عودة القطاع الخاص وثيقة سياسة ملكية الدولة ٢٢
قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي اليابان تحذر من تسونامي يهدد مقاطعة إيواتي الشمالية
أخر الأخبار

عودة القطاع الخاص: وثيقة سياسة ملكية الدولة (٢-٢)

المغرب اليوم -

عودة القطاع الخاص وثيقة سياسة ملكية الدولة ٢٢

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

قد يبدو عنوان المقال متناقضًا بعض الشىء، لأنه يشير من ناحية إلى «عودة القطاع الخاص»، بينما هو يقود إلى «وثيقة سياسة ملكية الدولة» بمعنى أن المرجعية هنا هى الدولة وملكيتها ومدى التخارج منها. والحقيقة أن العنوان عاكس تمامًا لتلك الرغبة المتواترة فى التاريخ المصرى المعاصر بأن تعود مصر إلى قواعدها فى الدولة الطبيعية، حيث يكون الاقتصاد الوطنى قائمًا على السوق الحرة، وقيادة القطاع الخاص من ناحية أخرى فى الحجم من الناتج المحلى الإجمالى، وفى التشغيل، والريادة فى تحقيق معدلات عالية للنمو. فى مقال الأسبوع الماضى «الطريق إلى وثيقة ملكية الدولة»، أوضحتُ تلك الحالة من التردد إزاء دور القطاع الخاص فى الاقتصاد القومى، سواء كان ذلك فى لحظات النمو أو أوقات الانكماش، وفى الأولى كان الاعتماد على دور الدولة فى ظل ظروف استثنائية تستدعى تدخلها بأدواتها المختلفة، لكى تزيد الإنفاق والاستثمار العام فى مجالات البنية التحتية والتعليم والصحة، وهى مجالات «لا يعتقد أن القطاع الخاص قادر عليها فى وقت زمنى قصير». كان ذلك هو ما أوضحت به الدولة مسيرتها خلال السنوات الثمانى الماضية، حيث واجهت ليس فقط الاحتياج إلى دورها، وإنما مواجهة الظروف الاستثنائية للتعامل مع «الإرهاب» و«الجائحة» وأخيرًا «الحرب الأوكرانية»، ثلاثتهم مثل ضغوطًا كبيرة على الاقتصاد المصرى، ولدت أولًا قصورًا فى موارد العملة الأجنبية، مما أدى إلى تخفيض قيمة العملة المصرية؛ وثانيًا قصورًا آخر فى القدرة على استمرار معدلات النمو نتيجة العقبات أمام الموارد اللازمة للإنتاج والتى تراكمت من القصور فى سلاسل التوريد العالمية؛ وثالثًا أن أولًا وثانيًا ولّدا حالة مرتفعة من التضخم وارتفاع الأسعار لم يعهدها المواطن منذ التعويم الأول للعملة فى ٣ نوفمبر ٢٠١٦؛ ورابعًا أنه بات ضروريًا لعلاج هذه الحالة القبول بقواعد العرض والطلب على العملة الوطنية حتى لا تتكرر الصدمات التى حدثت مع التعويم منذ بداية هذا القرن حتى الآن؛ وكذلك تعبئة الموارد الوطنية خاصة وعامة من أجل استدامة التنمية المصرية وتحقيق أهداف «رؤية ٢٠٣٠».

المدخل إلى هذه النقطة الأخيرة كان «وثيقة ملكية الدولة» التى من ناحية استندت إلى مرجعية النمو فى الدول الصناعية الجديدة التى اعتمدت على قراءة ٣٠ تجربة دولية، ونظرت إلى ثلاث دول، هى الصين وإندونيسيا والهند، وهى التى أنتجت وثائق مماثلة سماتها العامة هى القبول بمبدأ «اقتصاد السوق» من ناحية، وتحديد الدولة لأولوياتها التى تفرض عليها التدخل المباشر من ناحية أخرى. وهكذا قامت وثيقة الدولة على تحديد آليات التخارج من النشاط الاقتصادى، سواءً بشكل كلى أو جزئى، لتشجيع القطاع الخاص، والتى تختلف بدورها من قطاع اقتصادى لآخر، ومن أصل عام مملوك للدولة إلى آخر، كما تختلف كذلك بحسب الهدف من مشاركة القطاع الخاص فى ملكية الأصول العامة. وأظهرت الوثيقة أنه يتم اختيار الآليات التى من شأنها تعظم العائد الاقتصادى من مشاركة القطاع الخاص، وزيادة المكاسب الاقتصادية الكلية من تحرير الأسواق، وزيادة مستويات المنافسة، بجانب تعظيم فائض المستهلك، وتحقيق أعلى مستويات للربحية والكفاءة الاقتصادية لتلك الأصول، مشيرة إلى أنه سوف يتم الاستناد فى تحديد آليات التخارج إلى أفضل الممارسات الدولية وإلى الخبرات المتخصصة فى هذه المجالات لضمان كفاءة تنفيذ سياسة ملكية الدولة للأصول العامة. وذكرت أنه سوف يتم النظر فى عدد من بدائل تنفيذ سياسة ملكية الدولة المصرية للأصول العامة، وتشجيع القطاع الخاص بما يشمل طرح الأصول المملوكة للدولة من خلال البورصة المصرية لتوسيع قاعدة الملكية، سواء بشكل كلى أو جزئى. ولفتت إلى طرح الأصول بالبورصة والتى تعد إحدى أبرز آليات تخارج الدولة من النشاط الاقتصادى وسيتم تبنيها فى طرح عدد من الشركات المملوكة للدولة فى البورصة المصرية، من خلال برنامج الطروحات الحكومية، سواء بشكل كلى أو جزئى؛ للاستفادة من توسيع قاعدة الملكية والتحول إلى شركات مساهمة عامة، وبالتالى رفع مستوى الأداء الاقتصادى لهذه الشركات وتعزيز رؤوس أموالها، ومستويات التزامها بمعايير الحوكمة والإفصاح والشفافية، ومشاركة المستثمرين الأفراد والمؤسسين فى عوائد وربحية عدد من الشركات والأصول العامة.

الملاحظة الأساسية على الوثيقة هى أنها استخدمت وسائل متنوعة لعودة القطاع الخاص بقوة إلى السوق المصرية وتوفير المجالات التى تتيح له التوسع والاستثمار، ويحدث ذلك سواء كان ذلك للقطاع الخاص المصرى أو الأجنبى. وعلى سبيل المثال، فإن الاعتماد على البورصة فى خصخصة المؤسسات العامة يأخذ من تجربة «مارجريت تاتشر» فى تحرير الاقتصاد العام فى بريطانيا بحيث يحقق من ناحية توسيع الطبقة الرأسمالية المصرية، ومن ناحية أخرى اتساع مشاركة القطاع الخاص فى السوق المصرية.

وأظهرت الوثيقة أنه يتم اختيار الآليات التى من شأنها تعظيم العائد الاقتصادى من مشاركة القطاع الخاص، وزيادة المكاسب الاقتصادية الكلية من تحرير الأسواق، وزيادة مستويات المنافسة، بجانب تعظيم فائض المستهلك، وتحقيق أعلى مستويات للربحية والكفاءة الاقتصادية لتلك الأصول. وذكرت أنه سوف يتم النظر فى عدد من بدائل تنفيذ سياسة ملكية الدولة المصرية للأصول العامة، وتشجيع القطاع الخاص بما يشمل طرح الأصول المملوكة للدولة من خلال البورصة لتوسيع قاعدة الملكية، سواء بشكل كلى أو جزئى. ولفتت إلى طرح الأصول بالبورصة والتى تعد إحدى أبرز آليات تخارج الدولة من النشاط الاقتصادى وسيتم تبنيها فى طرح عدد من الشركات المملوكة للدولة فى البورصة، ومن خلال برنامج الطروحات الحكومية، سواء بشكل كلى أو جزئى؛ للاستفادة من توسيع قاعدة الملكية والتحول إلى شركات مساهمة عامة، وبالتالى رفع مستوى الأداء الاقتصادى لهذه الشركات وتعزيز رؤوس أموالها، ومستويات التزامها بمعايير الحوكمة والإفصاح والشفافية، ومشاركة المستثمرين الأفراد والمؤسسين فى عوائد وربحية عدد من الشركات والأصول العامة.

كما أن التجربة الصينية تظهر عندما تتوجه الدولة فى حالة بعض الأصول المملوكة للدولة إلى إعادة هيكلة تلك المشروعات، بما يسمح بزيادة مستويات جاذبيتها للقطاع الخاص وتعظيم العائد الاقتصادى من تلك المشروعات، وبالتالى طرح جانب من أسهمها للقطاع الخاص لاحقًا، سواء بشكل كلى أو بشكل جزئى، فى حالة رغبة الحكومة فى ضمان استمرار مساهمة هذا الأصل فى الخزانة العامة للدولة. فى هذه الحالة فإن المثل الصينى اعتمد على أن تكون هذه المؤسسات خاضعة للقواعد العامة للمنافسة وممارسة الأعمال، كما هو الحال فى القطاع الخاص، بحيث تكون المؤسسة قابلة للخروج من السوق أو البقاء فيه. مثل هذه الحالة تستدعى أعلى درجات تبادل الثقة بين الدولة والقطاع الخاص بحيث تتيح الدولة الفرص وحرية اتخاذ القرار الاقتصادى؛ بينما يقدم القطاع الخاص من خلال مؤسساته أعلى درجات الاستثمار. ما يحتاجه القطاع الخاص فى هذه المرحلة، ليس فقط الثقة فى الوثيقة وقواعد التخارج، وإنما أكثر من ذلك أن الثقة فى دور القطاع الخاص سوف تستمر ولن يكون هناك تراجع فى عودته.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة القطاع الخاص وثيقة سياسة ملكية الدولة ٢٢ عودة القطاع الخاص وثيقة سياسة ملكية الدولة ٢٢



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي

GMT 19:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته
المغرب اليوم - نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 15:13 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 09:23 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

السياح الروس يهجرون المغرب ويفضلون عليه الإمارات لأنها أرخص

GMT 12:59 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

شانغان فورد تستدعي 500.000 سيارة في الصين

GMT 18:53 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:23 2018 الجمعة ,09 آذار/ مارس

بعوي يطالب حجيرة بسحب تفويضات من نواب وجدة

GMT 10:59 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ليزا أرمسترونغ تتغزل في تصميمات بيرتون لأزياء ربيع 2018

GMT 07:26 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة المقاوم المغربي محمد أجار بعد صراع طويل مع المرض

GMT 04:14 2021 الإثنين ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

حارس المرمى أنس الزنيتي يشكر جمهور الرجاء البيضاوي

GMT 16:31 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib