اقتصاد سوق صريح
الاحتلال الإسرائيلي يسلم 15 جثمانًا جديدًا لشهداء من غزة عبر الصليب الأحمر الصين تطلق ثلاثة أقمار اصطناعية تجريبية ضمن المهمة رقم 606 لصواريخ "لونغ مارش" دونالد ترامب يحضر مباراة دوري كرة القدم الأميركية في سابقة تاريخية للرئاسة استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة
أخر الأخبار

اقتصاد سوق صريح!

المغرب اليوم -

اقتصاد سوق صريح

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

يبدو أنه بات لدينا توافق وطنى عام على أهمية ومركزية دور القطاع الخاص والاستثمارات الخاصة المحلية والأجنبية، ويظهر ذلك من خلال التصريحات الحكومية، بقدر ما هو شائع فى نصائح المؤسسات الدولية، وحديث الأصدقاء الحريصين على مصر وأهلها ودورها الإقليمى والعالمى. التأكيد يأتى هنا فى وقت توسعت فيه البنية الأساسية المصرية إلى أقدار غير مسبوقة بحيث إن تكلفة إدارتها وصيانتها سوف تتضمن الحاجة إلى توليد موارد إضافية، فضلًا عن دورها الهام فى تحقيق انطلاقة اقتصادية مصرية خلال السنوات السبع المقبلة والمتبقية من رؤية ٢٠٣٠ المصرية. كان هذا ما أسميته فى مناسبات سابقة تشغيل التغيير، بمعنى أن الموارد والأصول الجديدة التى أنشأتها الدولة المصرية باتت تحتاج إلى استغلال اقتصادى وإلا باتت معرضة لأن تكون نوعا من «رأس المال الميت» حسب تعبيرات عدد من الاقتصاديين الذين تعرضوا لهذا المفهوم. وطالما أن نبع التجربة المصرية الحالية يقترب من التجارب الآسيوية الناجحة، فإن دور الدولة، لا بد، له حدوده التنظيمية للحياة الاقتصادية وليس الإدارة والتشغيل والملكية. فالحقيقة هى أن هذه التجارب جميعها بما فيها التجربة الصينية تعتمد على «الاقتصاد المفتوح» الصريح فى انفتاحه دون مواربة أو تعقيدات يقصد منها التحكم والسيطرة. ولحسن الحظ أن هذا المقال يأتى بعد انضمام مصر إلى مجموعة «البريكس» التى قد لا تتفق دولها الخمس الرئيسية فى النظام السياسى، ولا فى الثقافة العامة والقيم الحضارية، ولكن ما يجمعها هو «اقتصاد السوق» الذى يتجمع من أجل زيادة قدراتها التنافسية فى اقتصاد عالمى قام على الدولار الأمريكى، والدور المهيمن للولايات المتحدة الأمريكية التى باتت تستخدم العولمة والسوق العالمية فى عقوباتها «السياسية» و«الاستراتيجية» على دول أخرى.

الإحصائيات التى توجد لدينا والخاصة سواء بدور القطاع الخاص المصرى والأجنبى سواء من حيث مشاركته فى الناتج المحلى الإجمالى تشير إلى تراجع هذا الدور؛ والأكثر خطورة هو أن توجهات النخبة العاملة فى هذا المجال حول حالة الاقتصاد المصرى ودورهم فيه تأخذ اتجاهًا سلبيًّا حسب تقديرات المركز المصرى للدراسات الاقتصادية. والحقيقة هى أنه إذا كان العمال والموظفون يتوقفون عن العمل عندما ينزعون للإضراب، فإن المستثمرين يعبرون عن إضرابهم بالتوقف عن الاستثمار. ما يحدث فى مصر ولأسباب متعددة أن هناك حالة إضراب للرأسماليين المصريين على الأقل فى مشروعاتهم الخاصة، وليس تلك التى تتم بالمشاركة فى تنفيذ الاستثمارات العامة.

ولمن لا يعلم فإن «اقتصاد السوق» هو نظام اقتصادى يتمتع فيه الأفراد والشركات بحرية المبادرة وحرية تبادل السلع والخدمات وتنقلها دون عوائق. ويتم تخصيص الموارد فى ظل هذا النظام عبر مؤسسة السوق وآلية الأسعار التى تسهر على معادلة العرض (الإنتاج) والطلب (الاستهلاك)، دون الحاجة إلى تدخل مركزى من الدولة لكى تنظم عملية تنسيق الإنتاج. وتلعب الأسعار، من خلال الإشارات والمعلومات التى ترسلها، دورًا آخر يتمثل فى توجيه العارضين إلى إنتاج السلع والخدمات المطلوبة من المستهلكين، وتدفع السوق بذلك إلى حالة توازن مثالى (إشباع أكبر قدر من حاجات المستهلكين باستعمال الموارد المتوفرة). مميزات هذا النوع من الاقتصاد هى المرونة الكبيرة والاستجابة للتحديات المختلفة وقدراته الدافعة نحو المزيد من الإنتاجية بسبب المنافسة المستمرة التى تمثل قوى دافعة لزيادة الأرباح والمزيد من التقدم التكنولوجى.

والآن وقد حققت مصر نجاحًا كبيرًا فى التعامل مع العجز التاريخى والاستراتيجى الخاص بعلاقة الجغرافيا المصرية (مليون كيلومتر مربع) والديمغرافيا المصرية (أكثر من ١٠٠ مليون نسمة تزيد بمعدل ٢ مليون نسمة سنويًّا) من خلال الانتشار الجغرافى خارج نطاق وادى النيل، والانتقال من النهر إلى البحر، واستغلال الثروات المصرية أينما وجدت فى الصحراء العميقة؛ فإن تعميق ذلك كله لن يكون إلا بتحفيز الأفراد والشركات. الشروط فى ذلك معروفة وتبدأ بالاستقرار النقدى والمالى، وفى دول «البريكس» لا توجد دولة لا تزال عملتها غير مرنة فى السوق المفتوحة والتعامل حسب ظروف العرض والطلب؛ ولا تنتهى إلا- فى الحالة المصرية- بإصلاح الجهاز الإدارى للدولة. مثل هذا كله سوف يكون تراكمًا لعملية التنمية والتقدم المصرى خلال السنوات السبع المقبلة. هى المهمة الباقية من المشروع الوطنى المصرى الناجم عن ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ ليس فقط بتمكين الدولة والقطاع الخاص معًا، وإنما أكثر من ذلك ببناء توافق سياسى وثقافى معه. فلم يكن لتأخير وانكماش دور القطاع الخاص خلال المرحلة الماضية إلا المقاومة الكبيرة من قبل الجهاز الإدارى للدولة، وغياب الثقافة الخاصة، وهى التى تذيع فيها أن ما يخص العالم، وهذه المرة «البريكس»، لا يخصنا فى هذا الشأن.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اقتصاد سوق صريح اقتصاد سوق صريح



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي

GMT 11:26 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تؤكد أنها لم تلجأ لأي عمليات تجميلية وأسرار نجاحها
المغرب اليوم - يسرا تؤكد أنها لم تلجأ لأي عمليات تجميلية  وأسرار نجاحها

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib