فى مواجهة القضايا الأزلية الاقتصاد غير الرسمى
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

فى مواجهة القضايا الأزلية: الاقتصاد غير الرسمى!

المغرب اليوم -

فى مواجهة القضايا الأزلية الاقتصاد غير الرسمى

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

يشكل «مجلس الشيوخ» نوعًا من مصانع التفكير العام، التي لا تنأى عن المعضلات «الأزلية» التي تمر بها البلاد، وإنما تتصدى لها بالتفكير والرأى في السياسات الواجب اتباعها.

المجلس يقوم من ناحية بفحص القوانين أو التعديلات عليها التي تُحال إليه من الحكومة أو مجلس النواب؛ ومن ناحية يقوم ببحث القضايا التي تُحال إليه من أحد النواب مؤيَّدًا من عشرين عضوًا على الأقل من خلال إحدى اللجان النوعية بالمجلس (١٤ لجنة)، التي تدعو ما شاء لها من أهل الاختصاص من الحكومة أو المجتمع الأهلى أو الخبراء لفحص الموضوع. وإذا ما بلغ الفحص الرضا، مقررًا في تقرير وافٍ مشبع بالتفاصيل والأرقام والسياسات المقترحة، يتم عرضه على كامل أعضاء المجلس. الأسبوع الماضى، عرض النائب، مقرر لجنة الشباب والرياضة، أحمد أبوهشيمة، على المجلس تقريرًا متميزًا عن «الشباب وسوق العمل غير الرسمى: مخاطر راهنة ومقاربات واعدة». طَرَق على قضية من قضايا مصر الأزلية، التي ألَحّت على جيلنا خلال عقود سابقة، دونما شعاع ضوء يلوح بالحل عند نهاية نفق الحديث.

ولمَن لا يعلم، فإن في مصر العديد من القضايا «الأزلية»، مثل «مجانية التعليم»، التي تتضمن تصورًا أن يكون هناك منتج «التعليم»، ويكون مجانيًّا في نفس الوقت، فتكون النتيجة أنه لا يكون التعليم موجودًا، وتغلق المدارس أبوابها، وتظل التكلفة قائمة في كل الأحوال. ذات التناقض يبدو حاضرًا عند الحديث عن «الاقتصاد غير الرسمى»، حيث إن القائمين عليه أشخاص ومواطنون في الدولة، وحصلوا منها على شهادة للميلاد، ومن بعدها بطاقة للرقم القومى، ومن بعدها شهادات في أداء الخدمة العسكرية أو الإعفاء منها، وبعد ذلك لا تكون لهم صفة «رسمية» في الدولة عندما يدخلون عالم الاقتصاد. الحقيقة هي أننا لدينا قطاع خاص اقتصادى واسع «غير منظم» من الحكومة وأدواتها، ووفقًا لآخر التقديرات، فإن حجمه يمثل ٥٣٪ من إجمالى المنشآت في قطاعات الأنشطة الاقتصادية، ومنها ٢ مليون منشأة في القطاع «غير الرسمى».

كما هو معلوم لدى القراء، فإن الكاتب ليس عالِمًا اقتصاديًّا، ولكن التخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية والتعرف على عدد من الاقتصاديين المرموقين، من بينهم د. أحمد جلال، وزير المالية سابقًا، والأستاذ محمود عبدالله، رئيس الشركة القابضة للتأمين سابقًا، أضاف الكثير من المعرفة الاقتصادية، خاصة ما تعلق بمفهومين: رأس المال الميت، و«الاقتصاد غير الرسمى»؛ وكلاهما يوجدان في الاقتصاد القومى، ولكنهما لا يسجلان ولا ينشطان في العملية الاقتصادية للدولة. كلاهما يشكل خسارة حقيقية للاقتصاد القومى؛ وفى حدود ما أعلم، فإن التنبيه إلى أهمية الموضوعين فيما يتعلق بمصر جاء على يد اقتصادى من «بيرو» في أمريكا الجنوبية، هو «هيرناندو دى سوتو»، الذي كتب كتابًا عن مصر بعنوان «رأس المال الميت والفقراء»، وبعد ذلك جرى تأصيل الموضوع في كتابات د. أحمد جلال مع إسحق ديوان «اقتصاديات الشرق الأوسط في مرحلة التحول»؛ ومع آخرين «ما بعد الربيع: التحولات الاقتصادية في العالم العربى». في هذا الأدب الاقتصادى انطلقت صرخة كبرى حول قطاع مهم من الاقتصاد المصرى، وهو متواجد، وربما يلعب دورًا جوهريًّا في الاقتصاد القومى؛ أو أنه ميت لا يسهم ولا يُستخدم، وبالتأكيد لا يدخل في خطط التنمية.

التقرير الذي تقدمت به لجنة الشباب والرياضة في مجلس الشيوخ إلى أعضاء المجلس يمثل مرة أخرى إعلانًا مهمًّا عن قضية جوهرية جرى تقدير أهميتها بأنها تمثل ٦٠٪ من حجم الناتج في الاقتصاد الرسمى، ويعمل فيه ٤ ملايين بنسبة ٢٩.٣٪ من العاملين في هذا الاقتصاد. التعريف الذي قدمه التقرير للمفهوم، الذي يُطلق عليه أحيانًا اسم الاقتصاد الموازى أو الاقتصاد الخفى، هو «كافة الأنشطة المولدة للدخول، والتى لا تدخل في الإيرادات العامة للدولة، وتتم بعيدًا عن أعين الرقابة الحكومية بهدف التهرب من كافة الاستحقاقات المترتبة عليها، مما يترتب عليه الإضرار بحقوق الخزانة العامة، وبالتالى زيادة العجز في موازنة الدولة». التعريف على هذا النحو ينطلق من إلقاء اللوم على هذا القطاع، دون مراعاة لفشل الدولة في أن تجعل من القطاع غير الرسمى منجذبًا وعارفًا لمصالح كبيرة من الاندماج في الاقتصاد الرسمى. وهى نقطة مهمة أثارت الكثير من النقاش داخل مجلس الشيوخ، ولعلها مُثارة بأصوات أعلى الآن داخل الساحة الوطنية على ضوء الأزمة الاقتصادية الراهنة، التي لها أبعاد متعددة، ربما يكون واقع «رأس المال الميت» و«الاقتصاد غير الرسمى» من أهم تحدياتها المتراكمة منذ وقت طويل.

ولا توجد نية هنا لاعتبارات المساحة في ذكر الكثير من تفاصيل الموضوع، ولكن المهم هنا الإشارة إلى أن الاقتصاد غير الرسمى متنوع، وبعضه يدخل في القطاع الصناعى، والباعة الجائلين، وسوق الأموال المدفوعة دون مقابل (البقشيش مثالًا)، ومجال التعليم والنقل والمواصلات، والبناء المخالف. وفى كل ذلك هو غير مسجل في دفاتر الدولة وملفاتها، وله طبيعة فردية، ويعمل في مشروعات محدودة رأس المال والعمالة والإنتاج بالتالى، ويعتمد كثيرًا على العمل اليدوى وليس التكنولوجى، وفى العموم فإنه عمل منخفض الأجور وغير مؤمَّن اجتماعيًّا. ومن مزايا التقرير أنه بالإضافة إلى بيانات الحالة المصرية، فإنه اطّلع على تجارب الدول الآسيوية، التي تعاملت مع ظواهر مشابهة في تايلاند وبنجلاديش وفيتنام والهند والفلبين وما توصلت إليه هذه من معالجات للظاهرة تُعيد صياغة النظام الضريبى وضبط البنية التشريعية وتبسيط تسجيل الشركات.

وأخذًا في الاعتبار لجهود الحكومات السابقة والحالية من محاولات لخلق بيئة عمل لائقة، وتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية، وتأهيل الشباب، ودور الإعلام في توسيع ثقافة العمل الرسمى لدى الشباب، فإن التقرير تقدم بمجموعة من التوصيات تقوم على الربط بين التعليم وسوق العمل، وتحسين الإطار التشريعى، وإقرار سياسة ضريبية أكثر كفاءة وإنشاء هيئة عليا خاصة بالقطاع غير الرسمى وإطلاق استراتيجية وطنية تتعامل بجدية مع الاقتصاد غير الرسمى.

القرار الذي أصدره مجلس الشيوخ بخصوص التقرير كان الإحالة إلى فخامة السيد رئيس الجمهورية، وهو بالتأكيد سوف يضيف بُعدًا مهمًّا لمرحلة جديدة من الإصلاح الاقتصادى، التي يكثر فيها الأمل ألّا تحتوى على الاقتصاد غير الرسمى أو «رأس المال الميت» لأن كل ما هو «غير رسمى» نفعه قليل ما لم يكن مُضِرًّا في أحيان كثيرة؛ أما كل ما هو ميت فهو فاقد الأهلية بحكم التعريف لما هو زائل. ولكن ما يهمنا في الإضافة إلى هذا التقرير هو البُعد المحلى، حيث تتفاوت وتتنوع مستويات وأنواع الاقتصاد غير الرسمى في المحافظات المصرية المختلفة، وهو في مساحات المحافظات الشاسعة مثل الوادى الجديد أو البحر الأحمر ليست مثلها في محافظات الدلتا المزدحمة أو محافظات المدن الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية. في كل واحدة من هؤلاء تركيبة مختلفة ما بين الرسمى وغير الرسمى، وكل منهما تستحق اهتمامًا خاصًّا ومعالجة مختلفة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى مواجهة القضايا الأزلية الاقتصاد غير الرسمى فى مواجهة القضايا الأزلية الاقتصاد غير الرسمى



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 20:01 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
المغرب اليوم - الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib