الغشاشون الفشلة
وصول الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة ترامب يعلن مقاطعة قمة العشرين في جنوب إفريقيا بسبب ما وصفه بسوء معاملة المزارعين البيض ويؤكد استضافة قمة 2026 في ميامي اليونيفيل تؤكد أن استمرار الغارات الإسرائيلية يعرقل جهود التهدئة جنوب لبنان وتحذر من تداعيات التصعيد العسكري على الأمن الإقليمي عشرات الفلسطينيين يُصابون بالاختناق جراء استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للغاز السام في قرية سالم شرق نابلس شرطة لندن تحقق مع الأمير أندرو وزوجته السابقة سارة فيرجسون بتهم سوء السلوك المالي وقد يواجهان مغادرة المملكة المتحدة والسجن غارة إسرائيلية على جنوب لبنان توقع قتيلاً وأربعة جرحى مصر تعلن عن كشف غاز جديد في الصحراء الغربية امرأة تتعرض للطعن في هجوم غامض بوسط برمنغهام تعطل طائرة وزير الخارجية الألماني يجبره على تعديل رحلته إلى قمة الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية وزارة الصحة اللبنانية تعلن إرتفاع حصيلة الإصابات في استهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة بصاروخين بمدينة بنت جبيل في جنوب البلاد إلى 7 أشخاص
أخر الأخبار

الغشاشون الفشلة

المغرب اليوم -

الغشاشون الفشلة

بقلم - عماد الدين حسين

من أسوأ الأخبار التى قرأتها فى الفترة الأخيرة هى أن نسبة الرسوب فى امتحان السنة الأولى بكلية طب قنا التابعة لجامعة جنوب الوادى وصلت إلى ٧٠٪ و٦٠٪ فى أولى طب أسيوط.
الخبر سيئ ليس لأن نسبة الرسوب تقترب من الثلثين فهذه النسب صارت موجودة فى مدارس ومعاهد كثيرة على أرض الواقع، ولكن مصدر السوء الأساسى هو ما قاله بعض مسئولى كليات الطب بأن ٩٠٪ من الراسبين جاءوا من مدارس معينة، فى تلميح واضح إلى ما كان يتردد عن وجود مدارس تسمح بغش جماعى.
نتذكر أنه فى السنوات الأخيرة سمعنا وقرأنا عن تحويل بعض الطلاب أولاد بعض المسئولين المحليين فى محافظات مختلفة خصوصا بالصعيد إلى مدارس معينة معروفة قبل امتحانات الثانوية العامة بأسابيع قليلة، فقط لأداء الامتحانات فيها، وذلك لأن هذه اللجان تسمح بالغش وبالتالى فإن من سيؤدون الامتحان فيها سوف يضمنون الحصول على مجاميع مرتفعة تخول لهم الالتحاق بأى كلية يتمنونها.
أولا ومبدئيا ينبغى توجيه كل آيات الشكر والتقدير لكل مسئول فى طب أسيوط وقنا أصر على التصحيح العادل وإخراج النتيجة بصورتها الحالية وعدم «التطنيش والطرمخة».
نعلم أن بعض المسئولين فى العملية التعليمية بحسن نية فى غالب الأحيان يقولون إنهم لو قاموا بعملية التصحيح كما ينبغى فى كل مراحل التعليم، فإن نسبة الرسوب ستكون مرتفعة جدا، وبالتالى فإن الدولة لن تجد مدارس وفصولا وتجهيزات ومعلمين لهؤلاء الراسبين، بل هى لا تجد العدد الكافى للطلاب الناجحين العاديين.
ثانيا: الظلم مكرره بكل صوره وأشكاله، لكن أظن أن الظلم فى هذه الواقعة أو فى التعليم عموما يعتبر الأكثر مرارة، لأنه فى اللحظة التى نسمح فيها لهؤلاء الطلاب الفشلة الغشاشين بالنجاح بتفوق لا يستحقونه، فإننا نحرم طلابا بسطاء متفوقين، لكنهم لا يملكون النفوذ الذى يجعلهم ينتقلون إلى «لجان خاصة جدا» تتيح لهم الغش وبالتالى المجموع الأكبر.
ثالثا: هل فكرنا فى هذه الفئة الغشاشة عندما تتخرج من الكليات المختلفة؟. من سيدخل الطب بالغش، وقد يتمكن من النجاح بصعوبة سيكون طبيبا فاشلا، وقد يكون سببا فى وفيات عديدة، ولا نستبعد أن يتاجر فى الأعضاء البشرية!!. والمهندس الغشاش قد يتسبب فى سقوط العديد من العمارات. والصحفى الغشاش قد يكون لسانا للزور والكذب والبهتان والإشاعات. والمدرس الغشاش سيكون سببا فى تنشئة أجيال أكثر جهلا وتخلفا. ومن سيلتحق بكلية الشرطة سيكون ضابطا معقدا وظالما ومتجبرا. ومن سيلتحق بالنيابة أو القضاء لن يحكم بالعدل بين الناس. فالأساس أن من يقبل على نفسه أن ينجح بهذا الغش الفج، لا يمكن أن نستبعد لجوءه أى غش آخر فى أى مجال.
رابعا: لا ألوم بعض المسئولين فى وزارة التعليم فقط فى هذه الظاهرة.. بل نلوم أى ولى أمر يضغط على الوزارة من أجل إنشاء هذه اللجان الخاصة. المجتمع شريك أساسى فى هذه الجريمة، ولا يعقل أن يقوم البعض بإلحاق ابنه بهذه اللجان الغشاشة، ثم يأتى ليحدثنا عن انهيار القيم والأخلاق، فى حين أن فعلته هى أخطر سلاح دمار شامل ضد القيم والأخلاق.
خامسا: من المهم أن نحقق فى الوقائع التى قادت إلى مثل هذه النتيجة، ونعود بالذاكرة سنوات قليلة لنعرف من الذى نجح بهذه الطريقة، وما هى الكليات التى التحقوا بها، حتى لا نتفاجأ بكوارث فى المستقبل.
سادسا: والأكثر أهمية أن نتأكد أن هذه الظاهرة قد انتهت تماما، ولا نسمح بها تحت أى ظرف من الظروف.
سابعا: لابد أن يدرك الجميع أن انتشار واستشراء مثل هذه الظواهر هو الوصفة الأخطر لتدمير أى مجتمع.
ثامنا: لابد أن يدرك الجميع أن انتشار واستشراء مثل هذه الظواهر هى الوصفة الأخطر لتدمير أى مجتمع، هذا الجيل الغشاش الذى يحصل على مجاميع عالية، ويدخل كليات قمة، وأغلب الظن أنه سيلتحق بوظائف مرموقة لا يقل خطرا عن أخطر الجواسيس. بل ربما يكون أكثر خطرا منهم، لأنها تتعامل معهم باعتبارهم أبناء البلد، فى حين أنهم ببساطة أخطر من أبناء الشياطين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغشاشون الفشلة الغشاشون الفشلة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 22:46 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أفغانستان تؤكد فشل جهود السلام مع باكستان
المغرب اليوم - أفغانستان تؤكد فشل جهود السلام مع باكستان

GMT 19:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته
المغرب اليوم - نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 11:32 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مطاعم إندونيسية تستقطب السياح بأكلات سعودية

GMT 15:54 2013 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

أثاث يشبه عش الطائر يكفي 3 أشخاص للنوم

GMT 00:00 2015 الأحد ,14 حزيران / يونيو

طريقة عمل اللبنة

GMT 14:36 2014 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الأسرة الملكيّة تحتفل بذكرى ميلاد الأميرة للا حسناء الأربعاء

GMT 13:51 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

انتحار تلميذة قاصر بسم الفئران في سيدي بنور

GMT 01:57 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

فيليسيتي جونز تطلّ في فستان ذهبي نصف شفاف

GMT 20:13 2013 الجمعة ,24 أيار / مايو

كتاب "رأيت الله" لمصطفى محمود
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib