل مستقل ليس ضرورياً، وربما الأكثر منطقية ضبط استخدامها. لكن السؤال هو كيف يتم ضبطها، ومن يحدد الضوابط، ويتحكم في تنفيذها إذا لم تكن هناك اتفاقيات دولية منظمة؟

حظر بعض أنواع الأسلحة ليس أمراً جديداً ومع التطور السريع في تكنولوجيا الحروب هناك حاجة إلى مثل المؤتمر المنعقد في جنيف. فخلال القرن الماضي حظرت الاتفاقيات الدولية استخدام الأسلحة البيولوجية والكيميائية، وحرمت القنابل العنقودية والفوسفورية والفراغية والنابالم، والألغام ورصاص الدمدم، وكذلك استخدام تقنية الليزر المسببة للعمى، والأسلحة الصوتية المصممة لتدمير طبلة الأذن وشل سمع الأشخاص أو توازنهم. صحيح أنه تقع خروقات مرعبة مثلما حدث عندما استخدم صدام حسين الأسلحة الكيماوية ضد الأكراد في مذبحة حلبجة عام 1988، أو عندما استخدمت إسرائيل قنابل الفوسفور الأبيض في حرب غزة عام 2008، أو في استخدام أميركا وروسيا لأسلحة محرمة في فيتنام وأفغانستان. كذلك اتهمت بعض الدول مثل روسيا وكوريا الشمالية باستخدام أسلحة كيماوية أو جرثومية لاغتيال معارضين، بينما اتهمت واشنطن المخابرات الروسية بالوقوف وراء الهجمات بما يعتقد أنه سلاح سري صوتي يستخدم موجات المايكروويف ضد دبلوماسيين أميركيين في كوبا وفي موسكو. لكن مثل هذه الممارسات والانتهاكات لا تلغي أهمية وجود معاهدات وقوانين دولية تضبط أو تحرم هذه الأسلحة، بل تجعل الأمر أكثر أهمية.

فمع التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي تصبح الحاجة ملحة للتوصل إلى اتفاقيات دولية تحرم بعض أنواع أو استخدامات الروبوتات القاتلة قبل أن تفلت الأمور ويصبح من الصعب ضبطها في عالم يزداد تعقيداً ولا يتوقف فيه سباق التسلح أو معارك المصالح والنفوذ. العالم يواجه أيضاً تحديات أخرى أشد فتكاً وخطراً مثل وباء الفيروسات وتداعيات الاحتباس الحراري، تحتاج إلى توجيه الموارد والعقول بدلاً من تبديدها في تطوير أسلحة أشد فتكاً وتدميراً، بينما مخازن ملأى أصلاً بترسانات ذات قدرات تدميرية كبيرة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحدي الروبوتات القاتلة تحدي الروبوتات القاتلة



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib