لا كارتر ولا كلينتون

لا كارتر.. ولا كلينتون

المغرب اليوم -

لا كارتر ولا كلينتون

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

تتعاطف أنت مع عملية «طوفان الأقصى» التي أطلقتها كتائب القسام الفلسطينية على إسرائيل، ولكنك تكتشف مع قليل من التعقل أن حال الفلسطينيين بعد انتهاء العملية سيكون أصعب مما كان عليه قبلها.

ولا تستطيع أن تلوم «القسام» وهى تطلق عمليتها المكثفة، ولا أن تلوم أي فلسطينى يشارك فيها أو يدعمها، ولا تستطيع أيضًا أن تصادر على المتعاطفين مع العملية حقهم، وربما واجبهم، في نصرة القضية وجدانيًا وإنسانيًا على الأقل.

ولكنك تتطلع إلى الجانب الآخر في إسرائيل، فيتبين لك أنها هي التي ألجأت كتائب القسام إلى إطلاق عملية بهذا الحجم غير المسبوق.. وربما ننتبه إلى أن القسام أطلقت على العملية اسم «طوفان الأقصى»، رغم أن إطلاقها جاء من غزة، وليس من الضفة الغربية حيث يقع المسجد الأقصى، الذي لم تترك تل أبيب وسيلة من أول هذه السنة للإساءة إليه، إلا وأقدمت عليها، وبادرت بها، واستخدمتها بكل ما لديها من غطرسة.

أما أسباب هذه العملية فإسرائيلية بنسبة مائة في المائة، لأن نتنياهو لم يكن يفوّت مناسبة منذ أن صار على رأس الحكومة في ديسمبر ٢٠٢٢، إلا وينفى فيها أي استعداد لديه لقيام دولة فلسطينية إلى جانب الدولة العبرية، بل إنه جاء عليه وقت في الصيف دعا فيه إلى اقتلاع الفكرة من جذورها.. فكرة قيام دولة للفلسطينيين على أرضهم.. ولهذا فإنه قد جاء بوزيرين في حكومته أشد منه تطرفًا في كل شىء!

جاء بوزير للأمن القومى لا يواظب على شىء بقدر ما يواظب على اقتحام الأقصى، ويدعو آخرين من المستوطنين إلى اقتحامه إذا لم يجد الوقت ليقتحمه هو، فإذا شاركهم الاقتحام راح يستفز الفلسطينيين والعرب والمسلمين بما لم يفعله وزير في مكانه من قبل.

وجاء نتنياهو بوزير آخر يتولى حقيبة المالية، ويمارس التطرف تجاه الفلسطينيين بكل ما يجده من قوة، وقد بلغ في تشدده إلى حد أنه لما ذهب ذات يوم في زيارة إلى فرنسا، فإن الفرنسيين غيروا مكان تواجده أكثر من مرة خوفًا على حياته!

ضاعت القضية وتضيع كل يوم بين فرص أهدرها أهلها مرات ومرات، ومحتل يستنزف أصحاب القضية بكل الوسائل، ولا يوجد طرف دولى يستطيع أن يحمل تل أبيب على الجلوس على مائدة الحل.. لقد مضى الزمن الذي كان فيه ساكن البيت الأبيض يتحمس للقضية ويتبناها، وليس في واشنطن اليوم رجل مثل كارتر ولا مثل كلينتون، ولكن فيها ترامب ثم إن فيها بايدن.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا كارتر ولا كلينتون لا كارتر ولا كلينتون



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 12:24 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحمل السبت26-9-2020

GMT 07:07 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

شائعة تبعد "مقالب رامز" عن بركان في الفلبين

GMT 19:46 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

البرلمان المغربي يصادق على مشروع قانون المالية لسنة 2020

GMT 12:54 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على مواصفات برج القوس ووضعه في حركة الكواكب

GMT 11:02 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

غاريدو يحمل فتحي جمال مسؤولية مغادرته للرجاء

GMT 00:38 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

سيدة ميتة دماغيًا منذ أربعة أشهر تنجب طفلة سليمة

GMT 00:01 2019 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

فان دايك يتوج بجائزة أفضل لاعب في إنجلترا

GMT 00:16 2019 الأحد ,07 إبريل / نيسان

أمل الفتح يتوج بطلا ويحقق الصعود

GMT 01:30 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

بيع أوّل نسخة في العالم من "تويوتا سوبرا GR"

GMT 01:30 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أفكار لحديقة الزهور ولمسة من الجمال

GMT 10:18 2018 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل حياة الدوقة كيت ميدلتون قبل زواجها من الأمير هاري

GMT 01:36 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

وفاء عامر تبدي ألمها بإصابة فاروق الفيشاوي بالسرطان

GMT 07:55 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

الأثاث البني موضة لن تنتهي في عالم الديكور

GMT 20:54 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

قائمة افضل لاعب في العالم بدون جريزمان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib