كوكوريلا وهالاند وحروب الكلام

كوكوريلا وهالاند... وحروب الكلام

المغرب اليوم -

كوكوريلا وهالاند وحروب الكلام

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

نصر بن سيّار الشاعر العربي والوالي الأموي على خراسان قال في قصيدته الأشهر، الخالدة، في تحذير الدول النائمة عن المخاطر التي تسري تحت الأرض، دون أن يشعر بها من فوق الأرض؟

وإنَّ النارَ بالعودين تُذكى

وإن الحربَ مبدؤها كلامُ!

بل إن القصائد نفسها كانت سلاحاً احترافياً في الحرب، قد يقوم مقامها، في تخويف العدو، وشحذ همّة القوم، وما مثال قصيدة «الخلوج» باللهجة العامية النجدية للشاعر الحماسي الشهير محمد العوني غير مثال عابر على ذلك.

الحرب تتخذ صوراً كثيرة، منها حروب التنافس الرياضي، الذي ربما وصل لحدّ المبالغة الفجّة، في صراعات المباريات، سواء على مستوى الفريق أو الفرد.

لمحبّي رياضة كرة القدم، والدوري الأقوى والأشهر في العالم، وهو الدوري الإنجليزي، فإن مباراة نادي مانشستر سيتي ونادي تشيلسي الأخيرة كانت مواجهة خاصة بين مهاجم السيتي العملاق النرويجي إرلينغ هالاند ومدافع تشيلسي، الإسباني مارك كوكوريلا، إنها مواجهة من النوع الخاص.

كوكوريلا، صاحب الشعر الغزير، قال في حديثه وهو في حالة سُكر، كما ذكرت بعض التقارير حينها، عن نجم مانشستر سيتي إرلينغ هالاند، بعد احتفال منتخب الإسبان بالفوز بلقب «يورو 2024»: «هالاند يرتجف لأن كوكوريلا قادم».

لسوء حظه سجّل هالاند هدف الافتتاح لمانشستر سيتي في فوزه 2-0 على ملعب «ستامفورد بريدج»، وكان الهدف من خطأ للاعب الإسباني نفسه، كوكوريلا!

بعد صافرة النهاية، وعندما سأل الصحافي، اللاعب هالاند، عن كوكوريلا، ردّ إرلينغ هالاند على غريمه الإسباني: «كوكوريلا رجل مضحك، في الموسم الماضي طلب مني قميصي، وهذا الصيف غنى أغنية عني».

هل حديثنا عن أجواء الدوري الإنجليزي، ومعارك نجومه مع بعضهم البعض؟

الحق أني أريد أن أتكئ على ذلك، للاعتبار، والحكمة ضالّة المؤمن، أنّى وجدها فهو أولى بها، حتى لو كانت بين أقدام هالاند وسيقان كوكوريلا.

العبرة هي أن تجعل كلامك أقل من أفعالك، وإن حصل ألا تتكلم حتى تفعل... فافعل، وإن حصل ألا تتكلم لا قبل ولا بعد، فهو خيرٌ وأهدى سبيلاً.

مثلاً، إذا كنت تنوي ردع وتأديب عدو غاشم، قتل ضيوفَك في عقر دارك، واغتال صفوةَ قادتك في شققهم، وقصف معسكرات أتباعك، في كل مكان، وسرق معلوماتك السرّية، فالواجب أن تردّ وتثأر، أو تعفو وتنسى، أما أن تكتفي بالويل والثبور، وعظائم الأمور، وبعض الفيديوهات التحفيزية، فذا ينقصك ولا يزيدك، ويجعل موقفك حرجاً، مثل موقف صاحب الشعر المخيف، كوكوريلا، مع المهاجم الغاشم، هالاند!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كوكوريلا وهالاند وحروب الكلام كوكوريلا وهالاند وحروب الكلام



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 21:08 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

الأحداث المشجعة تدفعك?إلى?الأمام?وتنسيك?الماضي

GMT 03:15 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نجاة ممثل كوميدي شهير من محاولة اغتيال وسط بغداد العراقية

GMT 08:02 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

آرسين فينغر الأقرب لتدريب ميلان خلفًا لغاتوزو

GMT 04:11 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

صابرين سعيدة بـ"الجماعة" وتكريمها بجائزة دير جيست

GMT 14:57 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

عمرو الليثي يستضيف مدحت صالح في "بوضوح" الأربعاء

GMT 14:14 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

المدن المغربية تسجّل أعلى نسبة أمطار متساقطة خلال 24 ساعة

GMT 03:21 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

ظروف مشحونة ترافق الميزان ويشهد فترات متقلبة وضاغطة

GMT 06:15 2017 الجمعة ,24 آذار/ مارس

ورم الكتابة

GMT 12:25 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح منزلية لتنظيف وتلميع الأرضيات من بقع طلاء الجدران

GMT 06:32 2017 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مجرد درس مغربي آخر !

GMT 01:26 2016 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

ريم مصطفى تؤكد أنها ستنتهي من "نصيبي وقسمتك" بعد أسبوع

GMT 11:30 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات شعر بها سكان الحسيمة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib