الغشاشون الفشلة
تطورات الحالة الصحية للفنانة أنغام بعد استمرار إقامتها في المستشفى بألمانيا خلال الفترة الماضية الكوليرا تجتاح جميع ولايات السودان وتسجيل أكثر من 96 ألف إصابة وسط أسوأ أزمة إنسانية تشهدها البلاد ارتفاع وفيات المجاعة في غزة إلى 193 بينهم 96 طفلا وسط تحذيرات منظمات دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية غانا تعلن مقتل وزيري الدفاع والبيئة في تحطم مروحية ومكتب الرئاسة يؤكد سقوط ضحايا من الطاقم والركاب المغربي رضا سليم يعود للجيش الملكي على سبيل الإعارة قادماً من الأهلي المصري على سبيل الإعارة ستارمر يندد بمعاناة غزة ويهدد باعتراف بدولة فلسطينية وسط إستمرار الدعم الاستخباراتي لإسرائيل كتائب القسام تعلن تفجير جرافة عسكرية للاحتلال شرقي غزة إصابة عدد من الأشخاص في قصف إسرائيلي استهدف جنوب لبنان عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين تتوعد بالعصيان المدني احتجاجا على خطة إحتلال غزة فرنسا تعلق إعفاء حاملي جوازات السفر الرسمية والدبلوماسية الجزائرية من التأشيرة
أخر الأخبار

الغشاشون الفشلة

المغرب اليوم -

الغشاشون الفشلة

بقلم - عماد الدين حسين

من أسوأ الأخبار التى قرأتها فى الفترة الأخيرة هى أن نسبة الرسوب فى امتحان السنة الأولى بكلية طب قنا التابعة لجامعة جنوب الوادى وصلت إلى ٧٠٪ و٦٠٪ فى أولى طب أسيوط.
الخبر سيئ ليس لأن نسبة الرسوب تقترب من الثلثين فهذه النسب صارت موجودة فى مدارس ومعاهد كثيرة على أرض الواقع، ولكن مصدر السوء الأساسى هو ما قاله بعض مسئولى كليات الطب بأن ٩٠٪ من الراسبين جاءوا من مدارس معينة، فى تلميح واضح إلى ما كان يتردد عن وجود مدارس تسمح بغش جماعى.
نتذكر أنه فى السنوات الأخيرة سمعنا وقرأنا عن تحويل بعض الطلاب أولاد بعض المسئولين المحليين فى محافظات مختلفة خصوصا بالصعيد إلى مدارس معينة معروفة قبل امتحانات الثانوية العامة بأسابيع قليلة، فقط لأداء الامتحانات فيها، وذلك لأن هذه اللجان تسمح بالغش وبالتالى فإن من سيؤدون الامتحان فيها سوف يضمنون الحصول على مجاميع مرتفعة تخول لهم الالتحاق بأى كلية يتمنونها.
أولا ومبدئيا ينبغى توجيه كل آيات الشكر والتقدير لكل مسئول فى طب أسيوط وقنا أصر على التصحيح العادل وإخراج النتيجة بصورتها الحالية وعدم «التطنيش والطرمخة».
نعلم أن بعض المسئولين فى العملية التعليمية بحسن نية فى غالب الأحيان يقولون إنهم لو قاموا بعملية التصحيح كما ينبغى فى كل مراحل التعليم، فإن نسبة الرسوب ستكون مرتفعة جدا، وبالتالى فإن الدولة لن تجد مدارس وفصولا وتجهيزات ومعلمين لهؤلاء الراسبين، بل هى لا تجد العدد الكافى للطلاب الناجحين العاديين.
ثانيا: الظلم مكرره بكل صوره وأشكاله، لكن أظن أن الظلم فى هذه الواقعة أو فى التعليم عموما يعتبر الأكثر مرارة، لأنه فى اللحظة التى نسمح فيها لهؤلاء الطلاب الفشلة الغشاشين بالنجاح بتفوق لا يستحقونه، فإننا نحرم طلابا بسطاء متفوقين، لكنهم لا يملكون النفوذ الذى يجعلهم ينتقلون إلى «لجان خاصة جدا» تتيح لهم الغش وبالتالى المجموع الأكبر.
ثالثا: هل فكرنا فى هذه الفئة الغشاشة عندما تتخرج من الكليات المختلفة؟. من سيدخل الطب بالغش، وقد يتمكن من النجاح بصعوبة سيكون طبيبا فاشلا، وقد يكون سببا فى وفيات عديدة، ولا نستبعد أن يتاجر فى الأعضاء البشرية!!. والمهندس الغشاش قد يتسبب فى سقوط العديد من العمارات. والصحفى الغشاش قد يكون لسانا للزور والكذب والبهتان والإشاعات. والمدرس الغشاش سيكون سببا فى تنشئة أجيال أكثر جهلا وتخلفا. ومن سيلتحق بكلية الشرطة سيكون ضابطا معقدا وظالما ومتجبرا. ومن سيلتحق بالنيابة أو القضاء لن يحكم بالعدل بين الناس. فالأساس أن من يقبل على نفسه أن ينجح بهذا الغش الفج، لا يمكن أن نستبعد لجوءه أى غش آخر فى أى مجال.
رابعا: لا ألوم بعض المسئولين فى وزارة التعليم فقط فى هذه الظاهرة.. بل نلوم أى ولى أمر يضغط على الوزارة من أجل إنشاء هذه اللجان الخاصة. المجتمع شريك أساسى فى هذه الجريمة، ولا يعقل أن يقوم البعض بإلحاق ابنه بهذه اللجان الغشاشة، ثم يأتى ليحدثنا عن انهيار القيم والأخلاق، فى حين أن فعلته هى أخطر سلاح دمار شامل ضد القيم والأخلاق.
خامسا: من المهم أن نحقق فى الوقائع التى قادت إلى مثل هذه النتيجة، ونعود بالذاكرة سنوات قليلة لنعرف من الذى نجح بهذه الطريقة، وما هى الكليات التى التحقوا بها، حتى لا نتفاجأ بكوارث فى المستقبل.
سادسا: والأكثر أهمية أن نتأكد أن هذه الظاهرة قد انتهت تماما، ولا نسمح بها تحت أى ظرف من الظروف.
سابعا: لابد أن يدرك الجميع أن انتشار واستشراء مثل هذه الظواهر هو الوصفة الأخطر لتدمير أى مجتمع.
ثامنا: لابد أن يدرك الجميع أن انتشار واستشراء مثل هذه الظواهر هى الوصفة الأخطر لتدمير أى مجتمع، هذا الجيل الغشاش الذى يحصل على مجاميع عالية، ويدخل كليات قمة، وأغلب الظن أنه سيلتحق بوظائف مرموقة لا يقل خطرا عن أخطر الجواسيس. بل ربما يكون أكثر خطرا منهم، لأنها تتعامل معهم باعتبارهم أبناء البلد، فى حين أنهم ببساطة أخطر من أبناء الشياطين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغشاشون الفشلة الغشاشون الفشلة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:45 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

آية الشامي اللاعبة الأفضل في البطولة العربية الطائرة

GMT 03:13 2023 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

عقبات تواجه تنفيذّ خطة الكهرباء في لبنان

GMT 23:03 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

أطباء مغاربة يرفضون منح "شهادة العذرية" للمقبلات على الزواج

GMT 01:11 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

لبلبة تُوضِّح أنّ عام 2019 بداية جميلة لعام مليء بالحُب

GMT 17:12 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

سلطنة عمان تفتح أبوابها للمواطنين المغاربة دون تأشيرة

GMT 08:18 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة مؤلف كتب "حصن المسلم" عن عمر يناهز 67 عامًا

GMT 05:08 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

عصبة الهواة توقف البطولة الوطنية للقسمين الأول والثاني

GMT 23:45 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

عرض فيلم "عقدة الخواجة" لحسن الرداد الشهر المقبل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib