مقابلة ويتكوف ــ كارلسون هكذا يفكر ترمب
التقييم الاستخباراتي الأولي يشير إلى أن الضربات على إيران لم تدمّر المواقع النووية وزير الصحة الإيراني يعلن ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 606 قتلى معظمهم من المدنيين منذ بدء الهجمات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدعو العالم للعودة إلى الدبلوماسية واعتماد لغة الحوار بدل الحلول العسكرية لمنع الانزلاق نحو الفوضى الرئيس الإيراني يُعلن انتهاء الحرب بعد اثني عشر يوما ويؤكد أن العدو الصهيوني تلقى ضربات موجعة وسط تعتيم إعلامي على خسائره الرئاسة الفلسطينية تُطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة بالتزامن مع هدنة إيران وإسرائيل ترامب يطلب من نتانياهو الإنسحاب من قطاع غزة وجنوب لبنان ترامب يبدي عدم رضاه على إسرائيل ويقول لن تهاجم إيران مرة أخرى رئيس الوزراء القطري ينجح في الحصزل على مواقفة إيران على وقف الحرب مع إسرائيل الدفاعات الجوية الإيرانية تسقطت طائرة إسرائيلية مسيّرة من طراز "هيرمز" أثناء تحليقها في أجواء العاصمة طهران مسؤول عسكري أميركي لـ"الجزيرة": لا نستبعد هجمات إيرانية إضافية على قواعدنا؛ لأننا هاجمنا 3 من منشآتهم ولم يهاجموا سوى قاعدة واحدة لنا حتى الآن
أخر الأخبار

مقابلة ويتكوف ــ كارلسون: هكذا يفكر ترمب

المغرب اليوم -

مقابلة ويتكوف ــ كارلسون هكذا يفكر ترمب

نديم قطيش
بقلم - نديم قطيش

أتاحت مقابلة ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مع الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون، للجمهور العربي وصنّاع القرار في المنطقة نافذةً نادرةً على كواليس الدبلوماسية الأميركية، لها أن تسهم في فهم سياسات واشنطن الراهنة تجاه الشرق الأوسط، وما أفصحت عنه من تغيير جوهري طرأ على الفكر السياسي الأميركي في حقبة ترمب.

تؤكد مواقف ويتكوف على نهج البيت الأبيض الترمبي الذي يمكن وصفه بـ«الواقعية التبادلية» (Transactional Realism)، وهو نهجٌ يجمع بين القوة الصريحة والتفاوض العملي حول القضايا السياسية والاقتصادية، بغية تحقيق نتائج ملموسة وفورية.

ينطوي هذا النهج على تخلٍّ واعٍ عن تقاليد السياسة الخارجية الأميركية السابقة المتمثلة في الترويج للديمقراطية، أو التورط الآيديولوجي، أو الالتزام بقواعد وتقاليد المؤسسة الدبلوماسية الأميركية. شيء من «كيسنجرية جديدة»، وإن كانت تفتقر للعدة الفكرية والتنظيرية المُسندة لسلوك ترمب وخطابه. مع ذلك، يعرض ترمب، بلسان ويتكوف، رؤيةً للشرق الأوسط قوامُها «الاستقرار من خلال الاقتصاد والأمن»، مستبعداً بوضوح المفاهيم التقليدية عن «حل الدولتين» أو «عملية السلام». فالتكامل الاقتصادي والأمني بين إسرائيل والدول العربية، استناداً إلى الاتفاقات الإبراهيمية وما قد يستتبعها، هو في نظره البديل الواقعي لخطاب سياسي أميركي وعربي طال استلابُه لمفاهيم مجرّدة مثل «حل الدولتين».

بدا واضحاً في اللقاء أنّ ويتكوف لا يطرح مجرّد تصوّر اقتصادي أو أمني مجتزأ، بل يسعى إلى تعديلٍ عميق في بنية اللعبة الإقليمية، من خلال إعادة تعريف الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وإخراجه من كونه نزاعاً سياسيّاً وجوديّاً، إلى كونه مشروعاً اقتصاديّاً وأمنيّاً جامعاً، تصير إسرائيل في إطاره شريكاً لا يمكن الاستغناء عنه، لا خصماً فحسب.

لا تنم هذه المقاربة عن عداء أميركي خاص للعرب ومصالحهم، بل هي أسلوب الرجل في مقاربة الأزمات في العالم، من خلال تجاهل كافة القواعد التقليدية التي اعتادت الدبلوماسية الأميركية اتباعها في إدارة الأزمات، ويرى أنها لم تثمر إلا إضاعةً للوقت وتبديداً للجهود. أسلوب ترمب لا يحتمل التلهي بهوامش الأزمات أو تفرعاتها الجانبية، بل يفضل الانخراط المباشر لمعالجة العناصر الجوهرية التي تمثّل أصل النزاعات، متجاوزاً البيروقراطية الدبلوماسية التقليدية.

هو لا يريد أنصاف الحلول، ولا تسويات هشة، ولا الإبقاء على عوامل التفجير، وعلى رأسها «حماس» بوضعها الراهن. فبحسب ويتكوف، ترمب ليس معنياً بأي مسار لا يعالج جذر الأزمة بشكل واضح، وهو جاهزٌ للذهاب إلى أبعد مدى في المواجهة لتحقيق ذلك وفق شروطه. ويتكوف نفسه يقولها صراحةً: «(حماس) ليست حالة عصية على التغيير الآيديولوجي، والصراع قابل للانتهاء بالحوار والتفاوض، إذا ما قاد ذلك إلى تفكيك قدرات التنظيم العسكرية».

تظهر هذه المقاربة بأوضح صورها في تناول واشنطن لمسألة المناطق الأوكرانية المحتلة من روسيا، حين وصفها ويتكوف بأنها «الفيل في الغرفة» الذي يتجنّب الجميع مواجهته، أو ينطلقون في نقاشه من ثوابت متوهّمة لم تعد قائمة؛ إذ أبدى المبعوث الأميركي انفتاحاً صريحاً على الاعتراف الواقعي بسيطرة روسيا على هذه المناطق، في ما يُشبه الصيغة التي يناقشها الأوروبيون سراً، ويُسمّونها «النموذج القبرصي»: قبول واقعي لسيطرة تركيا على شمال قبرص، من دون الاعتراف بسيادة أنقرة عليها أو بسيادتها كدولة مستقلّة، في مقابل تجميد الصراع وتعليق المواجهة.

كما أثنى ويتكوف على شخصية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأشار إلى استعداد ترمب للانتقال من المواجهة إلى التعاون مع روسيا، إذا ما تم حل النزاع في أوكرانيا. تُظهر هذه التصريحات بوضوح أن ترمب اعتمد في سياسته الخارجية منهجاً واقعياً قائماً على المصالح المباشرة والتفاوض العملي، بعيداً عن المثالية الآيديولوجية التقليدية للولايات المتحدة.

أمّا في الملف الإيراني، فيكشف ويتكوف أنّ رسالة ترمب الأخيرة إلى القيادة الإيرانية تؤشّر إلى إمكانية حدوث تحوّل جوهري في العلاقة بين واشنطن وطهران. هذا التحوّل قائمٌ على معادلة واضحة، وإن كانت عسيرة التحقّق: «حوافز اقتصادية مقابل تخلٍّ صريح عن البرنامج النووي». صحيح أنّ هذه المعادلة المكشوفة تُعطي طهران إدراكاً صريحاً ومباشراً لما يريده ترمب، وللأسلوب المناسب في التعامل معه، إلّا أنها في الوقت ذاته تضع خامنئي أمام تحدٍّ معنويٍّ كبير: قبول الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع أميركا في ظلّ إشهارها القوّة، ومن دون تنازلاتٍ أو ضماناتٍ مسبقة.

أهمية كلام ويتكوف، والمقابلة المطوّلة التي أجراها، أنها تعكس بذاتها خاصيةً جوهريةً تُميّز زمن ترمب: اعتماده الواضح على «الدبلوماسية الشخصية»، وما لها من دور محوري في ديناميّات صنع القرار. فترمب صانع قرار مباشر وقاطع، يعطي دعماً كاملاً وواضحاً لمن يفاوض باسمه مباشرةً، وهو ما يُفسّر قوّة الموقف الأميركي في المفاوضات ووضوحه.

تكشف مقابلة ويتكوف مع كارلسون عن تحولاتٍ عميقة في جوف السياسة الأميركية وفي وعيها بذاتها وبالآخرين. وهو ما يستدعي من صنّاع القرار في الشرق الأوسط مراجعة عميقة لأساليب التعامل مع أميركا الجديدة التي باتت تستبدل بالمبادئ المعلنة الصفقات الصريحة والمباشرة، ووضوح المصالح وعريّها من أي غلاف عقائدي. وعلى هذه الصورة، فالعالم الذي يتشكل الآن بسرعة فائقة، يضع المنطقة أمام ضرورة الاستعداد للواقعية الجديدة، بأقصى درجات الوعي لما تحمله هذه المدرسة من فرصٍ ومخاطر في آن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقابلة ويتكوف ــ كارلسون هكذا يفكر ترمب مقابلة ويتكوف ــ كارلسون هكذا يفكر ترمب



GMT 01:28 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

كلمات «جعلوكة»

GMT 01:27 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

إغلاق هرمز أخطرُ على العراق والصّين

GMT 01:26 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

أمن الخليج خط أحمر

GMT 01:25 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

التدخل الأميركي: نظام أمني جديد أم مزيد من الفوضى؟

GMT 01:23 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

المواجهة... أسئلة تبحث عن إجابات!

GMT 00:58 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

العروبة الجديدة مجددًا!

GMT 00:57 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

البابا يلتقي آل باتشينو!!

GMT 00:56 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

إغماءات الثانوية العامة

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:51 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

منظمة التعاون الإسلامي تشيد بالملك
المغرب اليوم - منظمة التعاون الإسلامي تشيد بالملك

GMT 17:08 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

لقاح جديد للرضع يحمي من الفيروس المخلوي التنفسي
المغرب اليوم - لقاح جديد للرضع يحمي من الفيروس المخلوي التنفسي

GMT 20:21 2015 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

لاعبة جمباز ماليزية تحصد لبلادها 6 ميداليات ذهبية

GMT 02:42 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف عن موافقتها دخول بناتها الفن

GMT 04:21 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان طارق لطفي يكشف عن سر أدائه للبطولات المطلقة

GMT 21:25 2015 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

منال موسى بإطلالة ساحرة في مهرجان دبي السينمائي

GMT 13:21 2023 الثلاثاء ,01 آب / أغسطس

طريقة عمل الستيك

GMT 08:25 2021 الخميس ,02 كانون الأول / ديسمبر

المنتخب المغربي يفوز على فلسطين برباعية في كأس العرب

GMT 19:52 2020 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

بيل غيتس يُحذّر من وباء آخر قادم في المستقبل

GMT 00:25 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"تسلا" تُسجّل أرقامًا قياسية في مبيعات السيارات الكهربائية

GMT 12:01 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

عناصر جريئة في "ديكورات" الغرف

GMT 18:32 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib