تكساس ليست مجرد ولاية عادية
وسائل إعلام لبنانية الجيش ينتشر على طريق مطار رفيق الحريري لمنع محاولات من مناصري حزب الله لقطع الطريق الخارجية اللبنانية ترد بقوة على تصريحات مستشار خامنئي مستشار خامنئي يؤكد دعم إيران لحزب الله ورفضها ممر القوقاز سموتريتش يعلن فقدان الثقة في قدرة نتنياهو على الانتصار في غزة محمد صلاح يحرج يويفا بصمته بعد مقتل بيليه فلسطين النيابة الفرنسية تُحقق مع الحاخام الإسرائيلي دانيال ديفيد كوهين بعد تهديده ماكرون بالقتل بسبب خطته للاعتراف بدولة فلسطين الجيش العراقي يعلن اعتداء عناصر من كتائب حزب الله والحشد الشعبي على دائرة زراعة الكرخ ويكشف خللا في القيادة مجلس الأمن الدولي يؤجل جلسته الطارئة بشأن قطاع غزة 24 ساعة استجابة لطلب إسرائيل الجيش اللبناني يعلن مقتل ستة جنود وإصابة آخرين في انفجار بمخزن أسلحة جنوب البلاد والتحقيقات مستمرة لمعرفة ملابسات الحادث الشرطة البريطانية تعتقل أكثر من 50 متظاهراً لاحتجاجهم على قرار حظر أنشطة منظمة "فلسطين أكشن"
أخر الأخبار

تكساس ليست مجرد ولاية عادية

المغرب اليوم -

تكساس ليست مجرد ولاية عادية

عماد الدين حسين
بقلم - عماد الدين حسين

كيف ستنتهي المواجهة بين ولاية تكساس والحكومة الاتحادية في واشنطن؟

هل يتم حل المشكلة بهدوء، أم عبر المحاكم ووسائط الإعلام والصراعات الحزبية، أم تتفاقم وتصل إلى حد المطالبة بالانفصال عن الولايات المتحدة، بل الخشية الكبرى من صراعات دامية؟

قد يستغرب بعضهم طرح هذه الأسئلة أصلاً، ولكنها بدأت تسرب لبعض الكتابات والتعليقات.

قبل محاولة الإجابة عن هذه الأسئلة يفترض بنا أولاً أن نلقي الضوء على أصل المشكلة.

حاكم تكساس الجمهوري غريغ أبوت دخل صراعاً قانونياً مع وزارة العدل الاتحادية على طريقة مواجهة المهاجرين غير الشرعيين القادمين من المكسيك، إذ أقام أسلاكاً شائكة على طول الحدود، وحواجز عائمة في نهر ريو غراندي لمنع دخولهم.

ولكن إدارة الرئيس جو بايدن عدت هذه الأساليب قاسية، ووصل الخلاف إلى المحكمة العليا التي حكمت في 22 يناير بإزالة هذه الحواجز، كلما رأت الحكومة الفيدرالية ذلك.

ولكن الحاكم أبوت تحدى المحكمة اعتماداً على مبدأ «الحق في الدفاع عن النفس» ضد المهاجرين، ودخل الصراع مرحلة خطرة حينما وقّع 25 من حكام الولايات الجمهوريين على خطاب يدعمون فيه حاكم تكساس، بل إن شخصيات جمهورية محافظة أمثال غراهام ألين وكارمين سايبا وتيرينس وليامز تحدثوا عن احتمال وجود حرب أهلية، وألقوا باللوم على سياسة بايدن.

النقطة المهمة أن تكساس ليست مجرد ولاية عادية، بل إنها لو كانت دولة مستقلة لصارت ثامن أو تاسع أغنى دولة في العالم متفوقة على دول مثل إسبانيا وروسيا والمكسيك وكوريا الجنوبية وأستراليا.

تقول العبارة الدارجة هناك «إن كل شيء أكبر في تكساس»، وترجمة ذلك رقمياً أنها ثاني أغنى ولاية أمريكية بعد كاليفورنيا، ولديها 24تريليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي، ما يمثل ٪9 من الناتج المحلي لأمريكا، ولديها أكبر حقل مكتشف للنفط والغاز عالمياً، وتنتج ٪43 من إنتاج النفط و٪27 من الغاز الأمريكي و٪20 من الكهرباء من الرياح والطاقة الشمسية.

ولذلك يطلقون عليها محطة الطاقة الكبرى في أمريكا، واقتصادها متنوع بشكل واضح من البتروكيماويات إلى الموسيقى مروراً بالتكنولوجيا والخدمات العسكرية وصناعة الفضاء. 

سكان تكساس 30 مليون نسمة، وهي ثاني أكبر ولاية من ناحية عدد السكان، وكذلك من ناحية المساحة، ولديها ثاني أكبر عدد من الأصوات الانتخابية وعدد المقاعد في الكونغرس ولديها ثاني أكبر قوة عمل مدنية على ظهر الكوكب بحجم 14 مليون شخص، ولديها بنية تحتية ممتازة، و180 كلية وجامعة.

وانتقلت إليها معظم المقار الرئيسة للشركات الكبرى، ويبلغ معدل خلق فرص العمل %4 وأعلى بكثير من المعدل الوطني البالغ %2.7 ومعدل البطالة فيها لا يزيد على %4.1.

نعود إلى السؤال الذي بدأنا به، كيف ستنتهي المواجهة بين ولاية تكساس والحكومة الاتحادية في واشنطن؟

والإجابة المنطقية تقول إن تكساس كانت جزءاً من المكسيك حتى أعلنت استقلالها في سنة 1836 وصارت جمهورية تكساس المستقلة، واعترفت بها الولايات المتحدة وإسبانيا وفرنسا ثم انضمت إلى الولايات المتحدة في سنة 1845 لتصبح الولاية رقم 28، ثم انفصلت عنها في سنة 1861.

وبعدها انضمت إلى «الكونفدرالية الأمريكية» في أثناء الحرب الأهلية، وأعيدت إلى الاتحاد في سنة 1870  وظلت محتفظة بما يسمى «الهوية التكساسية المتميزة».

وعلى الرغم من أن الدستور الأمريكي لا يحظر الانفصال نظرياً، فإن المحكمة العليا عدت ذلك غير قانوني في سنة 1869.

كما أن الانفصال حال حدوثه يواجه تحديات متعددة مثل صعوبة الاعتراف الدولي وإنشاء النظام الدفاعي والمالي المستقل. بعض المواقع والتقارير نسبت إلى ديمتري ميدفيديف الرئيس الروسي السابق، نائب رئيس مجلس الأمن القومي قوله في منصة «إكس» إن ولاية تكساس سوف تنفصل عن الولايات المتحدة، ما سيشعل الحرب الأهلية الأمريكية.

وإن ذلك لو حصل فإنه سوف يفتح الباب أمام انفصال ولايات أخرى، ما يقود أمريكا إلى الوقوع في فوضى مدمرة. وزارة الخارجية الأمريكية ردت يوم 27 يناير الماضي بالقول: «نحن لا نأخذ كلام ميدفيديف على محمل الجد.. هذا هراء معتاد من الكرملين»!

بالطبع من حق روسيا وكبار مسؤوليها أن يحلموا بتفكك أمريكا، ولكن طبقاً لخبراء كثيرين فإن الوقائع على الأرض لا تقود إلى تحقيق مثل هذه «الأمنيات الروسية» .

والسبب أن النظام الأمريكي الفريد عالمياً ما يزال قادراً على حل معظم مشكلاته داخلياً، ثم فإن الحديث عن انفصال تكساس أو غيرها، أو تطور الأمور إلى صراعات   أمر مستبعد تماما، على الرغم من أن ذلك لا ينفي شدة الاستقطاب بين الجمهوريين والديمقراطيين، وخصوصاً  في الانتخابات  الرئاسية المقبلة .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تكساس ليست مجرد ولاية عادية تكساس ليست مجرد ولاية عادية



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

نانسي عجرم تتألق بفستان فضي من توقيع إيلي صعب في إطلالة خاطفة للأنظار

دبي - المغرب اليوم

GMT 10:50 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

درة تتألق بإطلالات صيفية ملهمة في 2025
المغرب اليوم - درة تتألق بإطلالات صيفية ملهمة في 2025

GMT 01:08 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

مخيتريان يبيِّن أن الانضمام لآرسنال من أهم أحلامه

GMT 02:18 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رسل العزاوي تكشف عن امتلاكها قدرة على التقديم وجذب الحضور

GMT 15:34 2022 الإثنين ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

 مميش يؤكد أن مصر ستكون مصدرًا إقليميًا للهيدروجين الأخضر

GMT 09:06 2022 الخميس ,24 آذار/ مارس

طرق لإضافة اللون الأزرق لديكور غرفة النوم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib