حتى لا يكون هناك إخفاق عربي آخر
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

حتى لا يكون هناك إخفاق عربي آخر؟!

المغرب اليوم -

حتى لا يكون هناك إخفاق عربي آخر

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

كان جيمس روزناو هو الذي وضع القانون العام لحركة الدول والمجتمعات في أعقاب انتهاء الحرب الباردة في مطلع تسعينات القرن الماضي، بأنها سوف تتراوح ما بين «الاندماج» Integration و«التفكيك»Disintegration . وكان النموذج الأوروبي شاهداً على الاندماج والتكامل بين شعوب وقبائل وأمم ودول تحاربت على مدى التاريخ، وكان تفكيك الاتحاد السوفياتي ويوغوسلافيا وغيرهما شاهداً على عجز القدرة على إدارة التنوع والتعددية في المجتمع والدولة. ولكن بعد مضي 3 عقود تقريباً، ومرور نفس الفترة بعد إعلان فرانسيس فوكاياما عن «نهاية التاريخ» وسيادة الليبرالية الرأسمالية على العالم، فإن المسألة الآن تبدو أكثر تعقيداً من أي وقت مضي. فالخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي بدأ مرحلة للتفكيك لم تكن متوقعة، والفجوة التي خلقها الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترمب مع حلفاء الولايات المتحدة عبر الأطلنطي ثم الانسحاب الأميركي من الشرق الأوسط، كل ذلك خلق ظرفاً لمراجعة النظام العالمي، كان من أركانها نشوب الأزمة - الحرب الأوكرانية.
وفي العالم العربي كانت المدرسة القومية في الفكر السياسي منذ خمسينات القرن الماضي تقوم على أن الصلات التي ترتبها العلاقة مع «الوطن العربي» ينبغي لها أن تتفوق على كل الأبعاد القطرية التي أخذت تتصاعد في الدول العربية المستقلة، خاصة ما تعلق منها بالمصالح «القومية - الوطنية». ولما كان ذلك صعباً، فقد عمدت المدرسة القومية إلى دعم الروابط «القومية»، ومنها كان الاهتمام باللغة والثقافة والتاريخ «المشترك» والمصالح المشتركة.
وفي هذه المدرسة، يصير التأكيد على «الخطر» المشترك ممارسة يومية، ويصبح في مقدمة هذه الأخطار السعي من قبل أنواع من «الأعداء» لتفتيت الأمة. ولذلك لم يكن من قبيل المصادفة أن ينكر الفكر «القومي» تماماً فكرة التمايزات بين الدول العربية، وخلق آليات التنشئة السياسية التي تقوم بتخريج القوميين المتحمسين من الأطياف كافة.
النتيجة كانت ما أسماه عالم السياسة الأميركي مالكولم كير بالحرب الباردة العربية التي كانت من ناحية انعكاساً للحرب الباردة العالمية بين الولايات المتحدة وحلفائها في الغرب والاتحاد السوفياتي وأنصاره في الشرق. في مثل هذه الحرب، لعب الإعلام دوراً مؤثراً في تدمير كل ما يربط العرب بعضهم ببعض من خلال المزايدة والمناقصة على أمور شتى، كان في مقدمتها الصراع العربي الإسرائيلي. دخلت إذاعات وصحافة العواصم العربية في مسابقات الحكم على الوطنية والقومية للنخب العربية في البلدان الأخرى. وعندما جرت هزيمة يونيو (حزيران) 1967. ومن بعدها انتصار أكتوبر (تشرين الأول)، جرت الهدنة التي ظللتها أشكال من التعاضد، ولكنها لم تلبث أن تحولت إلى انقسام وحرب إعلامية أخرى بعد معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، وبلغت قسوتها مداها عندما خرجت الجامعة العربية من القاهرة. كان ذلك هو الوقت الذي دخلت فيه العراق في حرب مع إيران وبعد 8 سنوات من الحرب قاد «النصر العراقي» إلى غزو الكويت.
القصة بعد ذلك معروفة، فقد انفض السامر القومي، وسادت أشكال من العلاقات الثنائية التي تتقارب وتتباعد حسب الظروف التي زادتها تعقيداً العولمة والتطور التكنولوجي، ولكن الصدمة الكبرى جاءت فيما بعد العقد الأول من القرن الواحد والعشرين بما سمي «الربيع العربي»، مشكلاً صدمة كبيرة، قوامها أمران؛ أن ما سبق من نظم وطنية لا يمكن له أن يستمر كما كان، وأن هناك حاجة ماسة إلى مشروع آخر يقود إلى الأمام حيث الدول والعالم المتقدم. الطريق إلى هذا المشروع الأخير لم يكن سهلاً، فقد انفجر الإقليم العربي على نفسه بسلسلة من العنف والإرهاب والحروب الأهلية والتوترات الداخلية، وكلها سمحت لقوى إقليمية أن تخترق وأن تضرب وتفجر. القصة الإيرانية معروفة في هذا الصدد بالهيمنة على العراق وسوريا ولبنان واليمن. والقصة الإسرائيلية معروفة أيضاً حينما تسارع الاستيطان الإسرائيلي وتغيرت الحكومات الإسرائيلية حتى أعلنت عن رفضها لحل الدولتين، وتطبيق اتفاقيات أوسلو، و«الأرض مقابل السلام»، حتى وصلنا إلى اللحظة الراهنة حيث تسود قاعدة «السلام مقابل السلام». ولكن الدولة العربية القطرية لم تكن ساكنة، وحول عام 2015 تجاوزت الحركات الإصلاحية العربية قدرات جماعة «الإخوان المسلمين» وتابعيهم من المنظمات الإرهابية لكي تضع على رأس أولوياتها بناء الدولة العصرية، التي ليس من واجباتها كما ذكر الخديوي إسماعيل أن تكون مصر «جزءاً من أوروبا»، وإنما أن تخرج من المنطقة العربية الإصلاحية «أوروبا جديدة». وإذا كانت القارة الأوروبية قد قادت العصر الحديث، والقارة الآسيوية قد أصبحت رائدة في التاريخ المعاصر حتى بات رؤساء أميركيون يعلنون أن آسيا هي الجهة التي يذهبون إليها والمقصد الذي يسعون إليه، فإن الفكرة الجوهرية هنا هي لماذا لا يكون العالم العربي قاعدة للتقدم الجديد في العالم؟
الفكرة هكذا تقوم أولاً على الإصلاح العميق القائم على الدولة الوطنية، واختراق إقليم الدولة بالتنمية، والتعاون الإقليمي بين المصالح المشتركة في الأمن، والسوق، والأفكار العصرية. وثانياً على توجهات إقليمية ودولية عاقلة ورشيدة تقوم فيه كل دولة بما تستطيع القيام به وفق ظروفها الخاصة. ولكن الأفكار الكبرى يصبح عليها دائماً أن تتحصن وتحمي نفسها من التآكل الذاتي الذي ألم بالفكرة القومية السابقة في ستينات القرن الماضي، التي نتج عنها ما جرى من كوارث ومآسٍ. الثابت أن هناك قوى إقليمية، ومنظمات كبيرة عابرة للقارات كلها تريد تقويض أفكار الإصلاح العربي، وأنها تضع الاستراتيجيات التي تستخدم وسائط التكنولوجيات الحديثة، وأدوات التواصل الاجتماعي، وأشكالاً من السفهاء والإعلام من أجل زرع الفرقة، معتمدة في ذلك على خلق منافسات بين الدول العربية.
التقدير هنا هو أن القيادات العربية الراهنة لن تقع في هذا الفخ، وأنها مدركة أن عمليات الإصلاح في ذاتها ليست سلسة في ظل ظروف دولية وإقليمية معقدة، لا تخلق أزمات في الطاقة والغذاء فقط، ولكنها تخلق أيضاً فرصاً جديدة لم تعرفها الأجيال العربية من قبل. هي فرص أكثر رحابة من قبل، ليس فقط لأنها تدرك رحابة واتساع الإقليم العربي، وقابليته للتوسع في الزراعة والصناعة والخدمات، ولكنه أكثر من ذلك، يمكنه تحقيق التعاون والمشاركة على أساس من مصالح الدولة الوطنية. من المفهوم أن جزءاً من النزعة الوطنية يقوم على «الخيلاء» والإحساس بالتفرد، ولكن خلال الشهور الماضية فقط علمتنا الشعوب العربية أن كل خير في بلد عربي هو كذلك واقع لكل الدول العربية. ظهر ذلك بقوة إبان انعقاد كأس العالم في كرة القدم بالدوحة، وعندما شكرت صديقاً مغربياً على المساندة للنادي الأهلي المصري المشارك في كأس العالم للأندية في الرباط، كان رده؛ وهل ننسي موقف الجماهير العربية من الفريق المغربي خلال كأس العالم؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى لا يكون هناك إخفاق عربي آخر حتى لا يكون هناك إخفاق عربي آخر



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 20:01 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
المغرب اليوم - الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib