مسألة الهوية الوطنية
دونالد ترامب يحضر مباراة دوري كرة القدم الأميركية في سابقة تاريخية للرئاسة استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية
أخر الأخبار

مسألة الهوية الوطنية؟!

المغرب اليوم -

مسألة الهوية الوطنية

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

في يوم من أيام شهر أبريل (نيسان) 2008 أتتني مكالمة تلفونية من بلد عربي شقيق تدعوني إلى زيارته يوم 27 من الشهر نفسه. وقتها كنت مديراً لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ولم يكن مستغرباً دعوتي إلى ندوات ومهرجانات ثقافية أو إلقاء محاضرة. كان قد مضى أربع سنوات منذ بدأت الكتابة المنتظمة في جريدة «الشرق الأوسط» الغراء، وهذه خلقت جسراً إلى منطقة الخليج التي أصبحت واحدة من اهتماماتي البحثية والفكرية منذ عملت مستشاراً سياسياً في الديوان الأميري لدولة قطر خلال الفترة من 1990 إلى 1993 إبان حرب تحرير الكويت وما بعدها من أحداث ازدحم فيها السلاح مع الدبلوماسية وباختصار السياسة. هذه المرة كان هناك تمهيد للزيارة من قِبل صديق فلسطيني بأن الأشقاء في الدولة الشقيقة يريدونك في مهمة بحثية مهمة تتعلق بتعزيز «الهوية الوطنية». في أدب العلوم السياسية كانت «الهوية» مبحثاً من مباحث «حداثة» الدولة الوطنية أو Nation State، وهي مسألة يمكن تحليلها بحيث نعرف لماذا أصبح الفرنسيون فرنسيين، ولماذا بات الألمان ألماناً، وهكذا حال؛ وهل لذلك سمات معينة على الأغلب لا توجد في دولة مثل أخرى؟. «الهوية» لها جانب «جيني» أو بلغة اليوم DNA لا يُخترع ولا يُستحدث. وصلت في الموعد وكانت المهمة في غاية الجدية ووعدت بالعودة بعد شهر بعد التفكير في الأمر مع زملائي في المركز، حيث عرضنا خطة بحث يقوم بها أربعون باحثاً وخبيراً في العلوم السياسية والاجتماعية والأنثروبولوجيا والاقتصاد والتاريخ. بعد عام جرى البحث فيها بين القاهرة والدولة الشقيقة حتى تم الانتهاء منه وتسليمه؛ وبات علينا النظر في مشاهد الدولة المهمة عن كيف تم تنفيذ 222 توصية جاءت في البحث المذكور؟ وكان ما رأيناه مبهراً.

لماذا كل هذه القصة المعقدة عن تجربة بحثية ناجحة، والإجابة هي حالة العديد من الدول العربية مثل سوريا، واليمن، والسودان، وفلسطين ولبنان، وبدرجة ما العراق، التي تعيش حالات من الحروب الأهلية أو تعيش على حافتها أو تدخلها فترة وتخرج منها فترات بينما يظللها الخوف من حرب مروعة. فما يحدث فيها من صراعات مسلحة أو التهديد بحدوثها ما هو إلا نتاج حزمة من العناصر المعقدة، ولكن أكثرها أهمية هي ضعف الرابطة الوطنية والهوية المشتركة بين مكونات «شعب». ولا يمكن قبول المشهد الحالي في المسرح السياسي السوداني من الصراع المسلح العنيف الذي يحدث في أرجاء الدولة، ولا يستثني حتى العاصمة، وفي كل هذه الأرجاء يقتل «سوداني» سودانياً آخر بعد اعتباره عدواً لا يمكن تصوره شقيقاً ينتمي إلى «هوية» مشتركة. الأمر ينطبق على كل الحالات، وربما كانت الحالة السودانية على حداثتها مثالاً على السذاجة التي تجري بها عمليات التفاوض من خلال أطراف دولية وإقليمية بحيث يلتقي الطرفان في عواصم شتى ويتفقان على وقف إطلاق النار، وبعدها بساعات يجري استئناف القارعة وسقوط الجنود والمدنيين في واحة الانقسام. صحيح أن الأمر قد يكون راجعاً إلى انقسامات عرقية أو طائفية تكون هواياتها تصادمها ويبحث كل منها عن السيادة على الآخرين. ولكن ذلك كان ممكناً تاريخياً في عصور أخرى عندما كانت الحرب بين الإنجليز وأهل أسكوتلندا وويلز وآيرلندا تمهيداً لقيام المملكة المتحدة التي يربط هويتها «التاج البريطاني» ويحارب تحت أعلامها الجميع في الحروب العالمية خلال القرن العشرين. الحرب الأهلية الأميركية بين الشمال والجنوب في القرن التاسع عشر لم تكن عاكسة للطائفية أو الأعراق وإنما كانت لحل إشكالية التناقض ما بين «إعلان الاستقلال» الأميركي الذي أكد على حقيقة الإنسان وحقوقه الأساسية؛ و«الدستور» الأميركي للذي سمح بالعبودية، وامتهان الأعراق الأقل شأناً من السود إلى النساء واليهود. في النهاية لم تؤدِ الحرب إلى انقسام الدولة، وفاز الاتحاد لأنه تكونت «هوية» أميركية جديدة قامت على مشروع صناعي وتكنولوجي مشترك يمكنه التعامل مع دولة ذات طبيعة قارية سوف تصير مع الزمن دولة عظمى.

«الهوية» مكون أساسي من مكونات الدولة، وموضوعها أن جماعة من البشر قد وجدت مجمعاً متميزاً من الرموز والأساطير والثقافة والمصالح المشتركة عن كل ما جاورها من مجمعات أخرى. هذه الهوية إجرائياً ترتب استعداد الأفراد للدفاع عن الحدود حتى بالحياة، ودفع الضرائب لرفع العلم وتحقيق التنمية المشتركة. في الدولة الوطنية توجد السياسة التي تدعم من خلال وسائل متنوعة ما هو مشترك وتجعله يسير في اتجاه متصاعد؛ ولا تقبل إطلاقاً أن تكون فيها جماعة مثل «حزب الله» في لبنان ثلثاً معطلاً لكل ما تحتاج إليه الدولة من قرارات. «هوية الدولة» بكل ما فيها من فخر وعزة، تجعل عمليات توقيع الموارد القومية مسألة تخص جميع «المواطنين»، وفي كل الأحوال يكون «السلاح» واستخدامه احتكاراً خالصاً وشرعياً للسلطة السياسية وحدها. ما جرى في وطننا العربي هو أن عدداً ليس بقليل في عالمنا العربي ضعفت فيه الهوية الوطنية إلى الدرجة التي خلقت صدامات مسلحة كتلك التي نراها في الخرطوم؛ وفي مدينة واحدة في إقليم دارفور سقط 15 ألفاً من الضحايا طبقاً لتقرير من الأمم المتحدة في صدام واحد.

مثل ذلك لا يحدث في دولة وطنية واحدة إلا إذا كانت الهوية المشتركة ضعيفة ومتهافتة إلى الدرجة التي تولد ميليشيات جماعات متفرقة، وكثيراً ما تتصادم في ما بينها، وكل منه من حيث القوة والسلاح يتفوق على الجيش الوطني. والحقيقة، أنه لم تكن هناك صدفة أن دول الإصلاح العربي أولت مسألة الهوية اهتماماً خاصاً بحيث باتت حجر الأساس الأول في عملية الإصلاح الجارية. ولما كانت «الهوية» قضية تخص كل دولة في مفرداتها وعناصرها، فإن أنماطها تستحق معالجة خاصة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسألة الهوية الوطنية مسألة الهوية الوطنية



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib