الاقتصاد القديم يتصدر
التقييم الاستخباراتي الأولي يشير إلى أن الضربات على إيران لم تدمّر المواقع النووية وزير الصحة الإيراني يعلن ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 606 قتلى معظمهم من المدنيين منذ بدء الهجمات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدعو العالم للعودة إلى الدبلوماسية واعتماد لغة الحوار بدل الحلول العسكرية لمنع الانزلاق نحو الفوضى الرئيس الإيراني يُعلن انتهاء الحرب بعد اثني عشر يوما ويؤكد أن العدو الصهيوني تلقى ضربات موجعة وسط تعتيم إعلامي على خسائره الرئاسة الفلسطينية تُطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة بالتزامن مع هدنة إيران وإسرائيل ترامب يطلب من نتانياهو الإنسحاب من قطاع غزة وجنوب لبنان ترامب يبدي عدم رضاه على إسرائيل ويقول لن تهاجم إيران مرة أخرى رئيس الوزراء القطري ينجح في الحصزل على مواقفة إيران على وقف الحرب مع إسرائيل الدفاعات الجوية الإيرانية تسقطت طائرة إسرائيلية مسيّرة من طراز "هيرمز" أثناء تحليقها في أجواء العاصمة طهران مسؤول عسكري أميركي لـ"الجزيرة": لا نستبعد هجمات إيرانية إضافية على قواعدنا؛ لأننا هاجمنا 3 من منشآتهم ولم يهاجموا سوى قاعدة واحدة لنا حتى الآن
أخر الأخبار

الاقتصاد القديم يتصدر

المغرب اليوم -

الاقتصاد القديم يتصدر

حسين شبكشي
بقلم : حسين شبكشي

في هدوء تام وبلا ضجيج أو صخب مصاحب، تصدَّر قائمة أثرياء العالم رجل الأعمال الفرنسي الشهير برنارد آرنو، متخطياً بذلك كثيراً من الأسماء المعروفة لفرسان اقتصاد التقنية الكبرى المعروفين، من أمثال: بيل غيتس، وإيلون ماسك، وجيف بيزوس، وغيرهم من الأسماء التي تعوَّد وتوقع الناس أن تكون لهم المقدمة دائماً في هذا المجال.
آرنو الذي تتخطى ثروته الهائلة 180 مليار دولار أميركي، حسب قائمة مجلة «فوربس» الأميركية العريقة، والذي يترأس إمبراطورية هائلة من شركات كبرى ومؤثرة في عالم الأزياء والفخامة والعطور ومستحضرات التجميل والمنتجات الجلدية لأهم العلامات التجارية الكبرى في تلك القطاعات، من أمثال: «ديور» و«لوي فيتون» ومجوهرات «تيفاني»، وغيرها من الأسماء المتألقة، لا علاقة له بالاقتصاد الرقمي الحديث، وإنما نجاحه يعود إلى المدرسة التجارية التقليدية في عالم التجزئة الدولية بكافة تفاصيلها.
وبينما تعود العالم أن يراقب ويتابع أخبار ونتائج مجموعة شباب عالم التقنية الكبرى في ساحات الولايات المتحدة الأميركية تحديداً، بملابسهم غير النمطية وسلوكهم العشوائي ومغامراتهم المختلفة، فاجأهم الفرنسي البالغ من العمر 74 عاماً، وسليل الدولة شبه الاشتراكية، فرنسا، في قلب القارة الأوروبية العجوز، وهو الشخص الذي لا يحبذ الأضواء، ويختفي خلف حياة كلاسيكية نمطية تشبه بدلته وسلوكه. وكانت مكانته الجديدة أشبه بمكالمة إيقاظ للعالم، تقول فيها إن الاقتصاد القديم لم يمت بعد، وإن كل برقيات العزاء التي تم تقديمها فيه كانت متسرعة ومبالغاً فيها جداً.
لعل أبرز إنجازات آرنو وإمبراطوريته التجارية الكبرى هو قيامه بتحقيق معضلة غير بسيطة وغاية في التعقيد، ألا وهي «بيع المنتجات الفريدة والحصرية لملايين العملاء حول العالم». وباتت علاماته التجارية الكبرى المختلفة جميعها تندرج تحت بند «العلامات التي لا بد من اقتنائها»، وهي مكانة مميزة تدفع مؤشرات الاستهلاك بشكل قوي ومستدام حول مختلف أسواق العالم.
ومع الوقت حوَّل آرنو إمبراطوريته التجارية الكبرى المعروفة باسم «إل في إم إتش» إلى الأيقونة الأكبر في مجالاتها، والتي يسعى إلى تقليدها وتحقيق ولو جزء بسيط من إنجازاتها، كافة منافسيها.
راهن آرنو مبكراً على العولمة كظاهرة اقتصادية مؤثرة كبرى، على القارة الآسيوية بالذات، وركز تحديداً على السوق اليابانية، وتغير المذاق الياباني فيها، وجاءت النتائج المالية الإيجابية لتؤكد صدق حدسه، وبعدها ركز مبكراً على السوق الصينية وتنامي حجم الثروات والأثرياء هناك، وطبعاً كانت النتائج مبهرة ومذهلة للغاية، بسبب الطفرة الاقتصادية الهائلة التي عرفتها الصين منذ عقود من الزمن.
يقارن الخبراء الماليون بين مناخ الاستقرار الذي وفره آرنو في شركاته، وإيمانه التام بأهمية الخلافة السلسة من داخل أسرته، ولذلك لا تزال أسرته تحتفظ بأكثر من 48 في المائة من أسهم الشركة، على عكس إيلون ماسك الذي باع حصة مهمة من أسهمه في شركته «تسلا» لأجل استثمار مثير للجدل في منصة التواصل الاجتماعي «تويتر»، أو جيف بيزوس الذي سلَّم جزءاً هائلاً من ثروته وأسهمه في اتفاق الطلاق مع زوجته السابقة، أو بيل غيتس الذي باع معظم أسهمه في شركته التي أسسها «مايكروسوفت».
ما يثير اهتمام المراقبين والمحللين الماليين في نتائج الشركات التي يقودها برنارد آرنو، هو نموذج الأعمال المتبع فيها، ومناعتها من فقاعات الإنترنت وشركات التقنية، وصعوبة تقييم قيمة وأصول تلك الشركات محاسبياً ومالياً، فهي تقدم نموذجاً تقليدياً للنموذج الأصلي للأعمال، وأن سر النجاح يعود إلى إدارة وقيادة هادئة تجعل النتائج والأرقام تتحدث عن نفسها، وأن الخبرة التي جاءت نتاج سنوات من العمل لا تتعارض مع عقلية إبداعية، فكل تلك الصفات من الممكن أن تتوفر في شخص واحد.
قصة نجاح برنارد آرنو تُحسب للاقتصاد التقليدي القديم، وتعيد الأمل لمن لا تزال مؤسساتهم تعمل في مجالات التجزئة والتجارة، ولكنها تقدم أيضاً أدلة واضحة على أن القائد التنفيذي لا بد من أن تكون لديه الخطة الواضحة، وأن يمكِّن فريقه التنفيذي المحترف والمهني، ويختار أفضل الكفاءات، ويمنحهم أهم الصلاحيات، ومراقبة الأداء بشكل دقيق.
النجاح لا توجد له طريق مختصرة ومبسطة، ولا وصفة سحرية، وتبقى القصص المثيلة لقصة برنارد آرنو لتذكرنا بذلك.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاقتصاد القديم يتصدر الاقتصاد القديم يتصدر



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:51 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

منظمة التعاون الإسلامي تشيد بالملك
المغرب اليوم - منظمة التعاون الإسلامي تشيد بالملك

GMT 17:08 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

لقاح جديد للرضع يحمي من الفيروس المخلوي التنفسي
المغرب اليوم - لقاح جديد للرضع يحمي من الفيروس المخلوي التنفسي

GMT 20:21 2015 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

لاعبة جمباز ماليزية تحصد لبلادها 6 ميداليات ذهبية

GMT 02:42 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف عن موافقتها دخول بناتها الفن

GMT 04:21 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان طارق لطفي يكشف عن سر أدائه للبطولات المطلقة

GMT 21:25 2015 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

منال موسى بإطلالة ساحرة في مهرجان دبي السينمائي

GMT 13:21 2023 الثلاثاء ,01 آب / أغسطس

طريقة عمل الستيك

GMT 08:25 2021 الخميس ,02 كانون الأول / ديسمبر

المنتخب المغربي يفوز على فلسطين برباعية في كأس العرب

GMT 19:52 2020 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

بيل غيتس يُحذّر من وباء آخر قادم في المستقبل

GMT 00:25 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"تسلا" تُسجّل أرقامًا قياسية في مبيعات السيارات الكهربائية

GMT 12:01 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

عناصر جريئة في "ديكورات" الغرف

GMT 18:32 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib