«مي» بين ماراثون البصرة وماراثون الرياض

«مي» بين ماراثون البصرة وماراثون الرياض

المغرب اليوم -

«مي» بين ماراثون البصرة وماراثون الرياض

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

الفرق في الحياة، بهذه الديار الموسومة بـ(الشرق الأوسط) يكمن في الفرق بين سباقي ماراثون، واحد في العراق والآخر في السعودية، أحدهما بأكناف البصرة الفيحاء، وثانيهما في قلب اليمامة، الرياض.

كان من المُزمع مؤخراً إقامة سباق ماراثون كبير في منطقة البصرة، جنوب العراق، يشارك فيه كل راغب وراغبة، وضع على كلمة راغبة قوساً أو قوسين، غير إن رياح مشايخ وخطباء المنابر البصراوية وغير البصراوية، جرت بما لا ترغب سفن الماراثون وأهل الرياضة.

باختصار، تمّ إلغاء ماراثون البصرة، وتوعّد المحافظ المكلّف بالويل والثبور وعظائم الأمور، لماذا؟!

لأن أهل الوعّاظ قالوا إن هذا حرام، بسبب مشاركة النساء.

في الآن نفسه، جاء في وكالة الأنباء السعودية (واس) هذا الخبر المباشر:

«اختتم الاتحاد السعودي للرياضة للجميع اليوم، النسخة الثالثة من ماراثون الرياض، الذي أقيم خلال الفترة من 9 - 10 فبراير (شباط) الجاري في ساحة (المملكة أرينا) بمدينة الرياض، بمشاركة أكثر من 20 ألف متسابق ومتسابقة من مختلف دول العالم».

المشكلة في العراق، حالياً، ليست هذا الماراثون فقط، هناك سوابق لـ«قتل المتعة» والحياة الطبيعية، هذا مثال، ليس على سبيل الحصر:

حاول محتجّون منع إقامة مهرجان بابل الدولي الذي أقيم في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2021، بمشاركة فنانين عرب وفرق موسيقية عربية وأجنبية.

الفكرة ليست مجرد سباق جري، وتشجيع على الرياضة ودعم للصحة، بل رسالة حضارية، فالماراثون، الذي جرى بالرياض، شارك فيه رجال ونساء، كبار وصغار، من دول كثيرة بالعالم من مقيمي الرياض وغيرهم.

مقاطع الفيديو التي خرجت بعد ماراثون الرياض تكشف كيف أن أهالي الأحياء التي مرّها خطّ الماراثون، رحبوا بالمتسابقين وقدموا لهم «الضيافة» السريعة.

الماراثون مسابقة أقرّت للرجال في ألعاب الأولمبياد منذ 1896 وبعد زهاء القرن، أقرّت للنساء في 1984، وهذا يكشف كم أنَّ مسيرة الحياة الطبيعية تستغرق أحياناً حيناً من الدهر.

لكن العراق، أصلاً كان متقدماً في التحضر والمشاركة النسائية الرياضية وغير الرياضية، ثم حصل ما ترون في ماراثون البصرة.

بالمناسبة، ماراثون أصلها معركة جرت عام 490 قبل الميلاد بين الإمبراطورية الفارسية مع اليونانيين، بغرض إحكام السيطرة على مدن اليونان، لكن الإغريق انتصروا حسب الملاحم الشعبية، انتصاراً إعجازياً. مفارقة فقط في ارتباط الماراثون بصدّ خطر قديم... متجدّد!

لفت انتباهي في خبر المنظّمين لماراثون البصرة، قولهم إنَّ «الفعالية ستنطلق من منطقة سفوان وانتهاء بجبل سنام»... جبل سنام... أوّاه من ذكرى وعبير هذا الجبل في الذاكرة الشعبية الشعرية النجدية العراقية الكويتية.

أليس هو الجبل الذي خاطبه الشاعر النجدي الزبيراوي (والزبير أخت البصرة) محمد بن لعبون مناغياً «ميّ» حين قال:

يا منازل مي في ذيك الحزوم / قِبلة الفيحا وشرقٍ عن سنام

ثم بعد لأيٍ، يعود الشاعر معاتباً نفسه، كيف يسأل أهل تلك الأطلال عن مي وعهود مي وهم تحت الصخور و«الرجوم» كيف؟:

كيف أبا اسأل مِن تحت ذيك الرجوم / صامتين ما يردّون السلام؟!

لكن ميّ... وزمن مي لم ينتهبوا إلى أنَّ «صَبا» النسائم، ربما يعقبه غبار صرصر، غاب عنهم مفاجآت الزمان وما يدبّره أعداء ميّ:

يوم مي تحسب الدنيا تدوم / وان عجّات الصبا دوم الدوام.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«مي» بين ماراثون البصرة وماراثون الرياض «مي» بين ماراثون البصرة وماراثون الرياض



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

النجمات يخطفن الأنظار بصيحة الفساتين المونوكروم الملونة لصيف 2025

بيروت ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - 6 طرق بسيطة للحفاظ على صحة المفاصل ومرونتها

GMT 04:12 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث الفلكية للأبراج هذا الأسبوع

GMT 10:33 2023 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّف على المعدل الطبيعي لفيتامين "B12" وأعراض نقصه

GMT 22:42 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

سوق الأسهم الأميركية يغلق على انخفاض

GMT 05:44 2022 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تراجع أسعار النفط في المعاملات المبكرة الجمعة

GMT 22:31 2022 الأحد ,19 حزيران / يونيو

المغرب يتسلم 4 طائرات أباتشي متطورة

GMT 14:42 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

والد صاحبه الفيديو الإباحي يخرج عن صمته و يتحدث عن ابنته

GMT 19:31 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تحمل إليك الأيام المقبلة تأثيرات ثقيلة

GMT 08:54 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

رابطة حقوقية تدين احتلال إسبانيا لأراضٍ مغربية

GMT 03:10 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن أفضل 7 أماكن في جمهورية البوسنة والهرسك

GMT 07:59 2019 السبت ,22 حزيران / يونيو

الرئيس الأميركي يعين مارك إسبر وزيرًا للدفاع

GMT 21:53 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتعي بعطلة ساحرة وممتعة على متن أفخم اليخوت في العالم

GMT 08:33 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة حالة الاقتصاد الروسي تعكس تراجع مؤشر ثقة قطاع الأعمال

GMT 01:47 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة أميركية تؤكد أن ثرثرة الأطفال دليل حبهم للقراءة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib