العالم بين أثري الفراشة والدب
وزارة الاتصالات الإيرانية تعلن عودة خدمات الإنترنت في إيران إلى وضعها الطبيعي واشنطن تحقق في تسريب تقييم استخباراتي بشأن ضربات على إيران ووزير الدفاع الأميركي يعلّق من لاهاي الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ: يقول صباح مؤلم علمنا فيه بمقتل الجنود في معارك خان يونس و الوضع ، الميداني في قطاع غزة صعب ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 22 منذ فجر اليوم الرئيس الإسرائيلي يصف مقتل الجنود في خان يونس بالصباح المؤلم ويؤكد أن الوضع الميداني في غزة صعب التقييم الاستخباراتي الأولي يشير إلى أن الضربات على إيران لم تدمّر المواقع النووية وزير الصحة الإيراني يعلن ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 606 قتلى معظمهم من المدنيين منذ بدء الهجمات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدعو العالم للعودة إلى الدبلوماسية واعتماد لغة الحوار بدل الحلول العسكرية لمنع الانزلاق نحو الفوضى الرئيس الإيراني يُعلن انتهاء الحرب بعد اثني عشر يوما ويؤكد أن العدو الصهيوني تلقى ضربات موجعة وسط تعتيم إعلامي على خسائره الرئاسة الفلسطينية تُطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة بالتزامن مع هدنة إيران وإسرائيل
أخر الأخبار

العالم بين أثري الفراشة والدب!

المغرب اليوم -

العالم بين أثري الفراشة والدب

حسين شبكشي
بقلم : حسين شبكشي

هناك مقولة معروفة في رصد وتحليل الأحداث السياسية والاقتصادية تسمى بأثر الفراشة، مفادها بأن حراك فراشة ما، في البرازيل على سبيل المثال، لجناحيها بسرعة وقوة استثنائية سيتسبب بعد فترة من الوقت، ونتيجة حراك تراكمي في معطيات أخرى، في إعصار يضرب السواحل اليابانية. النار عادة ما تكون من مستصغر الشرر، كما قيل في المثل القديم المعروف. ولعل ما يحصل الآن يؤكد تماماً أننا نعيش في عالم متشابك ومعقد يشعر وبشكل متواصل ومستمر بمعنى أثر الفراشة.
ولكن يبدو أننا الآن نعيش حقبة أثر الدب، أو لنكون أكثر تحديداً أثر الدب الروسي، فقرار الحرب الروسية على أوكرانيا أربك العالم وخلط الأوراق السياسية والاقتصادية فيه. فروسيا ذلك البلد الأكبر من ناحية المساحة الجغرافية، والبلد النووي، والعضو الدائم في مجلس الأمن بالأمم المتحدة، وعضو مجموعة دول العشرين، وإحدى أهم الدول المنتجة للنفط والغاز والمصدر الأول والأساسي للطاقة للقارة الأوروبية، وإحدى أهم الدول المنتجة والمصدرة للقمح.
وعندما نتمعن في تلك المكانة لروسيا نستطيع أن نبدأ في استيعاب تدريجياً استمرار ارتفاع أسعار الغاز والنفط في الأسواق العالمية، مع الخوف من تأثير إصرار الروس على تسعير غازهم ونفطهم بعملتهم الوطنية الروبل الروسي. وهي مسألة غير تقليدية تسببت في ارتباك قانوني ومالي هائل للدول المضطرة إلى القيام بذلك. ويتضح الأمر مع مرور الوقت أن الآثار الاقتصادية الأكثر إيلاماً للحرب الروسية على أوكرانيا لم يشهدها العالم بعد، وأننا الآن بدأنا ندخل مرحلة الجد. فالقمح وصل مع كتابة هذه السطور إلى مستويات سعرية عالية وقياسية غير مسبوقة، وذلك بعد إعلان الهند عن إيقاف تصديرها للقمح بشكل فوري، والتركيز على تلبية الطلب المحلي حصرياً.
خلط الأوراق طال أيضاً المشهد السياسي الأوروبي، الذي شهد طلب كل من فنلندا والسويد، الدولتين الأوروبيتين اللتين تحدان روسيا شمالاً، الانضمام إلى حلف الأطلسي، بعد أن شاهدا نتاج حرب روسيا على أوكرانيا، وهي مسألة أثارت الغضب الروسي، وسحبت إمداد فنلندا بالكهرباء فوراً.
وهذا التطور ضاعف حالة القلق في القارة الأوروبية، وأكد حالة التردد الاقتصادي الذي تمر به، أما التضخم في أميركا فآثاره باتت واضحة، وهي ارتفاع مهول في أسعار السلع والخدمات، رداءة نوعية المعينين حديثاً في الوظائف بعد انقطاع من العمال والموظفين، بسبب عدم توفير التدريب المطلوب لهم، وذلك حرصاً على توفير المصاريف، مما أدى إلى تدهور في نوعية ومستوى الخدمة المقدمة. وهناك ارتفاع نوعي مهم، ولا يمكن إغفاله ولا التقليل من أهميته، في معدلات الجريمة بمختلف أنواعها، والوضع الاقتصادي المتضرر في الصين بسبب سياسات إغلاق متشددة لمكافحة انتشار جائحة «كوفيد - 19» أدى إلى ألا يتم بيع أي سيارة في مدينة شانغهاي الشهر الماضي لأول مرة، منذ اعتماد الصين سياسات السوق المفتوحة.
كل ذلك يشير وبوضوح شديد جداً إلى أننا بصدد دخول أزمة اقتصادية حادة، سببها باختصار عدم توفر الطلب بسبب ارتفاع الأسعار الجنوني، وندرة العرض بسبب تأخر في التوريد والإنتاج أو الامتناع عن التصدير.
الخوف والقلق يسيطران على المشهد الاقتصادي، وهذا يفسر موجات البيع المهولة للأسهم والعملات الرقمية، التي خسفت بقيمتها بشكل مذهل رغبة في المستثمر في البقاء على العملات النقدية، رغم تدهور قيمتها الشرائية مع ارتفاع معدلات التضخم.
وأعتقد أن الوضع الحرج والمعقد الذي يعيشه محافظو البنوك المركزية حول العالم، حينما يسألون عن الاقتصاد وهم يواجهون التضخم أشبه بسؤال رجل منهمك في إطفاء حريق كبير، والطلب منه أن يكتب كلمة يصف فيها الحريق.
الاستهتار بالآثار الاقتصادية المتوقعة نتاج حرب روسيا على أوكرانيا، هو أشبه بمن يكره الزلازل والبراكين، ولكن كراهيته هذه لن تمنع حدوثهما.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم بين أثري الفراشة والدب العالم بين أثري الفراشة والدب



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 12:03 2025 الأربعاء ,25 حزيران / يونيو

أفكار مختلفة لارتداء اللون الوردي في الصيف
المغرب اليوم - أفكار مختلفة لارتداء اللون الوردي في الصيف

GMT 12:30 2025 الأربعاء ,25 حزيران / يونيو

إعلام عبري اتصالات "مباشرة" بين سوريا وإسرائيل
المغرب اليوم - إعلام عبري اتصالات

GMT 20:21 2015 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

لاعبة جمباز ماليزية تحصد لبلادها 6 ميداليات ذهبية

GMT 02:42 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف عن موافقتها دخول بناتها الفن

GMT 04:21 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان طارق لطفي يكشف عن سر أدائه للبطولات المطلقة

GMT 21:25 2015 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

منال موسى بإطلالة ساحرة في مهرجان دبي السينمائي

GMT 13:21 2023 الثلاثاء ,01 آب / أغسطس

طريقة عمل الستيك

GMT 08:25 2021 الخميس ,02 كانون الأول / ديسمبر

المنتخب المغربي يفوز على فلسطين برباعية في كأس العرب

GMT 19:52 2020 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

بيل غيتس يُحذّر من وباء آخر قادم في المستقبل

GMT 00:25 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"تسلا" تُسجّل أرقامًا قياسية في مبيعات السيارات الكهربائية

GMT 12:01 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

عناصر جريئة في "ديكورات" الغرف

GMT 18:32 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib