بين اللاسامية السامية ونبوءة نتنياهو
التقييم الاستخباراتي الأولي يشير إلى أن الضربات على إيران لم تدمّر المواقع النووية وزير الصحة الإيراني يعلن ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 606 قتلى معظمهم من المدنيين منذ بدء الهجمات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدعو العالم للعودة إلى الدبلوماسية واعتماد لغة الحوار بدل الحلول العسكرية لمنع الانزلاق نحو الفوضى الرئيس الإيراني يُعلن انتهاء الحرب بعد اثني عشر يوما ويؤكد أن العدو الصهيوني تلقى ضربات موجعة وسط تعتيم إعلامي على خسائره الرئاسة الفلسطينية تُطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة بالتزامن مع هدنة إيران وإسرائيل ترامب يطلب من نتانياهو الإنسحاب من قطاع غزة وجنوب لبنان ترامب يبدي عدم رضاه على إسرائيل ويقول لن تهاجم إيران مرة أخرى رئيس الوزراء القطري ينجح في الحصزل على مواقفة إيران على وقف الحرب مع إسرائيل الدفاعات الجوية الإيرانية تسقطت طائرة إسرائيلية مسيّرة من طراز "هيرمز" أثناء تحليقها في أجواء العاصمة طهران مسؤول عسكري أميركي لـ"الجزيرة": لا نستبعد هجمات إيرانية إضافية على قواعدنا؛ لأننا هاجمنا 3 من منشآتهم ولم يهاجموا سوى قاعدة واحدة لنا حتى الآن
أخر الأخبار

بين اللاسامية السامية... ونبوءة نتنياهو!

المغرب اليوم -

بين اللاسامية السامية ونبوءة نتنياهو

حسين شبكشي
بقلم - حسين شبكشي

عندما كتب الروائي الجنوب أفريقي الكبير آلان باتون، روايته الخالدة «اِبْكِ يا وطني المعشوق»، أحدث زلزالاً هائلاً في الأوساط السياسية في بلاده لأن الرواية التي كتبها مؤلف أبيض من البلاد التي تتبنى نظام الفصل العنصري البغيض المعروف بالأبرتايد تبنَّت موقفاً مبادئياً، وفيها يوجه باتون نقداً حاداً وعنيفاً وبشكل غير مسبوق إلى العنصرية في بلاده، خصوصاً أن الرواية نُشرت للمرة الأولى في عام 1948، وتبع الرواية بعد نجاحها الكبير برواية أخرى لا تقل أهمية ولا نجاحاً وهي رواية «آه ولكن أرضكم جميلة» التي واصل فيها باتون انتقاده الحاد لسياسة بلاده العنصرية، فجاء ذلك بمثابة الصدمة.

فالنقد القادم من نفس المجموعة المعنية (في هذه الحالة السكان البيض في جنوب أفريقيا) يكون له وقع أكبر ومصداقية أعظم ولا شك.

تذكرت ذلك وأنا أراقب الكثير من الآراء المهمة والجريئة القادمة من أسماء يهودية وإسرائيلية بارزة ينتقدون وبشده وبمنتهى الموضوعية سياسات القتل والتدمير التي تنفذها إسرائيل بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة.

فهناك آفي شلايم، المؤرخ البريطاني الإسرائيلي (وهو يهودي من أصول عراقية) ويعمل مؤرخاً في جامعة أكسفورد البريطانية العريقة وله آراء ناقدة في غاية الأهمية ضد الصهيونية ومعاملة إسرائيل للفلسطينيين وتحديه الصريح للكثير من الأساطير والأكاذيب التي تُبنى عليها الرواية الصهيونية.

ويشاركه في الرأي مؤرخ إسرائيلي مرموق آخر يعمل في جامعة إكستير البريطانية، وله إصدار مهم جداً بعنوان لا يقل أهمية وهو كتاب «التطهير العرقي للفلسطينيين»، وهو عنوان ذاتيّ الشرح بخصوص محتوى الكتاب ويفنّد باستمرار أكاذيب السردية الصهيونية الرئيسية.

وهناك عالم السياسة الأميركي اليهودي نورمان فينكلستاين الذي تخصص في مجال الاستغلال السياسي للمحرقة والصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وبصفته ابناً لناجيين من المحرقة فإنَّ ذلك يعطيه جدارة ومصداقية مهمة جداً، ويعد من أهم منتقدي إسرائيل والطرح الصهيوني.

وهناك كاتب الرأي المؤثر الإسرائيلي جيديون ليفي الذي يكتب في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، وهي الصحيفة الأهم والأكثر تأثيراً، وعُرفت عنه مواقفه الحادة ضد سياسات اليمين المتطرف عموماً في إسرائيل وتحديداً فساد وتسلط بنيامين نتنياهو وقمعه بحق الفلسطينيين.

وهناك بطبيعة الحال الكثير غيرهم من الإسرائيليين واليهود الذين أخذوا موقفاً شجاعاً وحقوقياً ومبادئياً وواجهوا التيارات المتطرفة وجرى نعتهم بالخونة وكارهي اليهود، ولن يكون مستغرباً اتهامهم بمعاداة السامية كما يجري مع غيرهم ممن ينتقد سياسات إسرائيل الدموية.

وحقيقة الأمر أنهم، هؤلاء الذين يجرؤون على انتقاد بنيامين نتنياهو وزمرته المتطرفة، يواجهون مهمة صعبة جداً، فهم لا يواجهون فقط رجلاً محاطاً بتهم الفساد وعُرف عنه أنه مستعد للتحالف مع الشيطان وتنفيذ ما يطلَب منه في سبيل البقاء في السلطة، لكنه مؤمن تماماً بأنه تحقيق لنبوءة دينية يهودية وأن وصوله وبقاءه في الحكم هو إرادة إلهية. ولذلك هنا قصة تستحق أن تُروى.

ففي عام 1984، أي منذ أربعين عاماً، وتحديداً عندما كان نتنياهو سفيراً لإسرائيل في الأمم المتحدة قابَل مناخيم مندوشنيسزن زعيم حركة «خاباد لوبوفيتس»، وهي إحدى أهم الحركات اليهودية الأرثوذكسية المنبثقة من أوروبا الشرقية وتحديداً من أوكرانيا، وقال لنتنياهو عند لقائهما الأول إنه سيكون هو، أي نتنياهو، مَن سيسلم مفتاح القدس لمسيح اليهود.

فالحاخام مناخيم مندوشنيسزن كان يعتقد أن نتنياهو في مهمة إلهية لترتيب ظهور مسيح اليهود.

وبعد وصول نتنياهو إلى الكنيست نائباً للمرة الأولى في عام 1994، قال مناخيم مندوشنيسزن لنتنياهو بعد أن قابله في نيويورك مجدداً إنه سيكون رئيساً للوزراء، وإنه سيكون آخر رئيس وزراء لإسرائيل قبل وصول مسيح اليهود، وطلب من نتنياهو أن تكون إسرائيل دولة دينية بشكل أوضح ولا تتنازل عن أراضٍ لها لأن كل ذلك سيعجِّل ظهور مسيح اليهود. وهو ما كان يسعى نتنياهو إليه بسياساته وتحالفاته.

هذه خلفية مهمة لمعرفة عقلية الرجل الذي يقرر مصير إسرائيل اليوم علماً بأن مناخيم مندوشنيسزن الذي توفي عام 1994 لم يسبق له أن زار إسرائيل أبداً، لكنه كان يقود إسرائيل من خلال نتنياهو في حياته، وعلى ما يبدو أنه لا يزال يقودها من قبره.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين اللاسامية السامية ونبوءة نتنياهو بين اللاسامية السامية ونبوءة نتنياهو



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:51 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

منظمة التعاون الإسلامي تشيد بالملك
المغرب اليوم - منظمة التعاون الإسلامي تشيد بالملك

GMT 17:08 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

لقاح جديد للرضع يحمي من الفيروس المخلوي التنفسي
المغرب اليوم - لقاح جديد للرضع يحمي من الفيروس المخلوي التنفسي

GMT 20:21 2015 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

لاعبة جمباز ماليزية تحصد لبلادها 6 ميداليات ذهبية

GMT 02:42 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف عن موافقتها دخول بناتها الفن

GMT 04:21 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان طارق لطفي يكشف عن سر أدائه للبطولات المطلقة

GMT 21:25 2015 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

منال موسى بإطلالة ساحرة في مهرجان دبي السينمائي

GMT 13:21 2023 الثلاثاء ,01 آب / أغسطس

طريقة عمل الستيك

GMT 08:25 2021 الخميس ,02 كانون الأول / ديسمبر

المنتخب المغربي يفوز على فلسطين برباعية في كأس العرب

GMT 19:52 2020 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

بيل غيتس يُحذّر من وباء آخر قادم في المستقبل

GMT 00:25 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"تسلا" تُسجّل أرقامًا قياسية في مبيعات السيارات الكهربائية

GMT 12:01 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

عناصر جريئة في "ديكورات" الغرف

GMT 18:32 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib