رسالة عربية عاجلة لإسرائيل

رسالة عربية عاجلة لإسرائيل

المغرب اليوم -

رسالة عربية عاجلة لإسرائيل

عماد الدين حسين
بقلم - عماد الدين حسين

ماذا لو قررت كل الدول العربية التى لها علاقات مع إسرائيل أن تعقد اجتماعا طارئا فى أقرب وقت ممكن، وتبعث برسالة واضحة إلى إسرائيل مفادها: عليكم الاختيار ما بين استمرار العلاقات معنا أو وقف العدوان على غزة، والشروع فى مفاوضات جادة لحل حقيقى ودائم وعادل للقضية الفلسطينية؟!
للموضوعية فلست أنا صاحب هذه الفكرة السابقة، ولكن استمعت إليها من الصديق أحمد الصاوى رئيس تحرير جريدة «صوت الأزهر» خلال نقاش بيننا يوم الإثنين الماضى بحضور الصديق والكاتب الصحفى أحمد المسلمانى وقد يسأل البعض: وهل هذه الفكرة عملية وقابلة للتطبيق؟!
وبالطبع فإن هذا المقال تمت كتابته قبل انعقاد القمة العربية غير العادية التى انعقدت فى الرياض أمس.
ظنى أنها فكرة جيدة وينبغى أن نطرحها للنقاش اليوم وغدا وفى كل وقت حتى نصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية. وقد يسأل البعض الآخر: وما مبررات هذا التفاؤل؟!
الإجابة أن الأمر لا يتعلق بالأشقاء فى فلسطين فقط، ولكن بالأمن القومى والوطنى لكل دولة عربية على حدة.
أعلم تماما أن عددا كبيرا من الدول العربية التى أقامت علاقات مع إسرائيل لديها مشاكل متنوعة مع حركة حماس المنتمية لجماعة الإخوان، وأعلم أن الأمر وصل إلى تصنيف هذه الحركة إرهابية فى بعض الدول العربية.
وما أقترحه ليس نسيان كل هذا الماضى بل التفكير بجدية فى أن العدوان الإسرائيلى المستمر منذ ٧ أكتوبر الماضى لا يستهدف حماس أو الجهاد أو حتى كل فصائل المقاومة، بل يستهدف فعلا تصفية القضية الفلسطينية، وقتل أكبر عدد من الفلسطينيين، وترحيل ما سيبقى منهم إما إلى مصر أو الأردن أو دول عربية أخرى.
ثم إنه قد تبين للجميع الآن أن إسرائيل تمثل خطرا حقيقيا على كل بلدان المنطقة المعتدلة منها والمتشددة، وأن الأمر يتجاوز حماس بمراحل، وقد رأينا علامات على ذلك منها تصريح وزير التراث الإسرائيلى أميحاى إلياهو بإمكانية استخدام قنبلة نووية لمحو غزة من الوجود، أو التصريح الصريح لرئيس الأركان الإسرائيلى تساهى هرتسلى بأن مقاتلات بلاده قادرة على الوصول لكل دول المنطقة، وكنت أتمنى أن يجد ردا عربيا واضحا.
جوهر ما بدأت به أن تبعث الدول العربية التى أقامت علاقات مع إسرائيل برسالة تقول فيها لإسرائيل ما معناه: «لقد أقمنا معكم علاقات شاملة تأكيدا على نيتنا الصادقة فى السلام والأمن والاستقرار، ولم نعتقد فى أى لحظة من اللحظات أنكم ستستخدمون هذه العلاقات غطاء لإبادة الشعب الفلسطينى ودفن وتصفية قضيته إلى الأبد.
نحن نختلف مع حماس وبعض فصائل المقاومة على قضايا فرعية وحتى على قضايا كبيرة، لكن لا نختلف معهم على حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وبالتالى فحتى لو اختفت حماس والجهاد تماما، فذلك لا يعنى موت القضية.
وتضيف الرسالة المقترحة: أيها الإسرائيليون: نريد منكم إجابة واضحة ومحددة.. إما أن تعلنوا بوضوح اعترافكم بحل الدولتين والسعى إلى تنفيذه فورا، وإما سنقطع العلاقات معكم فورا. نحن لا نريد حربا، ولا نريد توسع هذه الحرب حتى لا يستغلها المتطرفون ويشعلوا المنطقة بأسرها، لكن فى نفس الوقت فإن استمرار عدوانكم وإبادتكم الجماعية يؤكد أنكم تسعون للهيمنة الكاملة على المنطقة، وهو ما نرفضه تماما، وسوف نتصدى له بكل ما نملك من إمكانيات».
مرة أخرى فإن فكرة هذه الرسالة العربية يفترض أنها مهمة بعد ظهور الوجه الحقيقى والسافر للعنجهية الإسرائيلية، وبعد مقاومة الفلسطينيين الباسلة، فقد بثت للجميع أنه لا يمكن استمرار تجاهل القضية الفلسطينية.
ثبت لنا جميعا أنه حتى لو تمكنت إسرائيل من قتل كل المقاومين، فإن ذلك لن يصفى القضية، لأن تجربة الـ٧٥ عاما منذ عام ١٩٤٨ أكدت لنا أن المقاومة لا تقتصر على «فتح» سابقا، أو «حماس» حاليا، بل سوف يواصلها أى فلسطينى رأى وعانى من القمع والقهر والاحتلال والتدمير الإسرائيلى.
وإذا كانت المظاهرات الحاشدة فى العديد من الدول الغربية ترفض العدوان الإسرائيلى، فهل تقبله الشعوب العربية؟!!
على الحكومات العربية أن تدرس بهدوء الوصول إلى موقف عربى موحد لمواجهة الخطط الإسرائيلية السافرة، لأنه إذا كان المقصود بها المقاومة اليوم، فإن الدور على بقية الدول غدا.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة عربية عاجلة لإسرائيل رسالة عربية عاجلة لإسرائيل



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 21:08 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

الأحداث المشجعة تدفعك?إلى?الأمام?وتنسيك?الماضي

GMT 03:15 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نجاة ممثل كوميدي شهير من محاولة اغتيال وسط بغداد العراقية

GMT 08:02 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

آرسين فينغر الأقرب لتدريب ميلان خلفًا لغاتوزو

GMT 04:11 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

صابرين سعيدة بـ"الجماعة" وتكريمها بجائزة دير جيست

GMT 14:57 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

عمرو الليثي يستضيف مدحت صالح في "بوضوح" الأربعاء

GMT 14:14 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

المدن المغربية تسجّل أعلى نسبة أمطار متساقطة خلال 24 ساعة

GMT 03:21 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

ظروف مشحونة ترافق الميزان ويشهد فترات متقلبة وضاغطة

GMT 06:15 2017 الجمعة ,24 آذار/ مارس

ورم الكتابة

GMT 12:25 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح منزلية لتنظيف وتلميع الأرضيات من بقع طلاء الجدران

GMT 06:32 2017 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مجرد درس مغربي آخر !

GMT 01:26 2016 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

ريم مصطفى تؤكد أنها ستنتهي من "نصيبي وقسمتك" بعد أسبوع

GMT 11:30 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات شعر بها سكان الحسيمة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib