رحلة المرشحين في وادي مصر
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

رحلة المرشحين في وادي مصر!

المغرب اليوم -

رحلة المرشحين في وادي مصر

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

وجودى في الولايات المتحدة أثناء هذه الفترة من تاريخ مصر أعطانى وقتًا غير قليل للمشاهدة والاستماع والتأمل. فاجأنى أحد المرشحين المبكرين بقوله- في حديث مع موقع إلكترونى، ردًّا على سؤال يخص قناة السويس، بعد ضم القناة الجديدة إلى القناة القديمة، وفى لمحة استنكارية واضحة- إنه لن يقبل ذلك من قناة السويس في كونها لا تزال ممرًّا مائيًّا تُدفع فيه رسوم المرور فقط لا غير؛ وفى إدارته فإنه سيجعلها منطقة تنموية ولوجستية تأتى بالكثير من الموارد. كان القول مدهشًا، وقد استمعت إليه قبل ذلك عام ١٩٩٦ عندما اتصل بى السفير القدير رؤوف سعد لكى يخبرنى بتكوين مجموعة داخل وزارة الخارجية المصرية للنظر في تنافسية مصر، وقد وجدت المجموعة أن قناة السويس تقع في مقدمة المشروعات التي توفر الكثير لهذه التنافسية إذا ما تحولت من حالتها كمجرد ممر مائى يأخذ رسومًا على مرور السفن إلى منطقة تنموية لوجستية. كان الطلب هو كتابة المقدمة لكتاب جرى إعداده للعرض في مؤتمر الشرق الأوسط الاقتصادى الذي كان سيُعقد وقتها. مضى عقد من الزمان على هذا الحديث، وإذا بصديقى د. حسام بدراوى يتصل بى، وقد أنشأ جمعية لتنافسية مصر، وهذه استخدمت بيت خبرة بريطانيًّا للنظر في الأمر، فإذا بها تقرر أن قناة السويس تقع في قلب هذه الفكرة، التي لا تجعلها مجرد ممر مائى وإنما منطقة صناعية ولوجستية. بالطبع أخبرته بالتجربة السابقة، وفيما علمت فإنه اتصل بالسفير، ولكن بعدها لم يحدث شىء. مضت سنوات بعد ذلك حتى جاء الوقت الذي ترشح فيه المشير عبدالفتاح السيسى للرئاسة، معلنًا أنه لن يسمح للمصريين بنوم الليل لأن هناك الكثير الواجب فعله من أجل مجد مصر ورفعتها. ولم تمضِ شهور على توليه إدارة مصر حتى طرح مشروع قناة السويس الجديدة بإضافة ممر جديد إليها وتعميق القناة القديمة. جرى العمل بالفعل طوال الليل والنهار من خلال تقليد جديد، وهو أن يكون العمل ثلاث ورديات كاملة، فانتهى المشروع في عام واحد. وقبل عام، وبدعوة كريمة من الهيئة المشرفة على تنمية محور قناة السويس، إذا بى أشاهد إقليمًا جديدًا كان فيه وقتها ٤٤ مصنعًا كاملًا تعمل وتصدر مع عدد آخر تحت الإنشاء، وثلاثة موانئ، وبداية إنشاء المناطق اللوجستية، التي فيما تابعت انتهى بعضها الآن.

وكما يُقال إن في السفر سبع فوائد، فإنه في الانتخابات ربما يكون هناك أكثر من ذلك، فهى ليست فقط من أجل اختيار رئيس للدولة، وهو مهمة عظيمة، وإنما تُضاف إلى ذلك زيادة المعرفة بالوطن وما يحدث فيه فعلًا، وكيف للتيارات السياسية المختلفة أن تطرح نفسها على الجماهير بالأفكار والمشروعات المدروسة، والقضايا التي ينبغى حلها وأخذ مصر كلها إلى الأمام من خلالها. وما هو واضح، فإن المرشح المشار إليه أعلاه، ومع كل التقدير، لا يعرف فعلًا وصدقًا ما الذي جرى في إقليم قناة السويس خلال السنوات العشر السابقة وجعل دخل القناة يرتفع من خمسة مليارات دولار إلى ٩.٤ مليار دولار خلال العام الحالى. بالطبع، فإن الأمر كان يمكن معرفته من خلال وسائل إلكترونية، فمن خلال «جوجل إيرث»، الذي يصور كل ما يحدث على ظهر الكرة الأرضية، ومن بينها مصر، يمكن رؤية التطور الذي حدث في الإقليم، وأكثر من ذلك في تلك المساحة الهائلة من فرع نيل دمياط إلى قناة السويس. ومادام المرشح الموقر ينظر في مصر، فإنه قد يجد من الوقت ما ينظر به إلى ما يحدث غرب نيل رشيد أيضًا، حيث تجرى الوقائع الخضراء للدلتا الجديدة وامتداد قناة توشكى بآثارها شمالًا حتى هذه المنطقة.

واقعة المرشح الموقر هذه ترفع قضية مهمة للمعرفة بما يجرى في مصر فعلًا، وربما لا تكون «المعركة» الانتخابية فرصة للعراك بين المرشحين، وإنما للمعرفة بما هو قائم أولًا وجرى إنجازه؛ ثم بعدها يكون الباب مفتوحًا للحديث ربما عن حسن استخدامه، أو انتهاز فرصه، أو تطويره، بالإضافة إلى قيمته أو التعلم من دروسه. وثانيًا: مادام أنه لا أحد يطرح فكرة «تصفير العداد»، أي عودته إلى نقطة البداية الأولى، فإن ما هو قائم يعتبر نقطة البداية لرؤية مصرية جديدة أو الاستمرار برؤية ٢٠٣٠ إلى ٢٠٤٠. لا يمنع ما حدث أبدًا من الاجتهاد، فما ثبت واضحًا من خلال «حكاية مصر»، التي رواها بروح وطنية أخاذة الرئيس السيسى وأعضاء حكومته، أن كثيرًا من الأفكار جرى ترديدها، وربما دراستها خلال عقد التسعينيات من القرن الماضى، ولكن تحويلها من فكرة، أو حلم، أو دراسة إلى واقع؛ جرى خلال السنوات التسع الماضية. وكان كل ذلك كثيرًا في الانتقال من النهر إلى البحر بالامتداد العمرانى والإنتاجى، وعبور القناة من فوقها وتحتها إلى سيناء لتعميرها بعد وقف الإرهاب فيها. وعلى سبيل المثال فإن المرشح الموقر المشار إليه يكرر كثيرًا أن مشروعه التنموى الذي يقف على أبواب المقارنة مع المشروع التنموى الحالى القائم على «الطرق والكبارى»، يقوم على الصناعة وتحويل مصر إلى دولة صناعية متقدمة. هذه فكرة بَنّاءة، ولكن تطبيقها سوف يكون ناقصًا كثيرًا ما لم تكن هناك معرفة كاملة بالقاعدة الصناعية التي جرى بناؤها وتطوير ما سبق منها خلال السنوات التسع الماضية، مضافًا إليها مسارات كثيرة للانتقال من الداخل المصرى للتصدير إلى دول العالم الأخرى. وما لا يقل أهمية بناء الجامعات والمدارس التكنولوجية التي تصب المهارات إلى قلب الصناعة في المدن التقليدية مثل المحلة الكبرى، أو في مدن صناعية جديدة مثل «طربول»، أو في المناطق الـ17 الصناعية المجهزة الجديدة في 17 محافظة.

الحديث في كل ما سبق سوف يطول عما هو مقرر لهذا المقال من مساحة؛ ولذلك فإن المرحلة الماضية من بداية الحملات الانتخابية، ومع الترحيب بالتعددية الانتخابية والدور الذي تقوم به الهيئة العليا للانتخابات من انتظام دستورى وقانونى؛ فإن طلب رفع الوعى بين المرشحين حول ما هو واقع في مصر من خلال جولة كبيرة لجميع المرشحين المعتمدين خلال يومين سوف يرفع كثيرًا من مستوى العملية الانتخابية. ولا يوجد هناك بأس من مد هؤلاء بمطبوعات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء ومجلس المعلومات ودعم القرار بمجلس الوزراء، لعل ذلك يضيف إلى الانضباط الانتخابى ورفع مستواه من تبنى شعارات ادعاءات الإخوان الخاصة بـ«فقه الأولويات» ورفض تنمية «الطرق والكبارى» والارتماء في «الصحراء»؛ بمشروعات مكلفة كان يمكن الاستغناء عنها، وإذا حدثت فإنها تكون بربع التكلفة. أعلم أن مثل هذا لا يوجد في تقاليد الانتخابات في بلدان العالم الأخرى، ولكن ظروف مصر مختلفة، ومستويات النضج متنوعة، وربما تكون الانتخابات الحالية أولى الخطوات على طريق طويل تكون المعرفة فيه بما جرى فيها الكثير من اليقين

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحلة المرشحين في وادي مصر رحلة المرشحين في وادي مصر



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib