فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد
التقييم الاستخباراتي الأولي يشير إلى أن الضربات على إيران لم تدمّر المواقع النووية وزير الصحة الإيراني يعلن ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 606 قتلى معظمهم من المدنيين منذ بدء الهجمات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدعو العالم للعودة إلى الدبلوماسية واعتماد لغة الحوار بدل الحلول العسكرية لمنع الانزلاق نحو الفوضى الرئيس الإيراني يُعلن انتهاء الحرب بعد اثني عشر يوما ويؤكد أن العدو الصهيوني تلقى ضربات موجعة وسط تعتيم إعلامي على خسائره الرئاسة الفلسطينية تُطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة بالتزامن مع هدنة إيران وإسرائيل ترامب يطلب من نتانياهو الإنسحاب من قطاع غزة وجنوب لبنان ترامب يبدي عدم رضاه على إسرائيل ويقول لن تهاجم إيران مرة أخرى رئيس الوزراء القطري ينجح في الحصزل على مواقفة إيران على وقف الحرب مع إسرائيل الدفاعات الجوية الإيرانية تسقطت طائرة إسرائيلية مسيّرة من طراز "هيرمز" أثناء تحليقها في أجواء العاصمة طهران مسؤول عسكري أميركي لـ"الجزيرة": لا نستبعد هجمات إيرانية إضافية على قواعدنا؛ لأننا هاجمنا 3 من منشآتهم ولم يهاجموا سوى قاعدة واحدة لنا حتى الآن
أخر الأخبار

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

المغرب اليوم -

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

نديم قطيش
بقلم - نديم قطيش

هل تمتلك العلاقات الإيرانية - العربية فرصة جديدة وسط تقاطع الأحداث الجيوسياسية والتحولات الداخلية والخارجية المتسارعة؟ حربا غزة ولبنان، إلى جانب عودة دونالد ترمب إلى الرئاسة الأميركية، وعوامل تفاقم من إلحاح السؤال، لا سيما أننا أمام فرصة نادرة لإعادة تشكيل العلاقات الإقليمية وتجاوز السياقات المؤدية إلى استمرار الصراع والاصطفاف.

لحسن الحظ، أو بفعل البصيرة السياسية، استبق التحول في العلاقات الإيرانية - السعودية في مارس (آذار) 2023، حرب غزة بنحو 6 أشهر، عبر وساطة صينية أنهت قطيعة السنوات السبع، وأعادت العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران. افتتح هذا الخرق مسلسلاً لافتاً من اللقاءات الإيرانية - الخليجية كان أبرزها جولة لوزير الخارجية الإيراني الراحل حسين أمير عبداللهيان في يونيو (حزيران) 2023 شملت قطر والكويت وعمان والإمارات، حيث التقى الوزير الإيراني رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وسبق ذلك في الشهر نفسه، زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى طهران، كانت الأولى من نوعها منذ أكثر من عقد من الزمن.

أما بعد حرب غزة، فيسجل اللقاء بين الرئيس الإماراتي على هامش قمة «بريكس» في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان في قازان الروسية، وهو ما يعد نقطة تحول دبلوماسية لافتة في علاقات البلدين.

على نحو مماثل بدأت البحرين التي عانت من توترات طويلة مع إيران، حواراً مع جارتها في يونيو 2024 يهدف لاستعادة العلاقات الدبلوماسية، وتعزيز الانفتاح السياسي بين الدول الخليجية وإيران.

كما شهد شهر أكتوبر 2024 حدثاً غير مسبوق، حيث أُعْلِنَ عن مشاركة السعودية في تدريبات عسكرية مشتركة في البحر الأحمر إلى جانب إيران وعُمان وروسيا. وفي وقت لاحق، زار وفد عسكري سعودي رفيع المستوى إيران برئاسة رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية الفريق الأول الركن فيّاض بن حامد الرويلي، والتقى مسؤولين عسكريين إيرانيين في مقدمهم رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري.

تكتسب هذه اللقاءات أهمية مضافة في ضوء تدهور قواعد الاشتباك بين إيران وإسرائيل، وتدرجها نحو احتمال مواجهة عسكرية مباشرة بين البلدين، بعد سلسلة مثيرة من الهجمات المتبادلة. كما أن الرهان عليها، بات ممكناً أكثر في ضوء الضربات التي لحقت بأدوات إيران في المنطقة، لا سيما «حماس» و«حزب الله»؛ فإضعاف هذين الفصيلين، وإنهاك قدرة إيران على استخدامهما أداتين للنفوذ السياسي والعسكري في المنطقة، يحملان في طياتهما إمكانية دفع إيران نحو التركيز على تعزيز علاقاتها مع الدول العربية، والتأقلم مع تغيير الديناميكيات الإقليمية. أضف إلى ذلك أن الضغوط الاقتصادية الهائلة التي تواجهها إيران نتيجة العقوبات والتحديات الداخلية تجعل من ترميم هذه القوى والمضي في دعمها عبئاً مكلفاً. في المقابل، يشجع تقليص نفوذ «حماس» و«حزب الله»، في القضية الفلسطينية، الدول العربية على استعادة زمام المبادرة في هذا الملف، وخلق توازن قُوى في المنطقة. إن بروز القوى الخليجية قوةً دبلوماسيةً قادرةً على تحقيق اختراقات معقدة، قد يجعل إيران أكثر انفتاحاً على التعاون بدلاً من المواجهة، لا سيما إن رأت طهران في الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية لدول الخليج فرصة لحفظ نفوذها ومصالحها بدلاً من استخدام الميليشيات.

أما لجهة السعودية، ودول الخليج عامة، فإن إغراء الحوار مع إيران، واستثمار المتغيرات الجيوسياسية القائمة لصالح تعزيز هذه الوجهة، إنما ينطلق من الحرص العربي على تعزيز الأمن الإقليمي، وخفض التوترات في الساحات المتفجرة. وليس خافياً أن تقليل حدة التهديدات الأمنية المباشرة في الإقليم يخدم حاجة الدول العربية لبيئة مستقرة تجذب الاستثمارات، وتعزز التنمية الاقتصادية، وتفتح آفاقاً جديدة لمشاريع ورؤى التنويع الاقتصادي الاستراتيجي.

كما يسهم هذا الحوار، إن نجح وتوسع، في تثبيت قدرة دول الخليج على تنويع تحالفاتها الدولية، وتقوية أدوار الوسطاء كالصين؛ ما يقلل الاعتماد على مبادرات وشروط الولايات المتحدة لا سيما بعد انتخاباتها الرئاسية الأخيرة.

فعودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وإن بدت عامل تصعيد للتوترات مع إيران، لكنها تفتح أيضاً فرصاً للتقارب الإيراني - الخليجي؛ فالضغوط المتوقعة من سياسة «الضغط الأقصى» قد تدفع إيران نحو الحوار مع دول الخليج لتخفيف عزلتها الاقتصادية والسياسية. في المقابل، تسعى دول الخليج، بخاصة السعودية والإمارات، إلى تجنب الانخراط في أي تصعيد إقليمي نتيجة السياسات الأميركية ضد إيران، يهدد بتعطيل مشاريعها التنموية الكبرى مثل «رؤية 2030». على نحو أوسع، وفي ضوء التقدير أن يعتمد البيت الأبيض سياسات تصعيدية ضد الصين، ستضاعف دول الخليج رهانها على تنويع تحالفاتها وتقوية صمامات الأمان الإقليمية، ومنها تعزيز الحوار مع إيران.

خلافاً للانطباعات السائدة، فإن المنطقة أمام فرصة تقارب تتجاوز كونها مجرد تهدئة للتوترات الثنائية، بل فرصة لتأسيس نظام إقليمي جديد أكثر مرونة واستدامة. اغتنام هذه اللحظة التاريخية لبناء شراكات دائمة تُعزز الاستقرار الإقليمي مسؤولية خليجية - إيرانية مشتركة تتناول معالجات موثوقة لملفات الأمن، وحل النزاعات، والتعاون الاقتصادي، وفرص التنمية المشتركة.

هل يمتلك الأطراف جميعاً الشجاعة لصناعة هذا المستقبل؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد



GMT 01:28 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

كلمات «جعلوكة»

GMT 01:27 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

إغلاق هرمز أخطرُ على العراق والصّين

GMT 01:26 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

أمن الخليج خط أحمر

GMT 01:25 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

التدخل الأميركي: نظام أمني جديد أم مزيد من الفوضى؟

GMT 01:23 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

المواجهة... أسئلة تبحث عن إجابات!

GMT 00:58 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

العروبة الجديدة مجددًا!

GMT 00:57 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

البابا يلتقي آل باتشينو!!

GMT 00:56 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

إغماءات الثانوية العامة

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:51 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

منظمة التعاون الإسلامي تشيد بالملك
المغرب اليوم - منظمة التعاون الإسلامي تشيد بالملك

GMT 17:08 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

لقاح جديد للرضع يحمي من الفيروس المخلوي التنفسي
المغرب اليوم - لقاح جديد للرضع يحمي من الفيروس المخلوي التنفسي

GMT 20:21 2015 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

لاعبة جمباز ماليزية تحصد لبلادها 6 ميداليات ذهبية

GMT 02:42 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف عن موافقتها دخول بناتها الفن

GMT 04:21 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان طارق لطفي يكشف عن سر أدائه للبطولات المطلقة

GMT 21:25 2015 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

منال موسى بإطلالة ساحرة في مهرجان دبي السينمائي

GMT 13:21 2023 الثلاثاء ,01 آب / أغسطس

طريقة عمل الستيك

GMT 08:25 2021 الخميس ,02 كانون الأول / ديسمبر

المنتخب المغربي يفوز على فلسطين برباعية في كأس العرب

GMT 19:52 2020 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

بيل غيتس يُحذّر من وباء آخر قادم في المستقبل

GMT 00:25 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"تسلا" تُسجّل أرقامًا قياسية في مبيعات السيارات الكهربائية

GMT 12:01 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

عناصر جريئة في "ديكورات" الغرف

GMT 18:32 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib