المناخ قضية بيئية أم سياسية
وسائل إعلام إسرائيلية تقول إن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق صواريخ جديدة من إيران، و يُطلب من "الإسرائيليين تقليل حركتهم ودخول المناطق المحمية فور تلقي الإنذار في الدقائق المقبلة . استهداف مباشر لمقر الحكومة الاسرائيلية في تل ابيب وسقوط قتلى ، ومسيّرات إيرانية تعبر سماء لبنان باتجاه الداخل و محاولات فاشلة لإسقاطها. تم الإبلاغ عن سقوط العديد من الصواريخ الباليستية في جنوب إسرائيل، ومن المرجح أن تكون حول بئر السبع أو إيلات. شركة مصر للطيران تطلب 6 ست طائرات إضافية من طراز "إيرباص إيه 350-900" إلغاء 20 رحلة جوية من إلى جزيرة بالي الإندونيسية بعد ثوران بركان هبوط أول رحلة طيران تعيد إسرائيليين إلى بلادهم في مطار بن غوريون شركة ميتا تعبر عن قلقها من مطالبة إيران مواطنيها بالتوقف عن استخدام واتساب دونالد ترمب يلمّح إلى تمديد المهلة أمام مالك تيك توك لبيع التطبيق الصيني عائلة الرئيس الأميركي تعلن عن إطلاق "ترمب موبايل" بسعر 499 دولاراً ولا يمكن تصنيعه إلا خارج أميركا مبعوث إيران في الأمم المتحدة يتهم إسرائيل بالهجوم دون مبرر واستهداف المدنيين دون إنذار
أخر الأخبار

المناخ قضية بيئية أم سياسية؟

المغرب اليوم -

المناخ قضية بيئية أم سياسية

بقلم - إميل أمين

كما قيل في فترات سابقة، وفي دول معينة، من أنه لا صوت يعلو على صوت المعركة، هكذا في أوقاتنا الحاضرة، لم يعد هناك صوت يرتفع فوق صوت الأزمة المناخية، وبخاصة في ظل الارتفاع المخيف في درجة الحرارة، حول الكرة الأرضية، مع ما يصاحبها من تغيرات وتبعات على البشر والحجر.

تردد طويلا في العقد الماضي، وربما الذي سبقه، تعبير" الاحتباس الحراري"، وهو المولد الرئيس لسخونة الكرة الأرضية.....ما الذي نعنيه بهذا المصطلح أولا؟
ثم التساؤل الأهم: "هل قضية المناخ هي مجرد مسألة بيئية تتعلق بحركة الكوكب ودوريته، وسياقاته الفلكية، أم أنها موصولة بصورة أو بأخرى بعالم الحكم الرشيد، والسياسات الفاعلة والناجعة، لاستنقاذ كوكب الأرض؟
علميا يتم التحكم في درجة حرارة الأرض بالتوازن بين ما يدخل من طاقة الشمس ، وفقد الطاقة التي تعود إلى الفضاء ، وبعض الغازات الجوية أساسية في هذا التوازن، وهي معروفة باسم غازات الدفيئة.

يمكن التأريخ للأزمة من عند زمن الثورة الصناعية، غير أن المشهد تصاعد بشكل غير مسبوق في العقود الخمسة الأخيرة، وبخاصة مع انفلاش ما بات يعرف بالثورة الصناعية الرابعة، والاستخدام المكثف للمولدات المستخدمة في البر والبحر والجو، وقد دعيت دولة بحجم الولايات المتحدة الأمريكية، ب"أمريكا المموطره"، أي التي تعتمد على "الموتورز" أو "المحركات".

ليس سرا أن العالم، لاسيما الدول الفقيرة أو دول العالم الثالث، هي التي تدفع ثمنا غاليا وعاليا للتلوث المناخي، المسؤول عنه الأغنياء وبخاصة أمريكا والصين، وبقية دول السبع الكبار المتقدمين صناعيا.
في هذا الإطار وُجدت اتفاقية الأمم المتحدة حول التغير المناخي، للتوصل إلى أول صيغة دولية متفقا عليها للإقلال من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية.

تشكو "أمنا الأرض" من انبعاث نحو 22 مليار طن من الكربون الضار سنويا، تطلق أمريكا الشمالية وأوربا، وآسيا أكثر من 90% من ثاني أكسيد الكربون العالمي الناتج عن الصناعة، ما يعني أنها المسؤولة رسميا عن التغيرات المناخية الحادثة بسبب الاحتباس الحراري.

هنا تبدو القضية سياسية بالدرجة الأولى، وقد تابع الجميع انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية، من اتفاقية كيوتو للمناخ في ولاية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قبل أن يعود سيد البيت الأبيض الجديد، جو بادين ببلاده.
هنا تبدو الملامح والمعالم السياسية، ذات بصمة واضحة وقاطعة في أحوال المناخ، والذي تحكمه سياقات ذات أبعاد مزدوجة صناعيا وماليا، بنوع خاص، في إطار سباق تسنم العالم.

لا تبدو الصين بدورها بريئة في هذا المضمار، ويكفي المرء أن يسترجع ما جرى في مؤتمر غلاسكو للمناخ عام 2021، ففي بواكير أيامه، وفيما كان الوفد الصيني يشارك في فاعليات المؤتمر، كانت الحكومة الصينية ترفع قدر استخدام الفحم الضار بيئيا بنسبة 35%، وذلك بهدف تعويض نقص الكهرباء والطاقة في الداخل الصيني، وللإسراع بتعويض الخسائر الفادحة التي لحقت بالصينيين من جراء تفشي فيروس "كوفيد-19"، حتى وإن تسبب الأمر في طعن الكوكب الأزرق في صدره وقلبه وعقله.

مشهد آخر له ملامح مالية، لا تنفصل عن السياقات السياسية الأممية، وهو تغير استخدام الكرة الأرضية، وتبديل وجهها وطبيعتها، وهذا ما يحدث من خلال إزالة الغابات لأغراض مختلفة، منها الزراعة، أو التعمير وإنشاء الطرق، أو الحصول على الأخشاب.

عند إزالة مساحات شاسعة من الغابات الممطرة، تتحول الأرض غالبا إلى مزارع أقل إنتاجا مع قدرة أقل- إلى حد بعيد – على تخزين ثاني أكسيد الكربون.

للمرء أن يرفع عينيه جهة غابات الأمازون، التي تعتبر رئة الكرة الأرضية، ويتابع المعركة حامية الوطيس التي يقوم بها الرئيس البرازيلي دا سيلفا، من أجل محاربة "الرأسمالية الطفيلية العالمية"، الساعية لاجتثاث أخشاب تلك الغابات لأغراض اقتصادية براغماتية، بعيدة كل البعد عن حسابات صالح ومصالح كوكب الأرض.
الذين اجتمعوا في مؤتمر غلاسكو العام قبل الفائت، اتفقوا شكلا على دعم الدول الفقيرة، بموازنة تقدر بنحو مائة مليار دولار لمواجهة تبعات التغيرات المناخية.

غير أنه اليوم وبعد نحو عامين، وقبل أربعة أشهر من مؤتمر "كوب -28"، في دولة الإمارات العربية المتحدة، لم يتم الوفاء بهذه التعهدات، فيما أحوال المناخ تتردى من شمال المسكونة إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها.
هل ستوفر تلك التغيرات المناخية الكارثية دولة بعينها أو قارة بذاتها، أم أن الجميع سوف يلحقه ضررا بالغا من جراء تراكم الأخطاء السياسية التي تقود إلى خطايا مناخية إن جاز التعبير؟

يطول الحديث عن المتغيرات البيئية التي ستحل بالكرة الأرضية، بدءا من ظاهرة التصحر، والتي ستتبعها أزمات الغذاء العالمي، مرورا بظاهرة النحر، والناظر إلى الأقطاب الجليدية شمالا وجنوبا، يدرك مقدار الكارثة القادمة لا محالة من جراء ذوبان ثلوج متجمدة منذ مئات السنين وربما أكثر، ما يعني أن اليابس سيتقلص عما قريب لصالح هيمنة المياه.
أما أكثر ظاهرة ديموغرافية مزعجة، سوف تولدها التغيرات المناخية، فتتمثل في الهجرة غير الشرعية وغير المنظمة، وهي هجرة لن يقدر لأحد أن يوقفها، سيما أنها ليست بهدف تحسين أحوال الحياة، ولكن بغرض النجاة من الموت المحقق، بعد أن تصبح مناطق جغرافية بأكملها غير صالحة للحياة.

يتحدثون عن القارة الإفريقية، وكيف يمكن لدرجات الحرارة المرتفعة أن تجعل غالبية أجزائها غير صالحة للسكن الآدمية، ما يعني أن "موسم التوجه للشمال الأوروبي"، قادم لا محالة، عبر مجاميع هائلة من البشر، وهو سيناريو يدفع الأوربيين لتذكر زحف قبائل الفندال على روما وإسقاطها؟

هل من خلاصة؟

قطعا المناخ وحواشيه قضية سياسية قبل أن تكون بيئية، فقد كانت أعمال السياسة ذات الأفق الضيق وراء الأزمة، وما لم يتسع هذا الأفق إيمانيا ووجدانيا، وما لم يتم النظر إلى الآخر بوصفه شريكا على هذا الكوكب، وليس مجرد رقم في الدفاتر الإحصائية، فإن الأرض التي تئن اليوم، قد تطلق صرخة الموت في الغد، فانظر ماذا ترى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المناخ قضية بيئية أم سياسية المناخ قضية بيئية أم سياسية



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 02:03 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

أجمل موديلات فساتين عروس طبقات 2020

GMT 07:33 2023 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يُصبح هداف مصر التاريخي في تصفيات كأس العالم

GMT 14:18 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مصر ترد على وكالة "ناسا" بشأن الإعصار المتجه نحو البلاد

GMT 13:10 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

طاليب ينتقد معارضيه بعد انتصاره على الوداد

GMT 04:24 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

برنامج تجسس" يستهدف الهواتف ويسرق محتوياتها في المغرب"

GMT 19:09 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ليليان تورام يزور أكاديمية نادي الفتح الرياضي

GMT 22:36 2016 الثلاثاء ,15 آذار/ مارس

10 نصائح للعناية بالشعر المعالج بالكيراتين

GMT 03:53 2015 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

روندا روزي تتعرّض لضربة قاضية متوقعة من هولي هولم

GMT 06:38 2014 الأربعاء ,20 آب / أغسطس

توقيف نائب وكيل الملك في ابتدائية الناظور

GMT 19:25 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

نور الشريف يكشف حقيقة اشتراكه في فيلم روسي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib