البريكس والنجم الساطع
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

البريكس والنجم الساطع!

المغرب اليوم -

البريكس والنجم الساطع

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

ربما لا يعكس حالة مصر في سياستها الخارجية أكثر من اجتماع دعوة مصر إلى الانضمام إلى تجمع «البريكس»- وهو ما سيسرى من أول يناير القادم ٢٠٢٤- مع إجراء دورة جديدة من دورات مناورات «النجم الساطع»، التي تستضيفها وتتعاون في إجرائها مع الولايات المتحدة الأمريكية. الموضوع الأول كان موضع اهتمام من الرأى العام المصرى خلال الفترة القصيرة الماضية باعتباره تصويتًا بالثقة في الاقتصاد المصرى من قِبَل مجموعة دول مهمة في النظام الدولى المعاصر، مثل الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، ترفع شعارات كثيرة لتغيير النظام الاقتصادى العالمى ووقف اعتماده على الدولار الأمريكى. وفى أذهان كثيرين في مصر ترددت أصداء التنظيمات «الوسيطة»، التي جرى إنشاؤها أثناء فترة الحرب الباردة، مثل مجموعة عدم الانحياز السياسية ومجموعة الـ٧٧، التي انضمت إليها معظم دول مَن كانوا يسمون العالم الثالث، (على أساس أن العالم الأول هو أوروبا الغربية وشمال أمريكا، والعالم الثانى هو أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتى). وفى أذهان أخرى ترددت أصداء الحرب الباردة الثانية، بحيث بدا البريكس تشكيلًا لمحور مناهض للولايات المتحدة وحلف الأطلنطى والغرب عامة. كان لدى هؤلاء انتظار طويل لإنهاء سيطرة الولايات المتحدة على العالم من خلال «العولمة» وعملتها النقدية: الدولار. ومادام كان يوجد داخل «البريكس» مَن يطالبون بالتعامل بالعملات المحلية، أو بحزمة من العملات في المستقبل، فإن المنظمة قد تكون سبيلًا للتعامل الإيجابى مع مشاكل مصر النقدية. وفى أذهان ثالثة فإن أمر «البريكس» بدا كما لو كان تكرارًا للتجارب الإقليمية مثل الاتحاد الأوروبى، والتى تأخذ مسارًا اقتصاديًّا تكامليًّا تتزايد فيه أعمال التجارة الحرة والاستثمار المباشر، وباختصار تكوين كتلة دولية اقتصادية تكون نواة لعالم متعدد الأقطاب يكون فيه «جنوب العالم أو The Global South» ذا شأن في النظام الدولى «الجديد».

الرأى عندنا يختلف عما جاء في الأذهان المصرية السابقة، فالبريكس ليس جماعة عدم انحياز أخرى، ولا هو محور جيو استراتيجى آخر، ولا هو اتحاد جنوبى اقتصادى؛ وإنما هو مشروع آخر ومختلف للعولمة ومراجعة النظام الدولى قام على أساس من الصعود الصينى إلى قمة العلاقات الدولية. ومنها يأخذ الكثير من سماتها الخاصة ليس فقط بالمراجعة، وإنما في المرونة الشديدة للعلاقات بين دول العالم، خاصة بين الشرق والغرب. ومن المعلوم أن الشريك التجارى المهم للولايات المتحدة والصين هو كلا منهما تجاه الآخر، حيث التفاعل يسير على جبهات التجارة وعملة الدولار والتعاون التكنولوجى والاستثمارات لكبرى الشركات في البلدين. التناقضات هنا يمكن حسابها في موضوع آخر، ولكن في إطار «البريكس» فإن الصين تحاول وضع أفكارها لعالم المستقبل بين أكبر عدد ممكن من المؤيدين. ولكن في الوقت الراهن من حيث المرونة، أي العمل على أساس من المصالح الخاصة المباشرة، فإن الصين تتعامل مع الهند شريكًا في ساحة البريكس والعمل على تغيير النظام الاقتصادى الدولى، ولكنها تختلف معها، وربما تتناقض فيما يتعلق بالحدود المتنازع عليها، وفيما يتعلق بتواجد الهند مع مجموعة «الكواد»، التي تضم معها الولايات المتحدة واليابان وأستراليا، وهى القريبة من تجمع «أوكوس» في الساحة «الإندو باسيفيك»، الذي يضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا. وسواء كان هذا التجمع أو تلك فإن ترجمته الجيو سياسية هي النظر بعين الخصومة الحالية أو المحتملة مع الصين.

هنا يأتى تحديدًا عقد مناورات النجم الساطع ٢٠٢٣ بمشاركة ٣٤ دولة مضافًا إليها ١٥ دولة مراقبة، ومن الدول المشاركة الهند والمملكة العربية السعودية. المناورات تُعد هي الأعلى والأكثر مشاركة من الدول في منطقة الشرق الأوسط، ومن الناحية العسكرية الفنية فإن لها من الشمول والأهمية ما يأتى بعد مناورات حلف الأطلنطى. نشأة هذه المناورات التي تجرى بصورة دورية على الأراضى المصرية كان هدفها في مطلع الثمانينيات من القرن الماضى الدفاع عن منطقة الخليج العربى من احتمالات الهجوم من قِبَل الاتحاد السوفيتى على المنطقة الأهم في الاستراتيجية النفطية العالمية. ومع انتهاء الحرب الباردة كانت أصداء الحرب العراقية الإيرانية ثم الغزو العراقى للكويت إشهارًا لتعرض منطقة الخليج لتهديدات متنوعة لاستقرارها، كان آخرها بزوغًا التحدى الإيرانى التقليدى والنووى. وفى المراحل الأخيرة من المناورات بات «الإرهاب» واحدًا من التحديات التي تجرى المناورات من أجل مواجهتها.

انضمام مصر إلى البريكس وإجراؤها مناورات النجم الساطع يشهدان على مرونة السياسة الخارجية المصرية وقدرتها على تلبية احتياجات الدولة المصرية سواء كانت الأمنية أو الاقتصادية. الحكومة المصرية في هذا متسقة مع اتجاه مصرى نحو توسيع مساحات الشراكات المصرية، التي بدأت بالمشاركة النشطة في إنشاء الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة، ومن بعدها علاقات مصر العربية في إطار الجامعة العربية، ثم علاقاتها الإفريقية في إطار منظمة الوحدة الإفريقية ثم الاتحاد الإفريقى و«الكوميسا». ومع أوروبا توجد رابطة التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبى، وعلاقات خاصة مع اليونان وقبرص في إطار منتدى شرق البحر الأبيض المتوسط، وكذلك مع التجمعات الجارية في شرق أوروبا. وكل ذلك لا يعكس فقط المرونة المصرية في تلبية احتياجات مصالحها الحيوية، وإنما أيضًا أن مصر بأحوالها الحالية تمثل إضافة إلى هذه التجمعات بما لديها من قدرات جيوسياسية واستراتيجية واقتصادية أيضًا.

هذا الامتداد الجديد للسياسة الخارجية المصرية يفرض بشدة ضرورة الإصلاح الاقتصادى الجدى في اتجاه اقتصاديات السوق الحرة لأن جميع الدول التي تتعامل معها مصر من خلال هذه الروابط المتنوعة أمنيًّا وحضاريًّا تتبنى اقتصاد السوق الحرة سواء كانت هي الصين أو الهند أو البرازيل أو روسيا. أمران تحتاجهما مصر الآن في هذه المرحلة المهمة من تاريخها على منعطف منتصف تنفيذ «رؤية مصر ٢٠٣٠»: أولهما استكمال تحرير الاقتصاد المصرى من القيود العديدة بحيث يكون أكثر حساسية لقواعد العرض والطلب. وثانيهما أنه سواء جرى التعامل مع دول البريكس بالعملات المحلية أو بعملات دولية مثل الدولار أو اليورو أو الذهب، فإن تقييم عملة التعامل سوف يكون واحدًا. العملة هي مقياس للقيمة حسب مقتضيات العرض والطلب، وليست مجرد وسيلة للتبادل.

وباختصار فإنه بات على مصر أن تربط ما أحرزته من تقدم اقتصادى في البنية الأساسية في تعزيز قدراتها الصناعية والزراعية والخدمية ثم التصديرية والسياحية، التي تُعد بمثابة تصدير لمزايا مصر النسبية في السياحة من خلال الموقع الجغرافى والعمق التاريخى. ولكن ربما سيكون من أهم ما على مصر الاستعداد بشأنه هو المشاركة في أهم أهداف جماعة «البريكس»، وهو مراجعة النظام العالمى وإعادة تنظيمه بما فيه إعطاء دور أكبر ليس فقط للصين وروسيا والهند والبرازيل، وإنما إعطاء فرص أكبر «لجنوب العالم» في أن يكون له نصيب أكبر من الكعكة العالمية.

القضية ليست فقط إلغاء الديون أو تقديم تسهيلات التصدير، وإنما الأهم هو تقديم الدعم اللازم للبنية الإنتاجية في بلدان الجنوب، وفى مقدمتها مصر، بالاستثمارات والتكنولوجيا

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البريكس والنجم الساطع البريكس والنجم الساطع



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 20:01 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
المغرب اليوم - الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib