لاعب الكريكيت الذي غادر ملعب السياسة من دون مقدمات
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

لاعب الكريكيت الذي غادر ملعب السياسة من دون مقدمات!

المغرب اليوم -

لاعب الكريكيت الذي غادر ملعب السياسة من دون مقدمات

سليمان جودة
بقلم : سليمان جودة

إلى ساعات قليلة مضت، كان لاعب الكريكيت السابق عمران خان يحكم باكستان، تماماً كما يحكم ليبيريا من سنوات جورج ويا، لاعب كرة القدم السابق! ورغم أن خان لاعب كريكيت محترف، ورغم أن له سمعة دولية في مجال احترافه، ورغم أنه حقق لبلاده مكانة في ساحة هذه اللعبة، فإنه وجد نفسه فجأة خارج الملعب السياسي من دون مقدمات. كان يحكم بلاده بأغلبية برلمانية نسبية حققها حزب «حركة إنصاف» الذي يرأسه، ولكن المعارضة توحدت فجأة هي أيضاً ضده، وسحبت منه الثقة رئيساً للوزراء، وأعطتها لشهباز شريف الذي جلس على رأس الحكومة.
ولأن نظام الحكم في باكستان نظام برلماني، فالصلاحيات كلها في يد رئيس الحكومة، وليست في يد رئيس الجمهورية، ولذلك، فجميع الذين يتابعون ما يجري هناك يعرفون اسم عمران خان، ولا يعرفون في المقابل أن في البلد رئيس جمهورية، وأن اسمه عارف علوي، وهذا ما ستجده بالضبط عند المقارنة بين رئيس وزراء إسرائيل وبين رئيسها، وكذلك الحال في كل عاصمة تأخذ بالنظام البرلماني وتعتمده.
وفي أجواء المعركة السياسية الساخنة بين الطرفين، وفي أثناء كل هذا الشد والجذب بين خان وشهباز، فإن اسم علوي لم يظهر إلا بالكاد، وإلا عندما حاول خان الهروب إلى الأمام وطلب من رئيس الجمهورية حل البرلمان، وحين استجاب الرئيس وأصدر قرار الحل بالفعل، فإن المعارضة ذهبت إلى المحكمة العليا التي أعادت البرلمان، فوجد عمران خان أنه يقف في مواجهة المصير الذي حاول الهرب منه بكل طريقة ممكنة!
وما يحدث في باكستان لا بد من أن نهتم به هنا، وأن يمثل جانباً من انشغالاتنا العامة لعدة أسباب؛ منها -مثلاً- أن هذه الدولة جزء من الشرق الأوسط الكبير بمعناه الواسع الممتد، فلا يزال الشرق الأوسط في أحد تعريفاته يفتح زاوية النظر لتشمل المغرب في أقصى الغرب إلى باكستان في أقصى الشرق.
ومن بين الأسباب أيضاً أنك إذا تطلعت إلى موقع باكستان على الخريطة فستجدها على حدود مباشرة مع إيران التي تنام على الشاطئ الشرقي للخليج العربي من شماله إلى جنوبه! وهناك سبب ثالث قد يكون أهم، هذا السبب هو أن باكستان دولة نووية، وهذا في حد ذاته سبب يكفي ليجعل من النزاع فيها على رئاسة الحكومة حدثاً يهم الآخرين حولها. إنَّ في يدها هذا السلاح الذي لا يتوفر إلا لدول في العالم معدودة على أصابع اليدين. ومن شأن وجود السلاح النووي لدى الدولة في عالمنا المعاصر أن يجعل الحركة السياسية المفاجئة في داخلها، من نوع ما جرى بين عمران وخصومه، عملاً يخص منطقتها كلها، ويكاد يخص العالم معها، ولا يخصها وحدها في موقعها بحدودها الأربعة.

والإشارة إلى نزاع على رئاسة الحكومة في باكستان، ليست من المبالغة في شيء؛ لأن خان نفسه قال إنه لا يعترف بالحكومة الجديدة ولا برئيسها، ثم إنه لم يتوقف عند هذا الحد، ولكنه أوعز إلى نواب «حركة الإنصاف» في البرلمان، فاستقالوا من المجلس النيابي. وعندما يستقيل 155 نائباً يمثلون الحركة في عمل السلطة التشريعية، من بين 342 نائباً هُم مجمل عدد نواب البرلمان، فإن لنا أن نتخيل حجم الخلل الذي يمكن أن يصيب أداء العمل البرلماني في دولة يحكمها نظام برلماني!
وإذا طاوعنا أنفسنا في إحصاء الأسباب التي تجعلنا شركاء من حيث الاهتمام في كل حدث باكستاني كبير، فسوف نجد كثيراً من الأسباب، غير أن هذه الأسباب الثلاثة المشار إليها تكفي في مقامها وتزيد، وتجعلنا نتطلع إلى أرض باكستان كما نتطلع إلى أرضنا التي نحيا فوقها ونعيش!
وربما يكون الشيء المثير في معركة خان مع الخصوم السياسيين الذين جردوه من منصبه من دون سابق إنذار، أنه تحدث عنهم باعتبارهم واجهة لمؤامرة خارجية فاعلة، وهو لم يتكلم عن المؤامرة في العموم، كما يجري الأمر عادة في مثل هذا الحديث على لسان أي سياسي، ولكنه سمى الطرف الواقف وراء المؤامرة، ولم يشأ أن يخفيه أو حتى يشير إليه من بعيد. لقد سمى الولايات المتحدة صراحة، وكان تقديره أن زيارته إلى موسكو في اليوم نفسه لبدء الحرب على أوكرانيا، في الرابع والعشرين من الشهر قبل الماضي، هي السبب الأساسي الذي حرض واشنطن عليه. وكانت هناك في ظنه أسباب أخرى، من بينها انتقاداته التي يعلنها في حق السياسة الأميركية، سواء في أفغانستان هذه الأيام، أو في أرض العراق من زمن!
والسؤال هو: هل يمكن أن تكون إدارة جو بايدن وراء انقلاب المعارضة المفاجئ على خان؟! من ناحية المبدأ: ممكن جداً، وإذا صح اتهامه لها فلن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي تتدخل فيها الولايات المتحدة لإقصاء حاكم من مكانه، بمثل ما أنها ليست المرة الأولى، فالتاريخ مليء بالحالات والأمثلة، وفي أميركا الجنوبية وحدها ما يكفي ويزيد من الحالات! ولكن السبب الذي يسوقه خان ليس مقنعاً، وإلا فماذا ستفعل العاصمة الأميركية مع رؤساء دول وحكومات عديدة حول العالم، لم يتحمسوا لعقوباتها مع أوروبا وحلفائهما على روسيا، ولم يطاوعوها في إحكام الخناق حول رقبة موسكو، ولم يذهبوا مذهبها منذ بدأت الحرب الروسية في أوكرانيا، ولم يمشوا وراءها فيما تريده وترغبه من يوم بداية الحرب؟! هل ستعمل في مرحلة لاحقة على إسقاطهم جميعاً كما أسقطت عمران خان في باكستان؟ وهل ستتعقبهم كلهم كما راحت تتعقبه وتسلط عليه المعارضة؟! عملياً يبدو الأمر صعباً، وسياسياً يبدو الأمر أصعب؛ لأن لسان حال الولايات المتحدة في هذه الفترة لا يكشف عن انخراطها في سياسات من نوع ما يتحدث عنه خان، بقدر ما يكشف عن سياسات احتواء، وسياسات حشد لمزيد من الحلفاء، لا عن سياسات إضافة خصوم آخرين على قائمة خصومها، وهي تدفع أوكرانيا إلى خوض حرب بالوكالة ضد الروس.
أما شهباز شريف، فما كاد يتسلم عمله الجديد حتى راح يقطع الطريق على عمران في هذه المسألة ويقول إنه لو تقدم أحد بدليل واحد على أن واشنطن تدعم قرار المعارضة سحب الثقة من رئيس الحكومة السابق، فسيستقيل من موقعه على الفور! وهو بالطبع يعرف ماذا يقول؛ لأن هذه أمور من الصعب تقديم أدلة ملموسة عليها، ولأنها أمور قد يحسها الجالس في مكان عمران قبل سحب الثقة منه، ولا يجد فيها ما يمسكه بيديه، ولو كان من الممكن تقديم دليل لكان هذا الدليل قد ظهر وتسرب منذ اللحظة الأولى التي تحفزت فيها المعارضة وتحركت! ولكن هذا لا ينفي أن نظل نفتش عن السبب الذي جعل الغطاء السياسي يرتفع بهذا الشكل المفاجئ عن لاعب الكريكيت البارع، فيفقد منصبه الرفيع في غمضة عين، كما أن هذا أيضاً لا ينفي أن نذهب إلى البحث عن السر الذي جعل براعة الرجل الرياضية في ساحة الكريكيت تخونه، فلا تسعفه في البقاء داخل مشهد سياسي بقي في القلب منه ما يقرب من أعوام أربعة.
إن شهباز يتحدث عن تراجع غير مسبوق في سعر الروبية، وعن عجز في الموازنة العامة للدولة، وعن عجز في الميزان التجاري، وبالإجمال عن «إنقاذ القارب من الغرق»، وكلها أشياء لم تكن محل كلام ولا تداول في الإعلام إلى ما قبل رحيل عمران بساعة.
فماذا جرى؟! وما الذي استجد؟! الواقع يقول إن السر موجود في جيب الجنرال قمر جاويد باجوا، قائد الجيش الباكستاني؛ لأن الجيش منذ استقلال البلاد عن الهند في 1947، هو تقريباً أهل الحل والعقد فيها، وهو الذي يرفع الغطاء السياسي للحكومات وهو الذي يضعه، وما سوى ذلك تفاصيل في داخل الإطار العام!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لاعب الكريكيت الذي غادر ملعب السياسة من دون مقدمات لاعب الكريكيت الذي غادر ملعب السياسة من دون مقدمات



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib