إذاعة أتلفها الهوا
وزارة الاتصالات الإيرانية تعلن عودة خدمات الإنترنت في إيران إلى وضعها الطبيعي واشنطن تحقق في تسريب تقييم استخباراتي بشأن ضربات على إيران ووزير الدفاع الأميركي يعلّق من لاهاي الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ: يقول صباح مؤلم علمنا فيه بمقتل الجنود في معارك خان يونس و الوضع ، الميداني في قطاع غزة صعب ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 22 منذ فجر اليوم الرئيس الإسرائيلي يصف مقتل الجنود في خان يونس بالصباح المؤلم ويؤكد أن الوضع الميداني في غزة صعب التقييم الاستخباراتي الأولي يشير إلى أن الضربات على إيران لم تدمّر المواقع النووية وزير الصحة الإيراني يعلن ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 606 قتلى معظمهم من المدنيين منذ بدء الهجمات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدعو العالم للعودة إلى الدبلوماسية واعتماد لغة الحوار بدل الحلول العسكرية لمنع الانزلاق نحو الفوضى الرئيس الإيراني يُعلن انتهاء الحرب بعد اثني عشر يوما ويؤكد أن العدو الصهيوني تلقى ضربات موجعة وسط تعتيم إعلامي على خسائره الرئاسة الفلسطينية تُطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة بالتزامن مع هدنة إيران وإسرائيل
أخر الأخبار

إذاعة أتلفها الهوا!

المغرب اليوم -

إذاعة أتلفها الهوا

حسين شبكشي
بقلم : حسين شبكشي

مع الإعلان الأخير الصادر عن هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية، المعروفة باسم الـ«بي بي سي»، عن قرارها إغلاق إذاعة الـ«بي بي سي» (وإذاعات أخرى ناطقة بلغات مختلفة غير الإنجليزية)، خرجت ردود فعل متناقضة ومتفاوتة في حدتها، ما بين مؤيد للقرار وشامت فيه، وما بين متأسف وحزين بسببه؛ فالأول يحمّل القناة أنها «أداة استعمارية خبيثة» ساهمت في تفتيت العالم وتدميره بـ«نشر الأكاذيب وصناعة الفتن»، فيما يحن الفريق الآخر لزمن كانت فيه هذه المحطة النافذة الإعلامية الأولى لتقصي الأخبار والمعلومات، بالإضافة إلى كنوز من المعرفة والثقافة والعلوم المقدمة من خلال برامجها المتنوعة.
خرجت فكرة بث إذاعة باللغة العربية من العاصمة البريطانية لندن، منذ أكثر من ثمانية عقود من الزمن، رداً على بث كان قد سبقها موجهاً للعالم العربي من العاصمة الإيطالية روما، التي كانت وقتها واقعة تحت سيطرة النظام الفاشي المتطرف.
وحينها كانت الصراعات بين القوى الاستعمارية الكبرى في أوجها، وكان الإعلام الإذاعي هو أقوى الوسائل المتوفرة للتأثير على الرأي العام والجماهير حول العالم.
ونَمَت قدرات الـ«ـبي بي سي العربية» مع مرور الوقت، وزاد تعلق الناس بها، وباتوا ينتظرون دقات ساعة «بيغ بن» الشهيرة، ويليها عبارة: «هنا لندن»، وهي تعلن بداية النشرة الإخبارية. وكانت ذروة إثبات الجدارة والمصداقية والاعتمادية بالنسبة للمحطة في علاقتها مع المستمع العربي، هي تغطيتها لحرب عام 1967، عندما نقلت أخبار هزيمة الجيوش العربية القاسية بتفاصيلها، فيما كان الإعلام الرسمي في الدول العربية المشاركة في الحرب ينقل عكس ذلك تماماً.
وفتح هذا النجاح المهم للمحطة الإخبارية مع الوقت شهية الآخرين من الدول المؤثرة لإطلاق قنواتهم الإذاعية (ومن بعدها التلفزيونية)، من فرنسا والولايات المتحدة والصين وروسيا وتركيا وألمانيا والهند... كلها موجهة للعالم العربي، وناطقة بلسانه، وتغطي أحداثه.
ولم يكن هذا الانتشار ممكناً بطبيعة الحال إلا بوجود الفراغ الإعلامي في العالم العربي، وغياب مؤسسات مهنية محترفة مستقلة.
ومع مرور الوقت تأثرت قناة الـ«بي بي سي العربية» بالحراك السياسي الحاصل في المنطقة العربية، وأسرت نفسها في إطار العقلية اليسارية التقليدية تارة، ومنهجية الإسلام السياسي تارة أخرى، وفاتها أن تقرأ المتغيرات الجديدة الحاصلة في العالم بصورة عامة، وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص.
خرجت قناة الـ«بي بي سي العربية» إلى الوجود باعتبارها قناة موجهة للنخبة المثقفة والقادرة مادياً؛ فاقتناء جهاز المذياع وقتها لم يكن بمقدور الجميع، وظل هذا نهجها مع الوقت، وبدأت تفقد الكثير من الزخم مع ظهور التلفزيون والفضائيات المصاحبة له، التي قدمت خيارات غير محدودة، وأصبح المشاهد قادراً على البحث عما يريد بسهولة. وطبعاً جاءت بعدها ثورة الاتصالات والشبكة العنكبوتية والإنترنت المفتوح الذي أعاد هندسة صناعة الإعلام برمته.
إغلاق الـ«بي بي سي» لقناتها الإذاعية باللغة العربية كان بسبب نيتها التركيز، بشكل أساسي، على الإعلام الرقمي (وهناك موقع إخباري موجود ومهم جداً تقدمه باللغة العربية)، ومن ثم فالموضوع لا علاقة له بالوسيلة، ولكن بالتحرير والمادة المقدمة... هناك من يراهن على أفول تأثير وقوة الوسيلة الإذاعية لتلحق بما أصاب الصحف والمجلات الورقية، وما سيصيب التلفزيون في خلال سنوات قليلة قادمة، بسبب قوة وأهمية الإعلام الرقمي الجديد.
مع تزايد حالات الاستقطاب الحاد في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية، يزداد الاحتياج إلى الوسائل والمنصات الإعلامية التي تغذي وتعيش على هذا الاستقطاب، مع عدم إغفال - وأهمية - أن عالم الإنترنت والإعلام الرقمي منح للأشخاص حرية الحصول على المعلومة من مصادرها، ومكّنهم من تكوين رأيهم بشكل غير مسبوق، مما كانت ترجمته عملياً أن لا أحد يملك الحقيقة المطلقة وحده، وأن أي إعلام يوجّه بـ«نكهات مضافة إليه» للتأثير عليه، سيتمكن الجمهور المستهدف من كشف ذلك بشكل بسيط ويسير.
الإعلام التقليدي بمختلف أشكاله يواجه تحدياً وجودياً استثنائياً، وهناك هرولة واضحة للحاق بالركب الإعلامي الرقمي، ولكن هذا لن يكون ضمانة للبقاء، ولا المصداقية، ولا الجدارة، ولا الاعتمادية، إذا ما كان المحتوى المقدم لا يحترم المتلقي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إذاعة أتلفها الهوا إذاعة أتلفها الهوا



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 12:03 2025 الأربعاء ,25 حزيران / يونيو

أفكار مختلفة لارتداء اللون الوردي في الصيف
المغرب اليوم - أفكار مختلفة لارتداء اللون الوردي في الصيف

GMT 12:30 2025 الأربعاء ,25 حزيران / يونيو

إعلام عبري اتصالات "مباشرة" بين سوريا وإسرائيل
المغرب اليوم - إعلام عبري اتصالات

GMT 20:21 2015 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

لاعبة جمباز ماليزية تحصد لبلادها 6 ميداليات ذهبية

GMT 02:42 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف عن موافقتها دخول بناتها الفن

GMT 04:21 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان طارق لطفي يكشف عن سر أدائه للبطولات المطلقة

GMT 21:25 2015 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

منال موسى بإطلالة ساحرة في مهرجان دبي السينمائي

GMT 13:21 2023 الثلاثاء ,01 آب / أغسطس

طريقة عمل الستيك

GMT 08:25 2021 الخميس ,02 كانون الأول / ديسمبر

المنتخب المغربي يفوز على فلسطين برباعية في كأس العرب

GMT 19:52 2020 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

بيل غيتس يُحذّر من وباء آخر قادم في المستقبل

GMT 00:25 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"تسلا" تُسجّل أرقامًا قياسية في مبيعات السيارات الكهربائية

GMT 12:01 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

عناصر جريئة في "ديكورات" الغرف

GMT 18:32 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib