ذلك الفيل فى الحجرة
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

ذلك الفيل فى الحجرة؟

المغرب اليوم -

ذلك الفيل فى الحجرة

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

هناك تعبير أمريكى ذائع عندما يجتمع القوم من أجل التداول أو البحث فى حدث مهم، وتكون أذهانهم منشغلة بأمر لا يقل أهمية ولكن لا أحد يريد الحديث فيه؛ فيظل هذا الثقل الثقيل يلقى بحجمه وثقله على الحدث الكبير. ذلك الأمر الأخير يسمى الفيل الذى فى الحجرة، ورغم ضخامة حجمه التى لا يمكن تجاهلها فإن أحدًا لا يريد أخذه فى الاعتبار حتى لا تضيع أهمية ما اجتمعوا من أجله. الحرب الأوكرانية كانت ذلك الفيل الذى حل بالجمع العالمى الذى اجتمع فى مدينة شرم الشيخ المصرية لبحث مصير كوكب الأرض والتعامل مع الخلل المناخى الخطير الذى حل بها.

الحضور من القادة والزعماء وأصحاب الفخامة والسمو فى «كوب ٢٧» هائل، وكسر كل التوقعات الحضور الكثيف من قادة الدول الكبير منها والصغير، وحتى من أعلنوا عن عدم الحضور تراجعوا عندما وجدوا ليس فقط أن الاهتمام بقضية المناخ ضرورة، وإنما لأن هناك حفلًا لا يستطيع أحد من الساسة تجاهله لاعتبارات داخلية وخارجية. وفشلت كل محاولات من لا يريدون خيرًا بمصر فى جذب الأنظار بعيدًا عن النجاح المصرى فى عقد المؤتمر أولًا، وأن يكون الجمع بعد ذلك متميزًا ثانيًا؛ فلا أحد بعد ذلك يمكنه أن يرى المؤتمر مجرد واحد من مؤتمرات الأمم المتحدة التى تُنسى.

الرئيس السيسى كان هو الذى فض عقدة الفيل عندما أعلن فى افتتاح مبادرة الشرق الأوسط الخضراء عن أنه لا يمكن تجاهل الحرب الجارية وبضراوة وشراسة لا يمكن غض الطرف عنها؛ والمؤكد أنه لا يمكن القبول باستمرارها ونتوقع بعد ذلك حل إشكاليات وعقد ومعضلات المناخ ومخاطره التى لا يمكن حلها دون توافق عالمى بين الدول الصناعية الكبرى، والتى هى فى نفس الوقت جزء من التوتر العالمى الحالى. العلاقة بين «كوب ٢٧» والقوى المتورطة فى إشكاليات النظام الدولى، الولايات المتحدة والصين وروسيا وأوروبا، هى ذاتها التى تتحمل القدر الأعظم من الانبعاثات الحرارية التى ترفع درجة حرارة الأرض، وتسيل الثلج فى القطب الشمالى، وتتسبب فى ارتفاع مياه البحار، ومعها التغيرات المناخية الكارثية الحالية.

الدول الصناعية الكبرى، وهى الدول العظمى والكبرى فى عالم اليوم، كانت وللأمانة هى التى نقلت إلى الدنيا الثورات الصناعية المتتابعة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين؛ ولكنها كانت على الجانب المقابل هى التى رفعت حرارة الأرض. بقدر ما كان ذلك سبيلًا إلى تقدم الجنس البشرى، وطول عمره، وازدياد رفاهيته بما أتت به من مخترعات جعلت السفر بالسيارة أو الطائرة أو القطار أسرع بكثير من ركوب الحصان. وكانت هى التى كثفت وأسرعت بالاتصال الإنسانى كما لم يحدث فى التاريخ من قبل منذ اكتشاف قدرات الحمام الزاجل. ولكنها على الجانب الآخر كانت هى التى أطلقت من طاقة الشر ما قاد إلى حربين عالميتين ساخنتين، وحرب عالمية باردة تقوم على الردع النووى المهدد لسلامة الكوكب. من السهل بعد كل ذلك أن نحمِّل هذه الدول المسؤولية عما جرى لكوكبنا من جراء ثورات صناعية كنا نريد دومًا اللحاق بها؛ والآن فإنها تضيف لما جرى حربًا كبرى ساخنة تجرى فى أوكرانيا، وأخرى باردة تطهى على نار باردة فى تايوان.

لا مفر فى الواقع فى هذه الحالة وتلك من وجود مسار ثالث، وربما كتلة دولية أخرى تدفع فى اتجاه نوع من التوافق الدولى مثل ذلك الذى جرى بعد الحرب العالمية الثانية وأدى إلى مولد الأمم المتحدة ومؤسساتها التى تفرعت وحاولت بناء عالم يقوم على قواعد ونظم. ولكن ما جرى فى سبعة وسبعين عامًا لم يحدث فجأة وإنما سبقه فكر دولى نما خلال سنوات ما بين الحربين العالميتين انتقد معاهدة فرساى وما أدت إليه من مرارات لدى ألمانيا، وتجربة عصبة الأمم التى هربت منها الولايات المتحدة بعد أن سعت إليها، وحذرت من فجر جديد للعدوان من جراء سباق التسلح والأفكار الفاشية. للأسف فى الوقت الراهن لا توجد أفكار حول إعادة بناء النظام الدولى مرة أخرى. كان هناك رهان أن تكون كثافة الاعتماد المتبادل مانعة للحرب، وضامنة للسلام؛ ولكنه كان فى النهاية وسيلة من وسائل العقاب والانتقام. وهناك رهان آخر على استيقاظ مجموعة «البريكس» ولكن هذه تضم الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، واثنان منها متورطان فى الصراعات القائمة، ومساهمان كبيران فى ارتفاع حرارة الأرض؛ والحقيقة أنه لم يخرج من المجموعة حتى الآن ما يوقف لا الحرب ولا الاحتباس الحرارى. هل غياب الفكر هو الفيل الحقيقى فى الحجرة؟!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذلك الفيل فى الحجرة ذلك الفيل فى الحجرة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 20:01 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
المغرب اليوم - الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib