الصين تتكلم «عربي»

الصين تتكلم «عربي»

المغرب اليوم -

الصين تتكلم «عربي»

مشاري الذايدي
بقلم : مشاري الذايدي

لعلَّ من المشاهدِ السياسية المعبِّرة، تزامنَ انعقاد القمم الصينية السعودية، ثم الخليجية، ثم العربية، مع نجاحٍ سعوديٍّ إماراتيٍّ دبلوماسيٍ وإنسانيٍّ عظيم، تجسَّدَ في نجاح الدولتين في إطلاق سراحِ مواطنةٍ أميركيةٍ مسجونةٍ في روسيا، وكذا مواطن روسي مسجون في أميركا.

هذا النجاحُ الذي كانَت خلفَه جهودٌ معقَّدةٌ أمنيّاً وسياسيّاً طيلةَ الفترة الماضية، يكشف المستوى الرفيع للسعودية والإمارات في ميدان العلاقاتِ الدولية، بل في معمعة أخطر مشكلةٍ أمنيةٍ تواجه العالم اليوم، وهي الحرب الروسية الغربية على الجبهةِ الأوكرانية.
كما يكشف هذا النجاح عن الحاجة الغربية الروسية لطرف يملك علاقات حسنة بالجانبين، الروسي والغربي، وهو نجاحٌ تالٍ لنجاحٍ سعوديٍّ سابق حين نجحت الرياض، تحديداً ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في تحريرِ مجموعة من الأسرى من جبهة الحرب الروسية الأوكرانية، ينتمون لدولٍ غربيةٍ وعربية وغيرها.
اليوم تكملُ السعوديةُ هذا النهجَ الدولي الرشيد، في ارتياد طريق مستقل ومفيد للذات أولاً وللعالم ثانياً، اليوم تمضي السعودية قدماً في ترسيخ التعاون «الاستراتيجي» مع العملاق الصيني العالمي، من موقعِ الاستقلال.
الرئيس الصيني الرئيس شي جينبينغ، قال لدى وصولِه العاصمةَ السعودية، الرياض: «تربط الصينَ والسعوديةَ علاقةٌ وثيقةٌ من الصداقة والشراكة والأخوّة، على مدى الـ32 سنة التي مضت على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، وظلَّ الجانبان يتبادلان الفهمَ والدعم، وتترسَّخُ الثقةُ الاستراتيجيةُ المتبادلةُ بينهما بشكلٍ مستمر».
توَّج هذا التعاونَ الكبير أن وقَّعَ خادمُ الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيسُ شي جينبينغ، اتفاقيةَ الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.
ليس هذا وحسب، بل تستضيف الرياض «أولَ» قمةٍ خليجية صينية، وأولَ قمةٍ عربيةٍ صينية، هذا أمرٌ له ما بعده على مسرح العلاقات الدولية وموازين القوى العالمية. هل يعني ذلك أنَّ دولَ المنطقة أدارت ظهرَها للغرب بقيادة أميركا؟
قطعاً لا، ومن قال إنَّ سعيَ الدولِ العربية لجلبِ المنافع لشعوبِها من العملاق الصيني، بكلِ صور المنافع، يعني القطيعةَ مع الغرب؟
ما زالت الدولُ الغربيةُ، وأميركا بوجهٍ خاص، تمثّلُ الشريكَ الأولَ أمنيّاً، وغير ذلك لدول المنطقة، رغم كلِّ السوءِ الذي جاءَ من إداراتي أوباما وبايدن، غير أنَّ العقل يقول إنَّ الميل، كل الميل، إلى إحدى ضفتي العالم، يعني غرقَ المركب العربي شرقاً أو غرباً، فلا تميلوا كل الميل!
للتذكير، قبل فترة وجيزة كانَ الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن في قممٍ مماثلة في الرياض، وقبله كانَ الرئيس الجمهوري الأميركي دونالد ترمب... هنا الرياض. وهنا التوازنُ والتوسط.
ختام الأمر كله هو ما تحدث به ولي العهد السعودي للرئيس الصيني، إذ قال إنَّ شراكتنا تسهم في حفظ السلم والأمن الدوليين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصين تتكلم «عربي» الصين تتكلم «عربي»



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نانسي عجرم تتألق بفستان فضي من توقيع إيلي صعب في إطلالة خاطفة للأنظار

دبي - المغرب اليوم

GMT 10:50 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

درة تتألق بإطلالات صيفية ملهمة في 2025
المغرب اليوم - درة تتألق بإطلالات صيفية ملهمة في 2025

GMT 18:02 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

الكشف عن حالة أنغام بعد الجراحة الثانية
المغرب اليوم - الكشف عن حالة أنغام بعد الجراحة الثانية

GMT 14:04 2025 السبت ,21 حزيران / يونيو

يوفنتوس يأمل حسم التأهل أمام الوداد "الطموح"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib