حوارات القاهرة
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

حوارات القاهرة

المغرب اليوم -

حوارات القاهرة

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

مضى وقت طويل منذ كتبت عن مصر آخر مرة لقراء «الشرق الأوسط»، وكان ذكرها يأتي دائماً إما في السياق الدولي، أو السياق الإقليمي، أو في إطار تيار الإصلاح الذي كان واحداً من الانعكاسات المهمة لما جرى في السنوات الأولى من العقد الماضي، عندما جرت أحداث ما سُمي «الربيع العربي».

جرى الانكسار الحاد لتبعات ثورة يناير التي قادت إلى حكم «الإخوان المسلمين»، ولم تكن الإطاحة بهؤلاء نهاية الكلام، وإنما أعقبتها 3 أمور مهمة: أولها أنه لا عودة لما قبل أحداث يناير 2011؛ وثانيها أنه لا بد من القضاء على الإرهاب؛ وثالثها أنه لابد من إصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي عميق. في الثلاثين من يونيو القادم سوف يكون قد مر عقد كامل على تغيرات كثيرة في الدولة المصرية، تعاملت فيها مع متغيرات هيكلية جرى فيها مضاعفة المعمور المصري، مع تغير واسع النطاق في علاقة الجغرافيا بالديمغرافيا المصرية، من النهر إلى البحر، من 7 في المائة إلى 15 في المائة.

سار التطور المصري وفقاً لرؤية 2030، وبعد 8 سنوات من التعمير والتنمية، كان على مصر فيها أن تحدث بنيتها الأساسية، وتعيد تركيب العلاقات الاجتماعية بين الرجال والنساء، والمسلمين والمسيحيين، وبين الشمال والجنوب؛ وكل ذلك بينما تواجه جائحة «كورونا»، والإرهاب، والحرب الأوكرانية؛ ومن فوقها زيادة سكانية بلغت 20 مليون نسمة خلال عقد واحد.

تراكم هذه التحديات الضخمة دفع القيادة المصرية إلى ضرورة المراجعة التي تحدث في حياة الأمم عندما تصل إلى منعطفات صعبة، تجلت هذه المرة في أوضاع اقتصادية صعبة، وفي وصول رؤية 2030 إلى نقطة المنتصف، وكل ذلك في مصاحبة زيادة الطموحات المصرية لبناء «الجمهورية الجديدة» التي اتُّفق عليها في الوثائق الدستورية المصرية على أن تكون دولة «مدنية ديمقراطية حديثة». وقبل أكثر قليلاً من العام، دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال إفطار «الأسرة المصرية» في شهر رمضان من العام الماضي، إلى حوار وطني للتعامل مع هذه المراجعة.

التجربة أثبتت أن إجراء الحوار الوطني ليس سهلاً، وبعد أكثر من عام على إعلان الفكرة تكونت أمانة عامة شملت كل القوى السياسية والاجتماعية في مصر؛ وهذه أعلنت عن بداية الحوار في مؤتمر عام، ضم كل القوى السياسية، من خلال خطاب مهم لرئيس لجنة الخمسين التي وضعت الدستور المصري 2014، الدبلوماسي المحنك، ووزير الخارجية المصري الأسبق، والأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، الذي وضع افتتاحية المراجعة من خلال مجموعة تساؤلات على لسان الجماعة المصرية. ما جاء بعد ذلك من كلمات كان عاكساً لتلك الحالة التي تعرفها الأمم، عندما تكون حققت الكثير، ولكنها في الوقت ذاته باتت تواجه تحديات أكثر، وتكاليف تلمس في علوها أطراف السحاب. ظهر ذلك عندما ظهر على سطح الخطاب المصري العام تعبير غير معتاد، هو «فقه الأولويات» الذي يحتم السعي إلى توافق قومي حول الأهداف المراد تحقيقها خلال المرحلة المقبلة.

وفي الحقيقة، فإن ذلك لم يكن أول الحوارات التي عرفتها مصر. وتعرف الذاكرة المصرية أن مطلع الستينات من القرن الماضي شهد حواراً لإنتاج ما عُرف بالميثاق الوطني؛ وفي أعقاب حرب أكتوبر (تشرين الأول) جرت حوارات أخرى لإنتاج «ورقة أكتوبر» التي شرَّعت للانفتاح الاقتصادي، وفي أكثر من مناسبة جرت مثل هذه الحوارات خلال فترة حكم الرئيس حسني مبارك الطويلة.

السمة العامة لهذه الحوارات جميعاً أنها إما كانت تؤكد على تيار سياسي جارٍ والالتفاف حوله، أو أنها تمهد لتطور مهم في المسيرة العامة للدولة. الحوار الذي بدأ قبل أسبوعين يشير إلى أنه سوف تكون له سمة تأسيسية؛ حيث كانت نقطة البداية تتعلق بقوانين الانتخابات، سواء بقانون الانتخاب المحدد لأسلوبه، وسواء كان بنظام الدائرة أو القائمة النسبية أو القائمة المطلقة، وما تلى ذلك في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ينحو إلى الاتجاه ذاته، وتشكل في مجموعها عملية إصلاح لهذه المسارات مجتمعة.

المعضلة البادية في ذلك هي أن الجمهور المصري ينتظر من المشاركين في الحوار تعاملاً مباشراً مع القضايا الملحة المتعلقة بالتضخم وارتفاع الأسعار؛ وهو تحدٍّ آخر لعملية إعادة صياغة التجربة التنموية المصرية، لكي تلائم المرحلة المقبلة بكل ما فيها من مفارقات؛ وهو معتاد أيضاً حينما تتنازع الشعوب الشُّقة التي بين التخطيط للمستقبل في ناحية، والتعامل مع ضرورات الواقع وآلامه أيضاً من ناحية أخرى.المسكوت عنه حتى وقت كتابة هذا المقال، هو تحديد المراد لما تكون عليه الدولة المصرية، وعما إذا كانت تظل أسيرة نموها السكاني، أو أن تكون على استعداد لتجاوزه، من خلال تنمية طموحة لا تنقل المصريين فقط باتساع جغرافيتهم من النهر الضيق إلي البحار والخلجان الواسعة؛ وإنما تنقلهم من إدارة الفقر إلى إدارة الثروة.

على أية حال، فإن الحوار لا يزال في أدواره وجولاته الأولى، حيث خصص لكل من أبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية يوماً كاملاً كل أسبوع، ينقسم فيها المتحاورون بين الموضوعات المختلفة في لجان فرعية، يجري فيها تمثيل الأحزاب والتيارات المختلفة.

ما هو مسكوت عنه أيضاً حتى الآن «المرجعية» التي سيقوم عليها الحوار، وعما إذا كان مائلاً باتجاه التجارب الغربية المختلفة؛ حيث توجد الرأسمالية والاقتصاد الحر في ظل ديمقراطية سياسية تقطع فراسخ كبيرة لتحرير الأفراد وحرياتهم؛ أو أنه سوف يأخذ اتجاه الدول الآسيوية في شرق وجنوب شرق آسيا التي وإن قبلت بالصيغة الرأسمالية فإنها وضعتها في أطر منضبطة وحازمة، وذات كفاءة عالية في الإنجاز والنجاح.

بدايات الحداثة في مصر في مطلع القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، كانت مائلة في الاتجاه الأول؛ ولكن قراءة الحال الآن تعطي الكثير للثاني.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوارات القاهرة حوارات القاهرة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 20:01 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
المغرب اليوم - الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib