خطر المشروع الإيراني
وزارة الاتصالات الإيرانية تعلن عودة خدمات الإنترنت في إيران إلى وضعها الطبيعي واشنطن تحقق في تسريب تقييم استخباراتي بشأن ضربات على إيران ووزير الدفاع الأميركي يعلّق من لاهاي الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ: يقول صباح مؤلم علمنا فيه بمقتل الجنود في معارك خان يونس و الوضع ، الميداني في قطاع غزة صعب ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 22 منذ فجر اليوم الرئيس الإسرائيلي يصف مقتل الجنود في خان يونس بالصباح المؤلم ويؤكد أن الوضع الميداني في غزة صعب التقييم الاستخباراتي الأولي يشير إلى أن الضربات على إيران لم تدمّر المواقع النووية وزير الصحة الإيراني يعلن ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 606 قتلى معظمهم من المدنيين منذ بدء الهجمات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدعو العالم للعودة إلى الدبلوماسية واعتماد لغة الحوار بدل الحلول العسكرية لمنع الانزلاق نحو الفوضى الرئيس الإيراني يُعلن انتهاء الحرب بعد اثني عشر يوما ويؤكد أن العدو الصهيوني تلقى ضربات موجعة وسط تعتيم إعلامي على خسائره الرئاسة الفلسطينية تُطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة بالتزامن مع هدنة إيران وإسرائيل
أخر الأخبار

خطر المشروع الإيراني

المغرب اليوم -

خطر المشروع الإيراني

حسين شبكشي
حسين شبكشي

تحيي الميليشيات والتنظيمات الإرهابية التابعة لإيران ذكرى مقتل الجنرال قاسم سليماني (الذي كان يعرف رسمياً بأنه قائد ميليشيا «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني). رفعت صوره العملاقة المحاطة بعبارات تمجيد وتبجيل خيالية، ونصبت الخيام والصواوين لإقامة العزاء المتجدد، ولكن الغرض الأساسي يبقى للاستغلال الأمثل لرحيله في الترويج والتسويق وبيع فكرة المقاومة للجمهور. وهذا يفسر سر اختيار أسماء هذه الميليشيات والتنظيمات الإرهابية لتكون «عاطفية وجذابة» مثل «حزب الله»، الذي هو اسم مستوحى من آية قرآنية، و«فيلق القدس»، اسم يضم فيه المدينة المقدسة المغتصبة، التي بها أولى القبلتين بالنسبة للمسلمين.

سيسعى مسوقو محور المقاومة لتحقيق أفضل العوائد العاطفية من مقتل سليماني وخلق منه بطل أسطوري وخيالي، يتجاوز في سرديته المحكية ما يروى في السير الشعبية التي احتلت مكانتها المميزة في الفولكلور الجماهيري، مثل ما يروى عن سيرة أبو زيد الهلالي، وعنترة بن شداد، وهو ما يحصل في المجتمعات الغربية أيضاً بسردياتها عن شخصيات مثل روبن هوود، ودون كيشوت على سبيل المثال. ولكن ما يحصل مع قاسم سليماني هو أشبه بسردية تخص «سبايدر مان» و«بات مان» هاتين الشخصيتين الخياليتين، اللتين تم ابتكارهما للترفيه والتشويق والإثارة والتسلية، وبالتالي تبقى مصداقية القصة محكومة بخيال واسع وعريض لا حدود لمداه وبعده.

حاول إعلام محور المقاومة قبل مقتل سليماني، وبعد مقتله، تكريس فكرة البطل الأسطوري بحقه في ذهنية المشاهد المتلقي، فكان يروج لفكرة «رؤيته» من قبل شهود عيان في حلب وفي بغداد وفي صنعاء وفي بيروت في الوقت ذاته لإثبات بشكل عاطفي ساذج قدرات الرجل الخارقة. ولكن الحقيقة كانت تقول وتؤكد شيئاً آخر تماماً عن قاسم سليماني، فتعددت شهادات العراقيين والسوريين واللبنانيين واليمنيين والفلسطينيين لتفضح جرائمه الدموية ضدهم (ولم يسقط أي جندي إسرائيلي بالمناسبة على يد قاسم سليماني ليؤكد كذب ادعاءاته وزيفها).
الكاتبة الأميركية آنجيلا فانديرفيلد تقول إن المجتمعات باتت تحتاج، وبشكل مدمن، إلى إيجاد الأبطال الأسطوريين في ثقافتهم، فهو الحل المريح لفكرة المنقذ من الشرور بشتى أنواعها. ولكن هناك دراسة من إحدى الجامعات الغربية المرموقة، تحديداً في كلية علوم النفس، تقول إن إحدى أهم طرق إعادة صياغة الشخصية السلبية والشريرة في المخيلة الشعبية، هي إعادة إطلاقها بمرافقة أوصاف مثل «الشهيد» أو «البطل» أو «المقاوم»، وهذا تماماً ما يحصل اليوم، وبشكل مكثف، فيما يخص إرث قاسم سليماني. ولكن هناك حالة من اليقظة أصابت الجماهير في صميم محيط النفوذ الإيراني، وباتت مشاهد تمزيق صور قاسم سليماني وضربها بالحذاء وحرقها مسألة اعتيادية أصابت زعامات محور المقاومة بالدهشة الشديدة والأقرب منها إلى الصدمة بلا مبالغة.

في السنة التي كان من المفروض أن يحتفل فيها لبنان بمرور مائة عام على ولادة لبنان الكبير، وترفع الأعلام اللبنانية وتعلق صور القيادات والزعامات الوطنية الحقيقية، يجد القادم من مطار بيروت الدولي باتجاه وسط المدينة صوراً عملاقة لقاسم سليماني مصحوبة بعبارات تمجده وتبجله مع أعلام حزبية وإيرانية. إنها فصول جديدة من مسح الهوية اللبنانية الغنية التعددية المدنية لصالح المشروع الفارسي الظلامي الطائفي البغيض. وكل مشروع سياسي بحاجة ماسة لاختراع سردية تاريخية تدغدغ المشاعر فتمنحه الشرعية التي يحتاجها بشدة، وهذه السردية بحاجة شديدة لحكواتي يرددها عبر الخطابات والمقابلات، وهذا هو الدور المحدد الذي يقوم به زعيم تنظيم «حزب الله» حسن نصر الله، الذي استخدم في مقابلته الأخيرة عبارات ألغى فيها تماماً أي مكانة وهيبة للدولة اللبنانية، واعتبر لبنان جزءاً من إيران ومشروعها.

ذكرى مقتل قاسم سليماني يجب أن تحيي فينا خطر المشروع الإيراني، وما يصاحبه من صناعة أبطال وهميين ونسج أساطير زائفة تماماً. ماكينة صناعة الأساطير ليست بالجديدة، ولعل أشهرها ما كان يقوم به أدولف هتلر وإعلامه، وتم وقتها اختراع أساطير لتمجيد الفكر النازي وقياداته. العالم تنفس الصعداء برحيل إرهابي مجرم مثل قاسم سليماني، وكل من يروج لفكره فهو اختار الانضمام لجانب الشر المظلم حتى لا ننسى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطر المشروع الإيراني خطر المشروع الإيراني



GMT 15:46 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

ترمب... وحالة الغموض

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

هند صبري.. «مصرية برشا»!

GMT 17:41 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

..وإزالة آثار العدوان الإسرائيلى

GMT 22:58 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

سباق التسلح الجديد؟

GMT 11:26 2025 الجمعة ,30 أيار / مايو

مستحيلات يمنيّة… بعد ربع قرن على الوحدة

GMT 12:03 2025 الأربعاء ,25 حزيران / يونيو

أفكار مختلفة لارتداء اللون الوردي في الصيف
المغرب اليوم - أفكار مختلفة لارتداء اللون الوردي في الصيف

GMT 20:21 2015 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

لاعبة جمباز ماليزية تحصد لبلادها 6 ميداليات ذهبية

GMT 02:42 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف عن موافقتها دخول بناتها الفن

GMT 04:21 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان طارق لطفي يكشف عن سر أدائه للبطولات المطلقة

GMT 21:25 2015 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

منال موسى بإطلالة ساحرة في مهرجان دبي السينمائي

GMT 13:21 2023 الثلاثاء ,01 آب / أغسطس

طريقة عمل الستيك

GMT 08:25 2021 الخميس ,02 كانون الأول / ديسمبر

المنتخب المغربي يفوز على فلسطين برباعية في كأس العرب

GMT 19:52 2020 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

بيل غيتس يُحذّر من وباء آخر قادم في المستقبل

GMT 00:25 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"تسلا" تُسجّل أرقامًا قياسية في مبيعات السيارات الكهربائية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib