العمل أونلاين يوم الأحد كيف

العمل أونلاين يوم الأحد.. كيف؟!

المغرب اليوم -

العمل أونلاين يوم الأحد كيف

بقلم - عماد الدين حسين

مجلس الوزراء أعلن مساء الخميس الماضى حزمة من القرارات والإجراءات للتعامل مع مشكلة انقطاع الكهرباء، وبالتالى تخفيف الأحمال أهمها أن يكون العمل يوم الأحد للقطاعات الحكومية من البيت أى «أونلاين» وإقامة مباريات الكرة نهارا وترشيد الإنارة فى الأماكن العامة.
كنت أتمنى أن يكون إعلان هذه القرارات مصحوبا بدراسة شاملة تخبر الرأى العام بكل التفاصيل وبالأثر المتوقع من ورائها، حتى لا تترك المجال للمتربصين أو الساخرين ليصولوا ويجولوا فى وسائل التواصل الاجتماعى.
التوضيحات والشروح المطلوبة كان يفترض أن تجيب عن كل الأسئلة والاستفسارات التى جالت فى عقول المواطنين عقب القرارات التى أصدرها الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء انطلاقا من مدينة العلمين نهاية الأسبوع الماضى.
من بين هذه التوضيحات مثلا: كم هو عدد العاملين بالحكومة الذين لن يذهبوا إلى أعمالهم يوم الأحد، خصوصا أن القرار قضى باستمرار دوام الموظفين الذين يعملون فى مصالح لها ارتباط بالخدمات المباشرة مع المواطنين. وما هى هذه المصالح وهل تشمل فقط المستشفيات والبريد والشهر العقارى والكهرباء والمياه أم ماذا؟
ثانيا: غياب هؤلاء الموظفين الحكوميين يوم الأحد، هل سيعنى إغلاق المصالح الحكومية التى يعملون بها تماما، أم لا وكم عدد هؤلاء بالضبط والأهم كيف سيوفر غيابهم من الكهرباء؟
ثالثا: فى تفسير القرار جاء أن هؤلاء العاملين سوف يمارسون عملهم من المنازل، ولا يعرف كثيرون كيف سيتم تحقيق ذلك على أرض الواقع. لأن هناك أسئلة كثيرة تتردد فى عقول وأذهان المواطنين منها مثلا: هل موظفو الحكومة مرتبطون إلكترونيا بجهات عملهم، ومنذ متى تم ذلك؟ أم أن المقصود أن المواطن هو الذى سيتحمل تكلفة الاتصال بالجهة الحكومية لممارسة عمله، لكن السؤال الأهم من كل ما سبق هو: وما هو العمل الذى يفترض أن يؤديه الموظف من البيت وكيف؟
وإذا كانت الحكومة ستوفر التيار الكهربائى نتيجة تعطيل العمل يوم الأحد طوال أغسطس، فما هى تكلفة العمل الإلكترونى من الخارج، ومن الذى سيتحمله؟
رابعا: هل تم دراسة أثر توقف العمل يوم الأحد بعيدا عن قضية الكهرباء؟ أقصد هل تم دراسة ذلك على بقية المجالات مثل البنية التحتية خصوصا توفير تكلفة المياه أو المواصلات أو الزحام.
خامسا: هل هناك تصور بمدى الفوائد والخسائر الناتجة عن تطبيق مثل هذا القرار، لأنه مثلا لو ظهر أن هناك فوائد لهذا القرار أكبر من الخسائر، فيمكن زيادة العمل من المنزل أكثر من يوم، لفئات محددة بطبيعة الحال وليس كل الجهات.
وأتذكر أن مسئولا رفيع المستوى وجه انتقادات عدة لإحدى الهيئات التى كانت تصر على ضرورة حضور كل الموظفين وعددهم بالآلاف فى حين أن معظمهم لا يعملون وحضورهم يكلف الدولة الكثير فى صورة مواصلات ومياه وكهرباء ومصروفات مختلفة، وبالتالى فإن عدم حضورهم أفيد كثيرا للدولة ولهم من وجوه كثيرة.
سادسا: ومن خلال متابعة ردود الفعل من الوزارات المختلفة وهل كانوا على علم بالقرار قبل صدوره، فمن الواضح أنهم لم يعلموا شيئا، وحتى بعد صدور القرار بـ ٤٨ ساعة، فلم تكن هناك أى معلومات محددة لدى غالبية الوزارات بشأن هذا.
سابعا: مرة أخرى لا أنتقد خطوة الحكومة بالعمل يوم الأحد، لكن كل ما أطالب به أن يكون هناك تصور شامل لأى قرار قبل صدوره من جميع الاتجاهات حتى يأتى أولا محققا لأهدافه وثانيا ليقطع الطريق على المتربصين بهذا البلد وما أكثرهم، وبالتالى فإن السؤال الذى يلح على الذهن دائما: لماذا نعطى هؤلاء المتربصين والشامتين الفرص المجانية للتريقة والسخرية والتحفيل؟!
أعلم تماما أن هدف الحكومة نبيل ويتمحور حول ضرورة تخفيف الأحمال الكهربائية فى هذه السنة شديدة الحرارة بصورة غير مسبوقة، وبالتالى توفير الغاز والمازوت المستخدم فى عملية توليد الكهرباء فى المحطات المختلفة ولكن مرة أخرى فإن قرارات مجلس الوزراء يوم الخميس الماضى تضمنت أيضا ضرورة ترشيد استهلاك الطاقة والكهرباء فى عموم المحافظات، خصوصا المصالح الحكومية والمولات التجارية ودواوين المحافظات والمساجد.
وبالطبع فهو أمر مهم، لكن أرجو من الأجهزة المحلية أن تبذل جهدا أكبر للمرور والتفتيش على هذه الجهات حتى تطمئن على أن التطبيق على ما يرام. أقول ذلك لأننى أشاهد بعض واجهات المصالح الحكومية منارة ليلا. بصورة لا توحى إطلاقا أن هناك ترشيدا أو تخفيفا للأحمال؟!
نتمنى أن تنجح الحكومة فى حملاتها لترشيد الإنفاق، ونتمنى أكثر أن يكون ذلك واضحا ومقنعا للرأى العام، لأن العكس ليس فى صالح الجميع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العمل أونلاين يوم الأحد كيف العمل أونلاين يوم الأحد كيف



GMT 09:00 2023 الإثنين ,31 تموز / يوليو

بوتين يحصد ما زرعه!

GMT 08:43 2023 الإثنين ,31 تموز / يوليو

بطرسبرغ والنظام العالمي ما بعد الغربي

GMT 07:44 2023 الثلاثاء ,25 تموز / يوليو

المجهول.. الهرم المفقود

GMT 09:18 2023 الجمعة ,14 تموز / يوليو

المتاهة اللبنانية

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 01:36 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة
المغرب اليوم - تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة

GMT 02:56 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع
المغرب اليوم - دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع

GMT 02:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع
المغرب اليوم - الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع

GMT 02:03 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منى أحمد تكشف أن لكل برج ما يناسبه من الأحجار الكريمة

GMT 14:24 2016 الإثنين ,06 حزيران / يونيو

"السياسة العقارية في المغرب " ندوة وطنية في طنجة

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 05:10 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هيئة السوق المالية السعودية تقر لائحة الاندماج المحدثة

GMT 07:31 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

طرح علاج جديد للوقاية من سرطان الثدي للنساء فوق الـ50 عامًا

GMT 23:39 2012 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر: تزويد المدارس بالإنترنت فائق السرعة العام المقبل

GMT 08:26 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا قدمتم لتصبحوا صحفيين وناشطين؟

GMT 00:26 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة المنشط الإذاعي نور الدين كرم إثر أزمة قلبية

GMT 02:33 2014 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

"رينود" يتسبب في تشنج الأوعية الدموية لأصابع اليدين

GMT 00:25 2017 الأربعاء ,07 حزيران / يونيو

مي عمر تؤكّد أهمية تجربة عملها مع عادل إمام

GMT 09:51 2016 السبت ,10 كانون الأول / ديسمبر

بشرى شاكر تشارك في مشروع طاقي في ابن جرير
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib