هل هناك حقًّا «عمل عربى مشترك»
وسائل إعلام لبنانية الجيش ينتشر على طريق مطار رفيق الحريري لمنع محاولات من مناصري حزب الله لقطع الطريق الخارجية اللبنانية ترد بقوة على تصريحات مستشار خامنئي مستشار خامنئي يؤكد دعم إيران لحزب الله ورفضها ممر القوقاز سموتريتش يعلن فقدان الثقة في قدرة نتنياهو على الانتصار في غزة محمد صلاح يحرج يويفا بصمته بعد مقتل بيليه فلسطين النيابة الفرنسية تُحقق مع الحاخام الإسرائيلي دانيال ديفيد كوهين بعد تهديده ماكرون بالقتل بسبب خطته للاعتراف بدولة فلسطين الجيش العراقي يعلن اعتداء عناصر من كتائب حزب الله والحشد الشعبي على دائرة زراعة الكرخ ويكشف خللا في القيادة مجلس الأمن الدولي يؤجل جلسته الطارئة بشأن قطاع غزة 24 ساعة استجابة لطلب إسرائيل الجيش اللبناني يعلن مقتل ستة جنود وإصابة آخرين في انفجار بمخزن أسلحة جنوب البلاد والتحقيقات مستمرة لمعرفة ملابسات الحادث الشرطة البريطانية تعتقل أكثر من 50 متظاهراً لاحتجاجهم على قرار حظر أنشطة منظمة "فلسطين أكشن"
أخر الأخبار

هل هناك حقًّا «عمل عربى مشترك»؟

المغرب اليوم -

هل هناك حقًّا «عمل عربى مشترك»

عماد الدين حسين
بقلم - عماد الدين حسين

هل كان هناك عمل عربى مشترك طوال العقود الماضية ثم اختفى، وبالتالى هناك حنين شامل إليه حتى يعود؟
أسأل هذا السؤال ــ الذى قد يبدوغريبا وصادما لدى البعض - لأن هناك العديد من الأفكار والتصورات والأمنيات التى تتناقض تماما مع الواقع الفعلى.
السؤال مهم أيضا من ناحية توقيته، فهو يأتى بالتزامن مع القمة العربية العادية رقم ٣٤ التى انعقدت فى العاصمة العراقية بغداد أمس، وغاب عنها عدد كبير من القادة العرب.
والعامل الثانى هو جولة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى منطقة الخليج فى أولى جولاته الخارجية.
والعامل الثالث هو استمرار عدوان إسرائيل الوحشى على المنطقة خصوصا على قطاع غزة منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، وعلى سوريا واحتلالها للمزيد من الأرض، واليمن وعدم انسحابها من جنوب لبنان.
هذه هى العوامل الثلاثة الماثلة الآن، إضافة إلى عوامل أخرى كثيرة سابقة تجعل الكثيرين يسألون: أين العمل العربى المشترك؟
من يطرح هذا السؤال يتصور بداهة أنه كان هناك عمل عربى مشتركا فى السابق، وأنه تمكن من تحقيق إنجازات ملموسة على أكثر من صعيد.
فى رأيى المتشائم أنه لم يكن هناك عمل عربى مشترك مستدام، بل تحقق ذلك فى لحظات استثنائية قليلة، وبالتالى فإن الأصل هو العمل القطرى المنفصل، والتنافس العربى، وليس التكامل.
إذن المشكلة هى فى التصورات والأحلام التى تصطدم بالواقع، فيحدث الإحباط وأحيانا اليأس.
نتذكر أن جامعة الدول العربية تأسست عام ١٩٤٥ وهى بذلت جهودا كبيرة لتحقق الوحدة العربية، لكن الواقع يقول إنها اصطدمت بالعديد من التحديات الوجودية، فهى جامعة للدول والحكومات وليست للشعوب، وهى لا تملك جيوشا أو صلاحيات تشريعية لتنفيذ قراراتها.
والواقع يقول لنا إنه فى عام ١٩٥٠ تم توقيع اتفاقية الدفاع العربى المشترك والتعاون الاقتصادى، ولم يتم تفعيلها فى العديد من المرات التى تهددت فيها دول عربية وخصوصا فلسطين.
فى عام ١٩٦٤ تم إنشاء مجلس الوحدة الاقتصادية العربية بهدف إنشاء سوق عربية مشتركة خلال مدة محددة، وبالفعل تم إنشاء الشركة العربية للاستثمار والمصرف العربى للتنمية الاقتصادية فى إفريقيا، لكن ذلك صادف عقبات كثيرة منها غياب الإرادة السياسية واختلاف النظم الاقتصادية.
وفى عام ١٩٧٠ تم إعلان السوق العربية المشتركة، لكنها ظلت حتى هذه اللحظة حبرا على ورق. كان طموحها إلغاء القيود الجمركية وتوحيد السياسات الاقتصادية، لكن استمرار الصراعات العربية حال دون ذلك.
وفى عام ١٩٨١ تم توقيع اتفاقية تيسير وتنمية التبادل التجارى، وهى أيضا تواجه عقبات كثيرة من أجل تطبيقها على أرض الواقع.
فى عام ١٩٩٧ تم الإعلان عن منطقة التجارة الحرة العربية ووقع عليها ١٧ دولة، وتنص على إزالة الرسوم الجمركية تدريجيا وتسهيل حركة السلع بين الدول العربية، لكن ضعف المعايير والمواصفات والاستثناءات الكثيرة وضعف الروابط اللوجستية حالت دون تطبيقها.
إضافة لذلك كانت هناك أفكار ومقترحات منها الاتحاد الجمركى العربى ٢٠٠٩ خلال قمة الكويت، وصناديق التمويل والمؤسسات الاقتصادية المشتركة.
ونظريا هناك مجالس ومعاهدات واتفاقيات عربية كثيرة لكنها إما مشلولة وإما بلا تأثير كبير.
والدليل العملى على ذلك أن إحصائيات عام ٢٠٢٣ تكشف عن أن التجارة العربية تبلغ ٢٫٦١ تريليون دولار، ولا يزيد التبادل التجارى العربى البينى إلا على ٨٫٥٪ بقيمة ٢٢٣٫٣ مليار دولار.
ومن المهم الإشارة إلى أن ٨١٪ من هذه التجارة تركزت فى 5 دول أربع منها خليجية هى السعودية والإمارات والكويت وقطر إضافة لمصر. فى حين أن التجارة البينية بين دول الاتحاد الأوروبى تمثل ٦٠٪.
وبنظرة موضوعية على العمل العربى المشترك، فسوف نكتشف بسهولة وجود لحظات قليلة من التوحد العربى مثل حرب أكتوبر ١٩٧٣، أو التضامن النسبى مع دول المواجهة بعد هزيمة يونية ١٩٦٧.
لكن القاعدة العامة كانت هى الخلافات والتنافس بديلا للتكامل، ومنذ عام ٢٠١١ فإن نصف الدول العربية تقريبا تعانى من انقسامات وصراعات وحروب طائفية وعرقية ومناطقية وأهلية، وبالتالى فهى تحتاج إلى التوحد فيما بينها كدولة واحدة أولا، قبل الحديث عن الوحدة العربية.
نعم هناك مشتركات كثيرة بين الدول العربية مثل اللغة والدين والعادات والتقاليد والشعور المشترك تقريبا، لكن ذلك وحده لا يكفى، وبالتالى علينا أن نشخص الحال أولا حتى نعالجه بدقة، وبعدها نتحدث عما نتمناه، بدلا من الغرق فى أحلام وتهويمات سرمدية لا تطابق الواقع المأساوى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هناك حقًّا «عمل عربى مشترك» هل هناك حقًّا «عمل عربى مشترك»



GMT 18:51 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

شاعر الأندلس لم يكن حزيناً: النهاية!

GMT 18:42 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

تيه في صخب عربي مزمن

GMT 18:40 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

الظهور الثاني لعوض الدوخي

GMT 18:38 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

قضيتا الاستعصاء السياسي!

GMT 18:36 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

نصرة غزة!

GMT 18:32 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

غياب الساحل الطيب

نانسي عجرم تتألق بفستان فضي من توقيع إيلي صعب في إطلالة خاطفة للأنظار

دبي - المغرب اليوم

GMT 18:02 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

الكشف عن حالة أنغام بعد الجراحة الثانية
المغرب اليوم - الكشف عن حالة أنغام بعد الجراحة الثانية

GMT 01:08 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

مخيتريان يبيِّن أن الانضمام لآرسنال من أهم أحلامه

GMT 02:18 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رسل العزاوي تكشف عن امتلاكها قدرة على التقديم وجذب الحضور

GMT 15:34 2022 الإثنين ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

 مميش يؤكد أن مصر ستكون مصدرًا إقليميًا للهيدروجين الأخضر

GMT 09:06 2022 الخميس ,24 آذار/ مارس

طرق لإضافة اللون الأزرق لديكور غرفة النوم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib