إيران والفرق بين التكتيكى والاستراتيجى
وصول الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة ترامب يعلن مقاطعة قمة العشرين في جنوب إفريقيا بسبب ما وصفه بسوء معاملة المزارعين البيض ويؤكد استضافة قمة 2026 في ميامي اليونيفيل تؤكد أن استمرار الغارات الإسرائيلية يعرقل جهود التهدئة جنوب لبنان وتحذر من تداعيات التصعيد العسكري على الأمن الإقليمي عشرات الفلسطينيين يُصابون بالاختناق جراء استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للغاز السام في قرية سالم شرق نابلس شرطة لندن تحقق مع الأمير أندرو وزوجته السابقة سارة فيرجسون بتهم سوء السلوك المالي وقد يواجهان مغادرة المملكة المتحدة والسجن غارة إسرائيلية على جنوب لبنان توقع قتيلاً وأربعة جرحى مصر تعلن عن كشف غاز جديد في الصحراء الغربية امرأة تتعرض للطعن في هجوم غامض بوسط برمنغهام تعطل طائرة وزير الخارجية الألماني يجبره على تعديل رحلته إلى قمة الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية وزارة الصحة اللبنانية تعلن إرتفاع حصيلة الإصابات في استهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة بصاروخين بمدينة بنت جبيل في جنوب البلاد إلى 7 أشخاص
أخر الأخبار

إيران.. والفرق بين التكتيكى والاستراتيجى

المغرب اليوم -

إيران والفرق بين التكتيكى والاستراتيجى

عماد الدين حسين
بقلم - عماد الدين حسين

هل أخطأت إيران بحق العرب منذ عام ١٩٧٩ حتى الآن؟
الإجابة هى نعم والخطأ كان كبيرًا وما يزال بعضه مستمرًا حتى الآن.
السؤال الثانى: هل معنى ذلك أن ينحاز العرب لإسرائيل وهى تعتدى على إيران؟
الإجابة القاطعة هى لا، ليس حبًا فى إيران، لكن لأن ذلك سيعنى دخول كل المنطقة فى العصر الإسرائيلى، وحسنًا فعلت دول الخليج، حينما أدانت العدوان الإسرائيلى الأخير على إيران، رغم خلافاتها المعروفة معها.
إيران الشاه كانت رأس حربة الغرب فى السيطرة على المنطقة منذ الانقلاب على الحكم الوطنى لمحمد مصدق عام ١٩٥١ الذى أمم النفط، فتآمر عليه الغرب وأسقطه، وصار الشاه محمد رضا بهلوى هو شرطى الغرب فى المنطقة.
الثورة الشعبية أسقطت الشاه فى فبراير، ١٩٧٩ وبدلًا من وجود حكم شعبى ديمقراطى حقيقى، تمكن آية اللّٰه الخمينى ورجال الدين من السيطرة على الحكم نفى وسجن وقتل كل من شارك معهم فى إسقاط الشاه من القوى الديمقراطية والعلمانية والشعبية.
استبشر العرب خيرًا بأن تساند إيران الجديدة العرب فى كفاحهم ضد إسرائيل، خصوصًا بعد أن قطعوا علاقتهم مع تل أبيب وسلموا سفارتها فى طهران لمنظمة التحرير الفلسطينية.
لكن وبعيدًا عن الشعارات المرفوعة فإن إيران الجديدة حاولت تطبيق مفهوم «تصدير الثورة»، ثم دخلت فى حرب دامية مع العراق لمدة ٨ سنوات استنزفت شباب وثروات وموارد البلدين بدعم كامل من الغرب وإسرائيل.
أخطأت إيران الخمينى وأخطأ عراق صدام فى هذه الحرب العبثية. وحينما توقفت الحرب، وقال الخمينى قولته الشهيرة: «مستعد أن أتجرع السم» فى إشارة لوقف الحرب مع العراق، فإن صدام حسين أخطأ أكثر وغزا بعدها بشهور الكويت فى ٢ أغسطس ١٩٩٠.
ونعرف أن أمريكا شكلت تحالفًا دوليًا لإخراجه من الكويت وحصاره واستنزافه ثم غزو العراق عام ٢٠٠٣.
هذا الغزو استفاد منه فى المقام الأول إسرائيل التى تخلصت من هاجس الجيش العراقى القوى. لكن المستفيد الفعلى ثبت أنه إيران التى هيمنت على العراق بحكم أنها كانت الداعم الأكبر للقوى المعارضة التى عادت للعراق على الدبابات الأمريكية.
للأسف فإن إيران وبدلًا من أن تمد يدها للعرب وتقيم معهم علاقات طيبة على قاعدة الاحترام والمصالح المشتركة عملت على اختراق عدد كبير من الدول العربية المهمة، وتباهت بأنها تسيطر على القرار فى كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة.
وفى لحظات فارقة فإن الدعم والسلاح الذى قدمته إيران لحلفائها لم يوجه فقط ضد إسرائيل بل لعب دورًا مهمًا فى السيطرة على القرار فى هذه البلدان. وبسبب الضغوط الإيرانية على الخليج أن أمريكا وقوى دولية أخرى طرحت نفسها حاميًا ومدافعًا عن بعض الدول العربية من الخطر الإيرانى.
ما سبق هو واقع الحال فى المنطقة العربية منذ عام ١٩٧٩ حتى لو احتجت إيران، وقالت إنها كانت تريد تكوين جبهة مقاومة ضد «الشيطان الأكبر والأصغر» أى أمريكا وإسرائيل، لكن واقع الحال العملى يقول إن طهران استغلت الورقة الطائفية لتحقيق أحلام قومية فارسية.
مرة أخرى ورغم كل ما سبق فإن الخلافات العربية مع إيران ينبغى ألا تصل إطلاقًا إلى تمنى هزيمتها أمام إسرائيل والولايات المتحدة، ليس حبًا فى إيران وتماهيًا مع سياستها بل لأن حدوث ذلك سيعنى ببساطة أن إسرائيل ستتحول إلى الشرطى الرسمى والمعتمد للهيمنة على المنطقة، بل تقريب تحقيق حلمها التلمودى فى دولة من النيل للفرات.
لنختلف كعرب ما نشاء مع إيران، لكن لا نتمنى لها الانكسار أمام الصهاينة. القضية ليست من يحكمون فى إيران لأن حدوث ذلك سيعنى أن نتنياهو وبن غفير وسموتريتش وبقية متطرفى إسرائيل، ومعهم المتطرفون فى واشنطن هم الذين سيحكمون المنطقة فعليًا.
علينا كعرب أن نتذكر أن بعضنا ظن ذات يوم أن سقوط صدام حسين سينهى كل المشاكل، ثم اكتشفنا أن أمريكا سلمت العراق إلى إيران وقتها.
ينبغى أن تدرك إيران أن مصلحتها الفعلية هى إقامة علاقات طيبة مع جيرانها العرب على أساس حسن الجوار والمصالح المشتركة وعدم التدخل فى شئونها الداخلية وأن تعود إيران دولة عادية صديقة للعرب وليست راغبة فى الهيمنة عليهم.
لنختلف كعرب كما نشاء مع السياسات الإيرانية تكتيكيًا، لكن حذار من تمنى انتصار إسرائيل عليها.
حدوث ذلك خطر كبير على الأمن القومى العربى أفرادًا ودولًا وشعوبًا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران والفرق بين التكتيكى والاستراتيجى إيران والفرق بين التكتيكى والاستراتيجى



GMT 19:38 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

إذ الظلم أفضل

GMT 19:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نواب يتكسبون من “العفو العام”

GMT 19:28 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف الخلقُ ينظرون جميعاً إلى مصر

GMT 19:24 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

كيم كارداشيان و«الغباء» الاصطناعي

GMT 19:22 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا ــ ممداني... زمن الإشارات الحمراء

GMT 19:16 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

القمة الأميركية ــ الصينية... هدنة أم أكثر؟

GMT 19:14 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غزة المنطقة المحظورة في التاريخ

GMT 19:12 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الخيط الرفيع بين الفخر والتفاخر

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:46 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أفغانستان تؤكد فشل جهود السلام مع باكستان
المغرب اليوم - أفغانستان تؤكد فشل جهود السلام مع باكستان

GMT 19:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته
المغرب اليوم - نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 13:10 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تاكايشي تعتزم خفض رواتب الوزراء في اليابان
المغرب اليوم - تاكايشي تعتزم خفض رواتب الوزراء في اليابان

GMT 11:32 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مطاعم إندونيسية تستقطب السياح بأكلات سعودية

GMT 15:54 2013 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

أثاث يشبه عش الطائر يكفي 3 أشخاص للنوم

GMT 00:00 2015 الأحد ,14 حزيران / يونيو

طريقة عمل اللبنة

GMT 14:36 2014 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الأسرة الملكيّة تحتفل بذكرى ميلاد الأميرة للا حسناء الأربعاء

GMT 13:51 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

انتحار تلميذة قاصر بسم الفئران في سيدي بنور

GMT 01:57 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

فيليسيتي جونز تطلّ في فستان ذهبي نصف شفاف

GMT 20:13 2013 الجمعة ,24 أيار / مايو

كتاب "رأيت الله" لمصطفى محمود
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib