بكائيات التغيير
أردوغان يعلن عن مؤامرة جديدة تتزامن مع مئوية سايكس بيكو ويؤكد أن إسرائيل لن تحقق أهدافها أفادت وكالة مهر الإيرانية بأن العالم النووي الإيراني طبطبائي قامشه وزوجته استُشهدا جراء هجوم إسرائيلي استهدفهما جيش الاحتلال الإسرائيلي يرصد إطلاق موجة صواريخ جديدة من إيران تجاه الأراضي المحتلة دونالد ترامب يهاجم مديرة الاستخبارات الوطنية بسبب تقييماتها بشأن النووي الإيراني مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي تعلن إرتفاع حصيلة الضربة الإيرانية على حيفا إلى 33 مصاباً غارة جوية استهدفت منطقة محيط ميناء الناقورة في جنوب لبنان في تصعيد جديد ضمن التوتر المتصاعد بين إسرائيل ولبنان الدفاعات الجوية الإيرانية تسقط طائرات مسيّرة إسرائيلية فوق مدينة مشهد شمال شرقي البلاد فيسبوك يطلق دعم مفاتيح المرور لمكافحة هجمات التصيد الاحتيالى عودة تدريجية لخدمات الاتصالات الثابتة والإنترنت جنوب قطاع غزة صعوبات فى الوصول إلى خدمات الإنترنت بإيران لدرء الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية
أخر الأخبار

بكائيات التغيير

المغرب اليوم -

بكائيات التغيير

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

أصبحت هناك ظاهرة فى المجتمع المصرى يوجد فيها مَن يعبرون عن الأسف الشديد والحسرة الدائمة على أن المصريين تغيروا وأصبحوا فى حالة غير تلك التى كانوا عليها. المقارنة فى معظم الأحوال تأخذ منحى أن الماضى كان جنة، أما الحاضر والأرجح فى المستقبل أيضًا، فهو جهنم وبئس المصير. المقارنة دائمًا تأخذ من الأحداث اليومية الوقود الذى تغذى به الفكرة حينما تتحول أحداث القتل والاغتصاب والعنف الدموى تجاه الأسرة والعائلة والجيرة إلى حالة عامة كانت مصر بريئة منها فى عصور سابقة. فى أحوال أخرى تكون المقارنة فى مجال الفن والأدب والسلوكيات العامة، حيث يبدو فى أيامنا هذه غريبًا وضجيجًا وخارجًا على الناموس العام، الذى ازدهر فيه الأمراء والأميرات من أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم ومحمود مختار وطه حسين وعباس محمود العقاد والأميرة التى تبرعت لبناء جامعة القاهرة، وهكذا طابور طويل ممن أسهموا فى ازدهار حياتنا.

ولكن هؤلاء على كل ما قدموه كانوا نخبة صغيرة لا تتعدى عشرات أو مئات من المتميزين، الذين بزغوا وسط شعب تراوح ما بين عشرة ملايين نسمة فى بداية القرن العشرين وعشرين مليونًا فى منتصفه. وهؤلاء لم ينته نفوذهم وتأثيرهم عند قيام ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢، وإنما ظلوا على قيادتهم للنخبة الفكرية حتى العقد الثامن من القرن عندما باتت مصر ٤٠ مليونًا فى عام ١٩٨٠، ووصلت إلى ٧٠ مليونًا عند نهاية القرن وبداية القرن الواحد والعشرين. الآن نعلم الرقم المئوى وما هو أكثر، ولكن المنتج المصرى لم يعد أفرادًا، وإنما مؤسسات كبيرة للتعليم والثقافة والنشر، والفهم المتأثر بعالم واسع من المعرفة الذائعة، والمسابقات والتنافس الكونى فى مجالات كثيرة. ربما أصبحت مصر مصرية بأكثر من أى وقت مضى، فمنذ عام ١٩٨٢ فقط باتت مصر، ولزمن قدره أربعون عامًا كاملة، متحررة من كل احتلال أو استعمار أو تبعية أو قيادة قادمة من الخارج، منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام.

لم تعد مصر حرة فقط وأهلها أحرارًا فحسب، وإنما أكثر من ذلك معبرة عن نفسها ومتصلة مع غيرها من بقاع الأرض بأكثر من أى وقت مضى فى التاريخ. نتاج ذلك كله فى الإبداع والتعبير تراكم خلال العقود الماضية، ولكن فحص ذلك ودراسته فى جميع المجالات لا يزال فقيرًا، ومع الفقر استمرت البكائية على التغيير المتجه إلى أسفل فائزة على إدراك ما هو أعلى. المعضلة الكبرى هى أن مَن عاشوا تحت تأثير مصر فى النصف الأول من القرن العشرين يخلقون فجوة شاسعة مع مَن وجدوا أنفسهم داخل القرن الواحد والعشرين. وإذا علمنا أن مَن هم أعلى سنًّا من ٦٥ عامًا يشكلون تقريبًا ٧٪ فقط من المصريين، فإن بكائياتهم على ما مضى تقف حائلًا أمام التقدم بما فيها من حزن ويأس. الأكثر خطورة أن فجوة من عدم الثقة تجرى بين شيوخ مصر وشبابها، وهى فى جانب منها فجوة حقيقية بحكم الفارق الكبير فى المعرفة التكنولوجية، التى تتيح بسهولة التواصل مع أيقونات العصر القديم، حيث نجد لكل النجوم مكانتهم مُقاسَة إحصائيًّا بالملايين للنغم ومئات الألوف للفكر. ولكن المساحة الكبرى بالطبيعة مفتوحة لكل ما هو جديد فى عالم اليوم من حيث اللغة والعلم والتكنولوجيا والفنون المختلفة، وكلها لم تعد متاحة فقط لقلة قليلة، وإنما لملايين من الشباب المصرى.

الخطورة الكبرى فى هذه الفجوة أن التواصل بين أجيال مصر لا يقع فقط فى بئر تركيز «الشباب» على التعامل والتفاعل مع «فيسبوك» الدائر طوال الوقت ساعة التقاء العائلة؛ وإنما من الممكن له أن ينجرف إلى التماسّ مع الجماعات المتطرفة والإرهابية، التى تريد لمصر حالة من الانحباس فى ماضٍ ولّى وراح، أو البقاء رهينة تقاليد لم يعد لها معنى فى العصر الحديث. بعض ما يجرى نتيجة البكائيات أنه يحرف بعيدًا عن المشروع الوطنى العام للتقدم، ويقع أسير عدد من القضايا المراد منها نتائج سياسية رجعية ومتخلفة. إثارة موضوع «الحجاب» وما سوف يتلوه عن «النقاب» ليست مجرد انتهاز فرصة حادثة قتل مروعة، وإنما تحولها من هذا الجوهر إلى جوهر آخر يأخذنا جميعًا إلى الساحات المظلمة من الماضى. هنا نعود مرة أخرى إلى التساؤل حول المساواة بين الرجل والمرأة مرة أخرى، ومثل هذا التساؤل يعيد كَرّة تالية من النظر فى «المواطنة»، التى هى الركن الأساسى للدولة الحديثة، والعلم الذى هو أساس المجتمع المتقدم. القضية بصراحة أكبر كثيرًا من حادثة قتل، إنها قضية التقدم فى بلادنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بكائيات التغيير بكائيات التغيير



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:27 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

إنتر يعلن تعاقده مع المدرب الروماني كريستيان كيفو

GMT 10:39 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

برشلونة يقترب من غارسيا ويطالب شتيغن بالرحيل

GMT 22:55 2025 الجمعة ,21 آذار/ مارس

"ميتا" تعلن عن ميزات جديدة بمنصة "ثريدز"

GMT 21:12 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نصائح الخبراء للعناية بالبشرة في المنزل

GMT 09:43 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

جزيرة "ايريوموت" متنزه طبيعي ساحر في اليابان

GMT 08:50 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

لفات طرح تناسب العباءات من وحي مدوّنات الموضة

GMT 17:30 2016 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلاث نقابات تعليمية في وجدة تطالب بتكريس الشفافية والحكامة

GMT 10:18 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

مانشستر سيتي يتعاقد مع الدولي الجزائري آيت نوري

GMT 14:15 2023 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

يونس السكوري يدعم مراجعة مدونة الشغل المغربية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib