الاستراتيجية الإسرائيلية
الاحتلال الإسرائيلي يسلم 15 جثمانًا جديدًا لشهداء من غزة عبر الصليب الأحمر الصين تطلق ثلاثة أقمار اصطناعية تجريبية ضمن المهمة رقم 606 لصواريخ "لونغ مارش" دونالد ترامب يحضر مباراة دوري كرة القدم الأميركية في سابقة تاريخية للرئاسة استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة
أخر الأخبار

الاستراتيجية الإسرائيلية

المغرب اليوم -

الاستراتيجية الإسرائيلية

عبد المنعم سعيد
بقلم : عبد المنعم سعيد

أكتب هذا المقال في اليوم التالى لانسحاب الجيش الإسرائيلى من مدينة جنين الفلسطينية. مكث الإسرائيليون أربعا وعشرين ساعة داخل المدينة، قتلوا فيها ١٢ فلسطينيا، منهم خمسة من مقاتلى المقاومة «عرين الأسد»، وجرحوا ١٢٠ آخرين، منهم عشرون في حالة خطرة. ولكن ما فعله الإسرائيليون في المدينة كان دخولها بذلك «البلدوزر» الضخم المصمم مشابها لوحوش الأساطير الجبارة التي لا يماثلها وحشية حتى عصر الديناصورات، ومزودا بمقدمة أشبه بسيف مدبب يخترق ويهدم. المهمة كانت حرث كل الطرق الممهدة في المدينة، وهدم البيوت، ثم إخراج أربعة آلاف فلسطينى وفلسطينية، كبارا وصغارا من المدينة، في عملية نزوح جديدة. كل ذلك كان مقابل جندى إسرائيلى واحد سقط أثناء عملية الخروج من المدينة الجريحة. كانت ذلك أول حرب إسرائيلية فلسطينية مخطط لها منذ البداية أن لا تستغرق أكثر من ٢٤ ساعة، ولا تزيد على ٤٨ ساعة. أصبح لجنين سجلها من الحروب، وهذه كانت الثانية؛ وقبلها كانت هناك خمس حروب في غزة، ثلاث جرت مع حماس، واثنتان مع الجهاد الإسلامى. كلتا المنظمتين أعلنتا تأييد المقاتلين في جنين، وهددتا إسرائيل بألا تتجاوز «الخطوط الحمراء»، وهى خطوط لم يحدد أحد أين تقع؛ ولكن حماس نسبت لنفسها عملية «دهس» جرت في تل أبيب أصيب فيها سبعة إسرائيليين بجروح.

قبل أسابيع كانت إسرائيل تحتفل بمرور ٧٥ عاما على إنشائها، بينما أحيا الفلسطينيون والعرب ذكرى مرور ٧٥ عاما على النكبة، ولكن الفارق ما بين الحدثين كان وجود استراتيجية إسرائيلية عمرها أكثر من ١٢٠ عاما للاستيلاء على أرض فلسطين كاملة واستيعابها وهضمها. قبل قيام الدولة بنصف قرن وردت فكرة الدولة الإسرائيلية في عقل تيودور هيرتزل لكى يعرضها على مؤتمر يهودى، ولكنها ظلت مجرد فكرة إلى أن بدأ جهد دؤوب وهائل في تحويلها إلى وعد بلفور «بوطن قومى»، وانتظر الإسرائيليون إلى ١٩٤٢ حتى يعلنوا عن نيتهم في إنشاء الدولة بقيادة دافيد بن جوريون. أثناء ذلك كانت الفكرة قد أصبحت عملا يدفع في اتجاه الهجرة، وبناء المؤسسات من الجامعة العبرية إلى «الهستدروت» إلى الأحزاب والمجتمع الأهلى إلى تدريب المقاتلين في الحروب الحقيقية العالمية الأولى والثانية. وقت الإعلان عن الدولة كان كل شىء جاهزا، وفى المقابل لم يكن إلا الكثير من الضجيج، والمقاطعة، وحروب لم يتيسر لها لا التدريب الكافى ولم تكن أبدا تحقق تفوقا بشريا في ميدان القتال.

خمسة وسبعون عاما من إنشاء الدولة جرى الزحف البطىء من استغلال الجريمة النازية «الهولوكوست» حتى دخول الدولة إلى الأمم المتحدة، والمشاركة مع دول استعمارية في حرب العدوان الثلاثى على مصر، ثم العدوان الخاص بها في يونيو ١٩٦٧. أهم ما فعلته إسرائيل كان بناء نفسها حتى باتت في دول المقدمة من جميع المقاييس الدولية، بما فيها مقياس السعادة، رغم ما تقوم به من جبروت وعدوان واشتباك دائم مع الدول العربية ومع الفلسطينيين. المحصلة كانت دائما زحفا بطيئا ولكنه مؤكد للاستعمار والاستيطان، حرب جنين الأخيرة تبدأ مرحلة جديدة تتم إدارتها بنفس الطريقة القائمة على الصبر والتجهيز والتقدم خطوة بعد أخرى، في وقت يوجد فيه معاهدات سلام مع دول عربية، واتفاقيات تطبيع مع دول عربية أخرى، وفى وقت لم تعد فيه إسرائيل وحدها مصدرا للاعتداء على الدول العربية؛ وفى زمن يصدر فيه «المجتمع الدولى» كثيرا من الضجيج والهتاف باسم حقوق الإنسان.

الحل الإسرائيلى للمعضلات الجديدة هو الحرب القصيرة أو حرب اليوم الواحد، فإذا جاءت الضربات من غزة فإن الضربات المضادة تجعل الهدنة مفروضة لفترات زمنية؛ أما إذا جاءت من جنين أو غيرها، فإنها تبدأ عمليات تفريغ الضفة الغربية. كل الأمور تكون خطوة بعد خطوة، وقصر المدة يعطى انتصارا مزعوما لمن بح صوته، ويخلق حالة من الهدوء والرضا لدى المجتمع الدولى بعد «انتهاء الأزمة» لكى يعود بعد ذلك إلى الأمور الأكثر أهمية في أوكرانيا وعلاقات القوى الكبرى بين أمريكا وروسيا والصين. ولمن لا يعلم فإن حل الدولتين سوف يحدث: دولة فلسطينية واقعة في غزة في مرمى الصواريخ والطيران والمسيرات الإسرائيلية، وهى دولة يمكن إرضاؤها بحقل غاز يكفل موارد كافية، والدول العربية دائما مستعدة لتقديم العون للدولة الفلسطينية الوليدة. الضفة الغربية سوف تشهد العديد من نكبات الأربع والعشرين ساعة، حيث يقوم البلدوزر بواجباته التي تجعل الحياة مستحيلة لمن يريد النزوح لكى يلحق بنازحين ولاجئين سابقين. هذه الاستراتيجية الإسرائيلية قابلة للإجهاض بنفس وصبر يطول، وعزيمة وإرادة قوية؛ ولكن ذلك حديث آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستراتيجية الإسرائيلية الاستراتيجية الإسرائيلية



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib