النيجر ومعركة أوروبية أم أميركية
وسائل إعلام إسرائيلية تقول إن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق صواريخ جديدة من إيران، و يُطلب من "الإسرائيليين تقليل حركتهم ودخول المناطق المحمية فور تلقي الإنذار في الدقائق المقبلة . استهداف مباشر لمقر الحكومة الاسرائيلية في تل ابيب وسقوط قتلى ، ومسيّرات إيرانية تعبر سماء لبنان باتجاه الداخل و محاولات فاشلة لإسقاطها. تم الإبلاغ عن سقوط العديد من الصواريخ الباليستية في جنوب إسرائيل، ومن المرجح أن تكون حول بئر السبع أو إيلات. شركة مصر للطيران تطلب 6 ست طائرات إضافية من طراز "إيرباص إيه 350-900" إلغاء 20 رحلة جوية من إلى جزيرة بالي الإندونيسية بعد ثوران بركان هبوط أول رحلة طيران تعيد إسرائيليين إلى بلادهم في مطار بن غوريون شركة ميتا تعبر عن قلقها من مطالبة إيران مواطنيها بالتوقف عن استخدام واتساب دونالد ترمب يلمّح إلى تمديد المهلة أمام مالك تيك توك لبيع التطبيق الصيني عائلة الرئيس الأميركي تعلن عن إطلاق "ترمب موبايل" بسعر 499 دولاراً ولا يمكن تصنيعه إلا خارج أميركا مبعوث إيران في الأمم المتحدة يتهم إسرائيل بالهجوم دون مبرر واستهداف المدنيين دون إنذار
أخر الأخبار

النيجر... ومعركة أوروبية أم أميركية؟

المغرب اليوم -

النيجر ومعركة أوروبية أم أميركية

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

وقت كتابة هذه السطور كان قادة الانقلاب العسكري في النيجر، يهددون ويتوعدون بمحاكمة الرئيس محمد بازوم، بتهمة الخيانة العظمى، والذريعة تعاملاته مع رعايا ورؤساء أجانب، وهي التهمة التي يمكن أن تصل عقوبتها حد الإعدام.
 

في الوقت عينه، كان الإنذار بأن المصير نفسه، ينتظر «بازوم» حال شنّت قوات مجموعة غرب أفريقيا الاقتصادية المعروفة باسم «إيكواس» هجوماً عسكرياً على النيجر.

يمكننا التساؤل هل نحن أمام أزمة أفريقية داخلية، أم صراع نفوذ على القارة الأفريقية، التي يتكالب عليها القاصي والداني، الشرق والغرب، كل بأدواته وآلياته، وكأنه قولاً وفعلاً صراع القرن؟

مثير جداً أن يصحو العالم فجأة على الأهمية الكبرى لهذه الدولة الأفريقية المحاطة باليابس من جميع الاتجاهات، وأن تطفو على السطح قيمتها الجيوسياسية، حيث يتصارع عليها الأوروبيون ممثلين في فرنسا، في حين الأميركيون يضعون نصب أعينهم عليها؛ تحسباً للتوغل الصيني، ودرءاً للوجود الروسي، لتكتمل من حولها دائرة حروب الوكالة.

تمثل النيجر بنوع خاصة ركيزة استراتيجية لفرنسا، حيث غالبية مفاعلاتها النووية التي تزود البلاد بالطاقة، تقوم على اليورانيوم المستورد من هناك، ناهيك عن بقية ثروات النيجر من الذهب والمعادن النادرة.

معركة يورانيوم النيجر في واقع الأمر لا تؤثر فقط على فرنسا، وإنما تتقاطع مع الولايات المتحدة الأميركية، وهنا يحتاج الأمر إلى إلقاء الضوء بشكل مركز ومكثف.

اعتمدت أوروبا طويلاً على النيجر كمصدر لليورانيوم، بديلاً عن اليورانيوم الروسي، ولم تعد قادرة بعد مواقفها المعادية لموسكو، والداعمة لكييف، أن تستورد المزيد منه من روسيا، بينما الولايات المتحدة الأميركية لا تزال تشتري الوقود النووي الروسي؛ ولهذا السبب لم تخضعه لأي عقوبات مفروضة على نظام القيصر.

هنا تبدو واشنطن وكأنها أمام إشكالية نضوب مصادر الطاقة المهمة للجنوب الأوروبي؛ ما يمثل قضية أمن قومي للأوروبيين، ونقطة ضعف لهم أمام النفوذ الروسي في الحال، والتحالف الروسي - الصيني في الاستقبال.

تبدو معركة النيجر معركة أميركية بقدر لا يقل عن أهميتها لفرنسا خاصة، ولبقية دول القارة الأوروبية عامة؛ فواشنطن مهمومة ومحمومة بوقف التمدد الروسي - الصيني في القارة الأفريقية. يعنّ لنا التساؤل: «هل استطاع القيصر نقل المعركة إلى مربعات القارة السمراء، ليفتح جيوباً وليس جيباً واحداً، في النفوذ الغربي، أوروبياً كان أم أميركياً، وبهدف تخفيف الضغط على الجبهة الأوكرانية؟

بالمطلق، لا توجد دلائل تشير إلى هذا التورط، لكن نظرياً يعدّ القلق الأوروبي والأميركي، واحتمالات التدخل المسلح، وإيجاد مستنقع للقوات الأميركية في النيجر، كما حدث في الصومال في تسعينات القرن المنصرم، مكاسب غير مباشرة لموسكو، وبما يكفل مشاغبة استراتيجيات الولايات المتحدة في قارة لا تزال تستوعب نحو قرنين من العمل على البنية التحتية، والاستفادة بخيراتها وثرواتها المعدنية.

يدرك الأوروبيون والأميركيون أن بوتين خطط ولا يزال لإحياء أزمنة تعاون الاتحاد السوفياتي مع الأفارقة، وكأن التاريخ يعيد نفسه مرة ثانية؛ إذ يعزف على أوتار تحرر شعوب أفريقيا من ربقة الاستغلال الاقتصادي، والسخرة المالية التي تعيشها شعوب تلك البلدان، حتى بعد أن رحلت الأرتال العسكرية وأنظمتها الأوروبية، بينما ظلت عملية استنزاف الشعوب قائمة وقادمة، وهو ما قرعّت به رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، رئيس فرنسا، إيمانويل ماكرون، ومضت صراحتها إلى نحو بعيد.

لعل الذين طالعوا استراتيجية الأمن القومي الأميركي الصادرة في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، يدركون تراتبية الأخطار التي تواجه واشنطن، فعلى الرغم من أن روسيا اليوم هي من يقود المعارك العسكرية في مواجهة أوكرانيا، فإن الخوف الأكبر، والمهدد الأخطر حول العالم هي الصين.

والشاهد، أنه إذا كانت واشنطن تخشى مرة من تواجد قوات «فاغنر» في القلب من أفريقيا، ودعم ومساندة الأنظمة التي تراها مارقة عن الديمقراطية، وخارجة عن أطر حقوق الإنسان، إلا أن قلقها الأشد يتأتى من جانب بكين عبر طريقين:

الأول : يتمثل في الاختراق الناعم الذي تقوم به في قلب دول القارة السمراء، عبر الأموال الساخنة، وتعدّ واشنطن أن بكين بذلك تدخِل الأفارقة في دوامة من الديون التي تكبل القرار السيادي، وتجعل من بلدانهم مطايا لرغباتها الماورائية.

الثاني : هو الانتقال من مرحلة التوسع والتمدد الاقتصادي، إلى بناء نقاط الارتكاز العسكري، والتي يمكن أن تتمثل في القواعد عند موانئ دول الساحل الأفريقي بشكل خاص، وقد تتزيا أول الأمر بشكل مدني، لن يلبث أن يخدم أهدافاً عسكرية، وهو ديدن القوى الإمبراطورية كافة في نشأتها، وصولاً إلى مرحلة استعلان نفوذها القطبي عالمياً.

يحتاج الحديث إلى ما يقصر عنه المسطح المتاح للكتابة، غير أن التساؤل المهم الذي يطرح على مائدة النقاش: «هل واشنطن ستعمد عند نقطة معينة إلى التدخل العسكري في أزمة النيجر؟

قد لا يعرف الكثيرون أن لواشنطن ثلاث قواعد عسكرية في النيجر، وليس قاعدة عسكرية واحدة، كما يقول «البنتاغون»، ومعنى ذلك أن الوجود العسكري الأميركي هناك قادر في وقت محدد على التدخل، لكنه يتفادى المباشرة في الفعل لأسباب كثيرة.

الأميركيون ولأجلٍ غير مسمى مشغولون في أوكرانيا، حتى لو لم تكن هناك بارقة أمل في نهاية قريبة، ثم هناك المناوشات التي يعيشونها في منطقة الخليج العربي، لا سيما مع إيران، رغم صفقة الأسرى الأخيرة.

بجانب هذا وذاك، لا تزال منطقة الإندو باسيفبك، وجزيرة تايوان، تمثل فخاً منصوباً للعسكرية الأميركية، والحديث يدور في كل الأحوال عن ضعف الجاهزية الأمريكية للقتال إلى الحد الذي دفع الأوكرانيين للتخلي عن الأساليب القتالية الأميركية، وتطبيق التكتيكات التي تعرفها جيداً العائدة إلى الحقبة السوفياتية، والعهدة هنا على مجلة «النيوزويك» الأميركية في عددها الصادر في 10 أغسطس (آب) الحالي.

هل يعني هذا وعند أن واشنطن ستترك ساحة الحرب الأفريقية، بدءاً من النيجر مستباحة للصين وروسيا؟

هذا لن يحدث، وغالباً ما سيكون البديل، دفع حلفاء أقوياء عسكرياً مثل نيجيريا و«إيكواس»، للقيام بدور الخنجر في الخاصرة؛ ما يعني زمن القتال الأميركي بالإنابة من جديد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النيجر ومعركة أوروبية أم أميركية النيجر ومعركة أوروبية أم أميركية



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 02:03 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

أجمل موديلات فساتين عروس طبقات 2020

GMT 07:33 2023 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يُصبح هداف مصر التاريخي في تصفيات كأس العالم

GMT 14:18 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مصر ترد على وكالة "ناسا" بشأن الإعصار المتجه نحو البلاد

GMT 13:10 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

طاليب ينتقد معارضيه بعد انتصاره على الوداد

GMT 04:24 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

برنامج تجسس" يستهدف الهواتف ويسرق محتوياتها في المغرب"

GMT 19:09 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ليليان تورام يزور أكاديمية نادي الفتح الرياضي

GMT 22:36 2016 الثلاثاء ,15 آذار/ مارس

10 نصائح للعناية بالشعر المعالج بالكيراتين

GMT 03:53 2015 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

روندا روزي تتعرّض لضربة قاضية متوقعة من هولي هولم

GMT 06:38 2014 الأربعاء ,20 آب / أغسطس

توقيف نائب وكيل الملك في ابتدائية الناظور

GMT 19:25 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

نور الشريف يكشف حقيقة اشتراكه في فيلم روسي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib