عاصفة بلا نهاية
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

عاصفة بلا نهاية

المغرب اليوم -

عاصفة بلا نهاية

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

الأصل في الولايات المتحدة هو ضرورة الاستقرار السياسى لتكون الدولة متقدمة وقوة عظمى، وفيها ما يحلم به بقية البشر من اختراق للفضاء، والجامعات التي تنتج بشرًا من نوع خاص، وهوليوود والفنون الأخرى تخلق خيالات لا تكف تلح على الإنسان في أركان المعمورة أن يكون له من كل ذلك نصيب وحظ. الحسبة الأمريكية بسيطة، وعندما تضيف الرأسمالية إلى الليبرالية إلى الديمقراطية فإن كل ما يحتاجه أو يحلم به بنو آدم يمكن الحصول عليه بسبب المنافسة التي تعطى الأعلى جودة والأقل سعرًا، والحرية التي تُخرج من الإنسان عبقريته، وقاعدة الأغلبية والأقلية التي تمنع كل أنواع المشاحنات والصراعات والنزاعات، فمَن كان مع الأغلبية فاز، ومَن كان مع الأقلية فعليه أن ينتظر المرة القادمة حتى يكون أغلبية.

كل أمر مُدبَّر ومُحكَم، وهناك الدستور الذي توجد به كل الحدود والنهايات، التي إذا ما جرى الالتزام بها من قِبَل جماعة بشرية فإنها سوف تكون في أحسن الأحوال. هذه الثقة الكبيرة في الأطروحة الكونية الأمريكية شجعتها في أن تكون المرجعية التي يُقاس عليها، وكم من البشر يقولون من وقت وآخر إن ذلك أو ذاك يحدث في أمريكا. وللحق، فإنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية فإن أمريكا لم تطل على العالم مسلحة بأنها القوة التي لديها السلاح النووى والقادرة على استخدامه، وإنما هلّت بقدر هائل من الجاذبية والذكاء والإبهار.

والمدهش في هذا الأمر أن الولايات المتحدة أنهت القرن العشرين وهى قوة عالمية وكونية، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتى ومعه التجربة الاشتراكية فإنها باتت تتطلع إلى أن يكون القرن الواحد والعشرون قرنًا أمريكيًّا.

.. كان ذلك ما قاله ونشره مَن عُرفوا بالمحافظين الجدد، الذين دخلوا إلى البيت الأبيض مع الرئيس جورج بوش الابن.

هذا الدخول ربما كان أولى علامات التراجع الأمريكى عندما بات هناك خلاف دستورى عمّن كسب الانتخابات الأمريكية، وعما إذا كان آل جور، نائب الرئيس السابق، وهو الذي حصل على الأغلبية الشعبية يستحقها وليس الأغلبية المستندة إلى أصوات أغلبية الولايات. مرت هذه الواقعة بسرعة، فلم يكن أحد مستعدًّا لوضع الدستور الأمريكى موضع المساءلة في قضية حرجة بهذا القدر، ولكن الحقيقة باتت أن الانتخابات التي أتت بجورج بوش الأب إلى السلطة، ولفترة واحدة، ثم انتخاب بيل كلينتون، هي الانتخابات التي جرت وفق الأحلام القديمة. الرئيس الذي جاء في القرن الجديد سرعان ما كان عليه مواجهة أحداث ١١ سبتمبر، ومن بعدها الحروب في أفغانستان والعراق لكى تصير كلها «حروبًا أبدية» لا يوجد فيها خاسر وفائز، ولا ظلام الهزيمة ولا بريق النصر. «المحافظون الجدد» باتوا أول مَن أخذ من خلال الأيديولوجيا الليبرالية بداية نزع الشرعية عن قيادات أخرى في العالم بما فيها أصدقاء وحلفاء الولايات المتحدة. انتخاب باراك أوباما بدا كما لو أنه يشكل «الخلاص» الأخلاقى للدولة بانتخاب أمريكى من أصول إفريقية لكى يكون رئيسًا للدولة، ومخلصًا لها من توسعاتها الدولية التي ظهر أنها تشكل خسائر فادحة. ولكن ما حدث في السياسة الأمريكية هو أن لون الرئيس بات قضية كان أول أبعادها ما إذا كان الرئيس قد وُلد في الولايات المتحدة أم لا، وهل جرى تزوير شهاداته الجامعية أم لا. أصبحت شرعية أوباما موضع المساءلة التي كان وراءها ليس مؤاخذة إدارية، وإما نظرة عنصرية سوف يكون لها ما بعدها عندما فاز دونالد ترامب على «هيلارى كلينتون» التي حصلت أيضًا على الأغلبية الشعبية، وخسرت أغلبية الولايات، بعد معركة انتخابية طاحنة تجاوزت فيها النخبة الأمريكية كل الأعراف الأخلاقية المتعلقة بسلوكيات الرئيس السابقة، وكل الأعراف والتقاليد مثل قيام المرشح بنشر أوراقه الضرائبية.

كان دونالد ترامب قنبلة مسمومة داخل النظام الأمريكى وهى التي بدأت بالتشكيك في الكونجرس ووزارات الدفاع والمخابرات والخارجية والاقتصاد. لم يجد الرجل غضاضة في إقامة علاقات مشبوهة مع دولة أخرى خصم هي روسيا، وثبت أنها لعبت دورًا في انتخابه من خلال التلاعب بأهواء الناخبين في الولايات الحرجة لنتيجة الانتخابات. كان ذلك هو مجرد البداية، فقد كان الرجل يعتقد أن المؤسسات الأمريكية باعت نفسها لنخبة أمريكية ليبرالية تابعة للحزب الديمقراطى؛ وهى نخبة لا تتمتع بأى قدر من الكفاءة، فقد خسرت كل الحروب التي تلت الحرب العالمية الثانية؛ ولم تفلح المخابرات في التنبؤ بأزمات مهمة. كانت طريقته في المناظرات داخل وخارج الحزب الجمهورى قائمة على البلطجة اللغوية، والتمتع بكسر كل التقاليد الرئاسية، ومعاداة الصحافة والإعلام، والسخرية من قادة الدول الأخرى. ولا أدرى ما إذا كان ذلك لحسن الحظ أم لا، أن ترامب تعرض لاختبارات كبيرة في سياساته تجسدت كلها في «جائحة الكورونا» ففشل في إدارتها، ومعها خسر الانتخابات الرئاسية للديمقراطى جوزيف بايدن.

ومن يوم إعلان نتيجة الانتخابات بهزيمة الساكن في البيت الأبيض فإن ترامب لم يترك جهدًا إلا وفعله من أجل ليس فقط العودة مرة أخرى إلى البيت الأبيض وإنما تدمير النظام السياسى الأمريكى كله بكسر قواعده الواحدة تلو الأخرى. البداية كانت بالتشكيك في نتيجة الانتخابات والحديث بيقين عن تزويرها؛ وعندما بدأت عمليات فرز الأصوات في الولايات فإنه لم يجدد غضاضة في الضغط على المسؤولين عن فحص الأصوات وإعلان النتيجة، في سابقة تضع النظام الانتخابى كله موضع المساءلة عما إذا كان مناسبًا وعادلًا وأن معاييره متطابقة في كل الولايات. هذه النقطة رغم أنها لم تؤدِّ إلى تغيير النتيجة فإنها أبقت رواسب سوداء عما إذا كان المؤسِّسون الأوائل للدولة الأمريكية قد أحكموا الأمور، أم أن الأمر فيه ثقوب كثيرة. بعد فشل ترامب في تغيير نتيجة الانتخابات، فإنه تحول إلى التدخل في طرق التصديق على النتيجة التي جاءت من الولايات ثم التصديق النهائى في الكونجرس الأمريكى الذي أدى إلى ما بات معروفًا بأحداث ٦ يناير، وهو الذي كان متوقعًا أن يقوده «مايك بنس»، نائبه، صَفِيّه، باعتباره نائب الرئيس المنوط به رئاسة مجلس الشيوخ، والصوت المرجح في حالة تعادل الأصوات في المجلس. كان ترامب قد أعد للأمر عدته، وهو أن يقوم نائبه برفض التصديق، وبعدها يطلب ترامب عرض الموضوع على المحكمة الدستورية العليا، وهناك كان الرئيس قد دبر اختيار قضاة المحكمة، بحيث يضمن أغلبية من أصواتها تناصره وتناصر مبادئه السياسية والاجتماعية. رفض «بنس» القيام بهذا الدور جعل ترامب يلقى بأوراقه الأخيرة، وهى حث الجماهير المحافظة التي تدفقت على واشنطن لكى تهاجم الكونجرس.

ما حدث بعد ذلك سوف يحتاج مقالًا مستقلًّا، الأسبوع المقبل، ولكن الخاتمة هنا أن النظام الأمريكى تعرض للكثير من الاختبارات منذ بداية القرن، وأن الدور الذي قام به الرئيس ترامب منذ ترشح للرئاسة عام ٢٠١٥، وخلال وجوده في البيت الأبيض، أدى إلى الكثير من الهدم لنظام ظن صانعوه أنه ليس قابلًا للكسر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاصفة بلا نهاية عاصفة بلا نهاية



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 20:01 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
المغرب اليوم - الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib