الرجل الذي نَحَرَ الدبابة
*عاجل | سي إن إن عن مصدر مطلع: نتنياهو سيعقد اجتماعا بشأن غزة مع كبار المسؤولين في وقت لاحق اليوم* الرئيس الأميركي دونالد ترامب يطالب بإلغاء محاكمة بنيامين نتنياهو في تل أبيب على الفور أو منحه عفوا. في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الدفاعات الجوية الايرانية تسقط المسيرة الثالثة عند الحدود الغربية مع العراق خلال ساعه واحدة *القناة 13 الإسرائيلية: مشاورات متوقعة غدا لنتنياهو بشأن غزة وكيفية المضي في عملية إطلاق سراح الأسرى* كندا تطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة والتوصل لحل مستدام صحيفة إسرائيل اليوم تنقل عن مصادر في حماس لا نستبعد التوصل لاتفاق جزئي بالأيام القادمة حزب الله اللبناني يعلق علي وقف إطلاق النار بين إيران ودولة الاحتلال وزارة الخارجية الإيرانية تعترف بتضرر منشآتها النووية بشدّة جراء الغارات الأميركية حركة حماس تكشف سبب فشل التوصل لإنهاء الحرب في غزة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تعلن موعد وملعب نهائي كأس العرش بين نهضة بركان وأولمبيك آسفي
أخر الأخبار

الرجل الذي نَحَرَ الدبابة

المغرب اليوم -

الرجل الذي نَحَرَ الدبابة

الكاتب عبدالهادي راجي المجالي
بقلم : عبدالهادي راجي المجالي

.... شاهدت أمس مقطعا, لفتى من غزة... ركض إلى الدبابة الإسرائيلية, ثم وضع العبوة الناسفة أسفلها, ونزع الفتيل.. ثم عاد إلى موقعه.
ركض باتجاه الدبابة دون درع واق, ولم يكن يحمل سلاحا.. حتى اللباس الذي كان يرتديه, رثا وبسيطا... ولكنه دمرها عن بكرة أبيها...ماذا نسمي هذا الفتى ؟.. هل نسميه فارس القبيلة.. هل نسميه (الذيب), هل نسميه الأسد...حتى الأسود لا تحتمل ما يحدث في غزة,.. ماذا نسميه ؟ لا أعرف تاهت بي الأسامي..

هذا الفتى ليس من زمننا, هو من زمن خالد بن الوليد, هو من معدن مختلف, أنا لا أظنه ولد مثل بقية الأطفال في مستشفى, ثم أرضعوه حليب (نيدو).. وبعد ذلك ألبسوه زيا نظيفا والتحق بالصف الأول, أنا لا أظنه تعرض للحمى وهرب به الوالد إلى المستشفى... ثم أعطوه محلولا في الوريد, وبقيت الجدة تقرأ المعوذات على رأسه.. حتى يشفى.

قل لي أيها الفتى من أي طينة جبلت عظامك ؟... أخبرونا عن بطولات الجيوش كلها.. أخبرونا عن حصار (ليننغراد), لم أشاهد في كل الأفلام التي عرضت.. رجلا مجردا من السلاح والحماية, ومنفراد يقاتل دبابة ويهزمها.. أخبرونا عن (الكاميكازي).., أخبرونا عن الرايخ الثالث وجيوش هتلر الجرارة, لم أشاهد في جنوده أحدا يفعل ما فعلت.. وهتلر انتحر بعد الهزيمة, أخبرونا في التاريخ عن (جنكيز خان وهولاكو).. هؤلاء قابلوا فرسانا وهزموهم.. ولكنك صرعت دبابة, تلك المرة الأولى في حياتي التي أرى بها فتى من غزة ينحر دبابة ويسيل دمها...

لو كتبت بك الصبايا في تلمسان والجزائر, في طرابلس واللاذقية.. في البصرة وصلالة, رسائل غزل بدمهن.. لما وصل الغزل حد ذرة من رجولتك, أنا يقتلني سؤال واحد فقط وأعرف أنه ساذج وغبي.. يا ترى لو تقدمت لطلب يد بنت عربية.. ماذا سيكون رد والدها ورد أبناء العمومة ؟ أنت الوحيد الذي دفع المهر مقدما.. والمهر لم يكن مالا ولا ذهبا.. دفعت مهرها بأن قمت بذبح دبابة بمن فيها...

أحيانا ما أراه في غزة يتجاوز الأسطورة, يتجاوز واقعنا البشري... وهذا الفتى جعلني أضحك كثيرا وأبكي كثيرا, فأنا قرأت نصف الشعر العربي.. ونصف قصص البطولة وقرأت عن عنترة والزير سالم... قرأت عن شمشون الجبار, عن الظاهر بيبرس... ولكنها المرة الأولى في حياتي والتي أشاهد فيها فتى من دون فرس ولا بندقية ولا ترس ولاسيف.. فتى يقاتل منفردا, ويذبح دبابة كاملة بحديدها وحمولتها وتكلفتها...

إسرائيل مجنونة, لاتدري أنها تقاتل شعبا هزم الحديد.. لا تدري أنها تقاتل شعبا... طور من التراب قذيفة, ومن الموت صنع الحياة..

أين أنت الان يا سيدي وإمامي وملهمي.. في نفق ما, هل تأخذ غفوة استعداد لذبح دبابة أخرى ؟... هل تناولت رغيف خبز تيبس فقمت بسكب الماء عليه حتى يصبح طريا.. هل حصلت على علبة (تونا) وأكلت ربعها ووزعت البقية على المقاتلين... لا أعرف ماذا تفعل الان, ولكني كلما أعدت مشهدك وأنت تنحر الدبابة..تذكرت نشيد الفلسطيني: (أناديكم وأشد على أياديكم وأبوس الأرض من تحت نعالكم)... أنا لي أمنية في هذا العمر فقط يا سيدي, وهي أن أبوس الأرض التي ركضت عليها بنعالك القديم... فقط أريد أن اترجم القصيدة على أرض الواقع, فالأرض التي حملتك مباركة.. والتيمم بترابها يجوز حتى وإن حضر الماء, أريد أن أقبل التراب الذي عبر منه نعلك يا فتى…
* عبد الهادي راجي المجالي كاتب في صحيفة الرأي الأردنية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرجل الذي نَحَرَ الدبابة الرجل الذي نَحَرَ الدبابة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 17:47 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مولودية وجدة يفسخ عقد مدافعه عادل حامي بالتراضي

GMT 06:20 2017 السبت ,05 آب / أغسطس

تسلا تعلن تسليم سيارة "موديل 3" لعملائها

GMT 02:08 2017 السبت ,07 كانون الثاني / يناير

لاجونا فوكيت بيتش وجهة مثالية لقضاء عطلة ممتعة

GMT 05:49 2017 الإثنين ,15 أيار / مايو

عمر لطفي يحتفل بعيد ميلاد زوجته في " رشيد شو "

GMT 21:49 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

الرحيلي يؤكد أن الدحيل أقوى فريق في قطر

GMT 22:27 2015 الأحد ,25 كانون الثاني / يناير

اختطاف فتاة واغتصابها من طرف ثلاثة شبان

GMT 09:36 2023 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الصحافيون السودانيون يدفعون ثمناً باهظاً لكشف الحقيقة

GMT 18:25 2022 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أسعار النفط تسجل 79.98دولار لبرنت و75.50 دولار للخام الأميركي

GMT 07:49 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:04 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تصاميم متميزة وحلول عملية في ديكورات غرف الأطفال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib