مخاطر انفلات السلاح في الخرطوم
الاحتلال الإسرائيلي يسلم 15 جثمانًا جديدًا لشهداء من غزة عبر الصليب الأحمر الصين تطلق ثلاثة أقمار اصطناعية تجريبية ضمن المهمة رقم 606 لصواريخ "لونغ مارش" دونالد ترامب يحضر مباراة دوري كرة القدم الأميركية في سابقة تاريخية للرئاسة استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة
أخر الأخبار

مخاطر انفلات السلاح في الخرطوم

المغرب اليوم -

مخاطر انفلات السلاح في الخرطوم

عثمان ميرغني
عثمان ميرغني

منذ توقيع اتفاق جوبا للسلام بين الحكومة الانتقالية السودانية وعدد من الحركات المسلحة، تكررت في مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لوصول دفعات من قوات هذه الحركات إلى الخرطوم بكامل عتادها وفي مشاهد بدت أحياناً أشبه باستعراض القوة، ما أثار القلق والتساؤلات حول الحكمة من «عسكرة» العاصمة. وخلال الأيام القليلة الماضية نشرت أيضاً أخبار ومقاطع فيديو عما وصف بـ«احتلال» قوات من «حركة تحرير السودان» جناح مني أركو مناوي قسماً من الحديقة الدولية وسط الخرطوم وتحويله إلى معسكر لها.
ما زاد الأمر سوءاً كان ظهور بعض المقاتلين والمجندين الذين ينتمون لهذه الحركات في عدد من الفيديوهات المتداولة، حيث رددوا كلاماً ينضح عنصرية ضد أهل الشمال، مع تهديدات من شاكلة «سنسيطر على البلد عاجلاً أم آجلاً بالسلاح أو بالديمقراطية»، «استسلموا أو واجهوا الواقع»، «انتهت اللعبة، ولن تهيمنوا بعد اليوم»، «لن نغادر الخرطوم والمزيد من قوات الحركات ستصل، وأنتم لم تروا شيئاً بعد».

مثل هذا الكلام لا يخدم بالتأكيد قضية السلام، ويسلط الضوء على مشكلة في اتفاقية جوبا. فهذه القوات تقول إنها جاءت إلى العاصمة وفقاً لبنود الترتيبات الأمنية في الاتفاقية، وإن وجودها في هذه «المعسكرات» تم بالتفاهم مع السلطات. هذا الأمر إن صح، يثير أسئلة كثيرة حول الحكمة في مثل هذا التدبير العشوائي الذي يخلق الكثير من المشاكل والحساسيات في وقت تعاني العاصمة أصلاً من تردي الوضع الأمني فيها لا سيما مع ظاهرة انتشار السلاح ولجوء كثير من المواطنين لاقتنائه بمبرر أن ارتفاع نسبة الجريمة دفعهم لذلك. فلماذا الاستعجال بجلب هذه القوات قبل ترتيب أماكن لإقامتها، لا تكون وسط الأحياء السكنية ولا في الحدائق والميادين العامة؟
من المفهوم أن تتضمن اتفاقيات السلام بنوداً وترتيبات أمنية بشأن دمج قوات الحركات المسلحة في القوات النظامية وفق الأسس والمعايير المتبعة، وبالنسب المتفق عليها، على أن يتم تسريح الباقين واستيعابهم في وظائف حكومية أخرى أو تعويضهم ومساعدتهم وتدريبهم للانخراط في الأعمال الحرة. لكن حتى يتم هذا الأمر كان المتوقع التمهل في جلب قوات الحركات إلى العاصمة، وإن اتفق على إدخال مجموعات منها فيكون ذلك بعد ترتيب أماكن إقامتها لا سيما أن فترة الدمج والتسريح يفترض أن تتم في عملية مرحلية قد تمتد 40 شهراً، أي إلى ما بعد الانتخابات المقررة خلال 39 شهراً، وهي إشكالية أخرى لأنه ستكون هناك حركات تخوض الانتخابات وتملك في الوقت ذاته قوات مسلحة.
الذي حدث كان استعجالاً ملحوظاً في إدخال هذه القوات من غير ترتيبات واستعدادات، على الرغم من الإشكاليات التي قد تحدث نتيجة هذا الارتجال. قد يكون هناك من أراد الاستقواء بقواته وحماية ظهره في الفترة الانتقالية، وقد يكون هناك من يتخوف من أن الفترة الانتقالية قد لا تصل إلى مرحلة الانتخابات ويريد أن يضمن موقعاً في أي ترتيبات أخرى قد تحدث. في كل الأحوال فإن وجود كل هذه القوات المختلفة في الخرطوم يفرض تحديات جديدة ويحتاج إلى معالجات وتفاهمات بين الحكومة ممثلة بشقها العسكري وبين قادة الحركات المسلحة لتنظيم هذا الوجود، وشرح الترتيبات للناس حتى لا تبقى عرضة للتفسيرات وإثارة الحساسيات والمخاوف. فما يحدث الآن لا يطمئن الناس لا على مستقبل السلام، ولا على الفترة الانتقالية، ولا على مستقبل البلد.
كل حكومات السودان منذ الاستقلال دخلت في حروب أو في مفاوضات ومقايضات لتحقيق السلام مع حركات حملت السلاح بسبب مظالم أو خلافات مع المركز. لكننا بقينا ندور في حلقة مفرغة أدت إلى انفصال الجنوب، وما تزال تهدد وحدة ما تبقى من السودان. السياسيون مسؤولون، والجيش مسؤول، والحركات المسلحة مسؤولة، لأن أكثر القوم منشغلون بالصراع السياسي لا بالبناء، وبالتنازع على الكرسي لا بهموم المواطن المغلوب على أمره، والوطن المهدد بالتشرذم. لذلك فإن كل اتفاقات السلام لم تحقق الاستقرار بل كانت نواة لجولات جديدة من الحروب التي أصبحت «مبررات» لانقلابات، وسبباً دائماً لعدم الاستقرار وتقهقر السودان.
هل اتفاقية جوبا الأخيرة مختلفة؟
بعد نجاح الثورة الشبابية في الاطاحة بنظام البشير كانت هناك آمال عريضة أن تنضم الحركات المسلحة لركب الثورة في وقت وجيز ويشهد السودان فصلاً جديداً من السلام. عبرت عن هذا الأمر الوثيقة الدستورية التي وضعت هدفاً طموحاً وأملاً كبيراً في تحقيق السلام في الستة أشهر الأولى من عمر الحكومة الانتقالية، لكن الآمال سرعان ما تبخرت وبدأت المماطلات والمطالبات التي انتهت باتفاقية لا يرى الناس منها حتى الآن سوى توزيع المخصصات والمناصب، وتوافد القوات المدججة بالسلاح إلى العاصمة. بل إن الاتفاقية وضعت السودان أمام امتحان من نوع جديد، فلأول مرة تكون هناك ستة مسارات في المفاوضات، ولأول مرة نسمع عن مسار للوسط ومسار للشمال، مع مسارات الشرق ودافور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، بما يعني أننا الآن أمام وضع أكثر تعقيداً من أي وقت مضى.
تعدد السلاح دائماً يثير المخاوف، وهناك تجارب عديدة ماثلة أمامنا لدول دفعت ثمناً باهظاً نتيجة ذلك. والسودان يمر بمرحلة بالغة الحساسية اليوم وأمله أن يصل إلى صندوق الانتخابات. وسيكون السلام مع الاقتصاد أهم امتحانين للفترة الانتقالية وأكبر تحديين للسودان، وبينهما ارتباط وثيق. تركيبة الحكومة وضعت القيادات المدنية والعسكرية وقادة الحركات المسلحة في مركب واحد، فإذا تلاقت المصالح وتوحدت الرؤى فإن البلد سيعبر هذه الفترة وسيتغلب على مصاعبها الكثيرة، وإلا فإن البديل سيكون كارثياً على الجميع.. مع تعدد الأطراف الحاملة للسلاح داخل العاصمة.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخاطر انفلات السلاح في الخرطوم مخاطر انفلات السلاح في الخرطوم



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي

GMT 11:26 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تؤكد أنها لم تلجأ لأي عمليات تجميلية وأسرار نجاحها
المغرب اليوم - يسرا تؤكد أنها لم تلجأ لأي عمليات تجميلية  وأسرار نجاحها

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib