حكمة الأمير «تاليران»
دونالد ترامب يحضر مباراة دوري كرة القدم الأميركية في سابقة تاريخية للرئاسة استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية
أخر الأخبار

حكمة الأمير «تاليران»!

المغرب اليوم -

حكمة الأمير «تاليران»

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

فى مقال «بول لندن»، فى دورية The Hill، التى تصدر عن الكونجرس الأمريكى، تحت عنوان: «توازن القوى ليس حلًّا عسكريًّا»، كتب ما يلى: الأمير «تاليران»، الدبلوماسى العبقرى، الذى خدم فى أربع حكومات فرنسية، فى أخريات وبواكير القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، لخص الدرس المهم، كما نقل عنه أنه قال به لسيده «نابليون»: «إنك يا سيدى تستطيع أن تفعل بسونكيات البنادق أى شىء، ما عدا أن تجلس عليها».

إن رئيس الوزراء واليمين الإسرائيلى قد حاولوا الجلوس على السونكيات لأكثر من عشرين عامًا؛ وكان 7 أكتوبر وحرب غزة هى النتيجة.

والسونكيات هى جمع «سونكى»، وهو رأس الحربة، الذى بات يُلحق بالبنادق لكى يُستخدم بمنزلة الحَرْبَة فى المعركة لطعن الخصوم، بعد أن تنفد ذخيرة البارود من البندقية، التى كانت محدودة، ويحتاج الجندى بعدها إلى استخدام الأداة التقليدية للحرب كما جرى فى العصور القديمة. الترجمة العربية ربما تكون أكثر حكمة فى أنه من حق القادة استخدام القوة كما يشاءون للعنف والغزو والاحتلال والسيطرة والهيمنة؛ ولكنهم سوف يظلون جالسين على «خازوق» القوة لسنوات طويلة لينتهى بهم الأمر إلى مواجهة حقيقة الخسران المبين.

«نابليون» أخذته القوة عبر القارة الأوروبية إلى موسكو فى أقصى الشرق لكى يعود مهزومًا، وبعدها ينتهى به الحال إلى هزائم أكبر، ثم سجنه وعودته مرة أخرى على حاله، فينهزم مرة أخرى ويعود إلى سجن يموت فيه.

«بول لندن»، مؤلف المقال، ذكر أن الولايات المتحدة عاشت على الخازوق ذاته فى فيتنام، حيث خدم لفترة من الزمن ليكتشف فيها أن القوة العسكرية ليست حلًّا لمعضلات كبرى، كان ممكنًا مواجهتها بالحكمة السياسية، التى تأتى من إدراك الحقائق الموضوعية فى الواقع. تكرر الخازوق ذاته مرة أخرى فى أفغانستان والعراق، وجلست عليه الإدارات الأمريكية المختلفة لأنها تصورت أولًا أن القوة العسكرية يمكنها حسم كل شىء؛ وثانيًا أنها تقف إلى جانب التاريخ، حيث الديمقراطية والليبرالية والرأسمالية باهرة ومثمرة. نابليون وأقرانه كانوا يناضلون من أجل المجد الشخصى ومجد الثورة الفرنسية معًا، وفى النهاية خسر وخسرت معه فرنسا كلها.

إسرائيل تحت قيادة «نتنياهو» ومعه اليمين الإسرائيلى منذ بداية القرن الحالى فشلوا تمامًا فى فهم توازنات القوى الجارية لأنهم اعتقدوا فى تفوق إسرائيلى حاسم فى كل شىء من الوحدة الداخلية والتفوق والمنعة التسليحية والتكنولوجية؛ وفى المقابل لا توجد إلا حالة من الخيبة والتخلف وعدم القدرة العسكرية. ساد الظن بأن فى ذلك «ردعًا» بما فيه الكفاية، وأن الخصم، وهو فى هذه الحالة مجمع من الفلسطينيين وخصوم آخرين تقودهم إيران، لديه من الوهن والضعف ما يجعله يخاف الإقدام، فإذا ما تهور وقام بالهجوم فإن الإبادة الجماعية سوف تكون الثمن. فى الواقع كانت النتيجة أعقد من ذلك، وهى أن إسرائيل باتت معلمًا للفلسطينيين، وعندما قضى «يحيى السنوار» 22 عامًا فى سجون إسرائيلية، فإنه قضاها فى دراسة إسرائيل. الأمر بعد ذلك تفاصيل، فقد تغيرت توازنات القوى، ولم يعد الفارق كما كان، وفشلت إسرائيل فى إدراك ما حدث ليس فقط فى 7 أكتوبر، وإنما فى إدراك ما حدث بعد ذلك فى طول مدة الحرب أكبر من كل التوقيتات التى وضعتها إسرائيل لنفسها. الأمر كله كان يمكن تفاديه إذا ما طبقت إسرائيل اتفاقيات أوسلو، وقامت الدولة الفلسطينية.

حكمة «تاليران» لا تصدق فقط على نتنياهو وجماعته، وإنما أيضًا على الفلسطينيين من حماس والجماعات الأخرى وقياداتهم، التى لا تدرك التناقض القائم ما بين إعلان «النصر» العسكرى على إسرائيل، وهزيمة هذه الأخيرة وتهاويها؛ بينما فى ذات الوقت يطلبون وقف إطلاق النار الفورى والشامل، وكأنهم يشفقون على إسرائيل من الهزيمة والتماسك والصمود. وإذا كانت إسرائيل لابد لها من إدراك أن الشعب الفلسطينى سوف يظل باقيًا حيًّا فى الجوار، وحتى داخل إسرائيل نفسها؛ فإن القيادة الفلسطينية عليها أن تعرف حقيقة الدولة الإسرائيلية وقدرتها على الاستمرار واعتلاء المنافسة الدولية اقتصاديًّا وتكنولوجيًّا وقدراتها فى التحالف مع القوى العالمية. الشعبان الفلسطينى والإسرائيلى هما من حقائق الأرض التى لا يمكن تجاهلها أو تصور أنه يمكن إخضاعها؛ وبعد 75 عامًا من مولد الدولة الإسرائيلية، فإن الثابت أنها فى حقيقتها لا تُقام كاملة إلا بعد قيام الدولة الفلسطينية، واعترافها بندية وجود الدولة الإسرائيلية. فيما عدا ذلك فإنه لا يوجد سوى سراب القوة، سواء كانت متفوقة بالقدرات النووية أو تجد فى الضعف قوة الاستنزاف للآخر؛ وهو الذى يصل بعد ذلك إلى صراع لا ينضب وقوده من الكراهية والرفض.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكمة الأمير «تاليران» حكمة الأمير «تاليران»



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib